Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
التاريخ السياسى للممالك الحيثية الحديثة فى منطقة الفرات /
المؤلف
المقدم، محمد رشاد جبر.
هيئة الاعداد
باحث / محمد رشاد جبر المقدم
مشرف / عبدالمنعم محمد مجاهد
مشرف / عبدالمنعم محمد مجاهد
مشرف / عبدالمنعم محمد مجاهد
الموضوع
تاريخ قديم.
تاريخ النشر
2016.
عدد الصفحات
220 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
الآداب والعلوم الإنسانية
الناشر
تاريخ الإجازة
1/12/2016
مكان الإجازة
جامعة دمنهور - كلية الاداب - قسم التاريخ
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 207

from 207

المستخلص

شهدت منطقة الأناضول عدة تطورات عرقية وسياسية وحضارية على إثْر إنهيار صرح الامبراطورية الحيثية في عام 1190 قبل الميلاد, فقد قامت على أنقاض الدولة الحيثية ذات السلطة المركزية عدة ممالك بعضها أرامي, وبعضها الآخر حاول أن يحافظ على تراث الحضارة الحيثية ويجدد شبابها, ولم يكن في مقدور أي من هذه الممالك التي قامت إلى جانب بعضها بعضا أن تملك القوة الكافية للهيمنة وبعث دولة مركزية تخلف الدولة الحيثية في إرثها السياسي والحضاري الضخم.
هذا وقد تم تصنيف هذه الممالك الحيثية إلى أربع مناطق جغرافية, تشمل المنطقة الجغرافية الأولى الممالك الحيثية التي قامت في منطقة الفرات, أما المنطقة الثانية فتتضمن الممالك الحيثية في منطقة غرب سوريا, أما المنطقة الثالثة فتتضمن الممالك الحيثية في وسط وجنوب شرق الأناضول, أما المنطقة الأخيرة فهي منطقة جبال طوروس, والتي كانت تحتوي على مملكة حيثية واحدة هي مملكة جورجوم.
ويهدف هذا البحث إلى تسليط الضوء على التاريخ السياسي للممالك الحيثية الحديثة التي قامت في منطقة الفرات- والتي تتضمن كركميش وكوموخ وماسواري وميليد – وذلك في الفترة التي اعقبت سقوط الدولة الحيثية في عام 1190 ق.م وحتي سقوطها على أيدي الأشوريين في القرنين التاسع والثامن قبل الميلاد , وبيان مدى الدور الذي قامت به في توجيه عالم غربي آسيا وقتذاك, حيث يعد محاولة لفهم طبيعية العلاقات السياسية التي سادت بين الممالك الحيثية في منطقة الفرات والقوى الكبرى المجاورة لاسيما آشور, وذلك بالاعتماد على ما ورد في النصوص التاريخية القديمة, والتي يبدو من خلالها أن العامل الاقتصادي كان له دور مهم في صياغة تاريخ المنطقة مناط البحث.
كما يعد البحث محاولة لإعادة البناء الجغرافي لهذه المنطقة, والذي يتحقق من خلال وصف الحملات التي قام بها ملوك الدولة الآشورية في منطقة الفرات, فضلاً عن الوصف الذي نستمده أيضا من حملات الملوك الأورارتيين ضد هذه الممالك.
وقد واجه الدارس ثلاث صعوبات في هذه الدراسة, , تتمثل العقبة الأولى في قلة المراجع و المصادر التي تناولت هذه الجزئية, لاسيما العربية منها على حسب ما اطلع عليه الباحث، فبالرغم من وجود بعض الكتب الأجنبية التي جاءت بعنوان الممالك الحيثية الحديثة, إلا أنها لم تتناول الممالك الحيثية الحديثة على نحو متكامل لاسيما في منطقة الفرات, حيث أفردت فصل من بعض فصولها لهذه الممالك، أما العقبة الثانية فكانت صعوبة الحصول على المصادر والمراجع التي كان أغلبها موجوداً في في الجامعات التركية والإيطالية والألمانية، والقسم الآخر معروضاً للبيع على شبكة الانترنت, مما اضطرني إلى مراسلة أساتذة تلك الجامعات, فتــم شراء وإرسال قسم منها, أما العقبة الثالثة والأخيرة فكانت ندرة المصادر المعاصرة, الأمر الذي اضطر الباحث في بعض الأحيان إلى تبني وجهة النظر المحلية أو الأجنبية المعاصرة في صياغة تاريخ هذه الممالك.
وقد جرت الاستفادة - في إعداد هذه الدراسة – من الدراسات السابقة التي تناولت جانباً أو أكثر من جوانب الموضوع سواء كانت ذات صلة قريبة به أو بعيدة, ومن هذه الدراسات :
