Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
فعالية برنامج تدريبي قائم على الحاسوب لتنمية الإدراك السمعي لدى زارعي القوقعة وأثرة على الوعي الصوتي /
المؤلف
رضوان، شيرين طه محمد.
هيئة الاعداد
باحث / شيرين طه محمد رضوان
مشرف / طلعت أحمد حسن علي
مشرف / نرمين محمود عبده
الموضوع
الادراك. زارعي القوقعة.
تاريخ النشر
2022.
عدد الصفحات
130 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
الصحة النفسية
الناشر
تاريخ الإجازة
10/12/2022
مكان الإجازة
جامعة بني سويف - كلية التربية - الصحة النفسية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 147

from 147

المستخلص

تُعد الإعاقة السمعية من أشد وأصعب الإعاقات الحسية التي تصيب الإنسان, إذ يترتب عليها فقد القدرة على الكلام, ولا تتوقف التأثيرات السلبية لفقدان حاسة السمع لدى الطفل على الجانب الحسي فقط بل تمتد لتشمل العديد من الأثار النفسية؛ حيث إنه يعيش في محنة حقيقية بسبب صعوبات التواصل اللفظي الضرورية لإقامة علاقات اجتماعية، فيحاول الطفل تجنب مواقف التفاعل الاجتماعي, وبسبب انعزاله يكون النضج الاجتماعي لديه ابطئ من الطفل العادي, وهذا يساعد على حدوث مشكلات سلوكية.
وتُعد زراعة القوقعة أحد أهم التقنيات الحديثة فائقة الجودة والحل الأمثل في مجال علم الأعصاب السمعية، وتُعد نقلة علمية وطبية غير مسبوقة في عالم الجراحة والتدخل الطبي لعلاجات الإعاقات العصبية, فتعد زراعة القوقعة هي الأقرب تأهيليًا لتحويل المعاق سمعيًا إلى حد كبير إلى الوضع الطبيعي عند الإنسان, فهي تغير بشكل كبير مستقبل هؤلاء الأطفال الصم زارعي القوقعة؛ حيث تمكنهم من سماع الأصوات ومعالجتها, وبالتالي تتكون لدى هؤلاء الأطفال مهارات تحتاج إلى التنمية والتأهيل.
ومن تلك المهارات مهارة الإدراك السمعي التي تبدأ في النمو لدى الطفل منذ الطفولة المبكرة, ولكن بسبب فقدان السمع لدى هؤلاء الأطفال لا يستطيعون اكتسابها وتنميتها إلا بعد زراعة القوقعة؛ لذا يحتاجون إلى التدريب لتلك المهارات, وتتكون تلك المهارات من مجموعة من المهارات الفرعية التي تندمج معًا لتكون في آخر المطاف إدراكا سمعيًا للمثيرات التي يستقبلها الفرد عن طريق الأذن؛ ولذلك فإن الأطفال الذين يعانون من قصور في حاسة السمع يعانون من اضطرابات في عملية الإدراك السمعي، ويعجزون عن تفسير المثيرات البيئية.
ويوضح إبراهيم الزريقات (2017: 73) أن العلم الحديث ابتكر زراعة القوقعة الإلكترونية, والتي تُعتبر إحدى التقنيات الحديثة التي تمكن هؤلاء الأطفال من استعاده قدرتهم على فهم الكلام, وزراعة القوقعة عبارة عن تدخل تكنولوجي سمعي طبي يهدف إلى استعادة قدرة الشخص على فهم الكلام؛ حيث إنها تعمل على تحويل الصوت إلى تيار كهربائي لغاية الاستثارة المباشرة لما تبقي من ألياف عصبية سمعية لإنتاج الحواس السمعية, وتتكون القوقعة الصناعية من مكون داخلي قابل للزراعة وميكرفون موصول بهذا المكون مع وجود جزء خارجي يسمي المعالج؛ حيث يلتقط الميكرفون إشارات سمعية خارجية, يتم تحويلها إلى المعالج, والذي يقوم بدوره بنقلها للجزء الداخلي؛ حيث يقوم بفلترتها وتحليلها ومعالجتها, ونتيجة لوجود الكوابل الكهربية ينتج تيار كهربي يعمل على استثارة البقايا العصبية.
كما يشير أحمد بن عيسي وآخرون (2018: 332) إلى أن الوعي الصوتي عبارة عن مخزون المعلومات الخاصة بأصوات الكلام في ذاكرة الطفل طويلة المدي, ومع نمو مفردات الطفل يبدأ في تقطيع الكلمات إلى مقاطع وفونيمات؛ مما يجعل الكلمات أكثر انفصالاً عن غيرها ويصبح الطفل لديه قدرة أعلي على التمييز بينهما, وفي المقابل نجد أن الطفل ضعيف السمع لا يملك الوعي والإدراك الكامل والكافي لأصوات الحروف ليتمكن من الوصول إلى هذا المستوي من المعالجة المعرفية؛ ومن هنا تأتي ضرورة التأهيل السمعي واللفظي للطفل ضعيف السمع وفق قدراته السمعية واللغوية؛ وذلك هو أساس الوعي الصوتي.
