الفهرس 
فترة وجود الإمام الشافعي في مصر وتأثره بالعلماء المصريينيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 387 |  |  |
| | | from | 387 | | |
المستخلص
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد، وعلى آله الطيبين الطاهرين، ورضي الله عن صحابته الهادين المهديين، ومن سار على طريقهم، واقتفى آثارهم إلى يوم الدين... أما بعد؛
فإن من أشرف العلوم قدرا، وأجلها شرفا وفخرا: علم الفقه؛ إذ هو منار الأحكام الشرعية، ومدار الفتاوى الفرعية؛ فبه يتعرف المكلفون على الأحكام الشرعية التي فيها صلاحهم معاشا ومعادا، دون خروج عن الجادة أو انحراف عن الطريق المستقيم، فهو العاصم - بعد الله تعالى – للمكلفين من الخطأ في تطبيق الأحكام الشرعية، وتنفيذ أوامر الشارع على وفق مراده.
والعلم بالفقه وإتقانه ومعرفة دقائقه أحد دعائم حفظ الدين الذي تعهد الله – جل وعلا – بحفظه من أن تمد إليه يد بتحريف أو تزييف؛ لأن حفظ الدين ليس فقط بحفظ نصوصه؛ بل بوجود الرجال الذين يحسنون فهم هذه النصوص ومراميها، باذلين قصارى جهدهم في استنباط الأحكام الشرعية من مصادرها، وكشف اللثام عن الأحكام الشرعية التي لم يرد بشأنها نصوص خاصة, ليقف المكلف على مراد الشارع منه، فيمتثل لحكم الشارع.
من أجل هذا؛ سخر العلماء جهودهم وطاقاتهم في النظر في استنباط الأحكام الشرعية، ولا يزال الفقهاء -جيلا بعد جيل - هذه مهمتهم، من أجلها يحيون، وهي تعبيد الناس لله – تعالى – على وفق مراده منه.
والمذهب الشافعي أحد المذاهب الإسلامية التي انتشرت في بقعة جغرافية واسعة من العالم الإسلامي الممتد، وانتسب إليها آلاف الفقهاء والعلماء على مختلف تخصصاتهم، وزخر التراث الإسلامي بمصنفاتهم ومؤلفاتهم.
وقد انتشر مذهب الإمام الشافعي بمصر، واحتضنه المصريون، وعملوا على نشره وتدريسه والحفاظ عليه، والاجتهاد فيه..إلخ من طرق خدمة المذهب، التي قام بها العلماء المصريون في درسهم وتدريسهم للمذهب الشافعي.
وقد جاء هذا البحث بعنوان: (جهود العلماء المصريين في نمو المذهب الشافعي).
أهمية الموضوع وأسباب اختياره:
تكمن أهمية الموضوع، وأبرز الأسباب التي دفعتني إلى اختياره فيما يأتي:
1 - أن دراسة مثل هذا الموضوع توسع آفاق معرفة الباحث ومداركه العلمية.
2 - الإسهام في جمع جهود العلماء المصريين في خدمة المذهب الشافعي عبر عصوره المتنوعه - بداية من دخول الإمام الشافعي مصر، وصولا إلى العصر الحديث - في مصنَّف واحد؛ ليكون مرشدا على الدور العظيم الذي قام به العلماء المصريون في خدمة المذهب وتحريره وتنقيحه، والتأصيل له، والتفريع عليه.
3- أهمية المذهب الشافعي وكثرة أتباعه في أقطار العالم الإسلامي.
4- عدم وجود مصنَّف واحد يشتمل على إبراز جهود المصريين في خدمة المذهب؛ مما جعلني أسعى لاستخراج مادته العلمية من بطون كتب التاريخ، والتراجم، وفهارس الكتب والمصنفات العلمية.
أهداف الدراسة:
تبرز أهداف هذه الدراسة من خلال ما يأتي:
1- خدمة الفقه الشافعي، بإبراز مراحل تطوره، والفترات التي شهدت طفرة كبيرة في خدمته والتقعيد له؛ ليكون محل اهتمام الباحثين والعلماء وعنايتهم، وليحظى منهم بمزيد بحث وتحرير وتأليف.
