Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الوظائف التنفيذية وعلاقتها بمهارات التواصل اللغوي لدي الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد /
المؤلف
محمود، أحمد أبو الحمد أحمد.
هيئة الاعداد
باحث / أحمد أبو الحمد أحمد محمود
مشرف / سحر حسن ابراهيم
مشرف / محمد شوقي عبد المنعم
تاريخ النشر
2022.
عدد الصفحات
147 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
العلوم الاجتماعية
الناشر
تاريخ الإجازة
11/9/2022
مكان الإجازة
جامعة بني سويف - كلية علوم ذوي الاحتياجات الخاصة - الـتـوحــد
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 157

from 157

المستخلص

يُعد اضطراب طيف التوحد من الاضطرابات التي جذبـت اهتمام الكثير من الباحثين والاختصاصين، فقد أصبح من الواضح بعد سنوات عديدة من تعاقب البحوث، ظهرت عدة تغيرات في مفهوم هذا الاضطراب من حيث الشدة، واختلاف الأنواع، والأسباب، ويختلف اضطراب التوحد من شخص لأخر، حيث أنها تعتبر فئة غير متجانسة من حيث الشدة، والتشخيص، والنوع، ولكن جميعهم يشتركون في صفات وخصائص عديدة تتمثل في: الانحراف في العلاقات الاجتماعية، والتأخر في التواصل اللغوي والاجتماعي، وعدم القدرة علي التخيل، مع تأخر عام في تطورهم مقارنة بالأطفال الطبعيين (وفاء علي الشامي،2004).
ويعرف إبراهيم عبد الله الزريقات اضطراب طيف التوحد بأنه ”اضطراب نمائي يؤثر سلباً على التواصل والسلوك، وهو ذو شدة متغيرة يتميز بصعوبات أو بعجز متواصل في التفاعل والتواصل الاجتماعي، والاهتمامات المقيدة والسلوكيات التكرارية وتتراوح شدة الاضطراب من البسيط الي الشديد وفقاً للحاجة الي مستويات الدعم ويشخص خلال فترة الطفولة المبكرة (من الميلاد الي ثماني سنوات) (ابراهيم الزريقات، 2020).
وتمثل الوظائف التنفيذية كما أوضح Barkley شكلا من أشكال السلوك المتطور من الاستجابة العامة إلي الاستجابة الخاصة كوسيلة لتنظيم الذات، فهي تقوم بتحويل وضبط السلوك من السياق الاجتماعي والعلاجي المباشر للتنظيم الذاتي من خلال تفكير داخلي مرتبط بافتراضات وتنبؤات اجتماعيه مستقبلية، وتعمل علي تلبية المتطلبات البيولوجية، وحل بعض مشكلات التكيف مثل التعاون والتفاعل الاجتماعي والتقليد والتعلم والتواصل الحركي، وينظر للوظائف التنفيذية علي أنها عمليات معرفية تتداخل فيها الحواس والانفعالات والدوافع، وهذا التداخل يقدم مجموعة من الأساليب العقلية التي تساهم في التكيف الوظيفي وتسمح بمحاكاة خاصة للأفعال داخل أطر محددة (عبدالعزيز الشخص ، هيام فتحي، ٢٠١٣).
كما تعُد الوظائف التنفيذية عمليات التنظيم الذاتي، والتي تنظم كل الأنشطة المعرفية والسلوكية والانفعالية وتوجهها، وعادة ما يتطلب واحدا أو أكثر من ثلاثة أمور تتمثل في كف الاستجابة أو تأجيلها لوقت ملائم، وتخطيط للأفعال المتتالية، وتصورات عقلية للمهمة المطلوبة تحتوي على معالجة للمعلومات التي تتصل بالمثير ونقلها إلى الذاكرة (عادل عبد الله محمد،2014).
