الفهرس 
مدخل البحثيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 152 |  |  |
| | | from | 152 | | |
المستخلص
النفس البشرية معجزة من معجزات الخالق عز وجل ذكرها في كتابه ، ولكن البشر لم يستطيعوا الكشف عنها وعن أسرارها، وأسموا الإضطرابات التي تجري فيها بالأمراض النفسية غير العضوية، وتلك الأمراض مجال واسع متغير متعدد الأسماء والصفات ، يطلق عليه الأطباء تسميات لكي يتمكنوا من التفاهم حول الأعراض بلغة محددة، ومن أعقد المشاكل غير العضوية التي تواجه جميع المجتمعات في العالم هي مشكلة التوحد.
عندما نعرف مشكلة الطفل ذوي اضطراب التوحد وكيفية تأثير الاضطرابات السلوكية على حياته، ومعرفتنا بالاضطراب وأنماطه، فإن ذلك يسهل علينا التعامل معه ووضع الخطط العلاجية والتدريبية، مما يجعله فرداً فاعلاً في مجتمعه، ومن أهم الأسس التي تساهم في التعامل مع الطفل ذوي اضطراب التوحد هو تكوين علاقة حميمة معه وعلى كسر حاجز العزلة الذي بناه حول نفسه ، والعمل كفريق واحد من المتخصصين مع العائلة من خلال برنامج خاص للطفل نفسه يلائم قدراته ومعوقاته.
في عام 1943 كتب الطبيب النفسي ليوكانر Leo Kanner مقالة تصف أحدى عشر مريضاً تابع حالتهم على مدى سنوات في عيادته، هؤلاء الأطفال كانوا يتصفون بمجموعة من الأعراض المرضية تختلف عن الأعراض النفسية التي تعود على متابعتها أو قرأ عنها في المنشورات والكتب الطبية، وقد أستعمل مصطلح التوحد Autism لأول مرة للتعبير عنها، وتتابعت البحوث والدراسات في محاولة لإجلاء الغموض عنه. ويجب على العائلة التي لديها طفل مصاب بأحد الأمراض السلوكية بمعرفة حالته، لأن ذلك سوف يساعد في تحديد إمكانيات وبرامج ووسائل التدخل العلاجي والتأهيل سواء على المستويات الطبي والتربوي والاجتماعي(عبدالله الصبى،2002 ).
فاضطراب التوحد كاضطراب نمائي عام أو منتشر يؤثر بالسلب على العديد من جوانب النمو الأخرى ليس على الجانب العقلي أو الجانب الاجتماعي فقط، بل إن الواقع يشهد أن أغلب جوانب النمو تتأثر به مثل (الجانب الاجتماعي ، الجانب اللغوي ، الجانب الانفعالي ، اللعب ، السلوكيات)(عادل عبدالله،2014، 14).
لذا إهتمت العديد من الدراسات الحديثة بالطفل ذوى اضطراب التوحد ولا شك أن الازدياد العالمي لهؤلاء الأطفال قد أدى إلى ضرورة عمل دراسات متخصصة وسريعة لمعرفة طرق العلاج وتقديم برامج تربوية علاجية لمساعدة الآباء والمشرفين (سهى أحمد أمين،2002،2).
وتشير سميرة عبد اللطيف(1998) منذ أن تعرف العالم ليوكانرعلى اضطراب التوحد لم يحصل المصابون بها على خدمات متكاملة تحقق لهم الإندماج الطبيعى فى مجتمعاتهم أسوة بأقرانهم من ذوى الاحتياجات الخاصة، وخاصة فى وطننا العربي(سماح قاسم،2006، 12 ).
