الفهرس 
الصلات الثقافية بين العرب والصين حتى القرن السابع الهجري/ الرابع عشر الميلادي.يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 156 |  |  |
| | | from | 156 | | |
المستخلص
- يتضح من دراسة كتاب «آثار البلاد وأخبار العباد» للقزويني أن الأدب الجغرافي العربي بلغ ذروة الإبداع الفني في هذا المجال في عصر القزويني.
2- يمتاز كتاب «آثار البلاد وأخبار العباد» للقزويني بالذخيرة اللغوية ودقة الملاحظة والوصف للبيئات والمجتمعات الأجنبية خارج العالم الإسلامي التي تكونت فيها الخبرة الكونية للسان العربي.
3- رؤية القزويني للبلاد رؤية حضارية؛ التزم فيها القزويني بمنهج الحغرافيين العرب السابقين في وصف البلدان، وتخيّر من نصوصهم ما يتفق مع خطته في وضع صورة حية إيجابية لأقاليم العالم تكشف للقارئ مدى الغنى والثراء والتنوع في هذا العالم الذي خلقه الله وسخره للإنسان وخلق الإنسان ليعمر هذا العالم ولتستمر فيه الحياة بأشكالها التي ميزت أهل كل إقليم في اللون واللغة والعادات والتقاليد بحيث يجتمع منها هذا التكامل والتجدد في الحياة البشرية على الأرض.
4- إن دافع القزويني في وصف العالم والتجمعات البشرية في أقاليمه السبعة والصلات بينها يتأسس على رؤية نابعة من ثقافته العربية الإسلامية التي تلخصها الآية القرآنية: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا» (الحجرات 13)، بما ينطوي على الوحدة بين الأجناس البشرية مع التنوع الذي ينتج عنه استمرارية الحضارة والعمران البشري على الأرض.
5- يبحث القزويني في حديثه عن كل إقليم من أقاليم العالم عما يتميز به هذا الإقليم في مكوناته الطبيعية وخصائصه البشرية ساعيا إلى الكشف عن صورة متكاملة لهذا العالم، كما أشار القرآن الكريم في بعض آياته: «صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ» (النمل 88)، فهو خَلْقُ الله «ٱلَّذِي أَحسَنَ كُلَّ شَيءٍ خَلَقَهُ» (السجدة 7).
6- في إطار هذه الرؤية الثقافية تتضافر أدوات القزويني العلمية والأدبية في رسم صورة العالم بمكوناتها النابضة بالحياة والروح الجذابة التي تحبب القارئ في كل ما يصفه وتثير فيه روح التطلع لمعرفة أكثر بتفاصيل هذه الصورة التي رسمها وأجمل فيها وصف كل إقليم ومكوناته الطبيعية وسكانه.
7- من تقنيات الوصف عند القزويني استخدام بعض الأساليب منها: أسلوب التفضيل، الأسلوب الإضافي، والجمل القصيرة، والأسلوب التصويري
8- يتمتع أسلوب القزويني في كتابه «آثار البلاد وأخبار العباد» بالوضوح والجمال الأدبي، مما يَدُلُّ على الخبرة الأدبية العالية والتمكُّن من أدواته الفنية مع أن موضوع الكتاب ينتمي إلى المجال العلمي ويعالج موضوعات جغرافية وفلكية وأنثروبولوجية. ويبدو من محتوى الكتاب أن القزويني يهدف إلى وضع نص أدبي للقارئ العام يتوفر فيه عنصران: المتعة والمعرفة: المتعة من خلال تذوق جماليات الصياغة الأدبية والأسلوب السردي الغالب على مواد الكتاب، والمعرفة المتحصلة من كمّ المعارف الجغرافية والتاريخية والحقائق العلمية المبثوثة في ثنايا الحديث عن معالم كل موضع أو مكان.