Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
Apocalyptic fiction from an eco - critical perspective with sepcial reference to selected work by Ann Pancake ,Margaret Atwood and Mcewan /
المؤلف
Abomansour, Salama Hassan Abd El-Salam.
هيئة الاعداد
باحث / سلامة حسن عبدالسلام أبو منصور
مشرف / عبدالله محمد البتبسي
مناقش / أسماء أحمد الشربيني
مناقش / نجلاء حسن عبدالحميد
الموضوع
Eco - critical.
تاريخ النشر
2023.
عدد الصفحات
online resource ( 268 pages).
اللغة
الإنجليزية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
اللغة واللسانيات
تاريخ الإجازة
1/1/2023
مكان الإجازة
جامعة المنصورة - كلية الآداب - قسم اللغة الانجليزية
الفهرس
Only 14 pages are availabe for public view

from 268

from 268

Abstract

لما كان الأدب هو المرآة الحقيقية التى تعكس آمال و طموحات و مشاكل و هموم و آلام الشعوب فى شتى نواحى الحياة اليومية، كان لابد من ميلاد نوع أدبى جديد، خصوصا بعد الثورة الصناعية التى غيرت التشكيلة الاجتماعية و الاقتصادية فى كافة المجتمعات الإنسانية، و أحدثت التغير المناخي و التلوث البيئي بشكل غير مسبوق، مع ما قد سببه ذلك من مخاطر كارثية على صحة و حياة الإنسان فى عصرنا الحالى، وما قد ينعكس تأثيره على الحياة البشرية بشكل عام. وقد أسهم الأدب البيئي فى نشر الوعى و لفت الأنظار إلى أهمية العمل البيئي المشترك و قد حقق إهتماماً دولياً بالقضايا البيئية و تلك التي تمس صحة الإنسان وحياته و كل ما يحيط به، و يؤثر على بقائه و كذلك القضايا التى تتعلق بتغير طبيعة الأرض و الهواء و المناخ. و يقوم هذا النوع من الأدب على التحذير من مخاطر التغير البيئي و المناخي بطرق روائية مختلفة و مثيرة. لم يكتفِ بعض الكتاب بسرد الأمر بصورته الواقعية، بل عمدوا إلى تصويره بخيال علمي و تصوير أدبى و جمالى يرسم مستقبل العالم كما يبدو فى خيال المؤلف في ظل هذه الكارثة البيئية المحتومة. يُعتبر أدب نهاية العالم فرعاً من أفرع الخيال العلمي الذى يهتم بنهاية الحضارة الإنسانية و خراب الحياة البشرية بشكل عام، و كثرة الموت لكافة الكائنات الحية التى تعيش على سطح الأرض بسبب كارثة وجودية محتملة، مثل الحروب العالمية و الحروب النووية، أو جائحة يتفشى خلالها مرضٌ معدٍ خطير يقضى على غالبية سكان الأرض، أو هجوم من الفضاء الخارجي على أهل الأرض، أو الإحتباس الحرارى و تغير المناخ و ثقب طبقة الأوزون و ما يعنيه ذلك من مخاطر صحية على حياة البشر، أو تأثير سقوط جسم غريب على كوكب الأرض، أو ظواهر كونية خارقة، أو قضاء و قدر إلهي يصيب أهل الأرض مثل نضوب مصدر من مصادر الحياة كالنفط و مشتقاته أو أي كارثةٍ بيئيةٍ أخرى مثل فشل التقنيات الحديثة و تحولها لمصدر تهديد للبشرية. و يعتبر النقد البيئى مصطلحًاً مرنًاً واسعًاً بما يكفي لإستيعاب مجموعة متنوعة من الأعمال الخيالية التي تتناول العلاقة بين الأماكن الطبيعية والمجتمعات البشرية التي تعيش فيها. و قد ظهر هذا المصطلح بعد فِترةٍ وجيزةٍ من ترسيخ علم البيئة كنموذجٍ علميٍ شائع وموقفٍ ثقافيٍ واسع النطاق في الستينيات والسبعينيات من القرن المنصرم. و من المفيد ملاحظة النطاق الواسع للروايات الموجودة في هذا المجال