Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
التطور السياسي في إندونيسيا (1939-1949م) /
المؤلف
عيد، مصطفى عيد فهمي.
هيئة الاعداد
باحث / مصطفى عيد فهمي عيد
مشرف / شريف محمد أحمد عبدالجواد
مشرف / أحمد عبدالقادر محمد
الموضوع
التاريخ.
تاريخ النشر
2022.
عدد الصفحات
214 ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
التاريخ
تاريخ الإجازة
30/10/2022
مكان الإجازة
جامعة المنيا - كلية الآداب - التاريخ
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 236

from 236

المستخلص

لَقَدْ خَرَجْتُ مِنْ هَذِه الدِّرَاسَــةالتي عشت معها فترة البحث بعدّة نتائج، حيث ألقت الوثائق والْمصادر الْمُتنوعة الضوء عَلَىٰ أحداثٍ مُهمّةٍ فِي تَارِيخ إندونيسيا الْمُعَاصر، والتي شكّلت دولة إندونيسيا بتوجهاتها السِّياسِيَّة والاقتصادِيَّة والعسكرِيَّة، وذلك بعد أنْ عاشت فترة عصيبة مِنْ بدايات الْحَرْب العالَمِيَّة الثانية عام 1939 وَحَتّىٰ اِسْتِقْلَالها عام 1949؛ وَفِي نهاية هَذِه الدِّرَاسَــة خَرَجْتُ بمجموعةٍ مِنَ النتائج، والتي تمثّلت فِي:
1- تَعَــرّضت إندونيسيا للاِسْتِعْمَار بسبب موقعها الاستراتيجِي الْمُتميز فِي منطقة جنوب شرقي آسيا، كَمَا أنَّها تَقَعُ بين مُحيطين مِنْ أهمّ مُحيطات العالَم وَهُمَا ”الهادي والهندي”، وكذلك تربط بينَ قارتيْ آسيا وأستراليا، فضلًا عن امتلاكها للموارد الطبيعِيَّة وخاصة البترول والتوابل، فقد استعمرها البرتغاليُّون والأسبانيُّون والبريطانيُّون والهولنديُّون، ومكثوا فِيها بعض الوقت، واستنزفوا خيراتها، غير أنَّ هُولندا وحدها هِيَ التي تمكّنت مِنَ البقاء فِيها مُنْذُ أوَائِــل القرن السادس عشر وَحَــتّىٰ اِسْتِعْمَار اليابان لإندونيسيا عام 1942، وَمِنْ انتهاء الحرب العالميَّة الثانية حتّىٰ إجبارها علىٰ الاعتراف باِسْتِقْلَال إندونيسيا عام 1949.
2- انْعَــكَسَ تأزُّم الوضع الدولي فِي أوروبا عام 1939 وقيام الحرب العالَـمِيَّة الثانية عَلَى منطقة جنوب شرقي آسيا؛ وذلك لأنَّ الدول التي كانت داخلة فِي صِرَاعٍ مع ألمانيا هِيَ الدول التي كانت مُسيطرة علىٰ المنطقة، مِمَّا أتاح الفُرصة لليابان فِي التوسُّع جنوب شرق آسيا وِفق نِظام آسيا الجديد (آسيا للآسيويِّين)، وقد تمكّنت القُوَّات اليابانِيَّة مِنَ السيطرة عَلَىٰ جُزُر الهند الشرقيّة الهولنديّة لِمَا لَهَا مِنْ أهميّة استراتيجِيَّة واقتصادِيَّة كُبْرىٰ؛ فالاِسْتِعْمَار اليابانيّ لإندونيسيا ليس مِنْ قبيل الصدفة، ولكنّ دولة اليابان كانت تُرِيد اِسْتِعْمَار إندونيسيا لِمَا تتمتع به مِن موارد طبيعِيَّة وانتاجها للمواد الخام، وَمَا كَانَ شِعَار آسيا للآسيويِّين سِوىٰ شعار نادىٰ اليابانيُّون به لتحقِيق أهدافهم الاِسْتِعْمَارِيَّة ومكاسبهم الاقتصادِيَّة.
3- الشعارات التي رَفعتها اليابان فِي بداية الْحرب العالمِيَّة الثانية اتَّضَحَ أنَّها شِعَارَات جوفاء، لأنَّها اصطدمت بأفعالها عَلَىٰ أرض الواقع، وذلك عندما قامت باستنزاف مَوَارِد إندونيسيا، وقامت بمُصادرتها ونقلها لليابان واستخدامها فِي مجهودها الحربيّ، وكذلك اضطهاد الشعب الإندونيسِيّ وإجباره عَلَىٰ الْعَمَلِ فِي الْمُعسكرات الحربِيَّة.
