Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
فعالية برنامج التدخل المهني للخدمة الاجتماعية باستخدام المدخل الوقائي التأهيلي في تنمية وعي الطلاب بمخاطر التنمر الإلكتروني /
المؤلف
عبداللطيف، إبراهيم عبدالهادي محمد.
هيئة الاعداد
باحث / إبراهيم عبدالهادي محمد عبداللطيف
مشرف / محمود فتحي محمد
مشرف / منال حمدي الطيب
مناقش / منال حمدي الطيب
الموضوع
qrmak
تاريخ النشر
2022
عدد الصفحات
530 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
العلوم الاجتماعية (متفرقات)
تاريخ الإجازة
8/3/2022
مكان الإجازة
جامعة الفيوم - كلية الخدمة الاجتماعية - قسم مجالات الخدمة الاجتماعية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 530

from 530

المستخلص

يوضح طبيعة عملية التنمر داخل البيئة المدرسية
وبتحليل واستقراء الشكل السابق يتضح أن عناصر عملية التنمر داخل البيئة المدرسية تتكون من (نسق الطالب الضحية) وهو من يقع عليه السلوك التنمري (ونسق الطالب المتنمر) وهو من يقوم بالسلوك التنمري وقد يكون الطالب المتنمر فرد أو مجموعة أفراد بينهم هدف مشترك وهو إيذاء الآخرين من أجل إشباع رغباتهم حول ذلك يكون هنالك نسق ثالث وهو الطلاب المتفرجون وينقسمون إلى ثلاثة فئات وهم (الطلاب المتفرجون غير المتورطين) هم يشاهدون عملية التنمر ولا يفعلون شيئا ويكون دورهم سلبي مع النسقين والفئة الثانية (الطلاب المتفرجون المتطوعون) ويكون دورهم المساعدة من جانبهم بالتطوع سواء للضحية أو للمتنمر حسب ميولهم إلى الطرفين والفئة الثالثة هم (الطلاب المتفرجون الناصرون) وتعتبر تلك الفئة من أهم الفئات الثلاثة لأن دوره يكون إيجابي في مساعدة الضحية دون النظر إلى العواقب التي تحدث لهم.
مما سبق نرى أن عدد ضحايا التنمر المدرسي على مستوى العالم تزداد يوماً بعد يوم، ففي استراليا وضح رجبي (Rigby 2016) أن 14% من تلاميذ المدارس كانوا ضحايا للتنمر المدرسي وهذا يشكل خطر على حياة الطلاب داخل المدارس وإذا نظرنا إلى التنمر المدرسي نجد أنه ينتشر في جميع أنحاء العالم وهو أمر أثبتته العديد من الدراسات على المستوى العالمي ولكن بنسبة متفاوتة فقد تراوحت نسبة الانتشار في البلاد المتقدمة بين (5%- 35%) أما في الدول النامية فقد تراوحت النسبة بين (9% - 56%) مثلاً في جنوب أفريقيا أكدت بعض البحوث أن التنمر منتشر جداً بنسبة تصل إلى (61 %) بين طلاب المدرسة الثانوية (عاشور، 2016، ص50).
ويحدث التنمر داخل المؤسسات التعليمية أو خارجها، لكن غالبا ما يميز أماكن خاصة في المدرسة مثل الساحة، والممرات، وقاعة الرياضة، ودورات المياه، والأقسام وقاعات العمل الجماعي، والمطاعم، وحتى أثناء النشاط التعليمي وبعده والتنمر في المدرسة غالبا ما يصدر عن مجموعة من طلاب توجه سيطرتها نحو طالب تقوم بعزلة وإبعاده عن كل النشاطات واللقاءات، مستعينة بالموالين الذين بدورهم يخشون أن يكونوا ضحايا هذا السلوك، وهذه المجموعة يقوم أفرادها بالسخرية والتهكم وإطلاق الصفات الدنيئة على الضحية قبل إلحاق الأضرار الجسدية به، أما الطلاب المستهدفون (ضحايا التنمر) فهم يعتبرون غرباء عن المجموعة أو مختلفين عن أفرادها في الملبس، أولهم أصدقاء من غير جماعتهم أو يتصفون بأنهم خجولين أو ضعفاء البنية مما يجعل الحياة أمامهم صعبة ومستحيلة، وهذه السلوكيات يحدثها المتنمرين من أجل المتعة والسيطرة وتقدير على الذات متجاهلين ضحاياهم ومعاناتهم (بتصرف من البحث، ص 77).