من الأدب، والتي يمكن أن تتضمن موضوعات بيئية وطبيعية. و يتميز هذا النوع الأدبى بالتنوع و التشعب و الذى يعد المفتاح الرئيسى في وصف و تحليل الأسلوبيات و الأدبيات التى يتسم بها هذا النوع الأدبى، و يشمل الخيال البيئي أو الخيال الموجه بيئياً، موضوعات مثل التأثيرات البشرية على البيئة، و تغير المناخ. إن الخيال البيئي أو أدب نهاية العالم من المنظور البيئي أو الخيال الموجه بيئيًاً هو نوع أدبي شيق يهتم بموضوعات تشمل تغير المناخ والاحتباس الحراري والكوارث الطبيعية وما إلى ذلك. النقد البيئي كمصطلح هو كلمة جديدة بعض الشيء، و يشتق فى اللغة الإنجليزية من بادئة و هي ”إيكو” بمعنى البيئة و كلمة ”أولوجى” بمعنى علم، أى ”علم البيئة”، و يربط هذا العلم فى دراساته بين البشر وجميع الكائنات الحية الأخرى من ناحية و بين البيئة و العالم الطبيعي من ناحيةٍ أخرى, مع التركيز على إبراز علاقاتهم مع تلك البيئة التي يعيشون فيها من ناحية و علاقاتهم فيما بينهم من ناحيةٍ أخرى. لذلك يجمع الخيال البيئي فروعًاً متعددة من الأنواع الأدبية في نصوصه بما في ذلك الخيال البيئي المروع، والعدالة البيئية، وروايات الكوارث، والنسوية البيئية، والبيئية الاجتماعية، والبيئية العميقة، و أدب نهاية العالم الذى يرجع لأسباب بيئية. و من هنا تسعى هذه الرسالة إلى تحليل ثلاث روايات من خلال رؤية نقدية بيئية. تبحث هذه الأطروحة في الروايات التي تصور بعض المخاوف بشأن الإختلالات البيئية والدمار الذي يصيب الطبيعة والبشر. و تتطلب تلك الكوارث البيئية مزيدًاً من الاهتمام من جميع البشر و الهيئات و المنظمات و الحكومات و الأفراد و كل من يعنيه أمر و مستقبل هذا الكوكب. و قد اتفقت الروايات الثلاث على مشاهد من الإستغلال المفرط و المبالغ فيه للموارد الطبيعية ومكونات الكوكب و عناصره و كائناته البشرية و الطبيعية و الحيوانية. و يؤكد المؤلفون الثلاثة على قراءة التفاوتات الاجتماعية والطبيعية فيما يتعلق بالظلم والإستغلال البيئي و الإجتماعى و السياسى، مع تسليط الضوء على العلاقة بين الأدب والطبيعة، و الأخذ بعين الإعتبار التفاعل بين الثقافة الإنسانية والطبيعة في الأعمال الأدبية. و قد عمد الُكتاب الثلاثة فى رواياتهم موضع الدراسة إلى تسليط الضوء على معظم هذه الكوارث الطبيعية فى سياق قصصى مثير.تتكون هذه الرسالة من أربعة فصول، كل منها مخصص لرواية معينة من تلك الكتب البيئية الثلاثة، فبينما يغطي الفصل الأول الخيال البيئي والروائي و أدب نهاية العالم كمجالات أدبية و يسلط الضوء على أشهر الكتاب و أبرز الأعمال الأدبية التى ظهرت فى هذا النوع الأدبى و أسباب ظهوره مع إشارة خاصة إلى الأعمال الثلاثة المختارة و لذلك فقد تم تخصيص الفصول الثلاثة التالية لتحليل الروايات المختارة، و قد تم ترتيبها حسب سنوات طباعتها من الأقدم إلى الأحدث. يستعرض الفصل الثانى رواية ”غريب مثل هذا الطقس” للروائية الأمريكية المعاصرة آن بانكيك و التى تعتبر روايتها الأولى. و قد ركزت الرواية فى مضمونها على حياة أسرة بسيطة تعيش فى منطقة جبال الأبلاش غرب ولاية فرجينيا الأمريكية، حيث الطبيعة الخلابة و الجبال المرتفعة التى خربتها شركات التنقيب عن الفحم، و قلبت الموازين البيئية رأساً على عقب. و تحكى الرواية مأساة