ومن هنا تبدو تنمية الإدراك السمعي لدى الأطفال زارعي القوقعة أمر هام وحيوي لهذه الفئة لما له من تأثير على المهارات الأخرى، ومنها الوعي الصوتي لديهم, كما أن استخدام الحاسوب لم يعد يقتصر على الأطفال العاديين بل لابد الاستفادة منه مع ذوي الاحتياجات الخاصة، ومنها فئة الاعاقات السمعية بشكل عام وفئة زارعي القوقعة بشكل خاص لما يحتويه من مثيرات سمعية وبصرية تساعد طفل زارعي القوقعة على تطوير مهاراته.
مشكلة الدراسة:
في ضوء ما سبق تنبعث مشكلة الدراسة من خلال تعامل الباحثة مع حالات عديدة أثناء تدريبها في عيادات التخاطب بمستشفى الدمرداش والمطرية ومع حضور حلقات البحث والاهتمام بهذا المجال, لاحظت أن فئة زارعي القوقعة قد يعانون من قصور واضح في المهارات السمعية وانخفاض في القدرة على التمييز أو التفرقة بين الأصوات المختلفة التي تتضمنها الكلمات, وانخفاض القدرة على الاحتفاظ بالمعلومات واسترجعها, وضعف في فهم وتفسير الرسائل المسموعة، وبالتالي انخفاض قدراتهم على فهم وتفسير ما يسمعوه من كلمات وعبارات وتعليمات, ومع الاطلاع والبحث وجدت الباحثة أن هناك دراسات عديدة أوضحت أن هؤلاء الأطفال يعانون من انخفاض مستوي المهارات السمعية، فهم بحاجة إلى المزيد من التأهيل السمعي كدراسة خالد العاصم (2019), ودراسة نورية لعريبي وأخرون (2020)؛ حيث أكد كل منهما بعد تقييم المهارات الإدراكية السمعية لدى أطفال زارعي القوقعة أن لديهم قصور في تلك المهارات التي تم تقييمها, كما أن هناك دراسات أخري أثبتت فعالية برامج تدريبية لتنمية الإدراك السمعي لديهم كدراسة الرميصاء صلاح (2016), ودراسة هبة اسماعيل (2018), وأكدت دراسة Narr(2017), ودراسة نرمين عبده (2018) على أن هناك علاقة إيجابية بين الإدراك السمعي والوعي الصوتي.
وعليه فإن الأطفال زارعي القوقعة رغم إنهم تحولوا من أطفال صم إلى أطفال تسمع ما حولها إلا أنهم مازالوا يعانون من قصور في مهارات عديدة تعوق تعلمهم وتواصلهم مع الآخرين, الأمر الذي يستدعي تدخلاً بهدف تنمية الإدراك السمعي باعتباره عملية معرفية تُسهم في تحسين باقي المهارات, ومن ثم تحاول هذه الدراسة الحالية مواجهة هذه المشكلة من خلال تقديم برنامج تدريبي قائم على الحاسوب لتنمية الإدراك السمعي لدى زارعي القوقعة وقياس أثره على الوعي الصوتي, وتتلخص مشكلة الدراسة الحالية في السؤالين التاليين:
(1) ما فعالية برنامج تدريبي قائم على الحاسوب لتنمية الإدراك السمعي لدى زارعي القوقعة وأثره على الوعي الصوتي؟
(2) ما استمرارية فعالية البرنامج التدريبي القائم على الحاسوب لتنمية الإدراك السمعي لدى زارعي القوقعة وأثره على الوعي الصوتي؟
أهداف الدراسة:
هدفت الدراسة إلي:
- تنمية الإدراك السمعي وتحسين الوعي الصوتي لدى الأطفال زارعي القوقعة باستخدام برنامج تدريبي قائم على الحاسوب.
- التعرف على استمرارية فعالية البرنامج التدريبي القائم على الحاسوب لتنمية الإدراك السمعي لدى الأطفال زارعي القوقعة وأثره على الوعي الصوتي.
أهمية الدراسة:
• الأهمية النظرية:
- زيادة الرصيد المعرفي فيما يتعلق بتوظيف الحاسوب كوسيلة لتنمية الإدراك السمعي لدى الأطفال زارعي القوقعة والوعي الصوتي لديهم.
- حاجة الأطفال الذين يعانون من اضطرابات في الإدراك السمعي بوجه عام والأطفال زارعي القوقعة بصفة خاصة إلى برامج تدريبية وتنموية تحسن لديهم العديد من المهارات السمعية والمعرفية تمكنهم من التفاعل والمشاركة في الحياة اليومية.
- إثراء التراث البحثي والمكتبة العربية في مجال التخاطب وذوي الاحتياجات الخاصة والصحة النفسية بدراسة بعض المهارات السمعية للأطفال زارعي القوقعة.
