Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الأوضاع السياسية في النمسا (1945- 1955م) /
المؤلف
هارون، صفاء بدر مسعود.
هيئة الاعداد
باحث / صفاء بدر مسعود هارون
مشرف / شريف محمد أحمد عبد الجواد
مشرف / محمود رجب عبد المعز
الموضوع
النمسا - تاريخ.
تاريخ النشر
2022.
عدد الصفحات
350 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
التاريخ
تاريخ الإجازة
19/9/2022
مكان الإجازة
جامعة المنيا - كلية الآداب - قسم التاريخ
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 357

from 357

المستخلص

تتناول هذه الدراسة فترة مهمة ومضطربة في السياسة الدولية، فقد خرج العالم من الحرب العالمية الثانية مقسمًا إلى معسكرين الاشتراكي يقوده الاتحاد السوفيتي، والمعسكر الرأسمالي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية عام 1945، وقد أثر تراجع مكانة دول أوروبا الغربية، لا سيما بريطانيا وفرنسا لما أصابها من دمار واستنزاف لقواها العسكرية والاقتصادية والبشرية في أثناء سنوات الحرب وهزيمة النظامين الشموليين النازي والفاشي وانهيارهما في ألمانيا وإيطاليا، بالمقابل ظهر الاتحاد السوفيتي كقوة موازنة للقوة الأمريكية، وقد شهدت حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية تنافس بين تلك الدول لفرض نفوذها على الرغم من اتفاق الطرفين على إنشاء منظمة لحفظ السلم والأمن الدوليين، إلا أنه نشأ صراع محموم لفرض نفوذهما على العديد من دول العالم، وكانت النمسا إحدى تلك الدول، إذ أصبحت مسرحًا للصراع بين الشرق والغرب طوال عشر سنوات، لما تمتاز به من موقع جغرافي واستراتيجي مهم في وسط أوروبا، فكان لها دورها التاريخي بوصفها مركزًا تجاريًا بين الشمال والجنوب وشرق وغرب أوروبا، حيث أعلن الحلفاء خلال البيان الختامي لمؤتمر موسكو في 1943 أن النمسا هي أول بلد محررة من عدوان هتلر، ولكن على الرغم من ذلك ما إن انعقد مؤتمر بوتسدام1945 بعد هزيمة ألمانيا وتحرير النمسا من السيطرة النازية، حتى بدأت بوادر الخلاف تظهر بين الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا من جهة والاتحاد السوفيتي من جهة أخرى حول النمسا على الرغم من تعهداتهم السابقة خلال مؤتمر موسكو العمل على عودة النمسا دولة مستقلة بعد إنفصالها عن ألمانيا ، من خلال مؤتمر بوتسدام اتفق الحلفاء على تقسيم النمسا وعاصمتها فيينا إلى أربع مناطق للاحتلال بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي وبريطانيا وفرنسا تمهيدًا لتنفيذ معاهدة استقلال النمسا التي تمنحها حق العودة دولة مستقلة وذلك بعد انسحاب قوات الاحتلال منها، ولكن إستقلالها تأخر حتى الخامس عشر من مايو 1955، بسبب الصراع بين المعسكرين الغربي والشرقي فيما عرف بالحرب الباردة حيث تأثر مسار المفاوضات بين الجانبين حول استقلال النمسا بعاملين أساسيين هما:
- المصالح الاقتصادية لقوى الاحتلال الأربع و الاستراتيجية السياسية وتطورات الأحداث التي شهدتها فترة الحرب الباردة من الانقلاب الشيوعي في براج والحرب الكورية، وتطورات القضية الألمانية، وتأسيس الأحلاف العسكرية كحلف الناتو ووارسو بالإضافة إلى سباق التسليح.
- كذلك لعبت السياسة الداخلية للنمسا في الحفاظ على هويتها من خلال الحكومات الذين تولوا أمور البلاد منذ 1945- 1955 وفي النهاية انتهى هذا الصراع بحصول النمسا على الاستقلال وتوقيع معاهدة الصلح النمساوية في مايو 1955.
اشكاليات البحث:
عواملٍ اختيار هذا الموضـوع:
أولًا: عــدم وجود دراسة تاريخية أكاديمية ــــ فيما أعلم ــــ عن ”الأوضاع السياسية في النمسا في تلك الفترة”، علي الرغم من أنها تمثل فترة تاريخية هامة في تاريخ النمسا.