أسرة مسكينة و صراعها الطويل كأسرة محافظة على البيئة و الأرض مع أصحاب المناجم المجاورة التى سببت لهم مشاكل بيئية لا حصر لها، و أدت إلى موت عدد لا بأس به من سكان تلك المنطقة المنكوبة. و قد أبرزت الرواية دور المرأة فى الحفاظ على البيئة و الدفاع عن الأرض و التعلق بها رغم ضيق الموارد و كثرة الملوثات و أسباب الوفاة، بينما كان الرجال فى جانب أصحاب المناجم و لم يكترثوا لما يحدث ضد بيئتهم و أرضهم أو حتى أسرهم. و قد عانت أسرة ليس و بانت من فقدان الأب و الجد و الإبن و بعض من الأحفاد نتيجة للتدهور البيئى و أثاره القاتلة على صحتهم و حياة أبنائهم. و قد ذكرت القصة بعض الفيضانات و برك المياه القذرة و أكوام القمامة و الطين و أجزاء الجبال و الأراضى الصالحة للزراعة التى تم تجريفها، و كمية لا بأس بها من الأشجار التى تم تقطيعها بوحشية، حتى أن الكاتبة وصفت ذلك بالمجزرة. و فى سياق الرواية يقوم شاب مغترب ليس من سكان هذه المنطقة بالإعتداء الجنسى على فتاة من تلك المنطقة، فى إشارة إلى الإعتداء الذى تم على أرض هذه المنطقة و تخريب جوها و بيئتها، و التعدى على خصوصية أهلها، و إثارة الضوضاء و زيادة التلوث و الإختلال البيئى فى تلك المنطقة. و قد أدى ذلك الإضمحلال البيئى إلى نزوح معظم السكان من تلك المنطقة لكى ينجوا من هذا الموت المحقق و إنعدام فرص العمل يوماً بعد يوم. و بالعودة إلى الأسرة التى تم التركيز عليها فى الرواية فإننا نجد أن نساء الأسرة يُفضلن البقاء فى المنطقة و عدم تركها و اعتبارها جزءً من أجسادهن، و قد إنضممن إلى جمعيات المحافظة على البيئة و التى تناهض أصحاب المناجم الذين قاموا بإيذائهن بشتى الطرق، و منها تسليط العمال عليهن و الإدعاء بأن تلك المهنة تتيح لهم لقمة العيش فى تلك الأرض. و من الجدير بالذكر أن أفراد تلك الأسرة من الذكور تركوا المنطقة و سافروا للمدن الأمريكية الأخرى سعيًاً نحو الحياة الكريمة بعيداً عن الأرض التى شعروا فيها بقرب حدوث نهاية العالم و خراب كوكب الأرض.تركز تلك الرواية على أن المزيد من الإنهيار البيئى سوف يسبب موت الإنسان و الكائنات الحية التى تعيش على سطح الكوكب، و ليس فقط فى تلك البقعة من الولايات المتحدة الأمريكية و التى تعد أغنى و أقوى دولة فى عصرنا الحالى و مع ذلك تجاوزت فى حق شعبها و آثرت جمع الدولارات على الحفاظ على أرواح الناس و صحتهم و تأمين السلامة البيئية لهم، و قد تركت الكاتبة رسالتها من وراء كتابة هذه الرواية و هى أن جميع البشر عليهم أن يتكاتفوا سويًاً للحفاظ على بيئتهم سليمة و صحية و أمنة و صالحة للعيش لهم و لأبنائهم فى المستقبل. تعرض الصفحات و قد خٌصِصَ الفصل الثالث لرواية الكاتبة الكندية مارجريت آتود و التى تحمل عنوان ”عام الطوفان” التى تعرض نهاية العالم بشكل فعلى، و تتناول أحداث ما قبل جائحة مميتة و أثنائها و ما حدث بعدها حيث تعرض سكان الأرض لمرضٍ مُعدٍ خطير ُسمى ”الطوفان اللامائي” و الذى سبب موت كل سكان الأرض ماعدا حفنة قليلة من البشر و هم البستانيون، بالإضافة إلى بطلتى الرواية ”توبى” و ”رين”، و لحسن الحظ فقد لجأت كلتاهما لمكانٍ بعيدٍ عن البشر وقت حدوث الجائحة و عادتا بعد ذلك لإستئناف الحياة مرة أخرى. ”آدم ون” هو زعيم جماعة البستانيين الدينية التى كرست