4- أثّرَ الاِسْتِعْمَار اليابانِيّ تأثيرًا كبيرًا عَلَىٰ إنْدُونِيسيا والشعب الإنْدُونِيسيّ، ولاسيما فِي تطوّر الحركَة الوطنِيِّة، فَقَدْ رَفَضَ الهولنديُّون ـــ أثناء حُكمهم لَهَا ـــ تعيين أي إنْدُونِيسي فِي وظيفَةٍ مدنِيَّةٍ أو عسكرِيَّة، وَلَكِنْ قَامَ اليابانيُّون بِعكس تلك السِّيَاسَة، حيث قَامُوا بتعيين مِئَات الإنْدُونِيسيِّين فِي الْمَنَاصِب المدنِيَّة وَالْمُهِمَّة سِيَاسِيًّا، كَمَا أسهمُوا بشكلٍ كبيرٍ فِي تأسِيس قُوَّات إنْدُونِيسِيَّة مُحَارِبَة تحت قيادة إنْدُونِيسيين؛ كَمَا قَامَ اليابانيُّون بعمل تنظيمَات للشباب كَانَت شبه عسكرِيَّة، وَسَمَحُوا للوطنيِّين باستِخدَامِ ”العلَم الإنْدُونِيسِيّ وَاللُّغة الْوطنِيَّة”. وَمَعَ نِهَاية الحرب وبداية هزيمتهم سمحُوا لَهُم بتشكيل لَجْنَة للتحضير لإعلان الاِسْتِقْلَال، وقد تراخت القبضَة الاِسْتِعْمَاريَّة، مِمَّا مهّد إلَىٰ بداية عَهْد جديد تَـمَيَّز بالكفاح الثورِي، وإعلان اِسْتِقْلَال إندونيسيا يوم 17 أغسطس 1945 بعد استسلام اليابان للحُلَفَاء.
5- إنَّ مُعظم الدول الْكُبْرَىٰ التي تدّعِي ترسيخ مَبَادئ الديمقراطيّة فِي العالم لا يهمّها إلّا مصلحتها فِي الْمَقَام الأوّل ولو كَانَ عَلَىٰ حِسَاب هَذِه الديمقراطِيَّة التي تدّعيها، فَقَــدْ كانت الولايات الْمُتحدة الْأَمْرِيكِيَّة بعد الحرب العالمِيَّة الثانية ضد حُصُول إندونيسيا عَلَىٰ اِسْتِقْلَالها، ولكن عندما أصبحت القضية عالمِيَّة عن طريق دخولها لمجْلِس الأمن واكتساب تعاطُف الرأي العام الدولي، وكذلك سحق حكومة الجمهورِيّة الْإِنْدُونِيسِيَّة للثورة الشيوعيّة تدخلت الولايات الْمُتحدة الْأَمْرِيكِيَّة، بل وضغطت عَلَىٰ هُولندا للإعتراف باِسْتِقْلَال إندونيسيا.
6- فشلت بريطانيا بعدَ الحرب العالمِيَّة الثانية فِي تدعيم وُجُود الْـقُوَّات الْهُولندِيَّة لكي تبقَىٰ مُستعمرة لإندونيسيا، وَمِنْ هذا المُنطلق اتّجهت للعب دور الوسيط فِي الْمُفَاوَضَات بينَ الْهُولنديِّين والإندونيسيِّين، والظهور أمَامَ الْعَالَم بأنَّهَــا راعية لاِسْتِقْلَال الشعوب فِي ظِلّ وجود قُــوَّاتها الاِسْتِعْمَاريّة في مناطق عديدة مِنَ العالم آنذاك.
7- كانَ اندلاع الْحَرْب العالمِيَّة الثانية مثابة فُرصة مُناسبة للإندونيسيِّين في إنجاز اِسْتِقْلَالهم, لأنَّ هَذَا الحدث العالَمي عمل عَلَىٰ دمج وربط القضية الْإِنْدُونِيسِيَّة مَعَ التحولات التي أفرزتها هَذِه الْحَرْب؛ إِذْ عملت هَذِه الْحَرْب عَلَــىٰ جذب انتباه الدول ولا سيما الْكُبْرَى مِنْهَا تجاه القضيّة الْإِنْدُونِيسِيَّة.
8- نَجَحَ سوكارنو فِي جَمْع الإندونيسيِّين، وتكوين دولة مُوحدة مِن خِلال فلسفة ”البانتشاسيلا” التي أصبحت أساس الجمهورِيّة، وكذلك إصدار الدستور وتشكيل حكومة للجمهورِيَّة الْإِنْدُونِيسِيَّة.