ثانيًا: التـعــــرف علي المشكلات السياسية والاقتصادية والحربية التي تعرضت لها النمسا خلال تلك الفترة.
ثالثًا: الوقــوف علي دور الحكومة تجاه استقلال النمسا، والتعرف علي التشريعات التي أصدرتها، والإجراءات التي اتخذتها للحصول علي التأييد الدولي والمحلي للاستقلال.
رابعًا: إبراز موقف المجتمع الدولي والمحلي من استقلال النمسا وتوقيع معاهدة الصلح النمساوية.
سادسًا: توافــر المادة العلميــة الوثائقية لموضوع البحــــث، وخاصـــة الوثائــق المنشــورة وغير المنشـــورة.
الفترة الزمنية ومنهج البحث:
قد اخترت بحثي هذا ما بين عامي 1945- 1955 محددًا ذلك ببعد زمني تاريخي، لقد جاء اختيار عام 1945 بداية الدراسة لأن هذا العام شهد نهاية الحرب العالمية الثانية ، وترتب على ذلك تحرير النمسا وتأسيس جمهورية النمسا الثانية على يد قوات الحلفاء، وتقسيمها إلى أربع مناطق احتلال، واختيارعام1955 نهاية الدراسة لأنه شهد توقيع الدول الأربع على معاهدة الصلح النمساوية في الخامس عشر من مايو 1955، والتي نصت على منح النمسا استقلالها وانسحاب قوات الاحتلال منها.
اعتمد الباحث في تناول موضوع الدراسة على منهجين هنا:
1) المنهج الاستردادي: ويقصد به استرجاع الأحداث التي وقعت تاريخيًا، وكان المنهج الأساسي في الكتابة وذلك لصعوبة الفصل بين الأحداث التاريخية وتشابك وتسلسل الأحداث وتداخلها.
2) المنهج التحليلي: ويقصد به وصف الظاهرة التاريخية وتحليلها.
وقد واجهت في بحثي العديد من الصعوبات أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:
- قلة المراجع العربية الخاصة بموضوع الدراسة، بسبب تركيز أغلب الكتب، على القضية الألمانية خلال تلك الفترة، دون القضية النمساوية، واكتفي البعض بالإشارة المختصرة عن الموضوع، وتكاد تكون الدراسة العربية معدومة.
- عدم قدرة الباحث على ترجمة العديد من المصادر والمراجع الألمانية والانجليزية مما اضطرني إلى الاستعانة بمكاتب الترجمة المتخصصة.
- وقد اعتمد الباحث على العديد من المصادر والكتابات ، التى كان أهمها وثائق الاتحاد السوفيتى لمؤتمرات طهران ويالطا وبوتسدام والتي مثلت مصدرًا مهما في الدراسة، وكذلك وثائق وزارة الخارجية النمساوية والأمريكية والبريطانية والمصرية ، بالاضافه الى وثائق المخابرات المركزية الامريكية و المجلس الاستشاري النمساوي والإستعانة ببعض المذكرات الشخصية (ونستون تشرشل: مذكرات تشرشل- فرانزافون بابن: مذكرات فون بابن)، والإستعانة ببعض الدوريات والمجلات العربية والأجنبية المعاصرة للأحداث والتي لعبت دورًا أساسيًأ في تتبع الأحداث والربط بينها ومنها (مجلة أخبار الحرب: نظرات في الحرب والسياسة- نيويورك تايميز) كذلك الاعتماد على العديد من الأبحاث المنشورة والكتب الأجنبية والعربيه التي تتعلق بصميم الموضوع وأهمها:
(Kurt Tweraser, The Marshall Plan and the Reconstruction of the Austrian Steel Industry 1945-1953(.
اشتملت الدراسة على خمسة فصول وفصل تمهيد إلى جانب المقدمة والخاتمة وتتمثل في:
- تمهيد: الأوضاع السياسية في النمسا قبيل الحرب العالمية الثانية (1939- 1945):
تناول الأوضاع السياسية في النمسا قبيل الحرب العالمية الثانية 1939- 1945، وتمثل الوضع في تلك الفترة اختفاء النمسا كدولة من على خريطة العالم السياسية ، وذلك بسبب انضمامها لألمانيا تنفيذًا لخطة هتلر بتكوين الأنشلوس وأصبحت أول البلاد الأوروبية التي وقعت ضحية للنازية، ومع بداية الحرب العالمية الثانية وبداية تراجع ألمانيا وهزيمتها استطاعت دول الحلفاء السيطرة على النمسا وإعلان تحريرها من الضم الألماني ووقعت تحت سيطرة دول الحلفاء.