نفسها للحفاظ على العالم و مصادره الطبيعية و الحيوانية. و لكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن حيث تقوم السلطات الحاكمة للبلد— و تسمى ”كوربسِكوربيس” و ترجمتها ”فيالق الجثث” لكثرة الإغتيالات و الإعدامات التى تنفذها خارج نطاق القوانين لكل من يعارضها، و هذه الصفوة الفاسدة تعمل على استغلال كل شىء حتى الإنسان نفسه لصالحهم فقط— باضطهاد المواطنين الصالحين و أصدقاء البيئة الذين يخالفون قوانين تلك الصفوة بحفاظهم على البيئة. أصبح العالم الأن مسرحاً للتلاعب بالجينات الوراثية، حيث إستطاع العلماء إنتاج حيوان هجين من جينات وراثية مشتركة من الأسود والحملان، و تمكنوا من جعل الخنازير تحمل جينات البشر و زرعوا بها ما يشبه الذكاء الإصطناعى، و كل ذلك ينذر بنهاية العالم و بمستقبلٍ ضبابى مفعم بالمخاطر، و أصبح الإنسان في مواجهة أوقات عصيبة، وكائنات تتغير بمعدل سريع. و قد بدأت الرواية في العام الخامس والعشرين من التقويم الذى و ضعه هؤلاء البستانيون، وهو العام الذى بدأ فيه الطوفان اللامائي بإفتراس حياة ملايين من البشر. و قبل وقوع الكارثة كان زعيم البستانيين قد نبه أن الفيضان اللامائي آتٍ لا محالة ليكتسح البشرية أمامه بسبب وقوع البشر فى ذنوب و انتهاكاتٍ خطيرة، منها استغلال المرأة و ضياع الحقوق بين البشر و نقض الإنسان لعهده مع الله و تضييعه للأمانة التى أٌوكلت إليه و عدم حفاظه على البيئة. لذلك فقد دعت تلك المجموعة للتمسك بالمبادىء و الحفاظ على الطبيعة و إحترام الآخر و الحفاظ على كافة الكائنات التى تشارك الإنسان فى العيش على سطح هذا الكوكب. و قد قاموا بالإعداد اللازم لقدوم هذه الجائحة، من خلال تعزيز مهارات البقاء على قيد الحياة، و إنشاء مخازن الطعام و بالفعل جاء الوباء الشامل حيث تداعى المجتمع وانهار بشكلٍ كبير. و قد ُكتِبَت الرواية في صورة فصول قصيرة بطريقة سردية جميلة تتحدث عن بشاعة نهاية العالم نتيجة لأفعال البشر. و تعمل توبي مديرة مركز صحي مترف، و قد عمدت إلى تحصين المركز والاختباء بداخله، أما رين فكانت عاهرة و راقصة تعمل لصالح نادى ليلي و كانت في زيارة للعلاج فى ذلك المركز عند وقوع الجائحة. والآن يتعين على كل منهما أن تتمسك بالحياة و تحاول البقاء في هذا العالم الغريب الخالي من البشر. و تدور أحداث الرواية فى بلدة دكتاتورية نجح سكانها و حكامها فى القضاء على جانب كبير من العالم الطبيعي و كل كائناته الحية، و قد تغير المناخ و إرتفعت درجة الحرارة بشكل كبير، والتلوث يفرض حضوره المرعب في كل مكان، والمناخ لا سبيل إلى السيطرة عليه بأية حال. و أصبح أكثر ما يشغل البشر هو تأمين المأكل و المشرب فقط. و جاء فى نهاية هذا الفصل ذكر بعض الفنيات الأدبية و الأساليب التى استخدمتها مارجريت آتود فى كتابة هذه الرواية الشيقة. أما عن الفصل الرابع و الأخير، فكان من نصيب الرواية الثالثة و هى ”شمسى” للروائى البريطانى الشهير أيان ماك إيوان، و قد صورت حياة عالم فيزيائى كبير حائز على جائزة نوبل فى الفزياء و لكنه غير ناجح فى حياته المهنية و الإجتماعية، فعلى المستوى الأكاديمى قام بسرقة بحث زميل له و نسبه إلى نفسه، و على الصعيد الأُسرى و الإجتماعى لم يفلح حتى نهاية الرواية فى تحقيق الإستقرار النفسى و الإجتماعى أو