2- تسهيل مهمة الدارسين والباحثين في الفقه الشافعي بشرح أبرز مصطلحات الشافعية في كتبهم، المتعلقة الرجال، وأقوال الإمام الشافعي، والترجيج ..ونحوه.
3- بيان جهود أبرز العلماء المصريين في مراحل التاريخ المتنوعة في خدمتهم للمذهب الشافعي دراسة وتدريسا، وتأصيلا وتفريعا، وتحريراً وتنقيحاً.
منهج الدراسة:
اقتضت طبيعة الموضوع أن أستخدم عدداً من المناهج البحثية، أبرزها:
1- المنهج التاريخي: من خلال استدعاء أحداث من التاريخ للدلالة على الموضوع محل الدراسة.
2- المنهج الاستقرائي: من خلال حصر أبرز العلماء المصرين وأبرز جهودهم المتعلقة بالفقه الشافعي.
3- المنهج التحليلي: من خلال تحليل الآثار التاريخية والجهود المبذولة في خدمة المذهب من الشخصيات محل الدراسة.
حدود الدراسة:
تبحث هذه الدراسة عن جهود العلماء المصريين دون غيرهم من علماء البلدان والعالم الإسلامي، كما تقتصر تلك الرسالة على جهودهم في المذهب الشافعي دون غيره من بقية المذاهب الفقهية الأخرى.
أسئلة الدراسة:
تحاول تلك الدراسة الإجابة على سؤال رئيس، وهو: ما أبرز جهود العلماء المصريين في نمو المذهب الشافعي وخدمته؟
وقد تفرع عن هذا السؤال الرئيس عدد من الأسئلة الفرعية، أبرزها:
1- ما أصول المذهب الشافعي وطريقته في الاستدلال؟
2- ما مدى تأثر الإمام الشافعي بعد قدومه إلى مصر بفقه الإمام الليث بن سعد وتلاميذ الإمام مالك؟
3- ما المراحل التاريخية التي مرَّ بها المذهب؟
4- ما أبرز جهود العلماء المصريين في كل مرحلة من مراحل تطور المذهب؟
5- ما أبرز جهود العلماء المصريين في خدمة المذهب بداية من أواخر القرن الرابع الهجري حتى أوائل القرن التاسع الهجري؟
6- ما أبرز جهود العلماء المصريين في خدمة المذهب بداية من القرن التاسع حتى القرن العاشر الهجري؟
7- ما أبرز جهود العلماء المصريين في خدمة المذهب في المرحلة المعاصرة (العصر الحديث)؟
الدراسات السابقة:
بعد البحث في المكتبات الجامعية، ومظان الدراسات الأكاديمية؛ لم أجد مَنْ كتب في هذا الموضوع رسالة علمية مستقلة، وما اطلعت عليه من رسائل علمية وبحوث فقهية معاصرة لم تتعرض لهذا الموضوع.
وإنما وقفت على بعض الدراسات التي تناولت جوانب قريبة من الموضوع كما يأتي:
1- المزني وأثره في الفقه الشافعي - الدكتور محمد نبيل غنايم – رسالة ماجستير 1972م.
2- مدارس مصر الفقهية في القرن الثالث الهجري: دراسة فقهية مقارنة - الدكتور محمد نبيل غنايم - رسالة دكتوراه 1977م.
3- البويطي وأثره في الفقه - جمال الليل عبد العزيز - رسالة ماجستير – كلية دار العلوم، جامعة القاهرة 1977م.
4- الربيع المرادي وأثره في الفقه الشافعي: دراسة تاريخية فقهية مقارنة - عبد العزيز شرف الدين - رسالة ماجستير – كلية دار العلوم، جامعة القاهرة 1978م.
5- أثر المدرسة الفقهية المصرية في فقه الإمام الشافعي – إبراهيم محمود أحمد مرسي – رسالة ماجستير – كلية الآداب، جامعة المنوفية 2019م.
