الفهرس 
مدخل إلى الدراسةيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 218 |  |  |
| | | from | 218 | | |
المستخلص
يحظى كل مجتمع بثروة بشرية عظيمة يحرص على منحها الأهمية اللازمة التي تليق بها, تلك الثروة التي تتمثل في الشباب بصفةٍ عامةٍ وفي طلاب الجامعة بصفةٍ خاصةٍ, فَهُم الطاقات البشرية البارزة والناجحة في كل مجتمع لأنهم يُمثلون شريحة هامة من شرائح المجتمع, بل هم رأس مال كل مجتمع ومصدر قوته, كما أنهم مستقبل الدول وتطورها واستمرارها, فهم حَمَلة لواء العلم والمعرفة.
والمرحلة الجامعية من أهم المراحل العمرية المهمة التي يجب النظر إليها بمزيدٍ من الاهتمام والبحث في المشكلات التي تواجههم , وضرورة إعداد جيل يتوافق مع مجتمعه ومعطيات عصره حتى يتمكنوا مِن النهوض بمجتمعهم .
ومن بين المشكلات التي تعوق مسيرة الشباب نحو التقدم مشكلة إدمان الهاتف الذكي فلقد أثَّر الهاتف الذكي على حياة الشباب فتجدهم يجلسون مع بعضهم البعض في المنزل أو المقهى ولكل منهم عالمه الخاص الذي يغوص فيه بمجرد أن يُطأطِأ رأسَه نحو شاشة هاتفه الذكي, يجتمعون على مائدة واحدة بأجسادهم, وعقولهم تترنح ما بين أصابعهم في عالمٍ آخر, إفراط وإسراف وصل لدرجة الإدمان لاستخدام تلك الأجهزة اللوحية, فبدأ الانشغال بالهواتف الذكية يأخذ منحى خطيراً في تأثيره على أفراد المجتمع في صور وأشكال مختلفة.
إنَّ سوء استخدام مثل هذه الأجهزة يؤدّي إلى اضطراب النوم والسهر لساعات طويلة أمام شاشة الهاتف الذكي ومن ثَمَّ عدم تحقيق جودة النوم, وإنَّ من شأن جودة النوم المرتفعة أن تؤدى إلى التقليل من الاضطرابات النفسية وزيادة الاستمتاع بالحياة والاتزان النفسي والعلاقات الجيدة مع الآخرين كما يؤثر إيجابياً على الحالة المعرفية والجسدية للفرد وهو ما يعرف بــ” الحياة الطيبة”، أو الرفاهية النفسية أو الرفاهية الذاتية فإن الفرد إذا ما تحقق لديه النوم الجيد بالليل فإنه يصبح نشيطًا مقبلًا على عمله أو دراسته بنفس راضية وراحة نفسية وصحة جسمية ورغبة في الإنجاز والعمل تلك هي الحياة الطيبة التي يسعى الكثير لتحقيقها.
وأشار حامد زهران ( 2005, ص 466) لخطورة مرحلة الشباب وما تمر به هذه المرحلة من تغييرات ومشكلات متنوعة قد تعوق مسيرتهم نحو التقدم والرُّقيّ بأنفسهم ووطنهم, وتظهر هذه المشكلات كنتيجة حتمية للتغيرات النفسية والجسمية التي يمر بها الشباب, تلك المشكلات التي تتعلق بالشباب أنفسهم , وتارة تتعلق بالأسرة , وتارة تتعلق بالمجتمع الذي يحيا فيه.
وأكد لي وآخرون (p.379 Lee et al. , 2014,) أنّ من أهم المشكلات التي يتعرض لها الشباب مشكلة الاستخدام المرضي للهاتف الذكي , فاستخدام الهاتف الذكي للاستمتاع, أو خفض الشعور قد يؤدي إلى الإحساس بالرضا المباشر ولكنه مصحوب بانخفاض الإحساس في الرغبات ونشاط الاستثارة المستمرة.
وأضافت نجلاء رسلان( 2016 , ص16 ) أنّ مع هذا التعلق غير الطبيعي بالهاتف الذكي ينشأ السلوك الإدماني من شدة الارتباط, ومن فقد القدرة على التحكم والسيطرة في استخدام الهاتف الذكي وتنشأ علاقة بين الفرد وهاتفه تكون بمثابة التابع (الفرد) والمتبــــوع (الهاتف الذكي) فعلى سبيل المثال إذا أراد الشخص استذكار أو مراجعة معلومة معينة لا تجده يحاول أن يسترجعها من الذاكرة أو بالتفكير فيها, بل يلجأ على الفور إلى هاتفه للبحث عن إجابةٍ لسؤاله, ويجد نفسه وبدون هدف يتفحصه عشرات المرات, وقد يفقد القدرة على التحكم في هذا السلوك .