وتتضمن الوظائف التنفيذية عمليات فرعية كالتحويل، والكف، والاستمرار وضبط التداخل، والتخطيط، والذاكرة العاملة، ومع تلف المناطق الجبهية يصبح أداء هذه العمليات غير مناسب أو سيئا حيث تحدث بعض الاضطرابات، منها اضطراب الانتباه والادراك، وغيرها (أحمد هلال، وشهدان عثمان، 2012).
وتشير نشوه عبد التواب حسين (2008) إلى الوظائف التنفيذية بأنها أحد النشاطات المعرفية ذات الطبيعة العصبية التي يتوسط الأداء فيها تحت الجبهة أو قبلها، والتي تتضمن عمليات عديدة تساعد على التنظيم الذاتي للسلوك وضبطه، والتحكم فيها، ومنها التخطيط، واتخاذ القرار، وتحديد الهدف، وإصدار الحكم، ومراقبة تتابعات السلوك أثناء الأداء، وغيرها من العمليات الموجهة نحو هدف مستقبلي يخدم الذات.
وأوضح السيد الخميسي (2014) أن الأطفال الذاتويين لديهم مصاعب في أداء الوظائف التنفيذية، فهم قلٌما يصححون أخطائهم أو يتعلمون منها، كما أنهم عندما يستعملون استراتيجية معينة يستمرون في تكرارها حتى إن كانت خطأ، وقد حاول الكثير من الباحثين تفسير الأعراض المرتبطة بالذاتوية من خلال القصور في الوظائف التنفيذية التي أصبحت ذات أهمية كبيرة في شرح اعراض القصور في التفاعل الاجتماعي والتواصل ومشكلات المعالجة الحسية والسلوكيات النمطية لديهم.
وفي هذا السياق أشارت نتائج دراسة ميشيل Michelle,2006) ( إلى أن هناك علاقة ارتباطية بين قدرات الطفل علي الطلاقة اللغوية، وقدرة التراكم المعرفي، ومهارة القراءة وبين الوظائف التنفيذية كالذاكرة العاملة والكف، كما أشارت نتائج دراسة إيرن Erin , 2010) ( إلى أن المهارة اللغوية للأطفال في المرحلة المبكرة تُعد منبئًا مهمًا للنمو في الذاكرة العاملة الخاصة بالمعلومات اللغوية، كما أشارت نتائج دراسة رحاب حمد حمدي الصاعدي، (2012) إلى وجود تحسن في مهارات التواصل اللغوي والتواصل الاجتماعي لدى الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد، وقدرة التراكم المعرفي، ومهارة القراءة وبين الوظائف التنفيذية كالذاكرة العاملة والكف.
كما أشارت نتائج دراسة آدمز وجارولد (Adams & Jarrod , 2012) إلى أن عينة الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد قد أبدوا قصورًا واضحًا في مقاومة الاستجابات المشتتة للاستجابات الصحيحة مما يدل على أنهم يعانون من قصور في كف الاستجابة.
ويتضح مما سبق وجود قصور لدى الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد، وهذا القصور ربما يؤثر بالسلب على نمو مهارات التعبير اللغوي لديهم، لذا كانت هناك ضرورة للكشف على العلاقة بين الوظائف التنفيذية وعلاقتها بمهارات التواصل اللغوي لدي الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد.
مشكله الدراسة:
يُعاني الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد من قصور في الوظائف التنفيذية، حيث تواجه هذه الفئة من الأطفال كثيرًا من أوجه القصور في مهارات الوظائف التنفيذية من كف، وتخطيط ومرونة وغيرها. الأمر الذي يجعل لدي الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد قصور في جوانب النمو لديهم، حيث إن الوظائف التنفيذية تعمل على النمو الشخصي والاجتماعي وكذلك تنظيم الأفكار والمشاعر والدوافع تجاه أهدافهم، وكذلك تساعدهم في السيطرة على العراقيل والعقبات التي تواجههم كما تزودهم بالتغذية العكسية كوني Connie , 2007) (.