 Bryce, T., The World of the Neo-Hittite Kingdoms: A Political and Military History, Oxford University Press, Oxford, 2012.
 Hawkins, J.D., ”The Neo-Hittite States in Syria and Anatolia” in: CAH 3/1, Cambridge University Press, Cambridge, 1982.
 Hawkins, J.D., CHLI I, Walter de Gruyter, Berlin, 2000.
 Melikishvili, G.A., Urartskie klinoobraznye nadpisi, Moscow, 1960.
وقد التزم الباحث بالمنهج التاريخي وآلياته الوصف والتحليل والمقارنة في تناول هذا البحث, وكانت طريقتي في معالجة الموضوع أن قسمته إلى أربعة فصول يسبقها مقدمة ويعقبها خاتمة مراعيًا في ذلك الترتيب الزمني والموضوعي, ثم ملحق بالخرائط, وأخيرًا ثبت بالمراجع المستخدمة في الرسالة.
هذا وقد قام الدارس في الفصل الأول وعنوانه ” التاريخ السياسي لمملكة كركميش الحيثية الحديثة” بمناقشة الموقع الجغرافي لمملكة كركميش وأهميته, فضلا عن التسميات المختلفة التي اطلقت على هذه المملكة, ثم تناول التنقيبات الأثرية التي حدثت في الموقع, بالإضافة إلى الحديث عن تاريخ كركميش قبل الفترة الحيثية الحديثة, ثم تتبع ملوك كركميش منذ سقوط الدولة الحيثية في عام 1190 ق.م وحتى سقوط مملكتهم في عام 717 ق.م على أيدي الآشوريين.
أما الفصل الثاني فقد جاء بعنوان ” التاريخ السياسي لمملكة كوموخ الحيثية الحديثة”, وتناولت فيه الموقع الجغرافي لمملكة كوموخ, فضلا عن الألفاظ المختلفة التي وردت بها المملكة في المصادر المحلية والأجنبية القديمة, ثم استعرضت التنقيبات الأثرية التي حدثت في محافظة أديامان المعاصرة بوصفها المنطقة التي كانت قابعة على أرضها مملكة كوموخ, وأخيرا تحدثت عن تاريخ كوموخ منذ أول ظهور لها كمملكة في المصادر الآشورية في عام 866 ق.م وحتى تحويلها إلى مقاطعة آشورية في عام 708 ق.م.
أما الفصل الثالث فقد جاء بعنوان ” التاريخ السياسي لمملكة ماسواري الحيثية الحديثة”, وتناول فيه الدارس الموقع الجغرافي لمملكة ماسواري, والمسميات المختلفة التي أطلقت عليها في المصادر الأجنبية لاسيما تل برسيب وكار شلمنصر, ثم استعرضت التنقيبات الأثرية التي حدثت في منطقة تل أحمر المعاصرة بوصفها المركز الذي انطلقت منه المملكة, فضلا عن الحديث عن ماهية منطقة تل أحمر في عصر الحديد, وهل كانت تمثل دويلة حيثية أم آرامية, وأوضحت أنه كان هناك دويلة حيثية تركزت حول تل أحمر منذ القرن العاشر ق.م, ونجحت هذه الدويلة (ماسواري) في مقاومة الآراميين في منطقة الفرات الأوسط حتى أوائل القرن التاسع ق.م, ثم تحدثت عن الأسرتين التي تنافست على حكم ماسواري في هذه الفترة, موضحًا الأنشطة الداخلية والخارجية التي قامت بها هاتين الأسرتين, وأن العرش تناوب بين هاتين الأسرتين حتى احتلال أخوني قائد بيت عديني لماسواري في القرن التاسع ق.م, غير أن سيطرته على ماسواري لم تدم فترة كبيرة, إذ سرعان ما وقعت المنطقة في قبضة الملك الآشوري شلمنصر الثالث, وذلك بعدما تمكن الملك الآشوري من هزيمة أخوني وترحيله إلى آشور في عام 855 ق.م.
أما الفصل الرابع والأخير فقد جاء بعنوان ” التاريخ السياسي لمملكة ميليد الحيثية الحديثة”, وقد تناولت فيه الموقع الجغرافي لمملكة ميليد, فضلا عن الألفاظ المختلفة التي وردت بها المملكة في المصادر المحلية والأجنبية القديمة, ثم استعرضت التنقيبات الأثرية التي حدثت في تل أرسلان تبه المعاصرة بوصفه حاضرة المملكة, بالإضافة إلى الحديث عن تاريخ ميليد قبل الفترة الحيثية الحديثة, ثم تتبعت ملوك ميليد منذ سقوط الدولة الحيثية في عام 1190 ق.م وحتى سقوط مملكتهم في منتصف القرن السابع ق.م على أيدي الآشوريين. وعرض الباحث أهم النتائج التي توصل إليها في بحثه, كما حرص الباحث على تزويد الرسالة بلوحات للخرائط التي من شأنها أن تيسر على القارئ تصوره للحدث التاريخي, والتي جاء وضعها متواكباً مع الهدف العلمي والموضوعي المرجو منها.