Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
المؤثرات الأوروبية فى الحضارة الصينية وأثرها فى مسيرة التحديث :
المؤلف
الشامى، مروة محمود صبحى.
هيئة الاعداد
باحث / مروة محمود صبحى الشامى
مشرف / محمد عثمان عبدالجليل
مشرف / محمود أحمد محمد قمر
مناقش / ابراهيم العدل
مناقش / فتحى العفيفى
تاريخ النشر
2022.
عدد الصفحات
245 ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
التاريخ
الناشر
تاريخ الإجازة
10/05/2022
مكان الإجازة
جامعة الزقازيق - معهد الدراسات والبحوث الأسيوية - قسم دراسات وبحوث الحضارات الآسيوية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 245

from 245

المستخلص

أكدت هذة الدراسة أن تأثر الثقافات ببعضها البعض حقيقة لا يمكن انكارها، فلقد كان الصينيون يؤمنون بأن الثقافة الصينية تعد أهم أساس لتطوير الصين, وكانوا يودون تعديلها كي تتمشى مع ظروف العالم الحديث, ولقد أجمع المفكرين الصينيين على أن أقوى الصعوبات التي يواجهها الصينيون في طريق التحديث لا تكمن في الجانب المادي والهيكلي, بل تكمن في عامل الثقافة والبشر وخصائص الثقافة الفكرية للصينيين أنفسهم والاتجاه السيكولوجي لديهم. لذلك فقد اعدوا انفسهم لمجابهة طويلة وشاقة مع التقليديين فكانوا ينقدوا ويرفضوا الثقافة القديمة ويمهدوا الطريق للثقافة الجديدة, فألقوا على عاتقهم مهمة تجديد الثقافة, فبدأوا في حث الجماهير العظيمة ومساعدتهم في محاولة جادة لاستعادة ثقتهم بالنفس كأمة دون خسران الهوية الثقافية.ومن هذا المنطلق تناولت الباحثة موضوع الدراسة وقامت بتوضيح التأثيرات الأوروبية فى الحضارة الصينية وأثرها فى مسيرة التحديث فى الصين.وقد توصلت الدراسة إلى عدد من النتائج منها:أولاً: أثبتت الدراسة أن حرب الأفيون تعد فاتحة عهد جديد فى تاريخ الأيديولوجية الصينية فى العصر الحديث، حيث انطلقت إرهاصات التحديث الصينى فى أعقابها. فدارت صراعات فكرية عميقة بعد هذه الحرب، ما بين الأيديولوجيا المحافظة، التى تعتمد على مفهوم الأصالة والفلسفة القديمة، مثل الأيديولوجيا الكونفوشيوسية والطاوية، وأيديولوجيا الفرنجة التى تعتمد على مفهوم المعاصرة فى الصين الحديثة.ثانياً: بينت هذة الدراسة أن التحديث فى الصين بدأ عندما تعرضت الصين للإذلال والإهانة من جانب الدول الاستعمارية الغربية وحاصرتها القوات الأجنبية الغازية ولقنتها هزيمة ساحقة في حرب الأفيون عام 1840م. حيث اقتحم الإمبرياليون بوابة الصين القديمة بالمدافع، وهزوا بعنف التركيب النفسى لدى الصينيين فى الاعتماد على الثقافة التقليدية، وتسببوا لهم فى إحداث جرح عميق لكرامة الأمة والثقة بالذات والصورة النموذجية القائمة على المفهوم التقليدى للثقافة. وغرق الصينيون فى حالة من الشعور بالقلق والهم لم يعرفوها من قبل، وفقدوا التوازن النفسى الاجتماعى بصورة خطيرة، وفى الوقت الذى كانوا يبحثون فيه عن مخرج لإنقاذ الأمة من الاضمحلال ومحاولة البقاء، كانوا يبحثون أيضا فى عجالة عن مواطن النقائص والعيوب على وجه التحقيق، وبدأوا فى محاسبة النفس بدقة واستجوابها.ثالثاً: توضح هذة الدراسة كيف كان الاستعمار سببا فى هزيمة المجتمع الصينى التقليدى هزيمة شاملة فى الجانب العسكرى والسياسى والاقتصادى والثقافى وغيرها من الجوانب الأخرى. وفى الوقت الذى قام فيه الاستعمار بالغزو العسكرى والاقتصادى، فتح بوابة الصين الكبرى بالإكراه، وجلب الثقافة والحضارة الغربية الحديثة والتى تتضمن العلوم والتكنولوجيا، والأفكار الفلسفية، ومفاهيم القيم، وأساليب الحياة وغيرها، وأدخل عوامل ثقافية جديدة فى الصين العريقة. إن إدخال هذه العوامل الثقافية الجديدة يمثل ضربة قاصمة وخطيرة للمجتمع الصينى التقليدى ونظام الثقافة التقليدية. ومن ثم حدث خطا فاصلا في تاريخ الفكر الصيني, فقد أجبر غزو الصين وإلحاق الهزيمة بها علي يد القوي الغربية في أوائل القرن التاسع عشر المفكرين الصينيين علي إعادة تقويم أساس حضارتهم وثقافتهم. وتساءلوا: ما الذي يعيب تراثنا بحيث يسمح للقوي الأجنبية بإلحاق الهزيمة بنا وحكمنا بمثل هذه السهولة, ودعا بعض هؤلاء المفكرين إلي الإتجاه إلي الغرب واستعادة أنماط التفكير والممارسة التي مكنته من تحقيق البروز علي مستوي العالم.