ويُعد القصور في الوظائف التنفيذية سببًا رئيسيًا لمشكلة التواصل بشكل عام والتواصل اللغوي بشكل خاص لدى الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد، حيث يوصف الأطفال التوحديون بأن لديهم مشكلات في التواصل سواء أكان لفظياً أم غير لفظيًا، كما يوجد لديهم تأخر أو قصور كلي في تطوير اللغة المنطوقة، وتعتبر الخصائص الكلامية لديهم شاذة مثل طبقة الصوت، والتنغيم والإيقاع، ونبرة الصوت وتوصف اللغة لديهم بأنها تكرارية او نمطية مثل تكرار كلمات أو جمل مرتبطة في المعنى، كما أن بعض الأطفال التوحديون الناطقين يكون التواصل اللفظي عندهم غير عادي فقد يكرر الأطفال الكلمات التي يعرفونها بشكل غير وظيفي وهذه الحالة تسمى المصاداه الكلامية الايكوليليا هيوز Hughes,2001)).
وفي ضوء ما سبق تتبلور مشكلة الدراسة الحالية في التساؤل الرئيسي التالي:
هل توجد علاقة ارتباطية بين الوظائف التنفيذية، ومهارات التواصل اللغوي لدى الاطفال ذوي اضطراب طيف التوحد؟
ويتفرع من هذا التساؤل الاسئلة الفرعية التالية:
1- هل توجد علاقة ارتباطية بين وظيفة المبادأة ومهارات التواصل اللغوي لدى الاطفال ذوي اضطراب طيف التوحد؟
2- هل توجد علاقة ارتباطية بين وظيفة كف الاستجابة ومهارات التواصل اللغوي لدى الاطفال ذوي اضطراب طيف التوحد؟
3- هل توجد علاقة ارتباطية بين وظيفة المرونة العقلية ومهارات التواصل اللغوي لدى الاطفال ذوي اضطراب طيف التوحد؟
4- هل توجد فروق بين متوسط درجات الاطفال (عينة الدراسة) على مقياس التواصل اللغوي تعزى الى متغير الجنس (ذكور / اناث)؟
أهداف الدراسة:
تهدف الدراسة الحالية إلى ما يلي:
1 –بحث طبيعة العلاقة بين مهارات التواصل اللغوي والوظائف التنفيذية لدي الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد.
2- التعرف على دور الوظائف التنفيذية في مهارات التواصل اللغوي لدى الاطفال ذوي اضطراب طيف التوحد.
3- تحديد أهم الوظائف التنفيذية وعلاقتها بمهارات التواصل اللغوي.
4- إلقاء الضوء على مهارات التواصل اللغوي لدى أطفال التوحد (اللغة التعبيرية – اللغة الاستقبالية)
أهمية الدراسة: تكمن أهمية الدراسة من الناحيتين النظرية والتطبيقية فيما يلي:
الأهمية النظرية:
1) التأصيل النظري للوظائف التنفيذية ومهارات التواصل اللغوي، وبذلك ستعد إضافة علمية في مجال اضطراب طيف التوحد وارتباط الوظائف التنفيذية بالتواصل اللغوي لدي الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد.
2) تحديد أهمية الوظائف التنفيذية لدى الاطفال ذوي اضطراب طيف التوحد.
الأهمية التطبيقية:
1) تُسهم الدراسة الحالية في تزويد القائمين على العملية التعليمية بأهم الوظائف التنفيذية لدى الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد، ومقياس تقدير هذه الوظائف.
2) كما تُسهم الدراسة الحالية في تزويد القائمين على العملية التعليمية بأهم مهارات للتواصل اللغوي للأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد، ومقياس تقدير هذه المهارات.
3) تـُمثل نتائج الدراسة الحالية أساسًا مهمًا لبناء برامج تدريبية وعلاجية أخرى على اعتبار أن هذه البرامج من أساسيات الرعاية المتكاملة للأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد.
حدود الدراسة:
تتحدد الدراسة الحالية في إطار العينة والمنهج والأدوات بالحدود التالية:
 الحدود المنهجية: استخدم الباحث المنهج الوصفي الارتباطي.