خطة البحث:
وقد جاء هذا البحث مشتملا على: مقدمة، وتمهيد، وخمسة فصول، وخاتمة:
المقدمة: وتشتمل على أهمية الموضوع وأسباب اختياره، وأسباب الدراسة، ومنهجها، وحدودها، والدراسات السابقة.
التمهيد: مقدمات عامة. ويشتمل على ثلاثة مباحث:
المبحث الأول: التعريف بالإمام الشافعي رحمه الله.
المبحث الثاني: أبرز مصطلحات الشافعية.
المبحث الثالث: أصول المذهب الشافعي وطريقته في الاستدلال.
الفصل الأول: فترة وجود الإمام الشافعي في مصر وتأثره بالعلماء المصريين. ويشتمل على ثلاثة مباحث:
المبحث الأول: فترة وجود الإمام الشافعي بمصر.
المبحث الثاني: تأثر الإمام الشافعي بفقه الإمام الليث بن سعد.
المبحث الثالث: تأثر الإمام الشافعي بتلاميذ الإمام مالك.
الفصل الثاني: مرحلة التبليغ والتعريف بالمذهب (وتمتد من وفاة الشافعي إلى أواخر القرن الرابع الهجري). ويشتمل على مبحثين:
المبحث الأول: أكثر رواة تلك الفترة جهدا في خدمة المذهب.
المبحث الثاني: أقل رواة تلك الفترة جهدا في خدمة المذهب.
الفصل الثالث: مرحلة التنقيح وتحرير المذهب (وتبدأ من أواخر القرن الرابع الهجري حتى أوائل القرن التاسع الهجري). ويشتمل على سبعة مباحث:
المبحث الأول: أحمد بن محمد بن علي الأنصاري (ابن الرفعة).
المبحث الثاني: تقي الدين بن دقيق العيد.
المبحث الثالث: تقي الدين السبكي.
المبحث الرابع: أبو العباس نجم الدين القمولي.
المبحث الخامس: جمال الدين عبد الرحيم الأسنوي.
المبحث السادس: سراج الدين أبو حفص الأنصاري التكروري (ابن الملقن).
المبحث السابع: بدر الدين الزركشي.
الفصل الرابع: مرحلة الاستقرار (وتبدأ من القرن التاسع حتى القرن العاشر الهجري). ويشتمل على ثمانية مباحث:
المبحث الأول: سراج الدين البلقيني.
المبحث الثاني: ولي الدين أحمد بن عبد الرحيم (أبو زرعة العراقي).
المبحث الثالث: جلال الدين المحلي.
المبحث الرابع: جلال الدين السيوطي.
المبحث الخامس: زكريا الأنصاري.
المبحث السادس: شهاب الدين الرملي.
المبحث السابع: محمد بن محمد الخطيب الشربيني.
المبحث الثامن: محمد بن أحمد بن حمزة شمس الدين الرملي.
الفصل الخامس: المرحلة المعاصرة (العصر الحديث). ويشتمل على أربعة عشر مبحثا:
المبحث الأول: محمد بن سالم ناصر الدين الطبلاوي
المبحث الثاني: شهاب الدين ابن قاسم العبادي
المبحث الثالث: نور الدين علي الزيادي المصري
المبحث الرابع: شهاب الدين القليوبي
المبحث الخامس: محمد بن أحمد الشوبري
المبحث السادس: عبد البر الأجهوري
المبحث السابع: سلطان المزاحي
المبحث الثامن: نور الدين علي بن علي الشبراملسي
المبحث التاسع: برهان الدين إبراهيم بن محمد البرماوي
المبحث العاشر: سليمان العجيلي (الجمل)
المبحث الحادي عشر: سليمان بن محمد البجيرمي
المبحث الثاني عشر: عبد الله بن حجازي الشرقاوي
المبحث الثالث عشر: إبراهيم الباجوري
المبحث الرابع عشر: أحمد بن أحمد بن يوسف بك الحسيني.
الخاتمة: وتشتمل على أبرز نتائج البحث وتوصياته.