الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص أن مبدأ التدخل لاعتبارات إنسانية وتطوره لمبدأ المسئولية الجماعية للحماية رغم كونه مبدأ ومفهوم نبيل يحُض المجتمع الدولي ومؤسساته وعلى رأسها الأمم المتحدة على عدم الوقوف مكتوفي الايدي أمام الجرائم التي قد ترتكب ضد الإنسانية: من مذابح وتطهير عرقي: وجرائم حرب اذا ما عجزت الدولة عن حماية مواطنيها من تلك الجرائم أو اذا كانت هي التي ترتكبها بحق مواطنيها: إلا أن الممارسات الدولية قد كشفت أن الدول الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة الامريكية ومن خلفها العالم الغربي يستخدمون هذا المبدأ النبيل لتحقيق أهدافهم السياسية التي تخدم مصالحهم القومية: فالممارسة الدولية للمبدأ قد أظهرت أنه مجرد أداة في يد الدول الكبرى سواء كان في التدخل في حالة كسوفا أو ليبيا. ففي حال كسوفا أرادت الولايات المتحدة الامريكية أن تثبت للدول الأوروبية انهم إذ كانوا قد أصبحوا قوة اقتصادية عالمية إلا أنهم لا يستطيعوا أن يكونوا قوة عسكرية كبرى ولا يستطيعوا أن يوفروا الامن الكافي لدولهم بدون الولايات المتحدة الامريكية: وقد كان الخيار العسكري هو الأقرب لتفكير صانع القرار الأمريكي في هذا الوقت لإظهار القوة العسكرية الامريكية ليس فقط لأوروبا ولكن للعالم كله وبالأخص روسيا فكان لابد من التخلص من بقايا الكتلة الشرقية الممثلة في صربيا صاحبة الصلات العرقية والدينية بروسيا. فاستغلت الولايات المتحدة الامريكية الاضطرابات الواقعة في دول يوغوسلافيا السابقة للتدخل العسكري المباشر في الصراع للقضاء على القوات الصربية: لتهيمن بعد ذلك على الساحة الأوروبية بلا منازع |