Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الأفعال المتحولة بين الدلالة الأصلية والفرعية في القرآن الكريم /
المؤلف
سليمان، أحمد محمد محمد .
هيئة الاعداد
باحث / أحمد محمد محمد سليمان
مشرف / حسن محمد نورأ
مشرف / تامر سعد إبراهيم
مشرف / اسامة محمد سليم
الموضوع
القران الكريم.
تاريخ النشر
2020.
عدد الصفحات
208ص. - ؛
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
اللغة واللسانيات
الناشر
تاريخ الإجازة
19/12/2020
مكان الإجازة
جامعة قناة السويس - كلية الاداب - اللغة العربية وادابها
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 220

from 220

المستخلص

إن الفعل في اللغة العربية يُعَدُّ ركنًا أساسًا من أركان الكلام، وهو مصطلح من المصطلح اتالتيوجدتبوجودالنحو، وقد اتفق جُلُّ النحاةعلىتعريف الفعل؛ بَيْدَ أنهمقد اختلفوا -فيبعضالأحيان -فيطريقةالتعبيرعنذلكالتعريف.
الفعللغةً:
قالالخليلُ(ت175ه): ” فَعَلَيَ فْعَلُ فَعْلًاوفِعْلًا،فالفَعْلُ: المصدر،والفِعْل: الاسم ” وممايوضح سرتسميته بالفعل ماذهب إليهابنالأنباري(ت 328ه)بقوله: ” سميالفعلفعلًالأنهيدل على الفعلالحقيقي،ألاتريأنكإذاقلت (ضرب) دل على نفسالضربالذيهوالفعلفيالحقيقةفلمَّادلعليهسُميبهلأنهميُسمونالشيءبالشيء،إذاكانمنهبسببوهوكثيرفيكلامهم ” .
وقالابنفارس(ت395ه) ” فعلالفاءوالعينواللامأصلٌصحيحيدلُّ على إحداثشيءمنعملٍوغيره ” وهو ” لفظيعبربهعنجميعالأفعال (الأحداث) لاشتراكالمتضاداتفيهألاتريأنالقائليقول (قامزيد) فنقول:فعل،وتقول (قعد) فنقول:فعل،ومثله (دحرج ودخل) إلى غيرذلكمنمختلفاتالأفعال،فصارتتسميةجامعة،قالاللهعزوجل(لايُسألعمّايفعل) .ولوجئتبغيرهذهالأحرف – أعنيالفاءوالعينواللام – عبارةعنالفعلينالمتضادينلاختلَّعليكهذاالأصل ولميطردذلكالقياس ” .
وقد ذهبالراغب الأصفهاني(ت 502ه) إلى أن ” الفعلالتأثيرمنجهةمؤثروهوعاملماكانبإجادةأوغيرإجادة ولماكانبعلمأوبغيرعلم وقصدأوغيرقصد ولماكانمنالإنسانوالحيوانوالجماداتوالعملمثلهوالصنعأخصمنه ” . والفعل كما عبر عنه ابن سيده في محكمه هوكنايةعنحركةالإنسان.
وأمَّا تعريف الفعل في اصطلاح النحاة فكالتالي:
قالسيبويه(180ه):”أماالفعلفأمثلةأخذتمنلفظأحداثالأسماء،وبنيتلمامضي،ولمايكون،ولميقع،وماهوكائنلمينقطع . فأمابناءمامضيفذهبوسمعومكثوحمد،وأمابناءمالميقعفإنهقولك:آمرًا:اذهبواضرب،ومخبرًا:يذهبويضرب،وكذلكبناءمالمينقطعوهوكائنإذاأخبرته” .
وقال الراغب الأصفهاني (502ه):”الفعلهوالهيئةالعارضةللمؤثرفيغيرهبسببالتأثير،أولاكالهيئةالحاصلةللقاطعبسببكونهقاطعاوفياصطلاحالنحاة:مادل على معنىفينفسهمقترنبأحدالأزمنةالثلاثة . والفعلالاصطلاحي:هولفظ (ضرب) القائمبالتلفظ . والفعلالحقيقي،هوالمصدر،كالضربمثلا . والفعلالعلاجي:مايحتاجحدوثه إلى تحريكعضوكالضرب،والشتم . والفعلغيرالعلاجي:مالايحتاجإليه،كالعلم،والظهر” .
