الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية ” 1939- 1945 ” , وانهاء الاستعمار في أغلب بلدان العالم, أصرت بريطانيا على ضرورة المحافظة على السيادة في قبرص , وكانت الأسباب وراء قرار بريطانيا الابقاء على الاستعمار والحيازة على قبرص معقدة ولا يزال تغطيتها بشكل كافي , فماذا سيتم قوله ؟ , وقد وجدت بريطانيا في أن القول بأن قبرص ليست مهمة في حد ذاتها , ولكن هي فقط مهمة في وظيفتها داخل كيان إقليمي أكبر وهو شرق البحر المتوسط والشرق الأوسط حل للحفاظ على الحيازة على قبرص , وبالتالي من أجل فهم طبيعة الحكم البريطاني في قبرص , فمن الضروري أن نرى الجزيرة في سياق الأحداث والقوى الإقليمية التي تحيط بها , وقد استندت هذه الاطروحة على الحجج البريطانية بشأن أهمية قبرص الاستراتيجية , ووظيفتها العسكرية وتأثير ذلك على الجزيرة نتيجة السياسة المتبعة من بريطانيا تجاه قبرص . وقد استندت القيمة الاستراتيجية للجزيرة على قربها الجغرافي من شرق البحر المتوسط والشرق الأوسط , كما أن قبرص كانت قريبة من المصالح البريطانية المجاورة مما جعلها حيازة استعمارية حيوية , وهذا في الواقع كان الأساس المنطقي لبريطانيا للحفاظ على الجزيرة تحت سيطرتها ومنع التنازل عنها لأي سلطة أخرى , أما من الناحية العسكرية فكانت الجزيرة لا تقوم إلا بالقليل , وهذا ينطبق بشكل خاص على الفترة ما بين عامي 950 إلى 1954 , والتي لم تكن بريطانيا تستثمر فيها بأي مشاريع عسكرية في الجزيرة لأن معظم هذه الفترة كانت أفضل القواعد العسكرية موجودة بالفعل في مصر, وعندما تغيرت الظروف الاقليمية ولم تعد بريطانيا قادرة على الاعتماد على هذه المرافق , وخاصة تلك الموجودة في قناة السويس , أصبحت قبرص بديلاً قابلاً للتطبيق , ولم يكن ذلك إلا بعد بناء المنشآت العسكرية في قبرص عام 1954, والتي أخذت فيها الجزيرة وظيفة عسكرية نشطة في استراتيجية الدفاع الاقليمي البريطاني وذلك بعد توقيع اتفاقية الجلاء مع مصر عام 1954 , وسحب القوات الموجودة في قناة السويس ونقلها إلى قبرص. |