![]() | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص يدور البحث حول (النَّقْد الاجْتِمَاعِيّ السَّاخِر بَينَ الغَزَالِ وَالمَعَرِّيِّ) ، وقد آثرت هذا الموضوع ؛ لِمَا للنقد الاجتماعيّ من أهمية ؛ حيث إنه يكشف العيوب الفاسدة السائدة في المجتمع ، ويُوَجِّه سِهَامَهُ لِمَنْ انحرفوا عن جادة الصواب ؛ بغية إصلاح المجتمع ، وتقويم اعوجاجه ، وتهذيب الأخلاق . ولهذه الدراسة أهميةٌ أخرى ؛ حيث إنها تُعَدُّ موازنةً بين شعر النقد الاجتماعيّ عند الغزال الأندلسيّ والمَعَرِّي المَشْرِقِيّ ، عن طريق الوقوف أمامَ شاعرينِ كبيرينِ ، كلاهما وَجَّه شعره - في مرحلة مُعَيَّنَة مِنْ عُمْرِهِ- لتَتَبُّع وتَقَصِّي الآفات الاجتماعيَّة المنتشرة في مجتمعه . وقد جاء البحث في مقدمة وتمهيد وخمسة فصول وخاتمة على النحو الآتي : المقدمة : ناقش فيها الباحث أهداف البحث ، وذَكَرَ الدراسات السابقة ، والمنهج المُتَّبَع في البحث والدراسة ، ومن ثَمَّ رسم الخطة الضابطة لعملية السير في البحث . التمهيد: تناول فيه الباحث : مصطلح النَّقْد الاجْتِمَاعِيّ مبينا أهمية النقد الاجتماعي وعلاقة الأديب بأُمَّتِهِ ومجتمعه ؛ حيث توجد علاقة وطيدة بينهما ؛ فلا يمكن للأديب أن يغفل عن مجتمعه وقضاياه المصيرية بحال ؛ فهو لا ينتج أدبه لنفسه ، وإنما لأمته . ومصطلح السُّخْرِية التي لا تقتصر على النقد المُضْحِك فحسب ، ولكنها تروم – أيضًا - التوجيه ، والإصلاح ، وذلك رَهْنٌ بنِيَّة الساخر وأسباب سخره . والتَّبَادُل الثَّقَافِيّ بَينَ الأَنْدَلُسِ وَالمَشْرِق ؛ فالتواصُلَ بين الأندلس والمشرق لم ينقطع على الرغم من وجود حدود فاصلة بين البلدين ؛ فلم يكن فِكْر البلدينِ بمعزلٍ عن نظيره ؛ لذا كان التبادلُ الثقافيُّ فِي أَوجِ قِمَّتِهِ بينهما . والتَّوَافُق الفِكْرِيُّ بَينَ الغَزَال والمَعَرِّيّ ؛ فكلاهما حاول معارضة القرآن الكريم وكلاهما مجَّد العقل ، واحتكم إليه ، وكلاهما كان حكيمًا . الفصل الأول: عَنْوَنَه الباحث بـ (دَوَافِع النَّقْد الاجْتِمَاعِيّ السَّاخِرِ بين الغَزَال والمَعَرِّيّ) ، ويضم مبحثين : المبحث الأول : الدوافع الشَّخْصِيَّة ، وفيه : عِِزَّة النَّفْس ، والإحساس بالغُرْبَة ، والتعرُّض لأزمة ، والتمرُّد على المجتمع ، والمبحث الثاني : الدوافع الخارجيَّة ، وفيه : أثر الحياة الاجتماعيَّة ، وأثر الحياة السياسيَّة . الفصل الثاني: وجاء بعُنْوَان (موضوعات النقد الاجتماعيّ الساخر بين الغَزَال والمَعَرِّيّ) ، ويضم أربعة مباحث : المبحث الأول : نَقْدُ الرَّذَائِلِ الاجْتِمَاعِيَّةِ ، والمبحث الثاني : هِجَاءُ المَرْأَةِ ، والمبحث الثالث : نَقْدُ القُضَاةِ ، والمَبْحَثُ الرَّابِعُ : نَقْدُ الفُقَهَاءِ . الفصل الثالث: وتناول (المُعْجَم