Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
موقع مقبرة بانحسي (عين شمس الشرقية)
(دراسة في نظم إدارة مواقع التراث الأثري) /
المؤلف
مصطفى، شيماء علاء.
هيئة الاعداد
باحث / شيماء علاء مصطفى
مشرف / ناجح عمر علي
مشرف / أبو الحسن محمود بكري
مناقش / أبو الحسن محمود بكري
الموضوع
Qrmak
تاريخ النشر
2022
عدد الصفحات
108 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
علم الآثار
تاريخ الإجازة
8/3/2022
مكان الإجازة
جامعة الفيوم - كلية الآثار - الآثار المصرية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 108

from 108

المستخلص

مدينة إيونو
يقع المركز الرئيسي لمدينة إيونو على بعد حوالي 13كم من وسط القاهرة في الركن الشمالي الشرقي حيث ضاحية المطرية, وعلى عكس المواقع المصرية القديمة لم تكن إيونو تقع على نهر النيل, بل مر بداخلها قناة متفرعة من أحد أفرع النيل بالدلتا والتي يُطلق عليها قناة إيتي iTy (شكل2أ-ب).
تضم مدينة إيونو مناطق عرب الحصن وعرب الطوايلة ومنطقة الخصوص والمسلة, هذا إلى جانب جبانة مترامية الأطراف تشمل مناطق المطرية وعين شمس الشرقية وعين شمس الغربية وحلمية الزيتون والنعام ومنشية الصدر ومصر الجديدة ومدينة نصر ومناطق الروضة وأثر النبي بمصر القديمة .
ثانيًا: أسماء مدينة إيونو
عُرفت مدينة إيونو في النصوص المصرية القديمة منذ عصر الدولة القديمة على الآثار باسم iwn أو iwnw , والاسم يشير في اللغة المصرية القديمة إلى مجمع معابد رع الكبير بهليوبوليس أو إلى كثرة أعمدة المعابد التي أقيمت لأرباب المدينة والتاسوع, ومن المُحتمل أيضًا أن نصب إيونو يمثل البرج الذي استخدمه الكهنة مرصد الشمس والنجوم والكواكب, وتمكنوا به من إتباع التقويم النجمي الذي لا يزال يُؤخذ به حتى الآن بعد أن أُدخل عليه بعض التعديلات , وعُرفت إيونو في اليونانية باسم هليوبوليس بمعنى مدينة الشمس نسبة إلى معبودها إله الشمس .
ولا يستبعد وجود صلة بين الاسم الحالي للمدينة (عين شمس) وبين الاسم المصري القديم إيونو, حيث حُرفت إيونو إلى كلمة عين وأضيفت الشمس نسبة إلى صلة المدينة بعبادة الشمس .
ثالثًا: الأهمية التاريخية والحضارية لمدينة إيونو
‌أ- اكتسبت مدينة إيونو عبر تاريخها القديم أهمية كبيرة وذلك لعدة أسباب:
كانت لمدينة إيونو دور مؤثر في الحياة الدينية لمصر القديمة نتيجة لكونها المركز الرئيسي لعبادة الشمس Ra , بالإضافة إلى كونها المنظم لأقدم معتقدات خاصة بنشأة الكون والمحرك الأول لأقدم تقويم شمسي, ومن المحتمل أن إيونو كانت عاصمة فيما قبل الأسرات ومن أقدم العواصم الملكية المقدسة التي حاولت توحيد مصر تحت لوائها .
وقد اشتهر كهنة هليوبوليس بأنهم من أعظم فئات الكهنة المثقفين وأكثرهم علمًا, واستطاعوا أن يؤثروا في الحياة الثقافية والدينية في مصر, كما أقاموا في معبدهم أول جامعة في العالم القديم .
تسببت مكانة مدينة إيونو الدينية في أن أغلب الملوك في مصر القديمة شيدوا منشآت فيها, ولكن معظم هذه المباني قد تعرضت للتدمير على مدار العصور المختلفة, إلى جانب نقل عدد من المسلات الكبيرة إلى الإسكندرية وأماكن مختلفة في أوروبا .
‌ب- الأهمية الأثرية لمدينة إبونو
تنقسم المنطقة الأثرية بمدينة إيونو إلى مدينة الأحياء وتضم حاليًا مناطق عرب الحصن والطوايلة والخصوص والمسلة, وكذلك جبانة ضخمة تقع إلى الشرق منها وتضم مناطق عين شمس الغربية والشرقية والمطرية والنعام ومنطقة الزيتون وعزبة النخل الشرقية والغربية ومصر الجديدة .
رابعًا: أعمال المسح والتنقيب الأثري في مدينة إيونو
اهتمت البعثات الأجنبية منذ مطلع القرن التاسع عشر الميلادي بالعمل في مركز مدينة إيونو حيث المعبد الكبير لآتوم والسور الضخم المحيط به, حيث بدأ أوجست مارييت Auguste Mariette أعمال الحفر عام 1858م بجوار مسلة سنوسرت الأول حيث عُثر على أجزاء من مسلات مختلفة وعدد من الشواهد الأثرية الآخرى .