حتى إنجاز حلمه البيئى، حيث تزوج خمس مرات، و له العديد من العلاقات خارج إطار الزواج الشرعى. لذلك يمكننا القول بأن ”بيرد” مستهلك للنساء و الطبيعة، و يستحل عمل الغير و ينسبه لنفسه، فضلاً عن ضخامة جسمه نتيجة للإفراط فى الطعام، فى إشارة لزيادة الإستهلاك من جانب العالم، حيث كان الأجدر به أن يقدم القدوة و المثل الأعلى لغيره فى الحفاظ على البيئة و الموارد الطبيعية. و قد تعلق بيرد بزوجته الخامسة، و لكنه و أثناء رجوعه من رحلة لمراقبة آثار الإحتباس الحرارى عن قرب فى القطب الشمالى وجد زميله فى العمل يعيش مع زوجته و فى بيته و يرتدى ملابسه و لما وقعت بينهما مشاداة كلامية فَقَدَ ألدوس توازنه و وقع على الأرض، بسبب سجادة مصنوعة من فرو الدب القطبى ليخر صريعاً و يلفظ أنفاسه الأخيرة, و هنا يستغل بيرد الحادث ليلصق التهمة بغريمه تاربين الذى كان يواعد زوجته أيضا لفترة مضت، و بالفعل يدخل تاربين السجن و يقضى فيه بضع سنين. و كان بيرد يدير معهداً بريطانيا يعمل على أبحاث الطاقة الشمسية و الحد من خطورة التغيرات المناخية. و قد سافر بيرد أيضا إلى الصحراء الأمريكية فوجد درجة الحرارة قد تخطت الأربعين حيث، و صلت إلى 44.5 درجة بمقياس سليزيوس فرجع مسرعاً إلى سيارته المكيفة هروباً من تلك الحرارة المحرقة فى إشارة إلى ما وصلت إليه حرارة الأرض.و لسوء حظه يخرج تاربين من السجن و يطلب مساعدته، إلا أنه أبى أن يساعده فينقلب عليه و ينضم لوالد ألدوس الذى عَلِمَ أن بيرد سَرَقَ بحث إبنه و نسبه لنفسه. و هنا يقوم ”تاربين” بتهديد بطل الرواية بأن يفضح سرقته للبحث الذى قام به زميله. و تنقلب الطاولة على بيرد و يشعر بفشله و نهاية حلمه فى الظهور بمظهر العالِم، الذى أنقذ العَالَم و فشله فى تكوين أسرة أو إنجاب الأولاد، و حتى جسده أصبح الأن يعانى من بعض الأمراض السرطانية نتيجة للإحتباس الحرارى و درجة الحرارة العالية التى يشهدها العالم فى تلك الأثناء و التى تدور فى المستقبل خصوصاً فى العام 2045. لم تكتف الرواية بتصوير نهاية العالم من منظور بيئى خلال عرض الزيادة الهائلة فى درجة حرارة الأرض، بل أظهرت أيضاً نهاية الحياة الأكاديمية و الأسرية و الصحية لبطل الرواية. و قد اختتم الفصل بذكر بعض الأساليب الفنية و الأدبية التى استخدمها ماك إيوان فى تلك الرواية. و قد جاءت خاتمة الرسالة لكى تُلَخِص ما توصلت إليه فصولها الأربعة من النتائج، و أهمها أن تلك الروايات تُصور بعض الأحداث البيئية الواقعية التى تحدث أمام ناظرينا الأمر الذى يُلمح إلى نهاية العالم الوشيكة التى تلوح الأن فى الأفق القريب. و قد حاول الرُواةُ الثلاثة تعزيز قيم الحفاظ على البيئة و الطبيعة جاهدين لتحفيز القُرّاء على حماية البيئة وحبها واحترامها. ولذلك فإن الرسالة البيئية التي يتم نقلها من خلال الروايات الثلاث، هي أن البشر مسؤولون بالفعل عن العديد من الأزمات البيئية، و عليهم أن يُدرِكوا ذلك و ينهضوا للدفاع عن بيئتهم قبل فوات الأوان، و على الرغم من أن نهاية العالم لم تقع فعلياً حتى الآن على أرض الواقع، يمكن إعتبار نهاية العالم كما رأينا في هذه الروايات بمثابة إستعارة أو رمزية مقصودة لإحداث تغيير جوهرى فى الوعي البيئي لدى القارىء، و جعله يستشعر جدية الموقف البيئى المعاصر و خطورته.