الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص تقومُ الشَّرِكَاتُ التِّجاريَّةُ بدورٍ كبيرٍ في المجال التِّجاري والصِّناعي، وذلك بسبب ما تنطوي عليه فكرة الشَّرِكَة من تعاونٍ بين شركتين أو أكثر للقيام بعملٍ مشتركٍ يتطلَّب توحيد جهودهم وأموالهم للقيام بالعمل المشترك، إِذْ ينتج عن هذا التوحيد استطاعةُ القيام بالأعمال التي تعجز الشَّرِكَة الواحدةُ عن القيام بها لقصر مجهودها وقدرتها الماليَّة.وعندما ينظر الاقتصاديُّون إلى سبب وجود الشَّرِكَات في اقتصاد السوق والحجم أو طبيعة العمل التى تمارسها سواء من خلال تاجرٍ وحيدٍ أو شركةٍ أو مؤسَّسةٍ أو مجموعةٍ، و ما الذي يحدد حجم الشَّرِكَة، سيكون من الضروري النظر في سبب تقسيم عمل الشَّرِكَة إلى كياناتٍ مؤسَّسيَّةٍ منفصلة لذا فقد لجأت المُؤسَّسات إلى أحد أمرين وأحيانًا إلى كليهما معًا، وهو إمَّا تفريع أقسامها المتخصِّصة وتحويلها إلى شركاتٍ مُستقلَّةٍ من حيث الأعمال التنفيذيَّة، وإمَّا إلى الدخول في مشاركات مع أشخاص آخرين (طبيعيِّين أو معنويِّين) يتعاطون نشاطًا مشابهًا لنشاط أحد أقسامها أو مكمِّلًا له، وتكليف الشَّرِكَات الناتجة عن هذه المشاركات بالأعمال التنفيذيَّة، في حين تحتفظ (الشَّرِكَة القابِضَة) بمهام التخطيط والتوجيه إن الشَّرِكَة القابِضَة ليست شكلًا جديدًا يضاف إلى الشَّرِكَات الأُخرى، إنَّما الشَّرِكَة القابِضَة تأخذ شكلًا من الشَّرِكَات منصوص عليها في القانون، وغالبًا ما تأخذ الشَّرِكَة القابِضَة شكل الشَّرِكَات المساهمة بسبب مرونتها على صعيد التعامل، ويرجع أصل الشَّرِكَة القابِضَة إلى نهاية القرن التاسع عشر في أمريكا، ثم عرفت في أوروبا بعد الحرب العالميَّة الأولى، وانتشرت هذه الشَّرِكَات كوسيلةٍ لتجمع المشاريع العائدة للشَّرِكات التَّابِعَة لها في إطار الشَّرِكَة القابِضَة التي تسيطر عليها، حيث بإمكان هذه الأخيرة أن تحقق رقابةً مستمرَّة على الشَّرِكَات المجموعة التي تتبع لها، وأنَّ الشَّرِكَات القابِضَة راحت تلجأ أحيانًا إلى تملُّك بعض الحصص أو الأسهُم في شَرِكَاتٍ أُخرى قائمة، أو إلى الاشتراك في تأسيس شركاتٍ جديدةٍ. |