Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
القيم الاخلاقية بين عالمية الاسلام والعولمة :
المؤلف
جلاله، مصطفي عبد الرشيد عبد الفتاح.
هيئة الاعداد
باحث / مصطفي عبد الرشيد عبد الفتاح
مشرف / عبد القادر البحراوي
مشرف / محمد عبد الحفيظ
مناقش / راوية عبد المنعم
الموضوع
الاخلاق، علم.
تاريخ النشر
2022.
عدد الصفحات
199 ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
الآداب والعلوم الإنسانية
تاريخ الإجازة
1/1/2022
مكان الإجازة
جامعة بنها - كلية الاداب - الفلسفة
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 203

from 203

المستخلص

ــ يمكن القول أن للعولمة تاريخاً قديماً قِدَم الحضارات، وبالتالي فهي ليست نتاج العقود الماضية التي ازدهر فيها مفهوم العولمة وذاع وانتشر، كما أن المجتمعات عرفت عبر تاريخها صور لما يسمى العولمة، فكل حضارة كان لها بشكل أو بآخر طموح عالمي. بل إن تاريخ العالم ما هو إلا تتابعات لصورصغيرة من العولمة، أى أن العولمة ظاهرة تاريخية قديمة متجددة
ــ ومن أهم العوامل التى أدت إلى ظهور العولمة:تفكك الإتحاد السوفيتى السابق ، وما توافق مع هذا من إعلان نهاية النظام الدولي السابق والتبشير لنظام دولي جديد يستند إلى أحادية القطبية، وتعاظم دور الشركات متعدية الجنسيات ، وظهو معايير الجودة العالمية، والثورة المعرفية وتتمثل فى التقدم العلمى والتكنولوجى والتى أدت إلى تقليص حجم العالم وجعله أكثر إندماجا وتشابكا وذلك من خلال تطور الحواسيب الإلكترونية والأقمار الصناعية وشبكة الإنترنت.
ــ وتنطوى العولمة على أبعاد وآثار عديدة فى مختلف المجالات وهى:الأبعاد والآثار الإقتصادية وتتمثل فى تنامى الدور المهيمن للشركات المتعدية الجنسيات والتكتلات الإقليمية الإقتصادية الكبرى، ثانيا الأبعاد والآثارالثقافية: وتتمثل فى محاولة طمس الهوية الوطنية والحضارية للأمم والشعوب، ومحاربة التنوع الثقافى ،ثالثاالأبعاد والآثارالسياسية : وتتمثل بانتهاك سيادة الدولة وتهميشها وتقويض سلطاتها على حدودها وأرضها وشعبها،رابعا الأبعاد والآثارالإجتماعيه : وتتمثل فى تزايد معدلات البطالة، واتساع الهوة بين الأغنياء والفقراء سواء بين الدول أو فى المجتمع نفسه.
ــ إن أهم الوسائل التى تستند عليها العولمه لتحقيق أهدافهاهى: تسخير القوى العلمانيه من رجال الإعلام والتربيه، والكتاب لصالح العولمه، وإنشاء التكتلات والمنظمات التجاريه والاقتصاديه التى تمررمن خلالها السياسات والإملاءات لصالح العولمه، استخدام الشرعيه الدوليه الزائفه عبر استغلال الأمم المتحدة
ــ إن عالمية الرساله الإسلامية تم التصريح بها فى أوائل ما نزل من الوحى، ولقد دخل فى الإسلام منذ بدء الدعوه ناس من غير العرب ،كان منهم الحبشى والرومى والفارسى، ، فدين الإسلام ،جاء إلى الناس جميعا،فقد بعث الله محمد(صلى الله عليه وسلم) إلى كل بشريسمع ويعقل،فكانت رسالته عامه لجميع الأجناس والشعوب،لافرق بين لون أوعرق، وكانت صالحه لكل زمان ومكان،ومن أدلة عالمية الإسلام تلك الخطابات التى أرسلها الرسول صلى الله عليه وسلم إلى ملوك وأمراء الدول ، ولقد قرر القرآن الكريم أول نزوله بمكة عالمية الرسالة الإسلامية، فالقرآن جاء ذكراً للعالمين ومحمد (صلى الله عليه وسلم) جاء مبعوثاً إلى الناس كافة وكان كل رسول قبل سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) يُبعث إلى قومه خاصة، ومن هنا وجدت البشارات بمحمد (صلى الله عليه وسلم) فى كتب اليهود والنصارى والقرآن الكريم يصف كل الأنبياء قبل الرسالة الخاتمة بأنهم مسلمون.
ــ على الرغم من وجود تعريفات كثيره لعلم الأخلاق إلا أنه يوجد إطار عام تتفق عليه هذه التعريفات وهوأنه العلم الذى يحدد طريق الخير والشر، ويحدد فعل ما ينبغى للإنسان فعله وفق ما يحدده هذا العلم من مرجعيه أخلاقيه له وموضوع علم الأخلاق هو دراسة أفعال الناس بالقياس إلى مثل أعلى حتى يتسنى له وضع قواعد عامه لسلوكهم ، وأن من فوائد علم الأخلاق أنه يقوى إرادة الإنسان على عمل الخير وسلوك الطريق القويم،والسعى فى سبيل الفضيله.
ــ ولقد أوضحت الدراسة سمات عالمية الإسلام والتى تتمثل فى اهتمام الإسلام بالعلم والعقل حيث نجد الإسلام يحترم العلم ، وأول كلمات نزلت على سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) هي الدعوى إلى العلم والقراءة قال الله تعالى: {إِقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ إِقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمْ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الإِنسَانَ مَالَمْ يَعْلَمْ} [سورة العلق – الآية: 1 – 5]. ولقد أعلى الإسلام من قيمة العقل وأمر الناس على إعمال عقولهم بالنظر في الكون لتدبر آياته. وإحترم الإسلام الحريات: حيث جعلها الإسلام عنواناً لتكريم
الإنسان الذي قال الله فيه: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ} [سورة الإسراء – الآية: 70]،ومن سماته أيضا التسامح والعفو والرحمه التى تعنى الود والتراحب بين المسلمين بعضهم بعضا وبين بنى البشر جميعا،والعدل: وهو من أهم مبادئ الدين الإسلامي، والذي لا تقوم الحياة إلا به،ويدعو الإسلام أيضا إلى الإخاء والمساواة بين البشر جميعا فى الحقوق والواجبات والتضامن والتعاون بين المسلمين وبين البشر جميعا، ويدعو الإسلام للسلام العالمى: فالإسلام دين السلام، فاسم الإسلام نفسه مشتق من مادة السلام ، كما أن ”الله” سبحانه وتعالى وصف نفسه في ”القرآن الكريم” بأنه ”السلام”.
ــ والفرق بين ”العالمية الإسلامية” و”العولمة الغربية” فإننا لا نعدو الحقيقة إذا قلنا: أنهما على طرفي نقيض، فالعالمية الإسلامية هي: تنوع وتعارف وتعايش وتدافع وتسابق في إطار الوحدة الإنسانية والمشترك الإنساني العام، أما العولمة الغربية، فإنها: صراع وتفتيت وفوضى فهى عولمة التنافس والتناصرالتى تغذيها المصالح الفردية للأقوياء وتنميها روح السيطرة والعنصرية، يسمونها خلاقة في إطار الهيمنة الغربية، التي تريد صب العالم في القالب الحضاري الغربي دون سواه.