الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص ترجع أهمية دراسة السياسة البريطانية تجاه الكونغو إلى ما تعبر عنه هذه السياسة من علاقات بين قوة عظمى كان لها اليد الطولى في تاريخ الاستعمار الأوروبي للقارة الأفريقية: سواء كدولة مستعمرة أم كدولة لها علاقات متشابكة مع بقية الدول الأوروبية الاستعمارية في القارة الأفريقية: وبين دولة أفريقية تجسدت فيها آلام القارة الأفريقية التي عانت من أبشع صور الاستغلال الأوروبي سواء في شكل استنزاف موارد طبيعية أم بشرية أم الإسهام المتواصل في تخلف الشعوب الأفريقية. بينت الدراسة أن دور بريطانيا في الكونغو محكوم بسياساتها في ظل حكم الملك ليوبولد الذي بدأ في نهاية القرن التاسع عشر وامتد إلى قبيل الحرب العالمية الأولى التي غيرت وجه العالم تماما. وكان قوام سياسة بريطانيا الاستغلال والنهب المنتظمين لموارد الكونغو في سياق منظومة فساد دولي ومحلي. ومع تطور الحركة الوطنية الكونغولية وسعي الشعب الكونغولي للاستقلال عن بلجيكا لم يحدث تطور مشابه في سياسات بريطانيا التي وقفت تماما في صف بلجيكا باعتبارها دولة هامة في حلف الأطلسي وفي ضوء ارتباط مصالح بريطانيا بالمصالح الأمريكية وكونها تابعة لها. ومع بدء إجراءات حصول الكونغو على الاستقلال تبلورت مواقف بريطانيا الرسمية الداعمة للاستعمار البلجيكي السابق وللتحالفات الغربية الناهبة لموارد الكونغو الثرية بمواردها الطبيعية من خلال انتهاج سياسة تضامنية مع بلجيكا في مجلس الأمن ودعم خياراتها ومطالبها وضماناتها من أجل منح الكونغو استقلالها. وسيؤثر هذا الموقف السلبي إلى حد كبير في علاقات بريطانيا بالكونغو عقب استقلال الأخيرة وبقاء دور بريطانيا محصورا في تبعية الدورين الأمريكي والبلجيكي وفقاً لمصالحها الاقتصادية وعدم الارتقاء حتى لمنافسة الدور الفرنسي هناك |