الفهرس 
المواد وطرق البحثيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 533 |  |  |
| | | from | 533 | | |
المستخلص
من الملاحظ أن الدراما السينمائية في دول العالم المختلفة أصبحت تتناول القضايا التي تتماشى مع احتياجات المجتمع، ومن أكثر القضايا التي يتم تناولها في الدراما السينمائية مؤخراً قضايا المواطنة، ومن هنا تأتى أهمية الدراما السينمائية في المجتمع؛ لما لها من دور بارز في طرح أهم القضايا التي يعانى منها المواطن، فقد أصبحت تقترب من الواقع اليومي للأفراد عن طريق عرض القضايا محور اهتمامهم، ومن هنا ترجع أهمية موضوع هذه الدراسة إلى ما تتميز به الدراما السينمائية من إقبال كبير لدى الجمهور ولدى الشباب الجامعي بوجه الخصوص.
لذا تسعى الدراسة الحالية إلى الكشف عن مدى التماس الشباب الجامعي للمعلومات عن قضايا المواطنة عبر الدراما السينمائية المصرية، حيث تؤدى قضايا المواطنة دوراً محورياً في بناء المواطن الصالح وإعداده للتفاعل بإيجابية مع المجتمع فالفرد لابد أن يكون لديه الإحساس بالانتماء للمجتمع مما يدفعه إلى معرفة حقوقه وواجباته كما يدفعه إلى المشاركة الفعالة والعمل المنتج وكما تدفعه إلى تقبل الآخر من أجل المحافظة على الآخرين الموجودين في المجتمع بما يضمن للجميع العيش في سلام وأمان وكرامة وإنسانية وحرية.
مشكلة الدراسة:
تتمتع الدراما السينمائية بنسب مرتفعة للمشاهدة وقدرتها على إمداد جمهورها بالمعلومات والمعارف المختلفة حول القضايا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وغيرها من القضايا إلا أن بعض الدراسات أظهرت أن الدراما السينمائية تفتقر في بعض الأحيان للرسائل التي تؤدى إلى ترسيخ مبادئ المواطنة، حيث تقدم بعض هذه الأفلام نماذج بعيدة عن الموضوعية، وعدم قبول الآخر، مع تجنب الإيجابيات، والاكتفاء بعرض السلبيات.
لذلك وفى ضوء ما سبق وفي ضوء الأهمية المتزايدة للدراما السينمائية وما تقدمه، واستحواذها على نسبة مشاهدة عالية من الشباب الجامعي المصري، تتحدد مشكلة الدراسة البحثية للدراسة الحالية في: رصد وتحليل وتفسير مدى التماس الشباب الجامعي للمعلومات عن قضايا المواطنة عبر الدراما السينمائية المصرية.
أهمية الدراسة:
تنبع أهمية الدراسة الحالية في بروز أهمية المواطنة من أجل الحفاظ على الهوية الوطنية في ظل ما يهدد المجتمعات من أخطار وتهديدات وتحديات اجتماعية وسياسية واقتصادية محلياً وإقليمياً وعالمياً، إضافة إلى عظم الدور الذى يمكن أن تؤديه الدراما السينمائية من خلال تناولها للقضايا المجتمعية ومنها قضايا المواطنة بشكل يساعد على بلورتها، وتوضيح كافة جوانبها، والمساعدة في إيجاد الحلول الممكنة لها.
أهداف الدراسة:
تهدف الدراسة إلى رصد طبيعة قضايا المواطنة في الدراما السينمائية (عينة الدراسة)، والكشف عن المشكلات التي تواجه الشخصيات التي تتبنى قضايا المواطنة في الدراما السينمائية المصرية، وكذلك معرفة الأهداف التي تسعى إليها الشخصيات التي تتبنى قضايا المواطنة في الدراما السينمائية المصرية، وكذلك التعرف على مقترحات الشباب الجامعي (عينة الدراسة) لتحسين المضمون الذى تقدمه الدراما السينمائية المصرية في تناولها لقضايا المواطنة.
نوعية الدراسة:
تنتمى هذه الدراسة إلى الدراسات الوصفية Descriptive Study التي تستهدف وصف المواقف أو الظواهر أو الأحداث وجمع الحقائق الدقيقة عنها بهدف تحديد الظواهر أو المواقف تحديداً دقيقاً ورسم صورة متكاملة له تتسم بالواقعية والدقة، واستناداً على التعريف السابق تسعى هذه الدراسة إلى الكشف عن مدى التماس الشباب الجامعي للمعلومات عن قضايا المواطنة عبر الدراما السينمائية المصرية.
منهج الدراسة:
تستخدم الباحثة منهج المسح بشقيه التحليلي والميداني ويتضمن مسح المضمون ومسح الجمهور كالتالي: مسح المضمون: لعينة عمدية من الدراما السينمائية المصرية التي تناولت قضايا المواطنة، مسح الجمهور: ويتضمن مسح عينة من الشباب الجامعي المصري الذى يشاهد الدراما السينمائية المصرية.