وهذا ما أوضحته دراسة (البهاص، 2012): إلى فهم طبيعة علاقة الأمن النفسي بالتنمر المدرسي سواء للتلاميذ المتنمرين أو التلاميذ الضحايا وكذلك التعرف على الفروق بين المتنمرين والضحايا في درجة الشعور بالأمن النفسي والتأثير المحتمل لمتغيرات الجنس والفئة العمرية على سلوك التنمر وضحايا سلوك التنمر المدرسي كما هدف البحث إلى الكشف عن الديناميات النفسية لدى الحالات الطرفية من المتنمرين وضحايا التنمر.
يرى الباحث أن مع الاستخدام السيء للمراهقين للمستحدثات التكنولوجية أدى إلى وجود مجموعة من المشكلات السلوكية والنفسية والاجتماعية أثرت على علاقاتهم المختلفة، ولهذا أكدت دراسة (علي، 2009) أن الانعكاسات الاجتماعية التي سببها استخدام تكنولوجيا المعلومات مثل العزلة الاجتماعية وتفسيخ العلاقات الأسرية والاجتماعية التقليدية، والتغير النسبي في أساليب المعيشة على مستوى الفرد والأسرة والمجتمع بشكل عام كنتيجة لتغير القيم والاتجاهات وانتشار بعض الأفكار والأنماط السلوكية التي تهدد البيئة الاجتماعية، وإقامة علاقات مع أشخاص مجهولي الهوية مما يؤثر على الأمن الاجتماعي والقومي، كما أدي الإنترنت إلى التفكك الأسري المتمثل في ضعف العلاقات بين الآباء والأبناء وضعف الشعور بالانتماء للأسرة.
حيث تشير الإحصاءات أن معدلات استخدام الطلاب للتكنولوجيا في زيادة مستمرة بالأخص بعد أزمة كورونا وما أحدثت من تغيرات، والأمر الذي يحتم على أولياء الأمور التأكد من أن الطلاب يستخدمون التكنولوجيا بصورة أخلاقية قانونية آمنة حيث تؤكد نتائج مسح استخدامات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في الأسر والأفراد لعام 2018 التي تجربها وازرة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصرية بأن مستخدمو الإنترنت في مصر وصل إلى 37.9 مليون مستخدم (عيد، 2022، ص7).
كما أكدت دراسة (أحمد، 2007) التي أجريت على عينة عشوائية من (752) من تلاميذ وطلاب المراحل التعليمية المختلفة وصلت نسبة استخدامهم للحاسب الآلي والإنترنت 100%، وأشارت الدراسة أنه مع بداية الألفية الثالثة وتطور تكنولوجيا المعلومات، أصبح مجال الحاسب الآلي والإنترنت أكثر انتشاراً في دول العالم المختلفة وبدأ استخدامه يتزايد يوماً بعد يوم في شتى المجالات، وأكدت الدراسة على عدم ترشيد استخدام المراهقين لأجهزة الحاسب الآلي والإنترنت حيث أن معظم الاستخدامات تتركز حول الاستماع للأغاني ومشاهدة الأفلام والتقاط المعلومات المختلفة وأن نسبة لا يستهان بها من المراهقين تزور المواقع الإباحية على الإنترنت خاصة المرحلة الإعدادية بنسبه (3.14%) والمرحلة الثانوية (2.18%) من أفراد العينة. مع التطور التكنولوجي بين فئات المجتمع بصفة عامة وفئة الطلاب المراهقين بصفة خاصة أدى إلى ظهور مجموعة من التهديدات داخل البيئة المدرسية ومن أهم تلك التهديدات ظهور ما يعرف بسلوك التنمر الإلكتروني ((cyber bullying حيث يعد التنمر الإلكتروني من أخطر أنواع التنمر المدرسي حيث يتم بطريقة خفية بعيد عن أعين البيئة المدرسية والأسرية ويتم داخل وخارج المدرسة.