 الحدود البشرية: تم تطبيق هذه الدراسة على عينة من الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد بمراكز تأهيل ورعاية ذوي الاحتياجات الخاصة بمحافظة بني سويف عددهم (30) طفلاً.
 الحدود المكانية: مراكز تأهيل ورعاية ذوي الاحتياجات الخاصة بمحافظة بني سويف
 الحدود الزمنية: في شهر اكتوبر عام 2021 على (عينة استطلاعية) عددها (40) طفلا، والعينة الاساسية والتي بلغ عددها (30) طفلاً من ذوي اضطراب طيف التوحد.
فروض الدراسة:
1- توجد علاقة ارتباطية ذات دلالة احصائية بين وظيفة المبادأة ومهارات التواصل اللغوي لدى الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد.
2 - توجد علاقة ارتباطية ذات دلالة احصائية بين وظيفة المرونة العقلية ومهارات التواصل اللغوي لدى الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد.
3- توجد علاقة ارتباطية ذات دلالة احصائية بين وظيفة كف الاستجابة ومهارات التواصل اللغوي لدى الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد.
أدوات الدراسة:
1- مقياس تقدير التوحد في مرحلة الطفولة C.A.R.S تعريب هدى أمين (2004)
2- مقياس تقدير مهارات التواصل اللغوي للأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد (اعداد: الباحث)
3- مقياس الوظائف التنفيذية للأطفال العاديين وذوي الاحتياجات الخاصةإعداد عبد العزيز الشخص، هيام فتحي (٢٠١٣).
وتوصلت نتائج الدراسة إلى وجود علاقة ارتباطية طردية بين الوظائف التنفيذية بمكوناتها (المبادأة – كف الاستجابة- المرونة العقلية) ومهارات التواصل اللغوي (اللغة الاستقبالية واللغة التعبيرية) لدى الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد (عينة الدراسة)، ويُرجع الباحث تلك العلاقة إلى الأسباب التالية: -
- اعتماد وظيفة المبادأة بشكل أساسي على مهارات التواصل اللغوي لدى الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد، وهذا ما أظهرته الكثير من الدراسات التي اتفقت نتائجها مع الدراسة الحالية كدراسة ميميسيفيك وسينانوفيك Memisevic & SinanovIc (2013) التي أشارت إلى علاقة قوية بين الوظائف التنفيذية ومهارات التكامل البصري الحركي للتوحديين. ودراسة سعدي جاسم عطية (2019) التي أظهرت وجود علاقة بين المبادأة وحل المشكلات لدى التوحديين. ودراسة سيليا ولودرينيت Cilia & le Driant (2020) التي أظهرت نتائجها العلاقة الطردية بين وظيفة المبادأة والانتباه المشترك لدى ذوي اضطراب طيف التوحد، كما أظهرت الدراسة العلاقة القوية بين كف الاستجابة ومهارات التواصل اللغوي، حيثُ يعتمد كف الاستجابة بشكل كبير على نمو المهارات اللغوية لدى الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد، وهذا ما أكدت عليه العديد من الدراسات كدراسة كريست وآخرين christ et. al (2007) التي أشارت إلى قصور كبير في كف الاستجابة لدى الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد، وهو نفس ما أكدته نتائج دراسة آدمز وجارولد Adams & jarrold (2012) ، ودراسة تايلور وآخرين Taylor et, al (2016) ، وكذلك المرونة العقلية مثل دراسة باليكانو Pallicano (2009) التي أظهرت تأثير قصور الوظائف التنفيذية من بينها المرونة العقلية على حدوث اضطراب طيف التوحد. ودراسة شيماء جاسم الجعفر (2013) التي أشارت نتائجها إلى العلاقة الارتباطية بين الوظائف التنفيذية منها المرونة العقلية وبين نظرية العقل لدى ذوي اضطراب طيف التوحد، وهو نفس ما أشارت إلى دراسة رحاب حمدي ومحمد عبد الرازق (2016) التي أظهرت قصورًا في الوظائف التنفيذية لدى الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد عنها لدى المعاقين ذهنيًا.