مجتمع الدراسة:
مجتمع الدراسة التحليلية:
وهو عبارة عن جميع الأفلام السينمائية التي عُرضت في دور العرض السينمائي أو عبر القنوات الفضائية أو من خلال شبكة الإنترنت (المنصات الرقمية - المواقع الإلكترونية).
مجتمع الدراسة الميدانية:
يتمثل مجتمع الدِّرَاسَةِ في الشباب الجامعي في الجامعات المصرية من مختلف المُستويات الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية.
عينة الدراسة:
عينة الدراسة التحليلية:
تمثلت عينة الدراسة التحليلية في عينة عمدية من الدراما السينمائية المصرية التي تناولت قضايا المواطنة، والتي اُنتجت من عام 2010م وحتى عام 2021م، بواقع 9 أفلام وهم: الأفلام (عسل إسود، صرخة نملة، الخروج من القاهرة، ساعة ونص، فبراير الأسود، لامؤاخذة، طلق صناعي، قهوة بورصة مصر، 200 جنيه)، وقد تم اختيار العينة التحليلية بطريقة عمدية لأكثر الأفلام السينمائية المصرية التي تناولت قضايا المواطنة بشكل أكثر بروزاً ووضوحاً من باقي الأعمال.
عينة الدراسة الميدانية:
تم تطبيق الدراسة على عينة متاحة في إطار العينات العمدية من الشباب الجامعي المصري من الذكور والإناث المشاهدين للدراما السينمائية المصرية، قوامها (450 مفردة)، وقد تم سحب عينة الدراسة الميدانية من الجامعات التالية:
- جامعة الزقازيق: ممثلة للجامعات الحكومية في مصر.
- جامعة 6 أكتوبر الخاصة: ممثلة للجامعات الخاصة في مصر.
- جامعة الأزهر.
أدوات جمع البيانات:
أولاً: أداة تحليل المضمون:
اعتمدت الباحثة على صحيفة تحليل المضمون كأداة لوصف محتوى الدراما السينمائية المصرية (عينة الدراسة) والتي تناولت قضايا المواطنة.
ثانياً: أداة الاستبيان:
استخدمت الباحثة استمارة الاستبيان الإلكتروني كأداة لجمع البيانات، باعتبار أن هذه الاستمارة أحد الأساليب التي تستخدم في جمع بيانات مباشرة من العينة المُختارة.
نتائج الدراسة:
أولاً: أهم نتائج الدراسة التحليلية على عينة أفلام الدراسة:
أن جميع الأفلام السينمائية المصرية (عينة الدراسة) التي تناولت قضايا المواطنة كانت في قالب الميلودراما بنسبة (100%) و هو القالب الذى يعتمد على المبالغة في المشاعر والانفعالات من جانب أبطال العمل السينمائي بشكل يجعل الجمهور يتعاطف معهم بل و يعجب بهم و يبرر تصرفاتهم و غالباً يكون الميلودراما صراع بين الخير و الشر و عادة ينتصر الخير على الشر في نهاية الفيلم السينمائي.
إن غياب العدالة الاجتماعية تحتل الصدارة من حيث الصعوبات التي تواجه الشخصيات المتبنية لقضايا المواطنة المتواجدة في الأفلام السينمائية التي تناولت قضايا المواطنة (عينة الدراسة) حيث بلغت نسبة تواجدها (65.9%)، بينما بلغت نسبة تواجد الفساد الإداري (18.8%)، أما عن نسبة (5.9%) فقد كانت لعدم التعبير عن الرأي، وإحتلت المرتبة الأخيرة نسبة (3.5%) لكلاً من (الظلم والاضطهاد في العمل/ الاضطهاد الديني/ يعاني من الفقر والمرض).
إن كلاً من (الحق في السكن/ الحق في الضمان الاجتماعي) ظهر في مُقدمة الحقوق الاجتماعية التي تناولتها الأفلام السينمائية التي تناولت قضايا المواطنة (عينة الدراسة) حيث كانت نسبة تواجده (66.7%) لكلاً منهما على حدى، يليه الحق في الرعاية الصحية اللائقة بنسبة (33.3%)، وفي الترتيب الثالث ظهرت النسبة (22.2%) لكلاً منهما (الحق في توافر مرافق مناسبة/ الحق في تعليم متطور)، وأخيراً نجد الحق في رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة بنسبة (11.1%).