وأكدت دراسة هوانج , تشو Hwang & Cho, 2012)) ودراسة دميرسير, وآخرين (Demirci et al., 2015) ودراسة كوستا (2018 (Costa et al., ودراسة يوسل ، أنسلفر(Yucel &Unsalver., 2019) ودراسة تانج وآخرين (et al., 2019 Tang), ودراسة زهانج وآخرين (Zhang et al., 2020) إلى وجود علاقة بين إدمان الهواتف الذكية والقلق والاضطرابات النفسية, بسبب الانشغال الدائم بالهاتف الذكي وقضاء أوقاتًا كثيرة بالليل على الهاتف والتنقل من تطبيق لآخر ومن محادثة إلى أخرى فيجد الفرد المتعة واللذة عند الدخول إلى هذا العالم الافتراضي حتى يصل إلى درجة التعلق المرضي وهو ما يعرف بإدمان الهاتف الذكي, وأشارت تلك الدراسات إلى أنّ إدمان الهاتف الذكي باتت مشكلة عامة بدأت في الانتشار في الآونة الأخيرة وأصبحت شائعة بين بعض الناس بصفة عامة وبين طلاب الجامعة بصفة خاصة, وازداد انتشارها عبر الكثير من دول العالم, فأصبح استخدام الهاتف الذكي في تزايدٍ مستمر واستعمالٍ مُفرِط, الأمر الذي قد يؤدي إلى عواقب سلبية وتأثيرٍ سلبي على النواحي النفسية كالشعور بالاكتئاب واضطرابات النوم, والنواحي الجسمية مثل: آلام في مناطق مختلفة من الجسم بسبب النظر الدائم في شاشة الهاتف الذكي والانشغال به معظم الوقت, كما أن له تأثير سلبي على الحياة الاجتماعية كالانشغال الدائم عن أفراد الأسرة وغياب التفاعل الاجتماعي وهشاشة العلاقات الاجتماعية, وتراجع في مقدار التفاعل بين الشباب وأسرهم , وقلة في عدد زيارتهم لأقاربهم ، وانجاز المهام العملية، والذكاء العاطفي، والإجهاد الاجتماعي، والتنظيم الذاتي، كما أنه يؤدي إلى التوتر الاجتماعي والشعور بالقلق.
وأشار زايد وآخرون Zaid et al., 2018, p.195 )) أن إدمان الهاتف الذكي يؤدي إلى تدهور في العلاقات الاجتماعية وفي التواصل مع الآخرين، وهذا قد يُسهم في تقليل الشعور بالحياة الطيبة.
وأضاف عمر الهمشري) 2019,ص ص 307 ـ 325) أنه لا تتوقف الآثار السلبية الناتجة عن إدمان الهاتف الذكي لدى طلاب الجامعة على ضياع الوقت فقط , إنما يصل الأمر إلى إحداث العديد من المشكلات النفسية والاجتماعية والفسيولوجية، حيث يؤثر إدمان الهاتف الذكي سلباً على العلاقات الاجتماعية والقدرة على التواصل مع الآخرين والضبط وتقدير الذات وإدارة الذات.
وأشارت فاطمة نعمان( 2019, ص ص 131ـ 136) أنّ الآثار السلبية التي تنتج عن استخدام الهاتف الذكي تختلف من فرد لآخر وفقاً لدرجة الإدمان فقد نجد بعض الآثار كالانطواء، الاغتراب، العزلة الاجتماعية، الانفصال الجزئي أو الكلي عن الواقع، الوحدة النفسية، انعدام أو نقص الشعور بالوقت، فقد الثقة بالذات، انعدام الشعور بالوقت، اضطرابات في التنظيم الانفعالي، اضطرابات في التكيف الاجتماعي، الفقد الكلي أو الجزئي للقدرة على مواجهة الضغوط لدى شخص ما, ولا نجد بعضها لدى الآخر، بل والأكثر من ذلك أن هذه الآثار تختلف وفقاً للنوع فقد وُجِدَت فروق بين الجنسين في إدمان الهاتف الذكي وجودة النوم، فطالبات الجامعة الإناث لديهن جودة نوم ”ضعيفة” بالمقارنة بالذكور، ومن الممكن أن يرجع ذلك إلي التغيرات الهرمونية لديهن، ولكن الاستخدام المفرط للهاتف الذكي له دور مهم في قلة جودة النوم لديهن.