اللُّغَوي والأسلوب بين الغَزَال والمَعَرِّيّ) ، ويضم مبحثين : المبحث الأول : اللغة : وفيه : التأثُّر بالطبيعة ، والتأثُّر بألفاظ الحضارة ، والمبحث الثاني : الأسلوب : وفيه : الخبر والإنشاء ، والتقديم ، والحذف ، وقد أَثْرتْ تلك الأساليب موضوع النقد الاجتماعيّ الساخر بدلالاتٍ غزيرة . الفصل الرابع: وعُنْوَانه (الصُّورَةُ الفَنيَّةُ بين الغَزَال والمَعرِّيّ) ، ويضم مبحثين : المبحث الأول : مصادر الصُّورَةُ ؛ حيث اقتبس الشاعرانِ من القرآن الكريم الذي يُعَدُّ الرافد الأول الذي اقتبس منه الغَزَال والمعري صُورهما في نقدهما الساخر للمجتمع ؛ لإعطاء نصِّهما بُعدًا جماليًّا ، كما اقتبسا من الحديث الشريف باعتباره المصدر الثاني للتشريع ، وكذا تأثرا بالشعر العربيّ ؛ فقد حَفِظَ الغزال والمعري كثيرًا مِن أشعار السابقين ، واستفادا منها في نقد المجتمع ، وهذا دليل على عمق رؤية الشاعرينِ ، وسعة انفتاحهما على الثقافات المختلفة ، وأيضًا الأمثال ؛ فقد تناصَّ كِلا الشَّاعِرَينِ مع المَثَل ؛ مِمَّا يدل على سعة معرفتهما ، وإدراكهما أهمية المَثَل في جعْل النص الشعري أكثر ثراءً لإنتاج الدلالة من الناحية التعبيرية واللغوية في آنٍ واحد ، والمبحث الثاني : أنماط تكوين الصُّورَةُ ، وفيه : التشبيه (المرسل - البليغ - التمثيلي – الضمني) ، والاستعارة (التصريحية – المكنية) ، والكناية (عن صفة – عن موصوف) . الفصل الخامس: وتناول الفصل الخامس والأخير (الموسيقى) ، ويضمُّ مبحثين : المبحث الأول : الموسيقى الخارجية : التي تمثلت في الوزن والقافية ، و المبحث الثاني : الموسيقى الداخلية : المتمثلة في بعض المحسنات اللفظية ذات الجرس الموسيقي ، كالجناس اللاحق ، وحُسْن التقسيم ، والتدوير ، والتصريع ، والمحسنات المعنوية كالطباق والمقابلة ، وقد تضافر نوعا الموسيقى معًا ؛ لإضفاء نغمات موسيقية عذبة تطرب الأُذُن وتستميل السامع . الخاتمة : ذَكَرَ فيها الباحث أهم النتائج التي انتهى إليها البحث ، ومنها : ظهور نقاط تلاقٍ بين الشاعرين ظهر فيها تأثُّر المعري بالغزال في تناول بعض المشكلات الاجتماعية التي تهدد كِيَان الأسرة لا في عصر الشاعرين فحسب ، بل في شتَّى العصور ، مثل مشكلة عدم الكفاءة في الزواج ، علاوة على تأثره به في ذمِّ بعض الأمراض الاجتماعية ، مثل : البخل ، والكذب ، والحسد ، والرياء ، ولذا استقرت هذه الدراسة على أنَّ المَعَرِّيّ المشرقي قد سَمِعَ عن الغَزَال الأندلسيّ ، أو قُرِئ عليه بعض أشعاره على الأقل ؛ فأعجب به وحذا حذوه ؛ ومِمَّا يُؤَيِّدُ ذلك عُمْق الاتصال الثقافي بين المعريّ من جهة والأندلسيين من جهة أخرى . ثُمَّ أشار الباحث إلى أهم التوصيات الضرورية ، ثم أتبعها بثبت المصادر والمراجع ، ثُمَّ ذيّل البحث بفهرس للموضوعات . |