الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص تقع محافظة ظفار علي شاطئ بحر العرب, وكانت معروفة في العالم القديم منذ بدء الحضارات المختلفة ولعل أشهرها الحضارة السومرية, البابلية, والمصرية القديمة , والعديد من الحضارات القديمة المختلفة, وهذا بسبب أهمية محصول اللبان الذى كانت تنتجه محافظة ظفار في العصور القديمة , والذى كان معروفًا لدى حضارات الشرق الأدنى القديم, وقد أُشير لشجرة اللبان في النقوش المصرية القديمة في معبد الدير البحرى في الأقصر. وقد أطلق العرب, واليونانيون والرومانيون, والكتب المقدسة أسماء عديدة لمنطقة ظُفار مثل أوبار, الشصر, أوفير, وموشكا. ويعود تاريخ ظُفار طبقًا للإكتشافات الأثرية في المنطقة برئاسة البروفسير زارنس إلي العصر الحجري الحديث, وأثبت أن هُناك تواصل حضاري قائم في المنطقة وحتي منطقة الربع الخالي. كما كانت منطقة ظُفار في العصور القديمة حلقة وصل بين الحضارات والشعوب المختلفة في الشرق الأدنى القديم, وتوجد في المنطقة العديد من المواقع الأثرية التي تبرهن وجود التواصل الحضاري هذا مثل موقع ”سمهرم” والذى كان يبدأ منه إنطلاق سلعة اللبان للطرق التجارية. بالإضافة إلى موقع ”الشصر” الذي يعتبر بمثابة لغز مُحير بالنسبة للعلماء والمستكشفين, وكذلك موقع ”البليد” الذى يُعتبر من أهم الموانئ التُجارية, وهو مبني علي جزيرة صغيرة. وتعددت اللقي الأثرية في كل هذه المواقع بين الفخار, والقلائد المصنوعة من البرونز وكذلك الخواتم , والفخار الأحمر. ومن ناحية أهمية اللبان والبخور فقد ذكره العالم بريستد قائلًا : أن اللبان والمر قد أُستخدم بواسطة الفراعنة منذ أربعة ألالاف سنة قبل الميلاد, وكان يُمنح كهدايا للملوك , كذلك كان يُستخدم في المناسبات الدينية. ويوجد العديد من الأساطير المبتدعة حول شجرة اللبان وهي وجود الثعابين الصغيرة المجنحة التي ترسل الشرور لكل من يمس الشجرة بسوء. وبالنسبة للطُرق التُجارية في شبه الجزيرة العربية فهى تبدأ من الناحية الغربية لمنطقة ظُفار ومن ثم إلي منطقة النجد وحتي شمال شبه الجزيرة العربية لمنطقة غزة, كذلك يوجد الطريق عبر الربع الخالي كما ذكر إسترابون. أما بالنسبة للطُرق البحرية, كان يوجد ميناء سمهرم الذى يقع شرق ولاية طاقة, وكان يُعتبر من أشهر الموانئ التُجارية في العالم القديم, كذلك يوجد ميناء قانا والذي كان بدوره يقوم بنقل السلع التجارية التى تصل إلي البحر المتوسط شمالًا, كذلك الهند جنوبًا. وكان يوجد العديد من العلاقات بين منطقة ظُفار وبين المناطق المختلفة في العالم القديم, حيث أشار العديد من الباحثين أن كلمة بونت التي ظهرت في النقوش المصرية القديمة تُشير إلى منطقة ظُفار, كذلك وجدت صلات بين منطقة ظُفار والعراق قديمُا, فقد استخدم السومريون بخور اللبان وهناك العديد من الكتابات التي تُشير الي البخور, كذلك في العهد البابلي والأشوري. كما وجدت علاقات بين ظُفار وفلسطين, وقد أشارت المصادر عن الصلات التُجارية بين فلسطين في عهد الملك سليمان وأوفير. كذلك اتصلت منطقة ظُفار بالهند حيثُ كان يوجد رحلات تُجارية مباشرة بين المنطقتين. |