رابعاً: بينت هذة الدراسة أثر الثورات الداخلية فى إحداث موجات التغيير فى بناء المجتمعات وأنظمتها. وتعد ثورة 1919م مسألة مهمة لا يمكن تجاهلها فى مسيرة تحديث الصين، حيث كانت إسهامات ثورة 1919م عظيمة، حيث غيرت اتجاه تطور الثقافة الصينية بشكل كامل، ولقد اعتبر البعض أن ثورة 1919م مولد القومية الصينية الجديدة. وقد تناولت الدراسة الصدام الفكرى بين الثقافة الصينية والغربية من خلال حركة الرابع من مايو 1919م، حيث زادت حركة الرابع من مايو 1919م من قوة التيار الداعى إلى وحدة الصين، وفى الوقت عينه زادت من الارتباك الثقافى والفكرى فى البلاد، بما أدخلته من أراء وأفكار جديدة، وكان إدخال الماركسية فى الصين ونشرها من أعظم إسهامات تلك الحركة .خامساً: بينت هذة الدراسة المنظور الحديث للثقافة الصينية الجديدة وذلك من خلال عملية التحديث الصينى وسياسة الإصلاح والانفتاح، حيث خرجت الصين من ركام سنوات الثورة الثقافية ونفضت عن نفسها غبار التخلف, وسعت للتحرر من الأفكار الخاطئة التي أعاقت مسيرة التحديث الصيني ردحاً طويلاً, وأخذت القيادة الصينية الجديدة بعد رحيل ماو تسى تونج بزمام الأمور وضربت مثالاً يقتضى به في خوض التجارب الجديدة دون هياب, والاضطلاع بالانطلاقات الاقتصادية, ونسجت الصين ثوباً جديداً مرصعاً بالثلاثية الصينية: (الإصلاح- الانفتاح- التحديث).سادساً: أثبتت الدراسة أن تجربة الإصلاح الاقتصادى التى انتهجتها الصين فى نهاية عام 1978م كان لها أثراً إيجابياً على النمو الاقتصادى فى الصين وأدل مثال على ذلك بروز الاقتصاد الصينى كأحد أقوى اقتصاديات العالم.سابعاً: تظهر الدراسة أنه فى الوقت الذى أصبح لنجاحات الإصلاح عامل استقرار فى الصين، ومن ثم استقرار النظام السياسى القائم، ومع سرعة وتيرة الإصلاح الاقتصادى ظهر النظام السياسى فى الصين فى صورة مغايرة عما كان عليه فى ظل الحقبة الماوية، فلقد أفرزت الصين قيادات مستنيرة انفتحت وانطلقت على كافة أركان العالم غير منحسرة فى زاوية من زواياه، وشهدت المفاهيم والرؤى السياسية الصينية تحولاً جوهرياً بما يتواكب مع السياسة الجديدة وهذا ما أدى إلى تطور النظام السياسى فى الصين فى ظل استراتيجية الإصلاح والانفتاح وأدل مثال على ذلك تداول السلطة بين أجيال القادة فى الصين، ولقد قام الانفتاح الصينى على أساس ضرورة التعلم من الأقطار الأجنبية، وقامت الرؤية الصينية على أساس استيعاب الجوانب الايجابية وتفادى جوانب القصور.ثامناً: بينت هذة الدراسة أن من أهم مقومات نجاح التجربة الصينية أن الصين استطاعت باقتدار في مسيرة الإصلاح والانفتاح والتحديث أن تحتفظ بشخصيتها المستقلة من أسلوبها الخاص وفلسفتها المتميزة ونموذجها المبتكر فى إجراء تجارب الإصلاح ذات الخصائص الصينية. ولقد قام الإصلاح على تقبل الشعب الصيني له والإيمان به وبحتميته, مع الاحتفاظ بموروثاتهم, وكذلك إخلاص الصفوة القائمة على الإصلاح، وبفضل الإنجازات التي حققتها الصين مع انتهاجها لسياسة الانفتاح الخارجى تطلعت العديد من دول العالم للصين بكثير من الإعجاب, وطرأت تغيرات على المجتمع الصينى, وتقدمت الصين بخطوات أذهلت العالم.تاسعاً: توضح هذة الدراسة بجلاء قناعة الصين بأهمية البعد الثقافى فى سياستها الخارجية فقد اتجهت لتبنى استراتيجية ثقافية بدأت فى اتباعها منذ عام 1988 حيث اعتبرت الثقافة استراتيجية، وأداة دبلوماسية، وهى الاستراتيجية التى استمدت أساسها الفكرى من الثقافة الكونفوشيوسية، والثقافة التقليدية، فضلاً عن السياسة الواقعية، وهى استراتيجية حرصت الصين على أن تعلن للجميع من خلالها أنها تبحث عن التعاون وتستند على السلام وهى بذلك ثقافة دفاعية لا تسعى للهيمنة، وإن كان هذا لا ينفى لجوئها للقوة عندما يستدعى الأمر وذلك كسياسة دفاعية فقط.عاشراً: أكدت هذة الدراسة على أن العامل الثقافى يلعب دورا هاما فى سياسة الصين الخارجية، حيث أن الصعود الصينى لابد أن يدعمة صعودا ثقافيا، حيث تشكل الثقافة أداة دبلوماسية مهمة تؤكد على أحد أهم أوجه الدور الصينى الجديد فى العلاقات الدولية كقوة سلمية تسعى لتحقيق التنمية وتحافظ على السلام العالمى، وتعمل من أجل تفعيل الحوار الحضارى_الثقافى مع كافة دول العالم، حيث يعد العامل الثقافى المحرك الأساسى للسياسة الخارجية الصينية والذى يساعدها على تعزيز دورها الخارجى وصعودها السلمى، الأمر الذى يشكل عامل قوة للدولة الصينية.