Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
مظاهر الفساد في بلاد الأندلس عصر ملوك الطوائف :
المؤلف
محمد، أحمد محمود أحمد.
هيئة الاعداد
باحث / أحمد محمود أحمد محمد
مشرف / عبد الرحمن بشير
مشرف / عبير زكريا سليمان
مشرف / عبد الرحمن بشير
الموضوع
التاريـخ.
تاريخ النشر
2022.
عدد الصفحات
390 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
التاريخ
الناشر
تاريخ الإجازة
1/1/2022
مكان الإجازة
جامعة الزقازيق - كــــليــــة الآداب - قسم التاريـخ.
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 396

from 396

المستخلص

أيقن العالم ووقر في عقيدته أن الفساد علي اختلاف مظاهره، يعد المعوق الأكبر لكافة مجالات التقدم، والمقوِّض الرئيسي لكافة دعائم التنمية، مما يجعل آثاره ومخاطره أشد فتكاً وتأثيراً من أي خلل آخر، ويعتبر الفساد أخطر مشكلة تواجه الدول منذ التاريخ القديم وحتى التاريخ المعاصر؛ نظراً لما يترتب عليه من نتائج كارثية على الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وأيضاً الأخلاقية.
وكانت الدولة الأمویة فى الأندلس لم تتمكن من الاحتفاظ بتفوقها السیاسي، وظهر الضعف فیها جلیاً منذ أواخر القرن الرابع الهجري/العاشر الميلادي، كان أول مظاهره سقوط الدولة العامریة ــــ آخر حامیة للدولة الأمویة ــــــ ودخول الدولة الأمویة بعدها في أتون مشاحنات داخلیة، مما أتاح لحكام الأقالیم والولایات الأندلسیة الفرصة للانفصال بما تحت أيديهم من أقاليم، بعدما دخلت الأندلس فى حالة من الفوضى والاقتتال الداخلي على السلطة، والتي اصطلحت المصادر التاریخیة على تسميتها بعصر الفتنة، فأدت فى نهاية المطاف إلى انقسام الأندلس إلي عدة ولايات عُرفت بدول الطوائف، وهو ما عُدَّ في نظر الكثير من الباحثین والمؤرخین بدایة رحلة ضیاع دولة الإسلام في الأندلس.
ودخلت البلاد بذلك عصراً جديداً هو عصر دويلات الطوائف، وقد حكم تلك الدويلات ثلاث طوائف مختلفة هم: العرب، والبربر، والصقالبة، ومنذ أن قامت تلك الدويلات، قامت معهم النزاعات والخلافات الداخلیة، وشهد المجتمع الأندلسي الكثير من السلوكيات المنحرفة، والعادات الشاذة، ضمن ظرفية تاريخية كان لها دورها الخاص في تشكيلها، فشهدت مناحى الحیاة المختلفة تردياً فى ظل المؤثرات السیاسیة، وأزمات عدیدة عرفت المنطقة على إثرها سلسلة من التحولات الكبرى، والانعطافات الحاسمة في مسارها التاریخى، فقد انفتحت أبواب هذه المرحلة على نشوب فتنة كاسحة، أدت إلي خلخلة أوضاع المجتمع الأندلسى، وانفصام عراه، فانبعثت بذلك من رحم التقلبات مظاهر فساد متعددة، وهو الأمر الذي دفع الباحث إلي البحث في عوامله ومظاهره ونتائجه.
أهمية الموضوع:
تكمن أهمية الموضوع في شقين أساسيين:
1ـ طبيعة المرحلة التي كانت تمر بها الأندلس.
2ـ خطورة الظاهرة وتفشيها وأثرها علي المجتمع قديماً وحديثاً.
فالدراسة تلقي الضوء علي موضوع له أهمية بالغة، ليس فقط في الدراسات الأندلسية، بل في التاريخ الإسلامي كله، حيث أن البحث في مظاهر الفساد، هو بحث في عوامل ارتفاع وانحطاط الحضارات للدول، والموضوع يركز على مرحلة حرجة من تاريخ الأندلس، اتسمت بالفوضى، والاضطراب، والنزاعات المسلحة التي تركت آثاراً واضحة للعيان، وبدرجات متفاوتة في كل ميدان من ميادين الحياة، ولاشك بأن تتبع هذه الآثار في مظانها والوقوف عليها، والإلمام بها؛ سيجلي لنا من جهة حجم التحولات التي أحدثها الفساد في بنية المجتمع الأندلسي في هذه الفترة، وسيرسم من جهة أخرى صورة واضحة المعالم لهذه الحقبة التاريخية العصيبة، كما سيوضح خطورة تفشي ظاهرة الفساد وأثرها علي المجتمعات قديماً وحديثاً، ومن هنا تبرز أهمية موضوع الدراسة الموسوم بمظاهر الفساد في بلاد الأندلس عصر ملوك الطوائف (422ـ487هـ/1031ـ1094م).
أما أهم أسباب اختيار الموضوع فتكمن في:
1ـــ إن تاریخ الأندلس عامة وتاریخ دول الطوائف خاصة، هو حلقة مهمة من حلقات التاریخ الإسلامي فیه الكثیر من العبر التي یمكن إسقاطها على الدول الإسلامیة الیوم.
