Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
السياسة الخارجية الروسية تجاه مصر
فترة حكم الرئيس بوتين الثانية ( 2012 - 2020 )
=
المؤلف
البنهاوي، محمود حسن محمد.
هيئة الاعداد
باحث / محمود حسن محمد البنهاوى
مشرف / أحـلام السـعدى فرهـود
مشرف / أمـانى عصـام
مشرف / أمـانى عصـام
الموضوع
العلاقات الدولية.
تاريخ النشر
2021.
عدد الصفحات
245 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
الأعمال والإدارة والمحاسبة
الناشر
تاريخ الإجازة
1/1/2021
مكان الإجازة
جامعة حلوان - كلية التجارة - العلوم السياسية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 258

from 258

المستخلص

تحتل مصر مكانة جيواستراتيجية مهمة بين دول العالم، جعلت مصر محط أنظار العالم خاصة روسيا. إن القيمة الجغرافية والإستراتيجية لمصر فَرَضت على السياسة الروسية أن تضعها فى سلم أولوياتها وإهتماماتها؛ ذلك لأنه لا يمكن لأى نظام عالمى أن يتشكل بعيدًا عن دولة تمثل قلب العالم. وقد أعطى الموقع الجغرافى، كأحد أكثر مقومات سياسة الدولة ثباتًا، أهمية جيواستراتيجية لمصر مكنتها من وضع قدمٍ لها على الساحة الدولية. وجعلها تمثل نقطة إرتكاز هامة
فى منطقة الشرق الأوسط، تتنافس القوى الدولية للتعاون معها، أو حتى فرض الهيمنة عليها.
تأسست العلاقات الدبلوماسية بين الإتحاد السوفيتى ومصر فى 26 أغسطس 1943. وشهدت العلاقات بين البلدين تغيرات جدية، كما تغيرت أولوياتها على الصعيدين الخارجى والداخلى. أصبحت روسيا ومصر اليوم شريكتان على الصعيدين الثنائى والدولى.
وتمت الخطوة الأولى للتعاون المصرى الروسى فى أغسطس عام 1948م حين وُقِّعت أول إتفاقية إقتصادية حول مقايضة القطن المصرى بحبوب وأخشاب
من الإتحاد السوفيتى. وشهدت العلاقة تطورات متلاحقة كان أبرزها بعد ثورة يوليو عام 1952م حين قدم الإتحاد السوفيتى لمصر المساعدة فى تحديث
قواتها المسلحة وتشييد السد العالى.
وقد بلغت العلاقات الثنائية ذروتها فى فترة الخمسينات والستينات من القرن العشرين حين ساعد الخبراء السوفييت مصر فى إنشاء العديد من المؤسسات الإنتاجية. وكانت مصر فى طليعة الدول التى أقامت العلاقات الدبلوماسية مع روسيا الإتحادية بعد إنهيار الإتحاد السوفيتى ‏عام 1991م.‏ وتتطور العلاقات السياسية على مستوى رئيسى الدولتين والمستويين الحكومى والبرلمانى.
إن فترة حكم بوتين الثانية من 7/5/2012م وحتى 2020م قد قابلها فى مصر آخر فترة حكم المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وتلاها فترة حكم محمد مرسى ثم عدلى منصور وصولاً إلى الرئيس السيسى، ونتيجة لمتغير القيادة فقد تغيرت توجهات السياسة الخارجية الروسية تجاه مصر، مع تبنى كل قيادة مصرية رؤى وتوجهات مختلفة.
ولأنه ليس هناك صداقة دائمة أو عداوة دائمة، ولكن مصالح مشتركة، فإن روسيا لديها مصالح وأهداف إقليمية ودولية عامة، ومع مصر بصفة خاصة، تسعى إلى تحقيقها فى جميع المجالات، وبإستخدام جميع الوسائل، على إعتبار أن جوهر السياسة الخارجية هو القابلية على توظيف دقائق الأمور فى سبيل تحقيق أهداف بعيدة المدى.
ترتكز العلاقات بين روسيا ومصر على؛ أولاً: لغة المصالح، فى وقت إختلفت فيه التوجهات الخارجية الحالية عما ساد خلال الفترة السوفيتية. ثانيًا: التصدى لحالة الفوضى فى المناطق المجاورة لها. ثالثًا: مكافحة الإرهاب. رابعًا: الحد من تسييس الولايات المتحدة الأمريكية للمؤسسات الدولية، وتوظيفها لشرعنة تفاعلاتها السياسية. وأخيرًا: الإستعداد والتأهب لإستخدام القوة العسكرية المباشرة فى حالة تهديد مصالحها المباشرة.
وتتمتع العلاقات المصرية الروسية فى الآونة الأخيرة بطابع إيجابى، على مستوى السلطات الرسمية والحالة العامة للمجتمع. ويسهم هذا التفاعل الوثيق بين كبار المسئولين فى البلدين، فضلاً عن التفاعل الثنائى البَنَّاء المستمر والمتعدد الأوجه، فى تحقيق نتائج ملموسة جديدة بين مصر وروسيا. وظهر ذلك جليًا فى توجهات السياسة الخارجية الروسية تجاه مصر فى كافة مجالات التعاون.
وبدراسة توجهات السياسة الخارجية لكلا البلدين مصر وروسيا، تهدف روسيا لإيجاد ركيزة إقليمية لها فى منطقة الشرق الأوسط، وليس هناك أفضل من مصر قلب العالم، بالإضافة إلى زيادة التوغل فى مياه البحر المتوسط، وتحقيق المكاسب الإقتصادية من الشراكة مع مصر.
وتهدف مصر إلى إيجاد داعم دولى بثقل روسيا، وفتح المجال أمام تنوع مصادر السلاح وخاصة السلاح القادم من روسيا، فى ظل تقارب العقيدة العسكرية لكلا البلدين، ودعم توجه مصر الإقليمى نحو قضايا المنطقة، بالإضافة إلى سياسة المراوحة بين التقارب والضغط التى تضع مصر فى وضعية تستطيع من خلالها مقاومة الضغوط الأمريكية.