ونجد أن الأطفال ذوى اضطراب التوحد يعانون العديد من المشكلات في القدرات العقلية مثل الانتباه والتركيز والإدراك، ومشكلات في التفاعل الاجتماعي، ومهارات رعاية الذات، إضافة إلى عدم قدرتهم على ادراك بعض المفاهيم والاتجاهات فهم غير قادرين على التمييز وعدم تقدير للمسافات، مما قد يؤثر على حياتهم كلها نتيجة على عدم قدرتهم على استخدام هذه المفاهيم بصورة مناسبة للموقف الذى يتعرضون له، كما أنها قد تعوق عمليه تواصلهم مع المحيطين بهموتؤثر على مهارات رعاية الذاتلديهم وبالتالي يصعب اندماجهم في المجتمع .
وتتضمن مهارات رعاية الذات أربعة مجالات منفصلة وهى (تناول الطعام ، وارتداء الملابس وخلعها ، واستخدام الحمام ، والنظافة الشخصية).
وتتطلب مهارات رعاية الذات إلى اكتساب الطفل العديد من المفاهيم التى تساعده على اكتساب تلك المهارات ؛ فمعرفة الطفل ببعض من المفاهيميساعد الطفل علىاكتساب العديد من مهارات رعاية الذات . (سمر المصرى،2017،48).
وتعد التربية النفس- حركية من المناهج المستخدمة فى مجال التربية الخاصة الحديثة فهى تحتل مكانا” بارزا فى مجال تربية وتقويم الأطفال حيث أنها تعتبر وسيله تربوية للطفل من خلال جسده كما يمكن اعتبارها تربية عن طريق الحركة.
والمحاور الرئيسية التى يعتمد عليها البرنامج النفس حركى هى الوعى بالجسم والوعى بالفراغ والمفاهيم الزمنية والحركة.
تساعد التربية النفس- حركية الأطفال فى اكتساب وتطوير قدراتهم والمهارات التي منحتهم إمكانيات للتكيف بدنيا وعقليا لمختلف الظروف وحل المشاكل التي تأتي من خلال استكشافالبيئة، ومن خلال هذه العملية يكتسب الأطفال الصورة الذهنية التى تساعدهم على تطوير أجسامهم وهى تكون بمثابة نقطة مرجعية للحركة في المكان الذى توجد فيه(Trouli ,2008,23).
ويركز البحث الحالي على إعداد برنامج تدريبي قائم على الأنشطة النفس – حركية مما يساعد على تنمية بعض مهارات رعاية الذات لدى الأطفال ذوى اضطراب التوحد.
مشكلة البحث
انبثقت مشكلة البحث الحالي من خلال متابعة الباحث للأطفال ذوى اضطراب التوحد المترددين على مراكز الأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة، وذلك من خلال عمله كأخصائي تربية نفس- حركية وأخصائي تنمية مهاراتحيث إن العديد من هؤلاء الأطفال يعانون من مشكلات فى مهارات رعاية الذات (تناول الطعام ، وارتداء الملابس وخلعها ، واستخدام الحمام ، والنظافة الشخصية) ويرجع ذلك اليعدم إدراكهم للعديد من المفاهيم المكانية وما قبل الأكاديمية مما يؤثر على مهارات رعاية الذات لديهمويعوق تفاعلهم فى المجتمعواندماجهم فيه كما يعوق العملية التعليمية.
ونظراً للحاجة الماسة لهؤلاء الأطفالإلى خدمات تربوية وهذا ما أكدت عليه بعض من الدراسات السابقة فقد قام الباحثباستخدام برنامج قائم على الأنشطة النفس – حركية لتنمية بعض مهارات رعاية الذات من خلال تنمية العديد من المفاهيم لدى الأطفال ذوى اضطراب التوحد ممايسهم فى الاعتماد على أنفسهم وتمكينهم من التحرك فى البيئة وتهيئتهم للعملية التعليمية.
هدف البحث
يهدف البحث الحاليإلى:
تنمية بعض مهارات رعاية الذات لدى الأطفال ذوى اضطراب التوحد من خلال إعداد وتنفيذ برنامج قائم على الأنشطة النفس – حركية والتحقق من مدى فعالية هذا البرنامج فى تحقيق أهدافه ومدى استمرارية وأثره بعد انتهاءه.
