Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
أدب المرأة في العصر الجاهلي :
المؤلف
عنتر، دينا حمدان السيد.
هيئة الاعداد
باحث / دينا حمدان السيد عنتر
مشرف / نجيب عثمان نجيب
مشرف / بهاء عبد الفتاح حسب الله
مشرف / بهاء عبد الفتاح حسب الله
الموضوع
الأدب العربى - تاريخ ونقد. اللغة العربية، علم.
تاريخ النشر
2021.
عدد الصفحات
471 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
اللغة واللسانيات
تاريخ الإجازة
1/1/2021
مكان الإجازة
جامعة حلوان - كلية الاداب - اللغة العربية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 471

from 471

المستخلص

أهداف البحث:
استهدف البحث إعادة قراءة تراث المرأة في العصر الجاهلي من المنظور الثقافي النسوي ليناظر التجلي الذكوري الذي حجب حضور المرأة وهويتها وخطابها في الماضي وغيَّبها رُغم مكانتها المهمة.
منهج الدراسة:
اعتمد البحث في قراءته على أدوات النقد الثقافي، بوصف النقد النسوي أحد أهم فروعه القادرة على كشف منظور المبدعات والسياقات الاجتماعية والثقافية المضمرة التي شكلت ذلك المنظور، لوضع النص في سياقه الثقافي الذي أنتجه، فكل نصٍ يشتمل على نسق ظاهر وآخر مضمر، وهذا النسق المضمر يتصل بالمستويات الثقافية المختلفة، سواء السياسية أو الاجتماعية أو الثقافية أو العقائدية، كما يعتني هذا النقد بتحليل الأنساق المضمرة التي ينطوي عليها الخطاب بكل تجلياته وأنماطه وصيغه، وقراءة النص بجمالياته وقبحياته، بأنساقه الظاهرة والمضمرة، بأقنعته وحيله لتمرير أنساقه الخاصة المضادة للوعي السائد، ويعتني بهموم الإنسان وقضاياه. ولم يمنع ذلك الاستعانة بمختلف العلوم المعينة كعلم الاجتماع والتاريخ وعلم النفس.
فكان من أهم ما توصَّلت له الدراسة:
1ـ اختلفت النظرة للمرأة من قبيلةٍ لأخرى ومن بيتٍ لآخر، فمن العرب من أكرمها وصانها واعترف بحقها، ومنهم كذلك من حرمها حقها في الحياة وأقصاها وهمَّشها وعمد إلى إذلالها، فانقسمت إلى نظرة إيجابية، ونظرةٍ سلبية، فحين كان لبعضهنَّ الحق في اختيار الزوج، بل واستلام مقاليد الحكم، والأخذ بآرائهن، والمشاركة في عقد الأحلاف السياسية، وقيام الحروب لأجلها، بل ومشاركتها فيها، والاستقلال بذمةٍ ماليةٍ خاصة، والتكسُّب من عمل يديها، مع تخصيص بعض المهن لها، وتجنيبها ما يسيء لكرامتها من المهن وما يحطُّ من قدرها، وحرص الأب على اختيار الزوج الكفء لها، وانتساب البطون والقبائل الأفراد لها تشريفًا وإجلالًا وتكريمًا، وارتقاءً بها إلى مصاف الآلهة وعبادة ربات الأنوثةِ رموزًا لها، وصُنع الحُلي وتعدُد أنواعه لإسعادها وتجميلها، وُجد على الجهة الأخرى انتهاك حقوقها والنيل منها وحرمانها حتى حق الحياة ووأدها، نظرًا لارتباطها في أذهان بعضهم بالخطيئة الأولى، واعتبار ولادتها شؤمًا يجُرُّ إلى الخراب، والمبادرة نحو إلصاق اسمها بأي رجلٍ حتى إن لم يكن مناسبًا، فهو خيرٌ من القعود، وظله ولا ظل حيطة كما وصفوه في أمثالهم، وإعطاء الرجل الحق في تورُّثها إذا ما مات زوجها، وتقدير مكانتها من خلال عدد من أنجبت من الذكور، فإذا ما زاد عدد إنجابها للإناث كا حالها كالعاقر، إما إلى طلاقٍ أو إلى الزواج عليها، وكثرة ما عُرف في الجاهلية من أنواع النكاح وتعددها مما كان فيه امتهانٌ للمرأة، واستحلالها لسابيها إذا ما وقعت سبيةً، وما تُعامل به الحائض ومن مات زوجها، وأخذ الدية من النساء، ومن اعتبارها شرًا يلحق بالرجل، وإلحاق ومناداة الرجل باسم أمه تقليلًا من شأنه، واتهامها بالخيانة من غير دليلٍ إلا شهادة غير عاقلٍ وأوهامٌ عقلية، وربط صورتها بصور الحيوانات الشريرة كالحيات والأفاعي والسعالي وغيرها، والسعي نحو إلغاء شخصية، وربط رأيها بالسفه والحمق، وتنميط صورتها ليكون جنس الأنوثة واحدًا، فما تجنيه إحداهن من خطايا تُعمَّمُ على جنس النساء جميعًا، من تُفلت من الوأد الجسدي، ليتم وأدها فكريًا وثقافيًا، فلا يُعتد برأيها، كما أن اللغة أجحفتها وخانتها ووقفت في صف الرجل على حسابها، مستندين في ذلك إلى مرجعيات ثقافية واقتصادية واجتماعية، أنتجت بنية ثقافية مُشوهة عن المرأة، جاعلين إياها مجرد وسيلةٍ لإمتاع الرجل.
2ـ فقد عُرفت المرأة في مجال الأدب بشتى أنواعه، فهنَّ لم تكنَّ مصابات بالعقم الأدبي آنذاك، وخاصةً لطبيعة المرأة والتي هيأت لها السبل لتكون على علاقةٍ وثيقة بالأدب، فقد أبدعت المرأة في شتى مجالات الأدب، شاعرةً، ناثرةً، وناقدة، حتى وصل عدد من ذُكرن من شاعراتٍ إلى نحو خمسمائة وأربع شاعرات، وكانت لهن الآراء النقدية الثاقبة المعللة، وإن كن قد اغتمرن ميادين النقد على استحياء، وقلن النثر بمختلف أجناسه، وصايا وحكم ومحاورات، وسجع كاهنات، وصارت أقوالهن وحكمهن أمثالًا ثائرة، لكن رغم ذلك، نقلت كتب التراث أسماء كثيرة لأديبات لم يصل من أدبهن سوى القليل، وبعضهن ذُكرن على أنهن شاعرات أو ناثرات، دون أن يرد من ذكر أدبهن شيء، فكان السبب في ذلك كما سبق تقصِّيه يعود إلى النظرة الثقافية الفحولية، التي استقرت في أذهانهن، والتي ربطت الأنوثة بالعي والضعف، والفحولة بالجزالة والقوة، وجعلت الشعر جملًا بازلًا، والألفاظ فحول، كذلك النزعة الانتقائية من قبل الرواة، والعادات والتقاليد التي عملت على حجبها وكتم صوتها، وعدم إعطائها الحرية الإبداعية، وشدة الغيرة عليها، وغلبة أغراض دون أخرى على شعرها بالإضافة إلى نظمها مقطوعات شعرية سهلة في حين أنهم يفضلون القصائد الطوال المهلهلة، كما أن بعد عصر التدوين عن عصر الرواية قد عمل على ضياع شعر الرجل والمرأة على حدٍ سواء.