Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
حرب المعلومات كأحد أدوات الصراع في الشرق الأوسط
:
المؤلف
شعيب، أحمد محمد محمد.
هيئة الاعداد
باحث / احمد محمد محمد شعيب
مشرف / مروة حامد البدري
مشرف / مروة حامد البدري
مشرف / مروة حامد البدري
الموضوع
إدارة الأعمال. المحاسبة. التجارة.
تاريخ النشر
2022.
عدد الصفحات
أ-ج،224 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
المحاسبة
الناشر
تاريخ الإجازة
1/1/2022
مكان الإجازة
جامعة حلوان - كلية التجارة - إدارة الأعمال
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 277

from 277

المستخلص

المقـــــــدمــــــــــة:
لقد ظهرت الكثير من التحديات والتهديدات الجديدة بعد انتهاء الحرب الباردة التي لم يعرفها أو يشهدها المجتمع الدولي من قبل، والتي أطلق عليها التهديدات اللاتماثلية أو اللاتناظرية العابرة للحدود وهي التهديدات التي لا تعترف لا بالحدود أو بالسيادة الوطنية أو فكرة الدولة القومية، وقد أدى هذا الأمر إلى حدوث تحولات في حقل الدراسات الأمنية والاستراتيجية وكذلك على مستوى الممارسات السياسية الدولية وكذلك المجتمعية.
ومع دخولنا لعصر الثورة المعلوماتية ودخول العصر الرقمي في القرن الحادي والعشرون وما أسفر عنه من تداعيات عديدة بسبب ظهور تهديدات وجرائم سيبرانية مستجدة أصبحت تشكّل تحدياً كبيراً للأمن القومي الداخلي وكذلك الدولي، حتى ان الكثير من الباحثين اعتبروا الفضاء السيبراني هو المجال الخامس في الحروب بعد البر والبحر والجو والفضاء، وهو ما استدعى ضرورة وجود ضمانات أمنية ضمن هذه البيئة الرقمية، تبلورت بشكل أساسي في ظهور الأمن السيبراني cyber security كبُعد جديد ضمن أجندة حقل الدراسات الأمنية، وقد اكتسب اهتمامات العديد من الباحثين في هذا المجال ومن هنا تبرز مشكلة البحث في الحاجة إلى ضرورة فهم ماهية الأمن السيبراني كمتغير جديد في العلاقات الدولية وكأحد أدوات الصراع في الشرق الأوسط في دراسة مقارنة إسرائيل وايران( )
ودائما ما نجد أن إسرائيل تسعى إلى الاحتفاظ بميزة التفوق النوعي على دول المنطقة، وقد شهد العقد الأخير العديد من الخطوات الإسرائيلية لإدخال مجال الفضاء السيبراني ضمن أدوات الحرب المستقبلية، مستخدمة في ذلك تقدمها التكنولوجي وإسهاماتها العالمية في صناعة البرمجيات ونظم الحماية السيبرانية. ويعتبر عام (2012) عاماً مفصلياً في إسرائيل، من حيث تكثيف الاهتمام بهذا المجال وتوجيه الرأي العام هناك نحو ما يمكن أن يقدمه قطاع البرمجيات والفضاء السيبراني من إسهامات وما يشكله من مخاطر، ويضع صانع القرار الإسرائيلي ضمن الأبعاد الأيديولوجية والعقائدية والعداء المتبادل بين إسرائيل ودول المنطقة في الحسبان، فكان من الطبيعي أن يتم الربط بين التقدم في هذا المجال والظروف التي تحيط بالدولة العبرية. ولأن هذه الظروف كانت دائما من بين أسباب الجهود الإسرائيلية للتقدم عسكرياً واقتصادياً، فقد كانت أيضا على رأس دوافع المؤسسات الرسمية للسيطرة على ساحة الفضاء السيبراني للمنطقة، وبات من الممكن الحديث عن بدء تشكيل ذراع طويلة جديدة للجيش الإسرائيلي تحل محل سلاح الجو، وجيش افتراضي يمكنه حماية شبكات الإنترنت من جانب، ولكنه في الوقت نفسه قادر على شن هجمات مدمرة قد تفوق ما تحدثه الأسلحة التقليدية، ولاسيما في ظل غموض الموقف لدى الدول الأخرى في المنطقة وعدم لعبها لدور واضح المعالم في سباق التسلح السيبراني عالمياً.( )
وتعتمــد إسرائيل على قدراتهــا التكنولوجية وتقدمها في صناعــة البرمجيات في تخليق ديدان حاســوب worms computer)) وفيروسات (viruses) وبرمجيــات خبيثة (malware) تشــن بها هجمات على جهات تعتبرها معادية، كما نجحت إسرائيل بفضل هذا التقدم في اقتحام أسواق عالمية، على رأسها السوق الأمريكية، إلى درجة تصل إلى تحذير بعض الخبراء الأمريكيين من الغزو الإسرائيلي لســوق الاتصالات والتكنولوجيا في الولايات المتحدة.