وبالنسبة لطرق معالجة قضايا المواطنة التي تناولتها الأفلام السينمائية التي تناولت قضايا المواطنة (عينة الدراسة) ، فنجد أن عمق تأثير قضايا المواطنة على الأفراد داخل الفيلم قد بلغت نسبته (88.9%)، ويُعد ذلك أمراً منطقياً لأن عرض الفيلم لمدى عمق تأثير قضايا المواطنة على أفراد المُجتمع سيجعل جميع أفراد المُجتمع يسعون لتبني هذه القضايا والسعي في إيجاد حلول لها سواء أفراد عاديين أو نخبة وسياسيين، بينما كانت نسبة استعراض الفيلم لقضايا المواطنة (11.1%).
ثانياً: أهم نتائج الدراسة الميدانية:
إن الغالبية العظمي من المبحوثين بنسبة (47.1%) يعتبرون إلى حد كبير الدراما السينمائية مصدراً للحصول على المعلومات عن قضايا المواطنة، على حين يعتبر إلى حداً ما نسبة (41.8%) من المبحوثين الدراما السينمائية مصدراً للحصول على المعلومات عن قضايا المواطنة، بينما نادراً ما يعتبرون الدراما السينمائية مصدراً للحصول على المعلومات عن قضايا المواطنة50 مبحوثاً أي بنسبة (11.1%) من إجمالي المبحوثين.
فيما يتعلق باتجاهات الشباب الجامعي (عينة الدِّرَاسَةِ) نحو الدراما السينمائية المصرية التي تتناول قضايا المواطنة، فقد جاءت في الترتيب الأول عبارة ”تعبر الدراما السينمائية المصرية عن مشكلات المجتمع المتعلقة بقضايا المواطنة” بوزن نسبي (83.7)، تليها عبارة ”تعرض الدراما السينمائية المصرية قضايا المواطنة التي يعانى منها المجتمع” بوزنٍ نسبي (83.3)، ثم عبارة ”عادة ما تقوم الدراما السينمائية المصرية بعرض القضايا السلبية وتركز عليها وتتجاهل القضايا الإيجابية” بوزنٍ نسبي (71.7)، ثم عبارة ”تزييف الدراما السينمائية المصرية حقيقة قضايا المواطنة ولا تقدم صورة كاملة عنها” بوزنٍ نسبي (66.7)، بينما جاءت في الترتيب الأخير عبارة ”تقدم الدراما السينمائية المصرية صورة تشبه الواقع الحقيقي لقضايا المواطنة” بوزنٍ نسبي (58.3)، ويتضح من هذه النتائج أن هناك نوعاً ما من التقارب بين اتجاهات الشباب الجامعي (عينة الدِّرَاسَةِ) نحو الدراما السينمائية المصرية التي تتناول قضايا المواطنة.
وبالنسبة لمدى واقعية الأحداث الدرامية في الدراما السينمائية المصرية من وجهة نظر الشباب الجامعي (عينة الدراسة)، فنجد أن المبحوثين الذين أفادوا بأن هذه الأحداث واقعية إلى حد ما احتلت الصدارة بنسبة (48%)، بينما ظهر في المرتبة الثانية المبحوثين الذين أوضحوا أن هذه الأحداث واقعية بنسبة (40.9%)، ويُمكن تفسير ذلك بأن هناك البعض من الشباب يرون أنها تنقل الواقع الاجتماعي لأفراد وفئات المُجتمع المختلفة وتجاربهم المُختلفة ولهذا تُعد مصدر معلومات أساسية لهم، وأخيراً نجد نسبة (11.1%) من المبحوثين الذين أشاروا إلى عدم واقعية هذه الأحداث.
وبالنسبة لمقترحات الشباب الجامعي (عينة الدراسة) لتحسين المضمون الذى تقدمه الدراما السينمائية المصرية في تناولها لقضايا المواطنة، حيث جاءت معالجة قضايا المواطنة بشكل موضوعي وتقديم قضايا جادة في مُقدمة هذه المُقترحات بنسبة (46.9%)، والعرض الصادق لقضايا المواطنة بجميع أنواعها جاءت في الترتيب الثاني بنسبة (38.2%)، يليها محاولة تقديم حلول جادة لقضايا المواطنة وليس عرض فقط للقضايا بنسبة (36.7%)، ومن ثم جاء في الترتيب الرابع مُقترح إنتاج الدولة أفلام جادة تناقش قضايا المواطنة بنسبة (34.9%)، ويليه مُقترح تشكيل لجان من الكتّاب والاجتماع لتحديد قضايا المواطنة في المجتمع بنسبة (34.4%)، ومن ثم ظهر مُقترح تفعيل دور الرقابة على الأفلام السينمائية لتكون جادة وهادفة بنسبة (32%)، ومن ثم ظهرت نسبة (29.3%) لمُقترح كتابة قصص شيقة واقعية عن قضايا المواطنة، وأخيراً ظهر مُقترح الاعتماد على الأسلوب العلمي في معالجة قضايا المواطنة حيث بلغت نسبته (25.1%).