Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
تهويد القدس فى الفكر الصهيوني المعاصر وإستراتيجية المواجهة /
المؤلف
موسى، نيفين عبدالعزيز محمد محمد.
هيئة الاعداد
باحث / نيفين عبدالعزيز محمد محمد موسى
مشرف / هدى محمود درويش
مناقش / كارم محمود عزيز
مناقش / حسين إبراهيم بدوية
تاريخ النشر
2022.
عدد الصفحات
211 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
العلوم الاجتماعية (متفرقات)
الناشر
تاريخ الإجازة
15/02/2022
مكان الإجازة
جامعة الزقازيق - معهد الدراسات والبحوث الأسيوية - قسم دراسات وبحوث الأديان المقارنة
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 236

from 236

المستخلص

مما لا ريب فيه أن بيت المقدس قد احتلت منذ بداية الدعوة الإسلامية مكانا هاما في نفوس المسلمين, فقد أشار إليها القرآن الكريم عدة مرات, وخصها الرسول الكريم صل الله عليه وسلم بالقداسة بعد مكة والمدينة , وليس ذلك فحسب, بل وردت العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي توضح فضائل هذه المدينة . إن تحرير القدس سنة (15ه/636م) قد أعاد السيادة الفعلية للعرب المسلمين على هذه المدينة , وكذلك الاهتمام بشئونها ورعاية سكانها وتأمين حقوقهم, وواقع الحال يؤكد أن انتشار الإسلام قد واكبه تنمية حضرية لا مثيل لها, لأن الفتوحات الإسلامية لم تؤد إلى تدمير المدن القديمة أو هياكلها , بل يسرت إعادة تشكيلها ومواءمتها بوضعها في أنساق جديدة تبلغ من القوة والاتساع قدراً يمكنها من فرض المعايير الجديدة من غير طمس للخصائص الذاتية الإقليمية منها والمحلية.ومهما يكن من أمر فإن الخليفة ”عمر بن الخطاب”, رضي الله عنه؛ قد أعاد تخطيط تنظيم القدس بنفسه لما لها من مكانة في نفوس المسلمين, إذ مكث فيها عشرة أيام نظم خلالها التركيب المعماري الداخلي للمدينة بوظائفه الدينية, والإدارية, والتجارية وأعاد للقدس صورة المدينة العربية الإسلامية. عاش أهل فلسطين عامة والقدس خاصة في ظل الحكم الإسلامي التحول العظيم الذي حدث في القرن الأول الهجري, وشاركوا بمختلف مللهم في ازدهار العمران الحضاري لها, فقد اهتم بها الملوك والأمراء والولاة على مر الأزمان بإقامة المباني العامة الفخمة الجميلة الحافلة بأنواع الأزخارف والنقود وذلك للتعبير عما تفيض به قلوبهم ومشاعرهم من المحبة والتقديس لهذا البلد, فضلاً عن توفير المكان والمأكل للوافدين لزيارة هذه المدينة المقدسة من جميع أقطار العالم الإسلامي.إن منزلة القدس رفيعة وعميقة في الإسلام للارتباطات الوثيقة والحقوق المتينة والعلاقات الوطيدة التي تربط المسلمين بها, فالارتباط بالعقيدة يتمثل في معجزة الإسراء والمعراج, والارتباط هنا ليس لأهل فلسطين فحسبء بل لجميع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها, فضلا عن أن المسجد الأقصى لا يعني البناء المغطى فحسب, بل منطقة المسجد جميعها ,ويتمثل هذا الارتباط أيضا بأن القدس أرض المحشر والمنشرء قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (أرض المحشر والمنشر أتوه فصلوا فيه). أما الارتباط التعبدي (نسبة للعبادة) فيتمثل في أن القدس أولى القبلتين» كما أن ثواب الركعةالواحدة في المسجد الأقصى بخمسمائة ركعة في غيرها من المساجد لقوله صلى