كما أن تعرض إيران للعديد من التهديدات الإلكترونية الداخلية والخارجية ساهم في تحولها نحو تدعيم قدراتها الإلكترونية الدفاعية والهجومية بقوة وكثافة غير مسبوقة للحفاظ على استقرار النظام الداخلي وتأمين البنية التحتية للدولة.
فقد أسست إيران عدد من الهيئات الداخلية لتعزيز قدراتها الإلكترونية، سواء الهجومية أو الدفاعية. وكان من أبرز تلك الهيئات (المجلس الأعلى للفضاء الإلكتروني) والتي تعد الجهة الأعلى في هذا الإطار، لأنها تضم مسؤولين رفيعي المستوى بداية من رئيس الدولة مرورًا بوزراء الاتصالات والثقافة والعلوم ومسؤولين من أجهزة الأمن والمخابرات والقضاء والبرلمان وغيرهم. ويهتم المجلس أساسًا بتنسيق الجهود للدفاع والهجوم الإلكتروني، وإعداد السياسات العامة التي يتوجب على جميع المؤسسات المعنية بالفضاء الإلكتروني تنفيذها. كذلك أسست منظمة (قيادة الدفاع الإلكتروني) لحماية البنية التحتية للدولة من التهديدات الإلكترونية، وتدعيم الدفاعات الإلكترونية والعمل على حماية أنظمة مؤسسات الدولة ( )
كما تمتلك إيران العديد من الأقمار الصناعية التي تستخدمها في عمليات التجسس والتشويش على الرادارات ( )
بالإضافة إلى ذلك تم تأسيس (الجيش الإلكتروني الإيراني)، والموجه بالأساس لتنفيذ الهجمات الإلكترونية الخارجية، كونه جهة غير رسمية، ويضم مجموعة كبيرة من القراصنة المحترفين، يشاع أن أغلبهم من الروس لدعم الهاكرز الإيرانيين بالتعاون مع الحرس الثوري. وقد شن الجيش الإلكتروني الإيراني سلسلة هجمات عالية المستوى على مواقع مشهورة ليضع نفسه تحت الأضواء على المستوى العالمي، ويرسل رسائل ذات طابع سياسي أكثر منها حربي، خاصةً عندما هاجم ونجح في قرصنة كل من موقع (تويتر) العالمي عام (2009)، وموقع (بايدو) الذي يعد محرك البحث الأشهر في الصين عام (2010) وموقع صوت أمريكا الشهير ( )
أولا: إشكالية وتساؤلات الدراسة:
تحاول إسرائيل الوصول الى ان تكون قوة عظمى في مجال جديد من مجالات الحروب وهو مجال الفضاء السيبراني، ومحاولة التغلب على نقطة نقص العنصر البشري لديها من خلال الوصول الى الريادة التكنولوجية، وكذلك ما تفعله إيران وما تتخذه من خطوات نحو تعظيم قدراتها في مجال حرب المعلومات والأمن السيبراني كل ذلك في ظل عداء دائم كان ومازال بينهم وبين معظم الدول العربية وتأثيره على الصراع القائم في منطقة الشرق الأوسط وكذلك تطرح الدراسة إشكالية تتعلق بمدى وعينا بالمخاطر السيبرانية والفرص الكامنة في ظل ما توصلت اليه إسرائيل وإيران من تفوق تكنولوجي واضح في مجال حرب المعلومات والأمن السيبراني.