• الأهمية التطبيقية:
تنبعت أهمية الدراسة الحالية في:
- تصميم برنامج قائم على الحاسوب لزارعي القوقعة لتنمية الإدراك السمعي وأثره على الوعي الصوتي يمكن الاستفادة منه في تنمية مهارات أخري تُسهم في تأهيل فئة زارعي القوقعة الإلكترونية.
- تطوير الأساليب المستخدمة لتأهيل زارعي القوقعة وتنمية مهارتهم السمعية من خلال تطوير إمكانيات الحاسوب وتوظيفها لأجلهم.
- إفادة العاملون بمجال ذوي الاحتياجات الخاصة وأولياء الأمور في تنمية بعض المهارات السمعية التي يصعب تنميتها بالطرق التقليدية.
- تسليط الضوء على الدور الذي يلعبه الحاسوب؛ مما يتناسب مع التطور التكنولوجي في تنمية المهارات السمعية لدى زارعي القوقعة.
محددات الدراسة:
• المحددات المنهجية:
(‌أ) منهج الدراسة: تم استخدام المنهج التجريبي ذو المجموعتين (الضابطة, والتجريبية).
(‌ب) عينة الدراسة: اعتمدت الدراسة الحالية على عينة قوامها (12) من الأطفال زارعي القوقعة من المرحلة الابتدائية, وتم تقسيمهم إلى مجموعتين(6) مجموعة تجريبية منهم(4) ذكور, و(2) من الإناث, ومجموعة ضابطة(6) من الأطفال منهم(4) ذكور, و(2) إناث وتتراوح أعمارهم ما بين (6-9) سنوات, ونسبة ذكاؤهم ما بين
(90-110), بمتوسط عمري قدره (7.42) سنة، وانحراف معياري قدره (1.24).
(‌ج) أدوات الدراسة: مقياس الإدراك السمعي (إعداد: نرمين عبده, 2018), مقياس الوعي الصوتي (إعداد: إيهاب الببلاوي, 2016), والبرنامج التدريبي (إعداد: الباحثة).
• المحددات المكانية: تم تطبيق البرنامج التدريبي على الأطفال زارعي القوقعة من المرحلة الابتدائية بجمعية النور والأمل, وفصول الدمج بمدرسة الحرية ببني عطية, ومدرسة خالد بن الوليد, ومدرسة المنتزه بمحافظة بني سويف.
• المحددات الزمنية: تكون البرنامج من (30) جلسة تم تنفيذها على مدي (10) أسابيع, بواقع ثلاثة جلسات أسبوعيًا.
فروض الدراسة:
من خلال الإطار النظري والدراسات السابقة صاغت الباحثة الفروض على النحو التالي:
(1) توجد فروق ذات دلاله إحصائية بين متوسطي رتب درجات المجموعتين التجريبية والضابطة على مقياس الإدراك السمعي لصالح المجموعة التجريبية.
(2) توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي رتب درجات القياسين القبلي والبعدي على مقياس الإدراك السمعي لدى المجموعة التجريبية لصالح القياس البعدي.
(3) لا توجد فروق ذات دلاله إحصائية بين متوسطي رتب درجات القياسين البعدي والتتبعي على مقياس الإدراك السمعي لدى المجموعة التجريبية.
(4) توجد فروق ذات دلاله إحصائية بين متوسطي رتب درجات المجموعتين التجريبية والضابطة على مقياس الوعي الصوتي لصالح المجموعة التجريبية.
(5) توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي رتب درجات القياسين القبلي والبعدي على مقياس الوعي الصوتي لدى المجموعة التجريبية لصالح القياس البعدي.
(6) لا توجد فروق ذات دلاله إحصائية بين متوسطي رتب درجات القياسين البعدي والتتبعي على مقياس الوعي الصوتي لدى المجموعة التجريبية.
نتائج الدراسة:
قد أسفرت نتائج الدراسة عن الآتي: توجد فروق ذات دلاله إحصائية بين متوسطي رتب درجات المجموعتين التجريبية والضابطة على مقياس الإدراك السمعي لصالح المجموعة التجريبية, وتوجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي رتب درجات القياسين القبلي والبعدي على مقياس الإدراك السمعي لدى المجموعة التجريبية لصالح القياس البعدي, ولا توجد فروق ذات دلاله إحصائية بين متوسطي رتب درجات القياسين البعدي والتتبعي على مقياس الإدراك السمعي لدى المجموعة التجريبية, وتوجد فروق ذات دلاله إحصائية بين متوسطي رتب درجات المجموعتين التجريبية والضابطة على مقياس الوعي الصوتي لصالح المجموعة التجريبية, وتوجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي رتب درجات القياسين القبلي والبعدي على مقياس الوعي الصوتي لدى المجموعة التجريبية لصالح القياس البعدي, ولا توجد فروق ذات دلاله إحصائية بين متوسطي رتب درجات القياسين البعدي والتتبعي على مقياس الوعي الصوتي لدى المجموعة التجريبية؛ مما يشير إلى نجاح البرنامجالتدريبي القائم على الحاسوب في تنمية الإدراك السمعي لدى الأطفال زارعي القوقعة, وأثره الإيجابي على الوعي الصوتي لديهم.