الله عليه وسلم: (فضل الصلاة في المسجد الحرام على غيره بمائة ألف صلاة » وفي مسجدي ألف صلاة:وفي مسجد بيت المقدس خمسمائة صلاة)» كذلك حث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم على زيارة المسجد الأقصى المبارك بقصد العبادة لقوله صلى الله عليه وسلم : (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام» ومسجدي هذاء والمسجد الأقصى) وربط الرسول صلى الله عليه وسلم المسجد الأقصى بمناسك الحج والعمرة لقول الرسول صلى الله عليه وسلم : (من أهل بعمرة من بيت المقدس كانت له كفارة لما قبلها من الذنوب). كما أن ثواب المقيم في المدينة المقدسة له ثواب المرابط في سبيل الله لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : (يا معاذ إن الله سيفتح عليكم الشام من بعدي من العريش إلى الفرات رجالهم ونساؤهم وإماؤهم مرابطون إلى يوم القيامة فمن اختار منكم ساحلاً من سواحل الشام أو بيت المقدس فهو في جهاد إلى يوم القيامة). أما الارتباط الحضاري بالقدس فيتمثل فيما يستخدمون للبناء الفريد لكل من المسجد الأقصى ومسجد قبة الصخرة المشرفة » ووجود مئات العقارات الوقفية والأثرية حول المسجد الأقصى . ووجود المساجد الكثيرة في البلدة القديمة» وكذلك مئات المدارس والمعاهد والزوايا والأربطة حول المسجد الأقصى المبارك. كذلك الارتباط السياسي بالقدس يتمثل في (العهدة العمرية) » وهي أعدل وأوضح وأشهر وثيقة سياسية عبر التاريخ» فضلا عن حكم العرب المسلمين لهذه المدينة منذ الفتح العمري في سنة (5١ه) إلى احتلال الكيان الصهيوني للقدس عام 11537١م » وتمكن الإسلام من تحقيق العدل والاستقرار والأمن والأمان للمسلمين وغير المسلمين في هذه المدينة خلال حكم العرب والمسلمين لها. ويتمثل الارتباط التاريخي بالعرب اليبوسيين فهم أقدم الشعوب التي سكنت فلسطين وهم أول من أسسوا مدينة القدس. من كل ما تقدم تظهر منزلة القدس ومكانتها من هذه الارتباطات مجتمعة تكمل بعضها الآخر . ومن خلال تتبع الآيات نرى أن لمدينة القدس مكانة دينية مرموقة قلما نالتها مدينة» وإن ذلك المكان قد ارتبط بالجانب العقائدي التعبدي وبالجانب الحضاري التاريخيء مثلما ارتبطت بالإيمان والتوحيد والنبوات المتتابعة ودعوة إبراهيم عليه السلام. وقد أكد هذا (المقدسي) الذي وصف حال بيت المقدس . ووضح أنها كانت مدينة كبيرة مزدهرة وعامرة بالمباني الجميلة » وليس المقدسي فحسب بل وغيره من المؤرخين والرحالة. والحقيقة أن المدينة المقدسة كانت مركز إشعاع للعالم الإسلامي يسطع على بلدان المسلمين ففيها ولد وعاش المئات من علماء المسلمين الذين قدموا من بلدان عديدة من المشرق والمغرب» وعملوا وتعلموا في المسجد الأقصى ومدارس بيت المقدس . وعند تتبع تطور سكان القدس عدديا وأنثروبولوجيا نجد بما لا يدع مجالاً للشك أن شخصيةالقدس ببعديها العربي والإسلامي . ترفض الادعاءات الصهيونية الهادفة إلى تهويدها وتصفيتها حضاريا والذي يعتمد على مضايقة شديدة وإيذاء للسكان العرب وإرغامهم على الهجرة خارج القدس ». ولم يعب الصهاينة بالحقوق العربية والإسلامية في القدس »2 ولا بالقرارات الدولية التي أصدرها مجلس الأمن لإدانة ما يفعلونه في القدس من هدم وتشويه » وإنما سعوا في مخطط التهويد بوتيرة سريعة وغير مسبوقة في التاريخ.