فلقد أصبحت ظاهرة التنمر الإلكتروني تمثل مصدر للقلق الاجتماعي، ولذا فقد زاد اهتمام العلماء بها في مجال العلوم الاجتماعية والسلوكية، فهي صيغة جديدة من صيغ التنمر، فقد نشأت في الآونة الأخيرة وأصبحت أكثر شيوعاً من خلال اتجاه البارعين من الطلبة في أمور التكنولوجيا إلى الفضاء الإلكتروني لمضايقة أقرانهم patchin, 2006)) فتشير دراسة Li, 2006)) التي أجريت على عينة مكونة من (264) من الطلاب المراهقين بأن نسبة (50%) تعرضوا كضحايا للتنمر الإلكتروني ونسبة (50%) يحددون شخصاً بالمدرسة يقوم بالتنمر الإلكتروني، وما يقرب من نصف مخاوف الإنترنت يتعلق باستخدام الوسائل الإلكترونية لمضايقة الآخرين، في حين أظهرت نتائج البحث بأن الإناث أكثر إبلاغاً من نظرائهن من الراشدين بأنهن تعرضن للتنمر الإلكتروني، وهذا وجدته نتائج دراسة (Byrdolf, 2007) حيث أظهرت شيوع التنمر الإلكتروني عبر وسائل الإعلام الإلكترونية، فهي تعد من المشكلات المتنامية في المدارس المتوسطة والثانوية في جميع أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية.
حيث يعتبر المتنمر الإلكتروني شخص خفي الهوية عن ضحية التنمر عكس باقي أنواع التنمر المدرسي يتم بطريقة مباشرة وموجها إلى الضحية.
هذا ما أوضح شيريل (Sheryl, 2015) أن من السمات المتفردة أيضاً للتنمر الإلكتروني؛ قدرة مرتكب التنمر على أن يكون غير معروف، وأن يقوم بالتنمر بعدد كبير من الأقران، وذلك بأقل مجهود وفي أي مكان وزمان خلال اليوم، وعبر التنمر الإلكتروني من الممكن للمتنمر أن يصل إلى جمهور (أون لاين) أكبر مما هو موجود في المجال المدرسي.
ومن هنا يظهر خطورة مشكلة التنمر الإلكتروني بين الطلاب المراهقين، وهذا ما أوضحت مجموعة من الدراسات مخاطر التنمر الإلكتروني في مرحلة المراهقة مثل دراسة (لطفي، 2016): التي هدفت إلى خفض التنمر الإلكتروني لدى طالبات المرحلة الإعدادية باستخدام برنامج إرشادي قائم على التدخلات الإيجابية المعتمد على القوي الشخصية، وتكونت العينة الأساسية (المجموعة الإرشادية) من (7) طالبات بالصف النهائي لمرحلة التعليم الأساسي بمدارس الإعدادية بنات بمدينة المنيا، وتوصلت نتائج البحث إلى وجود فعالية للبرنامج الإرشادي في خفض التنمر الإلكتروني حيث وجدت فروق ذات دلالة إحصائية بين التطبيق القبلي والتطبيق البعدي للمجموعة الإرشادية عينة البحث في اتجاه التطبيق البعدي، ووجدت فروق غير دالة إحصائية بين التطبيق البعدي والتطبيق التتابعي للمجموعة الإرشادية عينة البحث.
كما هدفت دراسة (حسين، 2016) إلى استقصاء البنية العمالية لمقياس ضحايا التنمر الإلكتروني لدى عينة من المراهقين وتكون عينة البحث (ن=300) مفردة،، وأظهرت النتائج التشبع على أربعة عوامل هي: التخفي الإلكتروني، المضايقات الإلكترونية، القذف الإلكتروني، المطاردة الإلكترونية، مما يجعلها إطار مرجعيا خصبا في مجال التنظير الشامل للتنمر الإلكتروني.
