الفهرس 
الفصل الأول : التعريف بالفقيه ابن سهل ومؤلفاته (413- 486هـ/1022-1093م)يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 197 |  |  |
| | | from | 197 | | |
المستخلص
يُعتبر تاريخُ المغربِ والأندلسِ جزءًا أصيلًا من التراثِ الاسلاميِ, وتُعتبر علاقة المغرب بالأندلس علاقة وثيقة، وقد كانت هاتان الدولتان دولةً واحدة في عهد المرابطين والموحدين، حيث انتقلت أُسرٌ وعائلاتٌ كثيرةٌ من بلاد المغرب إلى بلاد الأندلس, وكذلك كانت تنتقل العائلات الأندلسيّة من الأندلس إلى المغرب، كما احتفظت الكثيرُ من المدن المغربيّة بالتّراث الأندلسي في ثقافتها وحضارتها مثل مدينتي فاس، وتطوان, وغيرهما.
وكان لبلاد المغرب والآندلس النصيبُ الأوفى والأوفرُ من وجود أعلامٍ من الفقهاء الأجِلَّاْء العِظامِ الذين ذاع صَيتُهم وانتشرَ عِلمُهم في هذه البلاد حتى كانوا سندًا عِلميًا ومرجِعًا فِقهيًا وقضائِيًا لإهلِ هذه البلادِ, وكان من بين هؤلاء الأعلامِ الفقيهُ القاضي أبو الأصبغ عيسى بن سهل بن عبد الله الأسدى الذي تولى مَنصِبَ القضاءِ والفتوى في مُدن شتى من بلاد المغرب والأندلس, ثُمَّ عزم على جمعِ فتاواهُ وقضاياه في أشهرِ كُتُبِه, وهو كتاب: ” الإعلام بنوازل الأحكام و قطر من سير الحكام”، المعروف بكتاب: ” ديوان الأحكام الكبرى, والتي عالج من خلالها الكثيرَ من النوازل والقضايا, وكان من بينها: ”الحقوق والمعاملات في بلاد المغرب والأندلس من خلال نوازل ابن سهل” في الفترة من (413-486هـ/1022-1093م), وهو موضوع البحث والدراسة.
وتعود أسباب اختيارهذا الموضوع إلى:
حاجة المجتمعات في كل زمان لمعرفة هذه القضايا والوقوف على هذه المسائل للنَّيل منها والحُكم من خلالها في كثيرٍ من القاضايا التي لا غنى لمجتمعٍ عنها.
حاجة المكتبة التاريخية وحاجتنا لمثل هذه الموضوعات التي من خلال مُعالجتها يسودُ الأمنُ وينتشرُ العدلُ وينصلحُ المجتمع.
المنهج المتَّبَعُ في الدراسة:
اعتمدت الدراسة على المنهج التاريخي بأدواته الوصف والتحليل والنقد والبناء للوقوف على الحقائق التاريخية ودراستها دراسة موضوعية دون تعصُّبٍ أو تَقَيُّدٍ بفكرٍ مُسبَقٍ أو رأي مُحدَّدٍ.
وقد إقتضت طبيعةُ الموضوع أن يُقسَّمَ إلى مقدمة وتمهيد وثلاثةِ فصول, وخاتمة تتضمن أهمَّ ما تمَّ التوصلُ إليه من نتائج, ثُمَّ قائمةٍ للمصادر والمراجع.
فجاء التمهيد موضحًا بعض المصطلحات المتعلقة بالدراسة مثل التعريف اللغوي والإصطلاحي للنوازل, والتعريف الإجرائي لها, والتعريف اللغوي والإصطلاحي للحقوق المعاملات, والتعريف الإجرائي لهما, ثم وقف على أهم مظاهر الحياة السياسية والدينية في بلاد المغرب والأندلس قُبيل ظهور ابن سهل.
وجاء الفصل الأول بعنوان: التعريف بالفقيه ابن سهل ومؤلفاته, وتناولتُ فيه التعريف بالقاضي عيسى بن سهل واسمِه ونسبِه ونشأتِه ورَحلاتِه العلمية لبلاد المغرب والأندلس, ومشايخِه ومؤلفاتِه وتلاميذِه, وقمتُ بعرض لكتاب ديوان الأحكام الكبرى أو الإعلام بنوازل الأحكام وقِطْرٍ من سِيَرِ الحُكَّام, وأهمية هذا الكتاب, ومنهج ابن سهل في كتابه.
ثم جاء الفصلُ الثاني بعنوان: الحقوق والمعاملات الإجتماعية من خلال نوازل إبن سهل, وتناولتُ فيه حُقوقَ اليتيم, وخطورة التعدي على أموال اليتامى, وحُقوقَ الجار, وبعض المسائل التي تتعلقُ بأهلِ الذمة.
ثُمَّ جاء الفصل الثالث وهو بعنوان: المُعاملاتُ الإقتصاديةُ من خلال نوازل إبن سهل, وتناولتُ فيه المعاملات في البيع والشراء, وتعريف البيع, وحكمه, وشروط صحته.