وللفعل علامات يعرف بها:
وأشارابن جني (ت392ه) إلى علامات الفعلبقوله:”والفعل:ماحسنفيه (قد) أوكانأمرا،فأما (قد) فنحوقولك:قدقام،وقدقعد،وقديقوم،وقديقعد،وكونهأمرانحو:قمواقعد‟ .
[وجمع ابن مالك علامات الفعل فقال:-]
”بِتَافَعَلْتَوَأَتَتْوَيَاافْعَلِيوَنُونِأَقْبِلَنَّفِعْلٌيَنْجَلِي
وقالابنآجُرُّوم (ت723ه):”والفعلُ يُعرَفُ بقد، والسِّين، وسَوف، وتاء التأنيث الساكنة” .
دلالاتالفعل:
للفعلفيذاتهدلالاتثلاثةلفظيةوصناعيةومعنوية؛قال ابن جني(ت392ه):اعلمأنكلواحدةمنهذهالدلائلمعتدمراعيمؤثر؛إلاأنهافيالقوةوالضعف على ثلاثمراتب:فأقواهاالدلالةاللفظية،ثمتليهاالصناعية،ثمتليهاالمعنوية،ولنذكرمنذلكمايصحبهالغرض . فمنهجميعالأفعال،ففيكلواحدمنهاالأدلةالثلاثة،ألاتري إلى (قام ) ودلالةلفظه على مصدره،ودلالةبنائه (أيصيغته) على زمانه،ودلالةمعناه على فاعله،فهذهثلاثةدلائلمنلفظهوصيغته،ومعناه،وإنماكانتالدلالةالصناعيةأقويمنالمعنوية،منقبلأنهاوإنلمتكنلفظًا،فإنهاصورةيحملهااللفظ،ويخرجعليها،ويستقر على المثالالمعتزمبها،فلماكانتكذلكلحقتبحكمه،وجرتمجرياللفظالمنطوقبه،فدخلابذلكفيبابالمعلومبالمشاهدة .
أماالمعنى،فإنمادلالتهلاحقةبعلومالاستدلال،وليستفيحيزالضروريات،ألاتريحينتسمع (ضرب) قدعرفتحدثهوزمنه،ثمتنظرفيمابعد،فتقول: هذافعل،ولابدلهمنفاعل،فليتشعريمنهو؟فتبحثحينئذ إلى أنتعلمأنالفاعلمنهو؟وماحاله؟منموضعآخرلامنمسموع (ضرب) ألاتريأنهيصلحأنيكونفاعلهكلمذكريصحمنهالفعلمجملًاغيرمفصل،فقولك:ضربزيد،وضربعمرو ... ونحوذلكشرعسواء،وليسلضرببأحدالفاعلينهؤلاء،ولاغيرهمخصوصليسلهبصاحبه،كمايخصبالضربدونغيرهمنالأحداث،وبالماضيدونغيرهمنالأبنية،ولوكنتإنماتستفيدالفاعلمنلفظ (ضرب) لامعناه،للزمكإذاقلت:قامأنتختلفدلالتهما على الحدثلاختلافلفظيهما،وليسالأمرفيهذاكذلك،بلدلالةضرب على الفاعلكدلالةقاموقعد،وأكلوشربوانطلق ... فقدعلمتأندلالةالمثال على الفاعلمنجهةمعناه،لامنجهةلفظه،ألاتريأنكلواحدمنهذهالأفعالوغيرهايحتاج إلى الفاعلحاجةواحدة،وهواستقلالهبه،وانتسابهإليه،وحدوثهعنهأوكونهبمنزلةالحادثعنه على ماهومبينفيبابالفاعل .