9- للدول الْعُظمىٰ مَصالح تُوجّه سياستها الخارجِيَّة مهمَا كانت الحكومة التي تقبض عَلَىٰ زِمَام السُّلطة بها، ومهما كان نوع النظام السِّيَاسِـي السائد فيها، فالدول الْعُظمَىٰ تُبيح الاِسْتِعْمَار والقضاء عَلَــىٰ اِسْتِقْلَال بعض الدول الْأُخْرَىٰ عندما تجد فِــي ذلك ما يخدم مَصَالحها، بينما ترفض ذلك عندما يكون فِي غير صالحها.
10- قامت الكثير مِنْ حركات الْمُعارَضَة لسياسة سوكارنو وحكومته، وقد كانت أغلب هَذِه الحركات مِنَ الشيوعيِّين، فَــفِي عام 1946 قَامُوا باختطاف رئيس الوزراء ”شهرير”، كَمَا كانت هُنَاك مُعَارَضَة عام 1947 يقودها ”تان ملاكا”، وَفِي عام 1948 ثورة ماديون الشيوعِيَّـة والتي كَانَ يقودها الشيوعِي ”موسو” وبعض مِن رفاقه، ولكنّ سوكارنو نَجَحَ فِي الْقَضَاءِ عليهم.
11- كَانَ للحزبُ الشيوعِي الإندونيسِيّ الدور الأساس غير المُبَاشِر فِي تعجيل اِسْتِقْلَال إندونيسيا؛ إِذْ كَانَ مِنْ أَبْرز نتائج ثورة ماديون الشيوعِيَّة تَــزَايُد اِهْتِمَام الولايات الْمُتحدة الْأَمْرِيكِيَّة بمُستقبل الجمهورِيَّة الْإِنْدُونِيسِيَّة، بعد أنْ نَجَحَ سوكارنو فِي القضاءِ عَلَىٰ هَذِه الثورة الشيوعِيَّة؛ الأمرُ الذي جَعَلَ الولايات الْمُتحدة تضغط عَلَىٰ هُولندا وتهدّدها بقطع المعُونَة التي تمنحها لَهَـا بمُوجب مشروع مارشال إذا لَم تُوقِف أعمالها العسكرِيَّة ضد الجمهورِيَّة الْإِنْدُونِيسِيَّة، بل وتسحب قُوَّاتها العسكرِيَّة وتطلق سَـرَاح الزعماء، مِمَّا دَفَعَ الحكومة الْهُولندِيَّة بأنْ تمنح إندونيسيا اِسْتِقْلَالها فِي 27 ديسمبر 1949م.
12- كَانَ لتغــيُّر الظروف بعد نهاية الْحَرْب العالَمِيَّة الثانية أثر كبير فِي دعم القضيّة الْإِنْدُونِيسِيَّة لاسيما إنشاء مُنظمة الأُمم الْمُتحدة التي كَانَ لَهَا دور بارز فِي مُعَالجة تلك القضيّة مِن خلال تشكيلها للجنة المساعِي الحميدة، فَهِيَ التي أسهمت بشكلٍ أو بآخر فِي مَنْحِ الإندونيسيِّين اِسْتِقْلَالهم، وفضلًا عن ذلك فَإنَّ حُصُول أغلب الدول الآسيويَّة عَلَىٰ الاِسْتِقْلَال بَعْد نهاية الْحَرْب العالَمِيَّة الثانية أسهم فِي تقارُبِ أهداف تلك الشعوب، بل ودعم إحداهُمَا للأُخْرَىٰ، وقد تمثّل ذلك فِي دَعْمِ رئيس وُزراء الهند ”نهرو” للقضيّة الْإِنْدُونِيسِيَّة مِنْ خِلَال عقده للمُؤتمر الآسيوي عام 1949 بهدف رفع توصيات إلَىٰ مَجْلِسِ الأمن للنظر فِي الاِعْتِدَاءات الهُولندية عَلَىٰ الجمهورِيَّة الْإِنْدُونِيسِيَّة.
13- اِسْتَطَاعَ الإندونيسيُّون الْحُصُول عَلَىٰ اِسْتِقْلَالهم بعد مِشوار طويل مِنَ الْمُفَاوضات تارة، وبالمُوَاجَهَات العسكرِيَّة تارة أُخْرَىٰ, وَتَحَوَّلَتْ إندونيسيا إلَىٰ دولَة فدرالِيَّة؛ إِذْ أصبحت تُعْرَف باسْم ”الولايات الْمُتحدة الْإِنْدُونِيسِيَّة” عام 1949 والتي كَانَت جمهورِيّة إندونيسيا إِحْدَىٰ ولاياتها.