وجاءت دراسة (أبو العلا، 2017): للتعرف على نسبة انتشار سلوك التنمر الإلكتروني بين أفراد عينة البحث من المراهقين والتعرف على مستويات التنمر الإلكتروني لديهم، كما هدف إلى البحث عن وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات الذكور والإناث من أفراد العينة على مقياس التنمر الإلكتروني؛ والكشف عن وجود فروق دالة في التنمر الإلكتروني بين أفراد المجموعة التجريبية وأفراد المجموعة الضابطة قبل وبعد تطبيق البرنامج الإرشادي الانتقائي المصمم بالبحث والكشف عن مدي استمرار فعاليته بعد فترة من الإرشاد؛ وقد اشتملت عينة البحث على (180) مراهقاً ومراهقة من طلاب المرحلة الثانوية وقد توصل البحث للعديد من النتائج أهمها: أن نسبة انتشار سلوك التنمر الإلكتروني بين المراهقين بالعينة بلغت (58.9%) كما أن مستوى التنمر الإلكتروني لدى أفراد العينة جاء بدرجة استجابة (متوسطة) من وجهة نظر الطلاب والطالبات من أفراد عينة البحث؛ كما وجدت فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة (0.05) بين متوسطات درجات الذكور والإناث من عينة البحث حول مقياس التنمر الإلكتروني المعد لصالح الذكور؛ كما تبين وجود فروق ذات دلالة إحصائية) بين متوسطات المجموعتين التجريبية والضابطة في التطبيق البعدي لصالح طلاب المجموعة التجريبية.
وأيضاً هدفت دراسة فرج (2018 ) : إلي كيفية تعظيم الاستفادة من نموذج التركيز علي العضو في طريقة العمل مع الجماعات ومواجهة التنمر الإلكتروني لدى طلاب المرحلة الإعدادية ، خاصة أن هذا النموذج يمكن الاستناد إلي إطاره المفاهيمي في تحقيق الذات وتنمية قدرات الأعضاء علي حل مشكلاتهم في إطار عدم إدانته أو التعاطف معه وتنمية السلوكيات والممارسات الصحيحة التي من خلالها يمكن مواجهة السلوك التنمري بشتي صوره وأشكاله وأسبابه ومخاطره .
ثم جاءت دراسة ربيع (2020) لتهدف الي التوصل لتصور مقترح لدور الأخصائي الاجتماعي للحد من المخاطر الناتجة عن التنمر الإلكتروني لدى طلاب المرحلة الثانوية وتم الاعتماد على استمارة استبيان لجمع المعلومات والبيانات حول المخاطر الأسرية والنفسية والتعليمية التي يتعرض لها الطلاب وتم تطبيقها على مائة وثلاث وثمانين مفردة على الطلاب. وتوصلت الدراسة إلى عدة نتائج من أهمها:
أن المخاطر الأسرية الناتجة عن التنمر الإلكتروني لدى الطلاب تتمثل في شعورهم بالحرج تجاه أسرتهم لتعرضهم بألفاظ قبيحة من خلال شبكة التواصل الاجتماعي. وأرسال صور وأفلام إلكترونية قبيحة من الزملاء تسبب في عدم احترام أسرتهم لهم. بينما المخاطر النفسية الناتجة عن التنمر الإلكتروني تتمثل في شعورهم بالعار والخجل لتعرض مشاكلهم الشخصية عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وأيضا شعورهم بالاستفزاز والنفر لتعرضهم للحظر من خلال شبكة التواصل الاجتماعي. بينما المخاطر التعليمية الناتجة عن التنمر الإلكتروني فتتمثل في عدم قدرتهم على التركيز بالمذاكرة لتعرض صفحتهم للسرقة أكثر من مرة. وانخفاض مستوى تعليمهم داخل المدرسة لتدخل الأخرين في شؤنهم الخاصة من خلال شبكة التواصل الاجتماعي. كما توصلت الدراسة إلى أهم أدوار الأخصائي الاجتماعي المعرفية والمهارية والقيمية للحد من المخاطر الناتجة عن التنمر الإلكتروني.
