الفهرس 
المقدمةيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 202 |  |  |
| | | from | 202 | | |
المستخلص
إن للمنهج أهميةً كبيرةً، فبما أن العلمَ لا يقومُ إلا بالمنهجِ، فما أحوجنا إلى دراسةِ هذا المنهج، فالمنهجُ يحفظُ للعلمِ نظامَهُ واتساقَهُ، كما أنه يضبطُ العقلَ البشريَّ بقواعدَ ثابتةٍ تعينُهُ على الوصولِ إلى الحقيقةِ فيما يبحثُهُ من موضوعاتٍ .
سواءٌ كانتْ هذِهِ الموضوعاتُ متصلةً بالعلومِ الطبيعيةِ، أو العلومِ الإنسانيةِ والدينيةِ، ونجد الكثير من الأمثلةً الواضحةً لتطبيقِ العلماءِ المسلمينَ منذ وقت مبكرٍ للمناهجِ العلميةِ في مختلفِ علومِهم العربيةِ والإسلاميةِ كشخصية موضوع بحثنا هذا .
فقد أرسى علماءُ الإسلامِ ومفكروه مبادئَ علميةً في تنظيرهم لمناهج العلوم الإسلامية، هذه المبادئُ بحاجةٍ إلى مَنْ يُبرزُهَا ويتحدثُ عنها ويُفرِدُ لها المؤلفاتِ، ولقد كفلَ الله لهذه الأمةِ من يقومون ببعْث روحِ التجديدِ والإحياءِ فيها على مرِّ العصور والدهور ، ومنهم الإمام الجليل ( جلال الدين الدواني ) موضوع هذه الدراسة .
يُعد من الفلاسفة، فهو إمام المعقولات وصاحب المصنفات، وقد أصبح آخر الأمر قاضي قضاة إقليم فارس، ومدرّساً بمدرسة الأيتام في شيراز، حيث قام بتعليم الناس العلوم الشرعية وعلوم العقليات. وقد تقدم في العلوم سيما العقليات وأخذ عنه الناس وارتحلوا إليه من بلاد الروم وخراسان وما وراء النهر ، وللدواني أيضاً باع في علوم التفسير والحديث والفقه وغيرهم من العلوم، وكانت له فصاحة زائدة وبلاغة، وتواضع، وهيبة، وقد أثنى عليه جملة من العلماء.
وهو من علماء أهل السنة والجماعة، صوفي، أشعري المعتقد، شافعي المذهب، ولم يكن شيعياً رافضياً كما قال البعض، بل إن للشيخ الدواني رسالة باسم ”الحجج الباهرة في إفحام الطائفة الكافرة الفاجرة” بيّن فيها مآخذه على الشيعة الروافض، حيث وصفهم بالكفر والفجر.
وقال في مقدمة هذه الرسالة ، الحمد لله محكم أحكام الجمهور بمذاهب السنة، رافض حكم بدعة الرفض بأحكام الكتاب والسنة. والصلوات الطيبات على نبيه محمد أشرف المخلوقات من البشر والملك والجن، فصلى الله عليه وعلى آله وأصحابه مصابيح أهل الجنة في الجنة، أما بعد، فإنه لمّا ظهر دين الإسلام على الأديان امتدت إليه الأبصار فأصابته عيون الحساد.
حتى ظهرت هذه الفرقة المعارضة المسماة بالرافضة على رأس المائة الرابعة من خلافة بني العباس، فأحدثت فيه أقوالاً، بعضها مبني على الكذب الظاهر، وبعضهــــــــــا مبني على التأويل الفاسد، وبعضها مبني على السخرية والضحك ونحو ذلك .
وله منهج خاص سواء كان في الشرح والتعليق أو التأليف وقد وضحت هذه الدراسة تلك المنهجية الخاصة لجلال الدين الدواني .
وللدراسة هنا منهجا تقوم عليه ، فتقوم على المنهج التحليلي الانتقائي لمناسبته طبيعة الموضوع ، حيث يتم تحليل أصول وقواعد المنهج لدي جلال الدين الدواني من خلال رسائله وشروحاته وانتقاء البعض منها ، لاكتشاف أنواع المناهج التي يستخدمها في أدلته العقلية أو النقلية ومن ثم إلقاء الضوء عليها وابرازها وتوضيح كيفية استخدام الدواني لها من خلال عرض بعض النماذج والأمثلة التطبيقية له .