الفصل الأول:
- الأوضاع السياسية في النمسا في عهد كارل رينر (1945- 1950):
وقد تناولت فيه سيطرة دول الحلفاء على النمسا وتقسيم النمسا إلى أربع مناطق احتلال، وإقامة الاتحاد السوفيتي حكومة مؤقتة برئاسة كارل رينر، وكيف قوبلت بالرفض من الحلفاء الغربيين، وكيف نجح كارل رينر في إقناع الحلفاء الغربيين بالموافقة على حكومته، وتم إجراء انتخابات للمجلس الوطني 1945، وتناولت الانقسام والتعاون بين الأحزاب السياسية وإقامة إئتلاف وطني وعمل الأحزاب السياسية من أجل وجود البلاد والعمل على استقلالها هي القضية الرئيسية للأحزاب، وما أعقب ذلك من انتخابات عامة 1949 ونتائجها وكذلك تناولت الأضراب الشيوعية في أكتوبر 1950 ، وكيف عملت النمسا بمساندة الحلفاء الغربيين بالتصدي للأحزاب الشيوعية التي كانت تعمل بتخطيط من الاتحاد السوفيتي لرفض المساعدات الاقتصادية المقترحة من الولايات المتحدة الأمريكية المتمثلة في (مشروع مارشال).
الفصل الثاني:
- سياسة النمسا الداخلية في عهد تيودور كورنر (1951- 1955):
تناول انتخابات 1951 وتولى تيودور كورنر رئاسة الحكومة ونتائج الانتخابات، وكذلك برنامجه الانتخابي وسياسته الداخلية وتناول الأزمة الوزارية الثانية في أكتوبر 1952، وما ترتب عليها من أحداث داخلية بين الأحزاب والانتخابات النيابية ،وتأليف الوزارة الائتلافية 1953، وتولى يوليوس راب للحكومة النمساوية وتناول محاولات إنشاء وتسليح الجيش النمساوي ، وموقف الحكومات النمساوية منذ 1946- 1955.
الفصل الثالث:
- المشاكل الحدودية بين النمسا ودول الجوار(1945-1955):
تناول المشاكل الحدودية بين النمسا وإيطاليا متمثلة في مشكلة جنوب التيرول منذ بدايتها وتطور المشكلة ومحاولات حل الخلاف عن طريق معاهدة الصلح مع إيطاليا 1947، وعلى الرغم من ذلك استمر الخلاف ولم تحسم المشاكل لصالح أي من الدولتين حتى بعد عرض القضية على الأمم المتحدة 1959 بعد فترة الدراسة. وتناولت المشكلة الثانية مع يوغوسلافيا حول إقليم كارنيثيا ، والحديث عن الإشكالية من بدايتها 1920 وإجراء استفتاء وانضمام الإقليم للنمسا وعودة يوغوسلافيا للمطالبة بالإقليم بعد الحرب العالمية الثانية واستمر الخلاف أيضًا بعد فترة الدراسة حتى 1992 وإعلان دولة سلوفانيا واستقلال الإقليم.
الفصل الرابع:
- الصراع الدولي على النمسا (1945- 1955):
وقد تناولت سيطرة الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الامريكية على النمسا وتقسيم مناطق الاحتلال وتشكيل الحكومة المؤقتة ومحاولات السوفييت لفرض السيطرة الشيوعية على النمسا ومطالبة الاتحاد السوفيتي بالأصول الألمانية وما ترتب عليها من أحداث واستمرار الصراع من خلال الولايات المتحدة الأمريكية ومحاولات السيطرة الاقتصادية من خلال مشروع مارشال 1947 والاصطدام بالاتحاد السوفيتي.
الفصل الخامس:
- معاهدة الصلح النمساوية: (1946-1955)
تناولت معاهدة النمسا منذ المفاوضات الأولى 1946 حتى المفاوضات النهائية مايو 1955، وفي النهاية نجحت النمسا مع المحاولات والمفاوضات بالتوصل إلى الاستقلال عن طريق توقيع المعاهدة في 15 مايو 1955.
أما الخاتمة: فقد تناولت أهم النتائج التي توصلت إليها الباحثة خلال فترة الدراسة.