Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
المعالجة الدرامية للشخصيات ذات البعد النفسي
/ في نصوص المسرح المصري
المؤلف
محمد، أسماء ناصر عبد الحليم.
هيئة الاعداد
مشرف / عماد محمد إبراهيم مخيمر
مشرف / شيماء فتحي عبد الصادق
مشرف / مهني صالح عليوة
مشرف / مهني صالح عليوة
الموضوع
الشخصية علم نفس تطبيقي التمثيل في المسرح
تاريخ النشر
2023.
عدد الصفحات
188ص.؛
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
اعلام تربوى
تاريخ الإجازة
1/1/2023
مكان الإجازة
جامعة الزقازيق - كلية التربية النوعية - فنون مسرح
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 212

from 212

المستخلص

المسرح المصري مصدرًا من مصادر الثقافة وواجهة حضارية، وتاريخية عظيمة، لما يتمتع به من خصائص معرفية شملت في محتواها كافة المجالات الإنسانية، ولا سيما النفسية، حيث أن الخصائص النفسية هي الأساس في وصف البنية النفسية للشخصيات الدرامية، فالمسرح بدون شخصية كالجسد بلا روح، إذ أنها الوقود المحرك لعمل المسرح، حيث تتقمص الشخصية الدور وتدهش المشاهدين، وهذا ما يسمي بالتشخيص أي من خلال تأدية الممثل للشخصية.
كما يلقب المسرح بأبو الفنون لأن كل الأجناس الأدبية انبثقت منه، حيث له أسس ومقومات وعناصر مهمة تساهم في إثراء العمل الأدبي، سواء كان هذا العمل نثريًا أم شعريًا، وهذه العناصر كثيرة منها الفكرة، الشخصيات، الأحداث، الحبكة، الحوار، وغيرها....، وتعد الشخصية عصب العمل الأدبي فبدورها تتسلسل الأحداث وتتطور لتصل إلى الذروة ثم النهاية، فهي تساعد على توضيح اراء الكاتب وأفكاره
فالمسرح النفسي يؤدي إلى حل المشكلة الانفعالية من خلال عملية التفاعل، ولعب الأدوار علي خشبة المسرح، والوصول في نهاية الأمر إلى الحل الأمثل، والعلاج مما قد يؤدي إلى المساعدة في العلاج الشخصي.
ولذلك تعتبر الشخصية المسرحية جزء لا يتجزأ من العناصر الدرامية؛ وذلك لارتباطها الوثيق بها، فلا يمكن أن يقوم الحدث الدرامي بدون شخصيات تنم عن رؤي الكاتب وتوضح موضوع المسرحية، وعليه فإن هذه الأهمية التي اكتسبتها الشخصية المسرحية أهلتها أن تكون عنصر استقطاب ينهل منه الباحثين، والنقاد منذ عصور قديمة بداية من أرسطو الي عصرنا الحالي، وعليه
يجب علي الكاتب المسرحي أن يراعي كيفية اختياره لشخصياته في النص المسرحي عامة، فهناك البعد الجسمي، والبعد الاجتماعي، والبعد النفسي محور دراستنا الذي يوضح مكنونات الشخصية وما يختلجها إزاء الحدث
وتتمثل مشكلة الدراسة في أهمية ودور المسرح في نشر القيم الثقافية والاجتماعية، والمعرفية، علي كافة المستويات، يتسنى لنا من خلال الشخصيات المسرحية ذات الخصائص الاجتماعية والجسمية، والنفسية، والانفعالية، والسلوكية، والحركية، المعرفية التي يكسبها الكاتب ملامح معينة في النص المسرحي، حيث يقع عليها عبء تصوير الحدث الدرامي للمتلقي وكونها الوسيلة الوحيدة الحاملة للقصة أو الموضوع، لذلك أصبحت مهمة المؤلف المسرحي تجسيد السلوك البشري في ضوء الدوافع والرغبات الذاتية للشخصية المسرحية في ضوء البعد النفسي للشخصية من خلال الضغوط والحاجات التي تمر بها الشخصية، وهذا ما يؤكد أهمية وفاعلية البعد النفسي في بناء الشخصية المسرحية حيث أن هذا البعد مهم جدًا في النظر للشخصية التي أمامنا ولقد اختارت الباحثة هذا البعد علي وجه الخصوص نظرًا لأهميته التي يبني عليها باقي الأبعاد المسرحية ، فمن خلال فهمها، وإدراكها لما تتحدث به الشخصية عن ذاتها، وجدت أهمية هذا البعد النفسي للشخصيات المسرحية في النماذج المختارة .