وذلك عن طريق الإجابة على التساؤلات الأتية:
1- ما هو مفهوم حرب المعلومات وما هي مراحل تطورها وتأثيرها في مجالات القيادة والسيطرة والاستخبارات وما هي تطبيقاتها؟
2- الى أين وصلت إسرائيل في مجال حرب المعلومات وما هي القدرات الإلكترونية ووسائل الردع المتاحة لديها وتأثيرها على منطقة الشرق الأوسط؟
3- الى أين وصلت إيران في مجال حرب المعلومات وما هي القدرات الإلكترونية ووسائل الردع المتاحة لديها وتأثيرها على منطقة الشرق الأوسط؟
4- ما هو دور الحرب المعلومات في الصراع في منطقة لشرق الأوسط؟
ثانياً: أهداف الدراسة.
تهدف الدراسة الحالية إلى التعرف على أثر حرب المعلومات على الصراع في منطقة الشرق الأوسط من خلال عرض النشاط الإسرائيلي والإيراني في المجال وذلك عن طريق الاتي:
أولا: التعرف على المفهوم الشامل لحرب المعلومات الحديثة وما هي مراحل تطورها وتأثيرها في مجالات القيادة والسيطرة والاستخبارات والحرب الإلكترونية وما هي تطبيقاتها في العمليات النفسية وقرصنة المعلومات والحروب الاقتصادية.
ثانيا: التعرف على ما وصلت اليه كل من إسرائيل وإيران في مجال حرب المعلومات وما هي القدرات الإلكترونية ووسائل الردع المتاحة لديها وتأثيرها على منطقة الشرق الأوسط في مجالات الأمن القومي والسياسية والاقتصاد والمجالات الاجتماعية والدينية والعسكرية والأمنية.
ثالثاً: التعرف على الاستراتيجية المقترحة لمواجهة تأثيرات حرب المعلومات الحديثة ومواجهة مجالات العمليات النفسية وكيف يمكن مواجهة تأثيرها في منطقة الشرق الأوسط.
ثالثاً: أهمية الدراسة:
1- الأهمية النظرية:
تكمن الأهمية النظرية للدراسة في تحديد ماهية الأمن السيبراني ومفهومه وأبعاده وطبيعة الأخطار والتهديدات في الواقع الحالي سواء على المستوى الدولي أو العربي وطبيعة الجريمة السيبرانية وسبل التعاون لتعزيز الأمن وتطوير البنية الإدارية لتعزيز وحماية الانسياب العالمي الحر للمعلومات وتشجيع الالتزام بالقواعد الأخلاقية للحفاظ على الخصوصية والأمن.
2- الأهمية التطبيقية:
تكمن الأهمية التطبيقية للدراسة في التدليل على قدرة هذا المجال الافتراضي على تدمير أهداف مادية بالغة الأهمية لمعرفة سبل مواجهته ومعرفة وتحديد المعالم الرئيسية للأمن السيبراني الإسرائيلي والإيراني ومفهومه وأبعاده وطبيعة الأخطار والتهديدات التي يوجهها نحو دول الجوار نظرا لتفوقه النوعي على دول المنطقة وتتبع ما تواجهه تلك الدولتين من صعوبات وتحديات في هذا المجال وما يتصل بها من تهديدات للأمن القومي.
رابعاً: منهجية الدراسة:
تستخدم الدراسة منهج المصلحة الوطنية حيث يعتبر المنهج أن الهدف الأساسي للدولة هو تحقيق المصلحة الوطنية، وعلى هذا الأساس فأنصار هذا المنهج يركزون في دراسة العلاقات الدولية على كل ما يتعلق بالمصلحة الوطنية، وهي تتضمن الاستمرارية بمعنى المصالح ( )
حيث تقوم الدول ذات السلوك العقلاني بمراقبة محيطها الإقليمي المباشر والتطورات الجارية فيه، من حيث تصاعد الأدوار المحتملة الجديدة، ومدى تأثير ذلك على نفوذها ومصالحها في المستقبل، ومن ثم تقوم بتعديل سلوكها واستراتيجيتها طبقًا لهذه المتغيرات. وانطلاقًا من هذا المنهج، فإن البحث يعتمد بشكل رئيسي على هذا المنهج في تحليله للعوامل الدافعة لكل من إسرائيل وإيران في سباقهما للسيطرة على الفضاء السيبراني في منطقة الشرق الأوسط، ويقوم منهج المصلحة القومية على عدة افتراضات رئيسية من أهمها:
• السياسة الدولية والصراع من أجل القوة في نظام فوضوي (غياب السلطة المركزية) لا يترك للدولة أي خيار سوى الاعتماد على قدراتها الخاصة لضمان بقائها.