أهمية البحث
أولاً: الأهمية النظرية:
يقدم البحث إطاراً نظرياً حول اضطراب التوحد، والممارسات التربوية التي تتعامل مع الطفل ذوى اضطراب التوحدمثل البرنامجالنفس – حركي و مهاراترعاية الذات .
ثانيا:الأهمية التطبيقية:
- برامج التربية النفس - حركية وكيفية استخدامها بشكل فعال فى تنمية بعض المفاهيم واثرها على تنمية العديد من المهارات لديهم.
-تسهيل مهمة المعلم من خلال إمداده بوسيلة تمكنه من الفهم السريع للطفل مما يوفر الوقت والجهد لإكسابه المهارات النمائية المختلفة.
-فتح المجال أمام الباحثين لدراسات أخرى فى مجال إعداد برامج خاصة باضطراب التوحد.
مصطلحات البحث:
1-التربية النفس – حركية:Psycho-motor Education
التعريف الاصطلاحي:
التربية النفس – حركية هى استخدام اللعب والحركة لإكساب الطفل مجموعة من المهارات المعرفية من خلال تنمية المفاهيم الفراغية (المكانية وما قبل الأكاديمية) والمفاهيم الزمنية والصورة الجسمية مما يؤثر في سلوك الطفل ويزيد من تفاعله في
البيئة (ذكية عباس، 2017).
التعريف الإجرائي للتربية النفس- حركية:
هو برنامج يستخدم مع الأطفالفي مرحلة مبكرة من العمر لتنمية المفاهيم لديهم لزيادة مهاراتهم المعرفية والاجتماعية (إعداد الباحث).
2-رعاية الذات: Self help
التعريف الاصطلاحي:
هي السلوكيات التي يتم استخدامها بصورة مناسبة وماهرة في سبيل إدارة الأمور الشخصية المختلفة(ربيع سلامه،2018،40).
التعريف الاجرائي للرعاية الذاتية
يعرفها الباحث بانها المهارات التى لها أهمية فى حياة الطفل بشكل عام وطفل ذوى اضطراب التوحد بشكل خاص وهىارتداء الملابس، واستخدام أدوات الطعام، والاغتسال، وتمشيط الشعر، وتنظيف الأسنانفي الحياة اليومية.
3- اضطراب التوحد : Autism
التعريف الاصطلاحي:
عرفته الجمعية الأمريكية للذاتوية ( Autism Society of America ) على أنه اضطراب نمائي معمم يظهر في أول ثلاث سنوات من حياة الطفل نتيجة لاضطراب عصبي يؤثر على المخ ويؤثر على تطور الطفل الاجتماعي ، والتواصل (عبد الرحمن سليمان،2012،36).
التعريف الاجرائي لاضطراب التوحد:
هو اضطراب يتضمن قصوراً فى التواصل والتفاعل الاجتماعى ،والتواصل اللغوي اللفظى وغير اللفظي، وأنماط متكررة من السلوكيات , وقلة فى النشاط والاهتمامات(إعداد الباحث).
محددات البحث:
المحددات المكانية:تم تطبيق البرنامج في مركز ”معاً للتمييز” بمحافظة القاهرة- المقطم.
المحددات الزمنية :تم التطبيق بداية من 25/2/2021 وانتهت فى الفترة 17/8/2021.
المحددات المنهجية:
منهج البحث : استخدم الباحث المنهج شبه التجريبي.
عينة البحث : تكونت عينة البحث من (6) أطفال من ذوى اضطراب التوحد(ذوى الدرجة المتوسطة) فى المرحلة العمرية (4-8) سنوات بمتوسط عمرى 6.33وإنحراف معيارى 1.63.
أدوات البحث : تم استخدام مجموعة من الأدوات تتفق مع أهداف البحث وفروضها.