وجاءت دراسة حسن (2022): لتهدف إلي تحديد أشكال التنمر الإلكتروني لدي طلاب المرحلة الإعدادية وأيضا أسباب ومخاطر التنمر الإلكتروني لدي طلاب المرحلة الإعدادية وتحديد دور الإخصائي الاجتماعي في التخفيف من مخاطر التنمر الإلكتروني لدي طلاب المرحلة الإعدادية وتحديد المعوقات التي تواجه دور الإخصائي الاجتماعي في التخفيف من مخاطر التنمر الإلكتروني لدي طلاب المرحلة الإعدادية وتحديد مقترحات تفعيل دور الإخصائي الاجتماعي في التخفيف من مخاطر التنمر الإلكتروني لدي طلاب المرحلة الإعدادية وذلك للتوصل إلي تصور مقترح من منظور خدمة الفرد التخفيف من مخاطر التنمر الإلكتروني لدي طلاب المرحلة الإعدادية. وكانت أهم نتائج الدراسة عدم وجود فروق جوهرية دالة إحصائياً بين استجابات موجهي التربية الاجتماعية والأخصائيين الاجتماعيين فيما يتعلق بتحديدهم للمخاطر الاجتماعية والنفسية والتعليمية للتنمر الإلكتروني لدي طلاب المرحلة الإعدادية.
مما سبق نرى أن الاهتمام بتلك الظاهرة على المستوى الدولي لقت اهتماما كبيرا وقد بدأ الاهتمام بدراسة تلك الظاهرة في الدول الاسكندنافية التي تنبهت إليها وأولتها الاهتمام بالبحث على يد العالم الكبير أوليوس (1997 (Olweus,، غير أنه ومنذ عقد الثمانيات وبداية التسعينيات جذبت قضية التنمر الإلكتروني انتباه دول أخرى متقدمة مثل بريطانيا وهولندا وأستراليا وإسكتلندا وإيرلندا وألمانيا وكندا والولايات المتحدة الأمريكية واليابان وكوريا، وتشير نتائج الدراسات الأجنبية أن نسب انتشار ظاهرة التنمر الإلكتروني بين طلاب المدارس في الدول المتقدمة تتراوح ما بين (5- 35 %)، وفي الدول النامية ما بين (9- 56 %). وكنتيجة طبيعية للعصر التكنولوجي، وما واكب ذلك من تطور هائل في وسائل التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر وانستجرام وغيرها، ونظرا للاستخدام السيئ، وعدم وجود رقابة من قبل البعض لهذه التكنولوجيا ظهر التنمر الإلكتروني، الأمر الذي بات يشكل خطر على أبنائنا.
وكشفت دراسة استقصائية أجريت بواسطة ”كاسبرسكي لاب” و”بي تو بي إنترناشونال” أن ما يقرب من (22 بالمئة) من الآباء والأمهات يقرون بعدم قدرتهم على مراقبة ما يشاهده أو يفعله أبناؤهم على الإنترنت، وعبر (48) بالمئة عن تخوّفهم من احتمال تعرض أولادهم لظاهرة التنمّر الإلكتروني (الديداموني، 2018، ص21).
ونرى أن كثيرا من الأسر تعيش مآسي بسبب تعرض أبنائها للتنمر الإلكتروني، وعلى المستوى العالمي مثل مأساة أماندا، الطفلة الكندية (15 سنة) التي قامت بنشر مقطع فيديو على ”اليوتيوب” حول معاناتها مع التنمر الإلكتروني إلى درجة الاكتئاب والعزلة والرغبة في الموت، وأنهت الطفلة حياتها آخر المطاف بقطعها لشرايين يدها. أما على المستوى المحلي وأيضاً فنجد الطالبة بسنت التي تعرضت للتنمر الإلكتروني والابتزاز الإلكتروني وأنهت حياتها بالانتحار بأخذ حبة الغلة التي تؤدى إلى الموت السريع، وهنا يطرق في ذهن الباحث تساؤل من المسئول عن انتحار هؤلاء الأطفال والمراهقين. (المجتمع، الأسرة، المدرسة، جماعة الأقران، الثقافة السائدة في المجتمع... إلخ) أم هي مجموعة متداخلة من تلك العوامل.
