الفهرس 
2-1- المفاهيم الخاصة بالممارسات البيئية والخضراءيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 192 |  |  |
| | | from | 192 | | |
المستخلص
نظراً للكم الهائل من النفايات الناتجة عن التقدم الصناعي الذي يشهده عالمنا المعاصر((، أصبحت القضايا البيئية مصدر قلق كبير في مختلف أنحاء العالم، حيث إجتذبت تلك القضايا انتباه أطراف المجتمع كافة، مما زاد من الوعي البيئي بين الناس، وقدم جيلاً أكثر وعياً بالإستدامة البيئية من العملاء والمستهلكين، وهو ما انعكس على تفضيلات العملاء المتزايدة للتعامل مع المنشآت الأكثر مراعاة للإعتبارات البيئية، وكذا الإقبال على شراء السلع والخدمات الصديقة للبيئة.
وكنتيجة لطلب العملاء والمستهلكين المتزايد على المنتجات البيئية والصديقة للبيئة، التزمت العديد من المنظمات -على اختلاف انشطتها- بتبني الممارسات البيئية، ومن ثم عملت تلك المنظمات على مزج ثقافة الإستدامة بأساليب الأداء التشغيلي الخاص بأنشطتها، وكذا باستراتيجيات العمل، لتقدم لعالم الأعمال ثقافة جديدة تعرف بالثقافة الخضراء، مما أدى لظهور سلسلة من المصطلحات الجديدة مثل مصطلح ”المنتجات الخضراء”، ومصطلح ”التسويق الأخضر”، ومصطلح ”التكنولوجيا الخضراء”، وكذا مصطلح ”الأنشطة الخضراء”.
إن التحول نحو تبني المبادرات البيئية لم يؤثر على الصناعات التحويلية والاستهلاكية وصناعة البناء فقط، وإنما امتد الأمر ليشمل صناعة السياحة والضيافة كذلك، حيث أجريت العديد من الأبحاث حول العالم بغرض رصد الآثار الخطيرة لصناعة السياحة والضيافة على البيئة. ولقد أشارت نتائج العديد من الدراسات إلى ضرورة توخي الحذر عند إدارة تلك الصناعة لما لها من تأثير بيئي ضار، لاسيما وكونها تعتمد بشكل رئيسي على البيئة ذاتها، كجزء لا ينفصل من المنتج السياحي المقدم، وهو ما دفع العديد من المنشآت العاملة في صناعة السياحة والضيافة بمختلف المقاصد السياحية حول العالم إلى اعتماد وتبني الممارسات البيئية والخضراء عند تصميم عملياتها وأنشطتها، بحيث تتماشى تلك الأنشطة والعمليات مع التوجهات العالمية الصديقة للبيئة((، ((، ((، ، ، وهو ما يعرف بالممارسات الخضراء ”Green Practices- GP”. ويعتقد المتخصصون في صناعة السياحة والضيافة بإمكانية الإعتماد على تلك الممارسات الصديقة للبيئية في تحسين صورة المقاصد السياحية، وذلك من خلال توليف المنشآت القائمة بتلك المقاصد لعملياتها وأنشطتها وممارساتها بحيث تتوافق مع الممارسات الخضراء، والتي تؤدي -على المدى الطويل- لمزيد من ولاء العملاء والمستهلكين.
وإتساقاً مع ذلك، تسعى الدراسة الحالية إلى تحديد أهمية تبني المقاصد السياحية المصرية للممارسات الخضراء من وجهة نظر العملاء، ومن ثم إختبار دور تبني وتطبيق تلك الممارسات في منشآت السياحة والضيافة العاملة في تلك المقاصد في توجيه كل من السلوكيات الإقتصادية والإجتماعية للعملاء المحتمل ترددهم عليها.
خلفية نظرية
تتعرض الدراسة من خلال إطارها النظري لعدد من المفاهيم والمصطلحات ذات الصلة بموضوعها الرئيس، والمتمثل في ”دور تبني المقاصد السياحية المصرية للممارسات البيئية الخضراء في توجيه سلوك السائحين المحليين المحتملين”، وهي المفاهيم والمصطلحات التي يمكن بلورتها –نظرياً- من خلال العرض التالي