الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص تعد الشائعات الإلكترونية إحدى نتائج الثورة الرقمية التي خلفها التطور المستمر لتكنولوجيا الاتصال والمعلومات في الآونة الأخيرة، حيث تم استغلالها وبشكل ملحوظ بواسطة مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن أصبح العالم قرية كونية صغيرة وتهاوت الحدود بين الدول بسبب سرعة انتقال المعلومات والأفكار، نظراً لكونها تؤدي إلى تشويه الحقائق، وتضليل الرأي العام؛ مما يؤثر بالسلب على الحياة قاطبةً، وليس ثمة شك في أن جريمة نشر الشائعات تعد من الجرائم ذات الضرر المزدوج؛ فهي تؤثر على المصلحة العامة، ومصلحة الأفراد في آنٍ واحد. والشائعات لم تعد كما كانت بمفهومها التقليدي، وإنما تنوعت أساليبها في ظل التطور التكنولوجى الكبير الذى نعيشه، فتم الجنوح للعالم الافتراضي، ولم تعد الحرب قاصرة على القيام بأعمال إرهابية وتخريبية على أرض الواقع، وإنما امتد لأكثر من ذلك لما يعرف باسم ””الحرب الالكترونية””، من خلال نشر الشائعات وتزييف الحقائق. كما تحول الذكاء الإصطناعي في السنوات الأخيرة، ليكون رافداً رئيسياً في صناعة ما يسمى بـالكذب العميق، وهو نوع من الكذب، يملك القدرة على إنتاج صور ثابتة ومتحركة وناطقة تماثل الحقيقة، وهو ما يؤشر بوضوح إلى أن الشائعات سوف تتحول في المستقبل القريب، إلى السلاح الأهم والأخطر، بل والأكثر تأثيراً والأقل تكلفة في الحروب الحديثة، التي بات يطلق عليها الآن، الحروب السيبرانية. ولخطورة الشائعات حاربت الشريعة الاسلامية ترويجها, واتخذت موقفاً حاسماً ضد من يروجها, ووجهت إلى أساليب التحصين والوقاية منها، كما جرم قانون العقوبات المصرى والمقارن نشر الشائعات. |