Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
التوجيه النحوي للقراءات القرآنية الشاذة
عند مكي بن أبي طالب
/
المؤلف
سمك، أحمد فوزي إبراهيم .
هيئة الاعداد
باحث / أحمد فوزي إبراهيم سمك
مشرف / أسامة محمد سليم
مشرف / تامر سعد الغزاوي
مشرف / ندا الحسينى ندا
الموضوع
القران الكريم.
تاريخ النشر
2020.
عدد الصفحات
277ص. - ؛
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
اللغة واللسانيات
الناشر
تاريخ الإجازة
21/10/2020
مكان الإجازة
جامعة قناة السويس - كلية الاداب - اللغة العربية وادابها
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 295

from 295

المستخلص

الحمد لله الذي أنزل الكتاب على عبده، عربيا مُبَيِّنا لأمره، أنزله على خير خلقه، نبي عربي أظهره على جميع خلقه، كتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيلٌ من حكيم حميد، وقال في محكم تنزيله:ﱧﲙﲚﲛﲜﲝﲞﲟﱦ[يوسف: ٢]، وقال:ﱧﭐﱎﱏﱐﱑﱦ[النحل: ١٠٣]، وقال:ﱧﭐﲲﲳﲴﲵﲶﲷﲸﱦ [الزمر: ٢٨].
وأشهد أن محمدا -  - عبده ورسوله، دعا - وكل نواحي الأرض مغبرة مجدبة-، فإذا الغبراء خضراء، وأتى جموع الطغيان ففلها، وليوث الأوثان فأذلّها، وعُقَدَ الشرك فحلّها، ودواعي الفُرقة فشلّها، وأحقاد القلوب فسلّها، بشّر الأمة وأنذرها ودلّها، وسقاها بوابل القرآن وعلّها، صلوات الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه، صلاة دائمة إلى يوم تضع كل ذات حمل حملها، وجزاه الله عنا كل خير، ولاقته المسرة والسلام، وأسكننا بصحبته جنانا، تحية أهلها فيها السلام.
وبعد.
فلقد قال تعالى: ﱧﭐﲇﲈﲉﲊﲋﲌﲍﱦ [الحجر: ٩]، وبحفظه حاز القرآن من الاهتمام والعناية ما لم يكن لكتاب من قبله، ومن مظاهر حفظه الاهتمامُ برسمه وعددُ آيه، وتجويده وتلاوته، وتوجيه قراءاته، ومعاني ألفاظه، ومعرفةُ أحكامه العقدية والعملية، وكان هذا في كل زمان ومكان.
وكتاب الله هو المنهل الصافي، الذي لا ينضب ماؤه وإن طال الزمان، ولا يقصده قاصد إلا أخرج من دُرَرِه ولُؤلُؤٍه ما يعجز أمامه البيان، ولا تنقضي عجائبه، ولا تنتهي فرائده وفوائده، من قصده يبتغي خيرا فتح الله له خزائنه، ومن قصده يبتغي شرا أغرقه الله على شواطئه، فيرفع الله به أقواما ويضع به أخرين.
ومما يميز النحو العربي أنه نشأ في أكناف القرآن الكريم وقراءاته، وهي معينٌ صافٍ يَرِدُه كل وَارد، يستقي منها أدلة النحو الإجمالية، والشواهد النحوية التي يستدل بها على صحة القاعدة النحوية، فهي بذلك-أي القراءات- حاكمة على قواعد النحو ابتداء، فكل ما جاءت به القراءات القرآنية له أصل عربي، ولو كان على غير المشهور من كلام العرب، فلا تخرج عن وصفها بالعربية، ويبحث كل عالم من علماء النحو فيها على ما يؤيد مذهبه النحوي، ويعد التوجيه للقراءات القرآنية من الدراسات المتعلقة بعلوم العربية وفي القلب منها النحو.
وكان علماء العربية والمفسرون لا يفرقون -في ذلك- بين القراءات المتواترة والشاذة، فهذه التقسيمات ما بنيت على أساس لغوي، بل كان على شهرة الإسناد وغرابته، وهو بذلك لا ينفي عنها قوة الاحتجاج بها على القواعد والمسائل النحوية.
وشرف كل علم بشرف المتعَلم، وكم من شرف يناله من جعل كلام الله موضوعا لدراسته وبحثه، ولذا وقع الاختيار على بحث يتعلق بتوجيه القراءات القرآنية توجيها نحويا، ومن يطالع ما أُلِّف في هذا المضمار، يجد جبلا أشمَّا يراه القاصي والداني، ونجما في سمائه لا ينكر نوره راءٍ، ونهرا يغترف منه كل من جاء من بعده، فكم زاد على سابق، وأتعب لاحق، ذاك هو الإمام مكي بن أبي طالب.
وهو ممن جمع بين علوم القرآن واللغة والقراءات رواية ودراية، وكان لتوجيه القراءات من مؤلفاته نصيب موفور، ومن أهم مؤلفاته التي تطرق فيها إلى التوجيه النحوي: تفسيره (الهداية إلى بلوغ النهاية)، و(مشكل إعراب القرآن)، ونظرا لأهمية مؤلفاته في علم التوجيه، فضلا عن مكانة المؤلف بين أبناء عصره ومن جاء بعده من أهل العلم، جمعت عزمي على هذه الدراسة، وكونها لم تدرس قبل ذلك، ثم آثرت - بعد الاستعانة بالله واستشارة أهل العلم - أن تكون موسومة بـ (التوجيه النحوي للقراءات القرآنية الشاذة عند الإمام مكي بن أبي طالب).
كانت كتبه مليئة بالتوجيهات النحوية للقراءات المتواترة والشاذة على سواء، بل نجده في بعض التوجيهات يقوي قراءة شاذة - من جهة النحو- على قراءة متواترة، لقوة التعليل النحوي في الشاذة، وإشكالٍ يراه في توجيه القراءة المتواترة( )، وفي كتاب الكشف عند اختياره بين القراءات المتواترة، نجده يذكر من أسباب تقوية بعض حروف القراءات المتواترة موافقة القراءات الشاذة لها؛ لأنه لا يرى فارقا بينهما من ناحية العربية.