كما تكمن أهمية الدراسة في أهمية نظرية وأهمية تطبيقية، فالأهمية النظرية تتمثل في: -
أصبح للشخصية المسرحية في مجال النص المسرحي مكانة، وأهمية كبيرة حيث تعد المصدر الأساسي لخلق سلسلة من الأحداث التي نتصورها عن طريق تجسيد السلوك البشري في ضوء الدوافع، والرغبات، وأيضًا تكمن الحاجة إلى الدراسة في كونها تفيد المشتغلين في الحقل الأكاديمي ولا سيما
المسرحي في تحليل الشخصيات المسرحية في ضوء البعد النفسي لها، ومعرفة الدوافع السلوكية للشخصية.
أما الأهمية التطبيقية تتمثل فيما يلي: -
1. إلقاء الضوء على العلاقة بين الأدب، وعلم النفس
2. معرفة الدوافع السلوكية للشخصيات المسرحية وفق تحليل البعد النفسي لها.
كما تتمثل أهداف الدراسة فيما يلي:
1. التعرف على التحليل الدقيق لكل شخصيات (عينة الدراسة)، وكشف الإيجابيات والسلبيات لها وفقًا للبعد النفسي لها.
2. معرفة الشخصيات ذات البعد النفسي في المسرحيات (عينة الدراسة)
3. كشف العلاقة بين كل شخصية في النص المسرحي، والواقع النفسي للواقع المعاش.
وقد توصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج أهمها ما يلي:
1- عدم إنكار دور علماء النفس في توضيح بعض الحقائق النفسية للشخصيات الفنية (عينة الدراسة)، فهناك شخصيات تعبر عن الروح الخيرة مثل شخصية(أونتي و تقوق وعشاري) في مسرحية دهيبة ، وشخصيات تعبر عن الروح المتفائلة الصبورة مثل شخصية (سعيد) لصديقه (صابر) في مسرحية الناس الزرق، وشخصيات تعبر عن روح اليائسة المريضة مثل شخصية د(سعيد) في مسرحية اعقل يا دكتور، وشخصيات تعبر عن الروح الاغتراب النفسي مثل شخصية(أمينة، وحكمت) الصديقتان العجوزتان في مسرحية ألم الوقت، وشخصيات تعبر عن حب التملك والأنانية مثل شخصية (أدم) في مسرحية شركة التعاسة.
2- استطاع كلًا من كتاب المسرحيات المختارة كنماذج للدراسة أن يعطونا طلة على خبايا النفس البشرية لكل شخصية درامية، ويصوروا لنا بعض الحقائق حول الطبيعة النفسية للإنسان الأمر الذي جعلها محل الدراسات النقدية والعلمية.
3-نجح الكاتب لينين الرملي في إبراز البعد النفسي لشخصياته الدرامية من خلال شخصية د(سعيد) حيث وقع تحت وطأة المرض بسبب ضغوطات الحياة، كما استطاع الكاتب أيضًا إبراز الجانب النفسي من خلال الطمع في نفسية الشخصية من خلال قيامه بسرقة أبحاث زملائه كي يفوز بالبعثة للخارج، وأيضًا د(وفيق) الذي يريد التخلص من د(سعيد) كي يحصل على المصحة.
4-نجح الكاتب في اختيار الشخصيات المريضة نفسيًا كما نجح في اختيار أسمائهم حيث يعبر كل اسم عن البعد النفسي للشخصية مثل شخصية كلًا من مظلوم، طاهرة، الشحات، طناش..... إلخ.
5-استطاع الكاتب لينين الرملي عرض الكثير من التحولات النفسية داخل الشخصيات الرئيسية للعمل الدرامي من خلال إبراز المعاناة النفسية لكل شخصية.