2ـــ جل الدراسات حول الأندلس في القرن الخامس الهجرى/الحادى عشر الميلادى تحفل بالتاریخ السیاسي وأحداثه، وتغاضت عن الكثیر من الجوانب الأخرى، ِوانطلاقاً من سد بعض الثغرات فى الدراسات الاجتماعیة في الأندلس عصر ملوك الطوائف، ومحاولة لبیان دور الجانب الأخلاقي في توجیه الحیاة العامة والخاصة، وفي تربیة النشء؛ جاء اختیاري لهذا الموضوع.
3ـ إن عوامل سقوط الأندلس لا تزال في حاجة إلى تجلية الكثير من حلقاته وجيوبه، التي يزعم الباحث أن عصر الطوائف شكَّل الإرهاصات لسقوط الأندلس فيما بعد، لذا يأمل الباحث أن تكون هذه الدراسة إسهاماً جاداً في بیان عوامل ضعف المسلمین وهوانهم فتكون عبرة في زماننا.
إشكالية الدراسة:
ينطلق أي بحث من تساؤل يثور في النفس فتبحث له عن الحل، ليكون ذلك مادة البحث وعماده، ولذلك فقد انطلقت في رسالتي من تساؤلات هي: ما العوامل التي أدت إلي انتشار الفساد في الأندلس عصر ملوك الطوائف؟ وما مظاهره في ذلك العصر؟ ثم ما الأثر المباشر لمظاهر الفساد علي الأندلس؟ وكيف استفادت الممالك الأسبانية من هذا الوضع المتردي؟.
صعوبات الدراسة:
ﺇﻥ الحديث عن مظاهر الفساد في جميع ممالك الطوائف في الأندلس أمر صعب المنال، إن لم يكن مستحيلاً؛ ذلك لأن تعداد هذه الممالك بلغ أكثر من عشرين مملكة، كما أن هناك ممالك صغيرة كانت أقرب إلي وحدات الإقطاع، وكان تأثيرها محدود جداً، لدرجة أن المصادر التاريخية صرفت أنظارها عن الحديث عنها، كما أنها اندمجت في منتصف عصر ملوك الطوائف مع الممالك الطائفية الكبرى.
الدراسات السابقة:
لقد حظي عصر ملوك الطوائف باهتمام الباحثين والدارسين، الذين أسهموا في كتاباتهم في إثارة بعض الإشكاليات الخاصة بموضوع الدراسة، من هذه الدراسات؛ عبد الحليم عويس: التكاثر المادى وأثره فى سقوط الأندلس، نشرته دار الصحوة للنشر والتوزيع، القاهرة، 1994م، وكذا دراسته الموسومة بالعصبية القومية وأثرها فى سقوط الأندلس، المنشور في دار الصحوة للنشر والتوزيع، القاهرة، 1994م، كذلك دراسة حمد بن صالح السحيبانى: الضعف المعنوى وأثره فى سقوط الأمم، عصر ملوك الطوائف فى الأندلس أنموذجاً، نشرته مجلة البيان، الرياض، 2002م.
وهناك ثمة باحثين ربطوا ظاهرة الفساد بظواهر اجتماعية أخرى شهدها المجتمع الأندلسي، مثل ظاهرة الترف على اعتبار أن الفساد نتيجة حتمية للترف، منها دراسة نادر فرج زيادة: الترف فى المجتمع الإسلامى الأندلسى، وهي رسالة ماجستير غير منشورة، كلية الآداب، قسم التاريخ والآثار، الجامعة الإسلامية، غزة، 2010م، ودراسة محمد عيساوة: حياة الترف والبذخ وانعكاساتها على المجتمع الأندلسى خلال القرنين الرابع والخامس الهجريين، وهي رسالة ماجستير غير منشورة، كلية الاداب والعلوم الإنسانية، قسم التايخ، جامعة بوزريعة، الجزائر، 2013م.
أيضاً ثمة باحثين ربطوا ظاهرة الفساد بظاهرة الانحراف، منها دراسة إبراهيم القادري بوتشيش: أثر الأزمة الأخلاقية في سقوط دولة الإسلام في الأندلس، وهو بحث منشور ضمن كتابه إضاءات حول تراث الغرب الإسلامى وتاريخه الاقتصادى والاجتماعى، نشرته دار الطليعة، بيروت، 2002م، ودراسة شيماء فرغلي السيد: الجريمة والعقوبة في الأندلس عصر الإمارة والخلافة، وهي رسالة دكتوراة غير منشورة، كلية الآداب، قسم التاريخ، جامعة القاهرة، 2006م، ودراسة سامية جبارى: الأزمة الأخلاقية كما صورها الأدب، عصر الطوائف والمرابطين، وهي رسالة دكتوراة غير منشورة، كلية العلوم الإسلامية، جامعة الجزائر، 2007م، ودراسة أحمد إبراهيم الرفاعي: الجريمة والعقوبة في بلاد المغرب والأندلس عصر المرابطين والموحدين، وهي رسالة دكتوراة غير منشورة، كلية الآداب، قسم التاريخ، جامعة سوهاج، 2014م، ودراسة عبد القادر بوباية: إشكالية الأخلاق وجدلية المجتمع المتغير فى عصر ملوك الطوائف، وهو بحث منشور بمجلة الحكمة للدراسات التاريخية، المجلد الخامس، العدد12، جامعة أحمد بن بلة، وهران، ديسمبر2017م، كذلك دراسة رقية بن خيرة: الآفات الاجتماعية فى الأندلس ما بين القرنين الخامس .