واستنكر الآباء في المنطقة العربية أن تكون هناك أماندا في دولتهم، والآن بعد مرور سنوات على الواقعة لم يعد التنمر الإلكتروني مجرد ظاهرة غربية عابرة يتناولها الأكاديميون بالبحث والتمحيص لتقف عند كتابة الملاحظات، إنما أصبح معاناة حقيقية يعيشها البعض في الدول العربية عبر الميديا الإلكترونية أو الرقمية في غفلة ممن حولهم. وظهر مصطلح التنمر الإلكتروني على المستوى العربي للمرة الأولى في عام 2006 بعد أن قام باحثون بإعداد دراسة كشفت عن تأثير السخرية على مستخدمي الإنترنت والذي قد يصل إلى الانتحار.
أم على المستوى المحلي كان التصدي لمشكلة التنمر بأنواعها المختلفة بصفة عامة والتنمر الإلكتروني بصفة خاصة من خلاله أطلقت في مصر أول حملة قومية من أجل إنهاء العنف بين الأقران، والمعروفة بمبادرة ”أنا ضد التنمر” التي قامت بها منظمة اليونيسيف والمركز القومي للطفولة والأمومة بتمويل من الاتحاد الأوروبي وكان هدف المبادرة توعية الناس بمخاطر التنمر بأنواعه المختلفة على أبنائهم وتم تسليط الضوء من خلال وسائل الإعلام المختلفة لمكافحة تلك الآفة التي تهدد أمن المجتمع المصري ككل وهذا ما دعا إلى انضمام المؤسسة التعليمية في تلك المبادرة لأنها هي الجهة المعنية بمحاربة تلك الظاهرة وهذا ما أكده الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم المصري في قوله: ”إن الوزارة تدعم بشكل كامل هذه الحملة القومية المهمة، والتي نأمل أن تزيد الوعي بين طلابنا، ومعلمينا، ومجتمعاتهم من أجل تحديد ومعالجة أشكال التنمر بين الأطفال والمراهقين. في الوقت الذي تشهد فيه مصر تحولاً جذرياً تجاه نظام تعليمي جديد (التعليم 2.0)، فإن خلق بيئة تعليمية آمنة وممتعة للأطفال والمراهقين يعد ضمن أولوياتنا ووفقا لرؤية مصر (2030).
وهذا أوضحته مها السعيد -عضوة بالمجلس القومي للطفولة والأمومة في مصر (حكومي)- أن تلك الحملات ومنها -”أنا ضد التنمر”- نوع من الوقاية لكنها جاءت متأخرة؛ إذ بالفعل تسللت الظاهرة إلى الأطفال والمراهقين بسبب الاستخدام اللامسئول لمواقع التواصل ودون وعي بعض الآباء بتأثيراتها السلبية.
وشرحت أن تسليط الضوء على لعبة ”الحوت الأزرق” الإلكترونية وحصدها لأرواح مراهقين دق ناقوس الخطر في الشارع العربي وكان إنذارا للآباء كي يراقبوا أبناءهم. وأشارت إلى أن ”التنمر الإلكتروني” لا يقل في خطورته عن ”الحوت الأزرق”، فالمتنمرون يختبئون في الغرف الإلكترونية، وأدواتهم تقتصر على لوحة المفاتيح وعقل شيطاني يدبر المكائد للإضرار بالآخرين. ورغم عدم وجود مواجهة حقيقية بين المتنمر الإلكتروني وضحيته تعتبر حالة التنمر