• أمن الدولة هو العامل الأكثر أهمية في السياسة الخارجية للدولة، وستبذل الدول أقصى ما في وسعها للحفاظ على أمنها بوسائل متعددة، حتى لو دعت إلى التدخل في بلدان أخرى للمساعدة في الحفاظ على هذا الأمن.
• يصعب تحديد المصلحة الوطنية بسبب الطبيعة المتضاربة للعلاقات الدولية.
يتم تحليل السياسة الدولية على أساس أن الدول تتصرف بعقلانية في تفاعلها مع بعضها البعض وتتخذ قرارات تخدم مصالحها العليا والتي توجه بشكل طبيعي نحو زيادة قدرة الدولة وقوتها ( )
خامساً: مفاهيم الدراسة:
1-الأمن السيبراني:
بحسب التعريف المعطى له، في التقرير الصادر عن الاتحاد الدولي للاتصالات، حول ”اتجاهات الإصلاح في الاتصالات للعام 2010-2011”، هو مجموعة من المهمات، مثل تجميع وسائل، وسياسات، وإجراءات امنيه، ومبادئ توجيهية، واستراتيجيات لإدارة المخاطر، وتدريبات، وممارسات فضلى، وتقنيات، يمكن استخدامها لحماية البيئة السيبرانية وموجودات المؤسسات والمستخدمين.
وعليه يمكن تعريف الأمن السيبراني انطلاقا من أهدافه، بانه النشاط الذي يؤمن حماية الموارد البشرية والمالية المرتبطة بتقنيات الاتصالات والمعلومات ويضمن إمكانات الحد من الخسائر والأضرار التي تترتب في حال تحقق المخاطر والتهديدات، كما يتيح إعادة الوضع الى ما كان عليه، بأسرع وقت ممكن، بحيث لا تتوقف عجلة الإنتاج ولا تتحول الأضرار الى خسائر دائمة ( )
2-الشرق الأوسط الكبير:
يعد مصطلح الشرق الأوسط مصطلح هلامي وغير واضح بالمعنى التاريخي حتى في أبعاده الجغرافية والسياسية، حيث أن له العديد من المسميات السياسية والجغرافية كمصطلح الشرق الأوسط الجديد، الشرق الأورمتوسطي، والشرق الأوسط الكبير، وذلك حسب المفاهيم الغربية ( )
فهو مصطلح جغرافي وسياسي شاع استخدامه في أجزاء من بقاع العالم المختلفة منذ بداية القرن العشرين، فإقليم المنطقة في الواقع هو إقليم يتوسط خريطة العالم بصفة عامة والعالم القديم بصفة خاصة ( )
إلا أنه من الصعب تحديده بصورة واضحة وهذا لا يرجع إلى أن الإقليم مجرد ابتكار لفظي في قاموس السياسة العالمية منذ أواخر القرن الماضي، بل يرجع إلى أنه إقليم يمكن أن يتسع أو يضيق على خريطة العالم وذلك حسب التصنيف أو الهدف الذي يسعى إليه الباحث في مجال معين من المجالات، أو التصنيف الذي تتخذه هيئة خاصة أو دولية أو وزارة من الوزارات الخارجية في العالم ( )
5-الأخطار والتهديدات المعلوماتية:
مع الاعتماد المتزايد في حياتنا اليومية على الأنظمة المعلوماتية والأجهزة المتصلة بالشبكة العالمية للمعلومات وتشعب طبيعة هذه الأجهزة من هواتف خليوية، وأجهزة حاسب شخصية، يزداد عدد المتصلين بالفضاء السيبراني، وتزداد احتمالات الاعتداءات والجريمة. فقد أشار تقرير صادر عن ماكينزي، الى زيادة المعلومات الرقمية، بمعدل 44%، خلال الأعوام الممتدة من 2009 الى 2020. كما يشير العديد من التقارير، الى توالي حوادث اختراق الأنظمة وسرقة البيانات وتسربها، كاختراق نظم معلومات سوني، التي نتج عنها تسرب بيانات مليون مستخدم. فالمعلومات التي تضخ، وتنساب، وتحفظ، في الفضاء السيبراني وعبره من اهم الموجودات التي يسعى اليها جميع المعنيين بهذا الفضاء دون استثناء. فالشركات والحكومات ومستخدمي الأنترنت يلاحقون المعلومات، كل بحسب أهدافه ( )