6-نجح (السيد حافظ) في إحداث تأثير فكري واجتماعي في شخصية كلًا من (هدي) وأختها (سنية) مما كان له فاعلية كبيرة في البعد النفسي لهذه الشخصية.
7-استطاع الكاتب (السيد حافظ) إبراز البعد النفسي لشخصياته المسرحية من خلال لحظات الخوف، والقلق والتوتر، والحب، والشفقة التي يعيشها الأختان بمفردهما.
8-عرض لنا الكاتب البعد النفسي لشخصياته المسرحية من خلال إبرازه للواقع الاجتماعي، والاقتصادي المعاش من قبل الشخصية.
9- اختيار الكاتب (السيد حافظ) للشخصيتين اللتان تعيشان تحت سقف واحد، وتختلفان في كثير من الأمور النفسية، والاجتماعية جعل للعمل قيمة كبيرة، وتوازن أسهم بشكل كبير في نجاح المسرحية.
10-اهتم الكاتب (شاذلي فرح) بالبعد النفسي للشخصيات الثانوية والرئيسية في العمل المسرحي وصراعها الاجتماعي والاقتصادي مع المحيط الخارجي حيث أثر الجانب الاجتماعي، والاقتصادي لشخصية (تقوق)، و (عشاري) زوجته على البعد النفسي لهم، كما أثر البعد الاجتماعي على شخصية (أونتي) في عدم حصولها علي حريتها، وتقيدها في منزلها.
11-الشخصيات المحورية والرئيسية جميعها تتميز بتفاوت في الصراع النفسي الداخلي، والخارجي لميول الشخصيات الرئيسية، والمحورية مما خلق نوعًا من الصراع ينشط الفعل الدرامي.
12-اهتم الكاتب (سعيد حجاج) بالبعد النفسي للشخصيات المسرحية الرئيسية مثل شخصية كلًا من (أمينة)، وصديقتها(حكمت) وصراعهم النفسي مع المحيط الخارجي المتمثل في وصولهم لمرحلة الشيخوخة دون ونيس لهم.
13-تسليط الضوء على ما هو مخبئ ومخفي داخل النفس البشرية للشخصيات (عينة الدراسة) من خلال الجمل الحوارية المعبرة بينهم.
-التحول النفسي للشخصيات المسرحية (عينة الدراسة) يعمل على خلق أهداف جديدة لعقل القارئ ووجدانه، ويستشعر الشخصية بكل ألامها.
15-الشخصية المسرحية هي صانعة الحدث ومحوره الأساسي في النصوص المسرحية، فقد تميز الكاتب سليم كتشنر ببراعته في رسم الشخصيات المسرحية، حيث كان له حضور لامع في مجال الكتابة للمسرح.
16-استطاع الكاتب (سليم كتشنر) من خلال رسم شخصياته إلى الوصول إلي خبايا النفس البشرية، ومكوناتها وساعده علي ذلك استخدام شخصية (الأستاذ) الذي كان بمثابة المنبه للقارئ عما يدور في مكنون الشخصية، فيساعد القارئ علي التعمق فيها.
17- نجح الكاتب (خيري عبد العزيز) في إبراز البعد النفسي لشخصياته الدرامية من خلال شخصية (حواء)و (أدم)،كما استطاع الكاتب أيضًا إبراز الجانب النفسي من خلال الطمع في نفسية (أدم) من خلال رغباته في الزواج من (حواء) دون مراعاة مشاعر زوجته وأولاده.
18-نجح الكاتب (خيري عبد العزيز) في توظيف شخصياته المسرحية نفسيًا علي الرغم من قلتهم، كما نجح في اختيار أسماءهم حيث يعبر كل اسم عن البعد النفسي للشخصية، فاسم (أدم) لم يعني به فرد واحد بل كل الرجال، وأيضًا (حواء) يقصد بها كل النساء.
ومن هنا يتضح أهمية المعالجة الدرامية للشخصيات ذات البعد النفسي لأن الشخصية التي لها أبعاد نفسية تتطور عبر العمل المسرحي وتظهر الطبيعة الإنسانية في تنوعها واختلافها، ومواجهتها للمشكلات، وتأثير الثقافة والتنشئة الاجتماعية عليها.