الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص تبحث هذه الدراسة مفهومًا حديثًا نسبيًا في مجال السياسة المائية الخارجية (الهيدروبولتكس) وهو مفهوم ”السلام الأزرق” وتحاول تطبيق مؤشراته الخارجية على دراستي حالة نهر الأمازون في أمريكا اللاتينية ونهر الدانوب في أوروبا. يعكس مفهوم السلام الأزرق حالة السلام السائدة بين دولتين أو أكثر نتيجة لتعاونهما في مجال الموارد المائية الذي ينتج عنه تعاون في مجالات متعددة القطاعات وعابرة للحدود. بحيث يحرص كل طرف على استمرار التعاون لتحقيق سلام إقليمي مستدام. يوضح السلام الأزرق أنه يمكن تحويل المياه من مصدر محتمل للصراع إلى أداة محتملة للتعاون والسلام. يؤكد مفهوم السلام الأزرق أنه لا توجد دولتان تتمتعان بإمكانية الحصول على مياه كافية ونظيفة وبأسعار معقولة ستخوضان حربًا في القرن الحادي والعشرين. تدرس الباحثة السلام الأزرق كأساس لاستخدام المياه المشتركة كمدخل لتوطيد العلاقات الإقليمية السلمية، مما يعني استخدامه كوسيلة لتحقيق السلام والتعاون. يقدم نهر الأمازون مثالاً ناجحًا للتعاون في مجال المياه أدى إلى تحقيق معدلات معقولةللسلام الأزرق. تشارك ثماني دول في حوض نهر الأمازون، وتم توقيع اتفاقية تعاون بين هذه الدول، ”معاهدة تعاون الأمازون” عام 1978، ثم تم إنشاء منظمة إقليمية لإدارة موارد هذا النهر الذي يعد من أكثر الموارد خصوبة حول العالم. منذ عام 1978، شهدت دول النهر تعاونًا مستمرًا في مختلف المجالات. يحتاج السلام الأزرق في منطقة الأمازون إلى المزيد من التطوير من خلال استغلال تحقق مؤشرات السلام الأزرق الخارجية لدعم تحقق المؤشرات الداخلية بشكل أكبر. أما التعاون بين دول حوض نهر الدانوب فقد وصل إلى مرحلة جيدةللسلام الأزرق. وقعت دول الدانوب على ”اتفاقية التعاون من أجل الحماية والاستخدام المستدام لنهر الدانوب” في عام 1994، ومنذ ذلك الحين، امتد وجود التعاون بين دول حوض نهر الدانوب ليشمل جميع المجالات الأخرى، مثل التعليم والاستثمار، السياحة والتصنيع. تعتبر منطقة نهر الدانوب واحدة من أكثر المناطق هدوءًا وتطورًا حول العالم. |