أ-على المستوى الدولي:
مع ازدياد النشاط التجاري والمالي يزداد حجم دفق البيانات والمعلومات عبر الشبكة العالمية للمعلومات وتتوسع حركة المبادلات التجارية، والتحويلات المالية على الأنترنت، في المقابل تتسع حركة التشريع والتنظيم في البلدان التي تعي أهمية اقتصاد الأنترنت حول مسائل: حماية المستهلك، وحماية البيانات، وسلامة التحويلات، والسلطات القضائية المختصة، وحماية الملكية الفكرية، والخصوصية، وغيرها الكثير مما يتعلق بالمسؤولية عن الخدمات ونوعيتها. وتبرز في هذا المجال أيضا القضايا المتعلقة بحوكمة الأنترنت، والحماية من الجريمة السيبرانية وتداعياتها واستخدام تقنيات المعلومات والاتصالات. ومن المتوقع في هذا المجال، بروز القضايا التي ترتبط باستخدام المال الإلكتروني، أو المال الجوال، وطرق الدفع الآمنة، وآلياته، وتخزين المال الإلكتروني، واستخدامه كبطاقات دفع افتراضية، أو كبطاقات هدايا. ويضاف الى هذا ازدياد نزاعات العمل، التي يمكن أن تنشأ في إطار نماذج العمل عن بعد، واستخدام تقنيات المعلومات والاتصالات، كما في الشبكات الاجتماعية، والشبكات الداخلية، في أماكن العمل. فتندرج هنا أيضا قضايا حماية خصوصية الفرد وحقوقه ( )
6-أبعاد الأمن السيبراني:
يتصل الأمن السيبيري بجميع المسائل الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والإنسانية، وذلك انطلاقاً من التعريف المعطى له، على انه قدرة الدولة على حماية مصالحها وشعبها، في مختلف مجالات حياته اليومية، ومسيرته نحو التقدم بأمان، ومن كونه يرتبط ارتباطا وثيقا بسلامة مصادر الثروة في العصر الحالي، ونعني بها هنا، البيانات، والمعلومات، والقدرة على الاتصال والتواصل، وهي المحور الذي يتكون حوله الإنتاج والأبداع والقدرة على المنافسة.
من هنا لا بد من التوقف عند اهم أبعاد الأمن السيبراني وهو البعد العسكري:
أ-الأبعاد العسكرية:
من المعلوم أن بدايات الأنترنت، قد طورت في بيئة عسكرية، بشكل أساسي، لتضاف اليها فيما بعد البيئة الأكاديمية، بما تمثل من أبحاث تخدم تطوير القدرات العسكرية، والإنجازات العلمية، التي تحافظ على تفوق بلد على آخر، حيث كان التنافس على أشده، بين الاتحاد السوفياتي، والولايات المتحدة الأميركية، في مجال الوصول الى الفضاء الخارجي، وتطوير الأسلحة النووية. وتتراكم الأمثلة التي يمكن سردها في هذا المجال لتوضيح الأبعاد العسكرية للأمن السيبراني وخطورة الهجمات السيبرانية، حيث يمكن وصف ما حدث في جورجيا، وإستونيا، وكوريا الجنوبية، وإيران، كمثال على بعض الهجمات والاختراقات، التي ترجمت ماديا، سواء باندلاع صراع مسلح لاحق كالذي وقع بين روسيا وجورجيا، أو بانقطاع الاتصال بالأنترنت في إستونيا، بين الدولة والمواطنين، والتشويش على الإدارات الحكومية ( )