هذا بالإضافة إلى تأثير إدمان الهاتف الذكي بشكلٍ سلبي على التحصيل الأكاديمي للطالب الجامعي, وهذا ما أكّدته دراسات عِدَّة، كدراسة إيمانويل وآخرين(Emanuel et al., 2015, pp.291- 299), ودراسة أولوفادي (Olufadi., 2015, pp. 84-104) ودراسة, سيو وآخرين(Seo et al., 2016, pp. 282-292) , ودراسة ثومي وآخرين ( Thomee et al., 2011), ودراسة عارفين وآخرين(Arefin et al., 2017), ودراسة اليحيى وآخرين Alyahya et al., 2016)) , ودراسة ابراهيم وآخرين (Ibrahim et al., 2018,p.2).
Every society has a great human wealth that gives it the necessary importance that it deserves. This wealth is represented in the youth in general and in university students in particular. They are the prominent and successful human energies in every society because they represent an important segment of society, rather they are the capital and source of strength of their society. They are the future, development and continuity of countries, they are the bearers of the banner of science and knowledge.
The university stage is one of the most important age stages that must be looked at with more attention and research into the problems they face. We need to prepare a generation that is compatible with its society and the data of its time so that they can advance their society.
Among the problems that hinder young people’s progress is the problem of smartphone addiction. The smartphone has affected the lives of young people. You find them sitting with each other in the house or cafe, and each of them has his own world that he dives into as soon as he lowers his head towards the screen of his smartphone. They meet at one table with their bodies,but their minds reeling between their fingers in another world. Excess and extravagance reached the point of addiction to the use of these tablets, so the preoccupation with smartphones began to take a dangerous turn in its impact on the members of society in different forms and shapes.
The misuse of such devices leads to sleep disturbance and staying up for long hours in front of the smartphone screen, so that they did not achieve sleep quality. The high quality of sleep would lead to a reduction in psychological disorders and increase the enjoyment of life, psychological balance and good relations with others. It also affects the The cognitive and physical state of the individual positively, which is known as “well-being ”, or psychological well-being or subjective well-being. If the individual achieves a good sleep at night, he becomes energetic and goes to work or study with a satisfied soul, psychological comfort, physical health and desire for achievement and work. That is the well-being which many strive to achieve.
Hamid Zahran (2005, pg. 466) pointed out the seriousness of the youth stage and the various changes and problems that face this stage and may hinder their progress and advancement for themselves and their country. These problems appear as an inevitable result of the psychological and physical changes that young people go through. Sometimes these problems relate to themselves, to the family, and to the society in which they live.
Lee and others (Lee et al., 2014, p.379) emphasized that one of the most important problems faced by young people is the problem of pathological use of the smartphone. Using the smartphone to enjoy or reduce feeling may lead to a sense of direct satisfaction, but it is accompanied by a decrease in the sense of desires and constant arousal activity.
Naglaa Raslan (2016, p. 16) added that with this abnormal attachment to the smartphone, the addictive behavior arises from the intensity of this connection, and from the loss of the ability to control the use of the smartphone. A relationshipis established between theindividual and his phone that acts as the follower ( the individual) and the followed ( the smartphone). For example, if a person wants to remember or review a certain information, he does not find him trying to retrieve it from memory or thinking about it, but immediately turns to his phone to search for an answer to his question, and finds himself without a goal, checking it dozens of times, and he may lose the ability to control this behavior.
The study of Hwang & Cho (2012), the study of Demirci et al(2015), the study of Costa (2018), the study of Ghazali, & Jaafar( 2018), the study of Yucel & Unsalver (2019), the study of Tang et al (2019 ), and the study of Zhang et al( 2020) showed that there is a relationship between smartphone addiction, anxiety and mental disorders, due to the constant preoccupation with the smartphone and spending a lot of time at night on the phone and move from one application to another and from one conversation to another, so the individual finds pleasure and happiness when entering this virtual world until he reaches the degree of pathological attachment, which is known as smartphone addiction. These studies indicated that smartphone addiction has become a general problem that has begun to spread recently. It has become common among some people in general and among university students in particular, and its spread has increased across many countries of the world. The use of the smartphone has become constantly increasing and excessive use, which may lead to negative consequences and a negative impact on psychological aspects such as feelings of depression, anxiety disorders, Sleeping disorders, and physical aspects such as: pain in different areas of the body due to constantly looking at the smartphone screen and being busy with it most of the time. It also has a negative impact on social life such as constant preoccupation with family members, absence of social interaction, fragility of social relations, and a decline in the amount of interaction between young people and their families, the lack of visits to their relatives, the completion of practical tasks, emotional intelligence, social stress, and self-regulation, and it also leads to social tension and a feeling of anxiety.
Zayed et al (2018, p.195) indicated that smartphone addiction leads to a deterioration in social relationships and communication with others, and this may contribute to reducing the feeling of well-being.