قال ابنالعربي(ت543ه)”وكذلكعادةالعربأنتحملمعانيالأفعال على الأفعاللمابينهمامنالارتباطوالاتصال،وجهلتالنحويةهذا،فقالكثيرمنهم:إنحروفالجريبدلبعضهامنبعض،ويحملبعضهامعانيالبعض،فخفيعليهموضعفعلمكانفعل،وهوأوسعوأقيس،ولجؤوابجهلهم إلى الحروفالتييضيقفيهانطاقالكلاموالاحتمال‟ .
الفعل بين الدلالة الأصليةوالفرعيةفيالنحو العربى:
لقدسيطرتفكرةالأصلوالفرععلىمجملالتفكيراللغويالعربيمنذالعصرالقديموحتىالعصرالحديث،والمهتمُّبالفكراللغويالعربيوبعلوماللغةالعربية،سيُلاحظودونأدنىشكٍّشيوعظاهرةالأصلوالفرعفيالكتبوالأعمالاللغويةالقديمة؛مننحوية،وصرفية،وصوتية،وعَروضيةوبلاغية...
إنظاهرةالأصلوالفرعحاضرةوموجودةفيالدراساتاللغويةكافةبمعانٍومدلولاتمختلفةومتباينة،وهيمنأكثرالقضاياوجودًافيالنحو العربيحتىصارتعلمًاعلىبعضالعلوم.
لقدوردتكلمة ”الأصل” فيالمعاجمالقديمةوالحديثة،وتُطلَقعلىمعانٍمُتعدِّدة،والملاحظهوتقارُبهذهالمعانيرغماختلافطبيعةالمعاجم،فالخليلبنأحمدالفراهيدي (ت170هـ) يُعرِّف ”الأصل” بأنه: ”أسفلكلشيء،واستأصلتالشجرة؛أي: ثبُتأصلُها،واستأصلاللهفلانًا؛أي: لميدعلهأصلًا” . ووردفيلسانالعربلابنمنظور(ت711هـ): ”الأصلُ: أسفلكلشيء،وجمعهأصول،لايُكسَّرعلىغيرذلك،وهواليأْصُول،يُقال: أصلمؤصَّل،واستعملابن جني(ت392ه)الأصليةموضعالتأصُّل،فقال: الألفوإنكانتفيأكثرأحوالهمابدلًاأوزائدة،فإنهاإذاكانتبدلًامنالأصلجرتفيالأصيلةمجراه،وهذالمتنطقبهالعرب؛إنماهوشيءاستعملتهالأوائلفيبعضكلامها” .أمافي(المعجمالوسيط) فكلمة ”الأصل” جاءتبمعنى: أصلالشيء؛أي: ”أساسهالذييقومعليه،ومنشؤهالذيينبتمنه،والأصل: كرمالنسب ” .
وردت كلمة ”الفرع” فياللغةتدلُّعلىالمعانيالآتيةفهي: عندالخليل: ”أعلىكلشيء،وجمعه: فروع،والفروع: صعودمنالأرض،ووادمُفْرِع: أفرعأهلَه؛أي: كفاهمفلايحتاجونإلىنُجْعة،والفرع: المالالمعدُّ،ويُقال: فرِعيفرَعفرعًا،ورجلأفرع: كثيرالشعر،والفارعوالفارعةوالأفرعوالفرعاءيُوصَفبهكثرةالشَّعَروطولُهعلىالرأس،ورجلمُفْرَعالكتف؛أي: عريض،وأفرعفلانإذاطالطولًا” .ولماكانالأصلأسفلالشيءوالفرعأعلاه،كانتالعلاقةبينهماتكاملية،كلواحدمنهمافيحاجةلوجودالآخرإلىحدٍّبعيديستحيلمعهالكلامعنالفرعفيغيابالأصل. واتَّفقجمهورنحاةالعربية - بصريونوكوفيون،قدامىومحدثون - علىفكرةواحدة،وهيأنالأصلفيالعملوالتأثيرللفعل،فالحرف،فالاسم.