أجرى أحمد باشا كمال أعمال حفائر بمدينة إيونو منذ عام 1874م حتى 1907م بعدة مواقع مختلفة ونتج عنها العديد من المكتشفات الأثرية المهمة, وقام فلندرز بتريFlinders Petrie بأعمال الحفائر عام 1911م, واكتشف الحصن الضخم ذا السورين وبوابتيه الحجريتين عام 1912م (شكل 3).
اكتشفت البعثة الإيطالية التي عملت بالمدينة منذ عام 1903م حتى 1906م مبنى ذات حجرات متعددة في منطقة تل الحصن، تم مقارنتها بقصر التيه (اللابيرنث) وعُثر على بقايا مقصورة للملك (زوسر) من الأسرة الثالثة – الدولة القديمة والمحفوظة حاليًا (بمتحف تورين) .
أجرى ديبونوJohn Debono حفائر بصحراء هليوبوليس (مصر الجديدة حاليًا) في عام 1923م, واكتشف جبانة من عصر ما قبل الأسرات، واُستأنفت أعمال الحفائر بعد ذلك تحت رئاسة مصطفى عامر وإبراهيم رزقانة .
أصبح العمل بالمنطقة منذ عام 1955م وحتى الآن محصورًا في الجانب المصري سواء عن طريق أعمال الحفائر النظامية أو أعمال حفر أساسات أراضي المواطنين بالمنطقة, وتم اكتشاف العديد من الآثار حيث أجرى مطاوع بلبوش حفائره منذ عام 1962م حتى1972م بمنطقة معبد سنوسرت الأول واكتشف بها أقدم جزء لمسلة من عصر الدولة القديمة ترجع لعصر الأسرة السادسة وتحمل اسم الملك (تتي), هذا إلى جانب أعمال الحفائر التي قام بها في منطقة تل الحصن, حيث عثر على نصب مرنبتاح التذكاري، وأجزاء من معبد لرمسيس الثاني وبوابة لكبير كهنة هليوبوليس من عصر الرعامسة .
أجرت كلية الآثار – جامعة القاهرة العديد من أعمال الحفائر بالمنطقة منذ عام 1976م , حيث قام عبد العزيز صالح بالمشاركة مع عبد الحليم نور الدين بالعديد من الاكتشافات الأثرية منذ عام 1976 حتى 1994, وانقطع العمل بالمنطقة حتى اُستأنف عام 2006 في شكل حفائر موسمية برئاسة محمد صلاح الخولي وعلاء عبد المحسن شاهين – عميد كلية الآثار آنذاك .
عملت البعثة الألمانية برئاسة ديتريش راو Dietrich Raue منذ عام 2005م في منطقة المطرية بالاشتراك مع البعثة المصرية التابعة لوزارة السياحة والآثار بالموقع المعروف اصطلاحًا باسم منطقة سوق الخميس أو معبد رمسيس الثاني داخل سور المعبد الكبير من الجهة الشمالية الغربية .
أسفرت حفائر 2005م برئاسة ديتريش راو Dietrich Raue بالكشف عن جزء من جدار مشيد بالطوب اللبن يرجع لعصر الهكسوس, وصومعة للأغلال ترجع لنفس العصر فيما يُعتقد, وتم الكشف عن رأس تمثال للملك سنوسرت الأول, ولعل أهم تلك الاكتشافات في هذا الموسم العثور على أحجار عليها نقش للملكة نفرتيتي زوجة أخناتون .
واستمر أعمال حفائر البعثة الألمانية المشتركة بالمنطقة منذاك التاريخ وحتى الآن داخل ذلك الموقع إلى جانب مواقع متفرقة من منطقة مزرعة السجون ومنطقة المعسكر.
قامت بعثة كلية الآداب للآثار جامعة عين شمس في أكتوبر 2017م بأعمال الحفائر في منطقة المطرية تحت إشراف ممدوح الدماطي وأسفرت الحفائر عن العديد من الاكتشافات المهمة إلى أن توقفت في مارس 2020 بسبب جائحة كورونا.
تمت أعمال حفائر بواسطة كلية الآثار جامعة القاهرة بالتعاون مع وزارة السياحة والآثار عام 2018 حفائر في موقع مقبرة بانحسي بمنطقة عين شمس الشرقية تحت إشراف ناصر مكاوي ولم يتم الانتهاء من أعمال الحفر في الموقع حتى الآن .
خامسًا: أهم الشواهد الأثرية المكتشفة بمدينة إيونو
1. منطقة المعابد
تقع منطقة المعابد داخل حصون مدينة إيونو في المنطقة الغربية بالنسبة للجبانة, وتضم مناطق عرب الحصن والطوايلة والخصوص والمسلة , ويوجد بها مجموعة من المعابد ومنازل للكهنة ومنازل للعامة, وبالإضافة إلى عدد من الآبار التي تم استخدامها في تخزين المياه, ويحيط بالمنطقة أسوار خارجية مشيدة من الطوب اللبن ولها أكثر من بوابة وتعتبر البوابة الرئيسية لمدينة إيونو في الجزء الجنوبي الغربي للمدينة (شكل 4).
2. منطقة الجبانات
تضم الجبانة مناطق متعددة تقع إلى الشرق من مدينة الأحياء كما ذُكر بعاليه (شكل 5), وتم الكشف بها عن العديد من المقابر من عصور متعاقبة وتتميز بطُرز معمارية مختلفة, وبعض تلك المقابر لم تُؤرخ بدقة, ولعل أهم تلك المقابر وجا حور, عنخ خنسو , ومقبرة بانحسي التي لا تزال في موقعها حتى الآن وهي محور الدراسة.