الفهرس 
الإطار العام للدراسةيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 310 |  |  |
| | | from | 310 | | |
المستخلص
تعتبر مرحلة الطفولة المبكرة مرحلة هامة فى بناء شخصية الفرد، وعلى ضوء الاهتمام بهذه المرحلة يقاس تقدم المجتمعات حيث فيها يتم غرس البذور الأولى لشخصية الفرد، وتتحدد معالم المستقبل. ونظراً لأهمية الطفولة المبكرة وحساسيتها وأثرها فى تكوين قدرات الطفل العقلية ولما كانت نسبة ذكاء الطفل تزداد كلما كانت المثيرات البيئية حوله خصبة وثرية؛ فإن هذا يدفعنا إلى الاهتمام بالتعليم فى هذه المرحلة المبكرة، حيث تعتبر هذه المرحلة الأساس للمراحل التعليمية التالية، فالتعليم فى هذه المرحلة مصدر مهم لإثراء ذكاء الطفل.
ويشير محمد جمل، وزيد الهويدى (2006، 40) إلى أن الذكاءات المتعددة عرفها جاردنر ”بأنها القدرة على حل المشكلات، حيث يمتلك الطفل عدداً من الذكاءات ولكن بنسب متفاوته، ولكن هذه الذكاءات يستخدمها الأطفال بشكل متكامل مع بعضها البعض بالرغم من أنها منفصلة، وقام جاردنر بتحديد سبع ذكاءات ( الذكاء اللغوى – الذكاء الرياضى – الذكاء المكانى – الذكاء الجسمى – الذكاء الموسيقى – الذكاء الشخصى – الذكاء الاجتماعى ) ثم بعد ذلك أضاف ذكاءاً ثامناً يسمى بالذكاء الطبيعى.
ويشير جاردنر إلى أن الذكاء الطبيعى يولد به كل البشر إلا أن الأطفال يميلون إلى اظهاره أكثر من البالغين، والسبب فى ذلك هو أن الأطفال يكتسبون الخبرة بالبيئة الطبيعيه بطريقة مباشرة، وليست كخلفية للأحداث كما يفعل البالغون ( Gardner, 1999, 111) .
فالذكاء الطبيعى يمكّن الطفل من ادراك الطبيعة، والتعرف على خصائصها وتصنيفها والأستفادة منها، ويمكّنهم من ملاحظة وفهم وتقصى الطبيعة ورعاية البيئة، ويغذى لديهم الفضول فى المعرفة عنها وما بها من كائنات، وتصنيفها وشرح ظواهرها، والوعى بالتغيرات فى الطقس والمناخ والغلاف الجوى، والأهتمام بالتعلم عن الطبيعة ومراقبة المحيط الطبيعى ( Evangelin,2018,118 ) .
ويشير محمد عطيو( 2013، 40) إلى أن تنمية الذكاء الطبيعى يسفر عن ظهور أشخاص يهتمون بملاحظة الطبيعة وتكون مهنتهم في المستقبل مرتبطة بهذا النشاط أمثال أعمال الفلك والطبيعة، وبائعى الورود، ومدير للموارد الطبيعية وطبيب بطرى ومربى حيوانات ومهندس زراعى.
واستجابة للاتجاهات العالمية والمحلية المعاصرة التى تدعو إلى ضرورة إعادة النظر فى أساليب التعلم وفى أدوار المعلم والمتعلم، والتى نادت بنقل بؤرة الاهتمام من المعلم إلى المتعلم، وجعل المتعلم هو محور العملية التعليمية؛ فأصبح من الضرورة الموازنة بين التدريس القائم على الحفظ والاستظهار، والتدريس الذى يوسع المدارك وينشط عمليات التفكير، وخاصة فى عصرنا الحالى الذى يتطور بمعدلات مذهلة ومتلاحقة.
ويعد التعلم النشط الذى يعتمد فيه التعلم على مجموعات صغيرة ومتحاورة، بحيث أن المتعلمين يعملون معاً فى مجموعات لزيادة تعلمهم وتفاعلهم، ويحتاج التعلم النشط إلى كثير من قواعد العمل وتنظيم التعلم، وإلى ممارسات واضحة للعمل به، وهذا يجعل استخدام التعلم النشط فى التدريس أكثر قيمة من التعلم التقليدى القائم على الحفظ والتلقين وثقافة الذاكرة ( عقيل محمود ،2012، 9 ).
حيث اهتمت البحوث والدراسات بتوظيف استراتيجيات التعلم النشط فى تنمية المفاهيم العلمية لدى طفل الروضة ومنها: دراسة نجلاء عفيفى (2021) حيث أشارت نتائجها إلى فاعلية استخدام استراتيجيات التعلم النشط فى تنمية المفاهيم العلمية المختلفة، ودراسة الشيماء مسلم (2017) حيث أشارت نتائجها إلى فعالية خرائط التفكير كاستراتيجية فى تكوين بعض المفاهيم البيولوجية لدى طفل الروضة.
ولذا فمن الضرورى البحث عن بعض استراتيجيات التعلم النشط لتنمية الذكاء الطبيعى لدى طفل الروضة، والتى تستغل نشاط الطفل الذاتى وتشجع الطفل على التأمل والتفكير والتفاعل والتعاون مع زملائه فى حل المشكلات، والاجابة عن التساؤلات.
مشكلة الدراسة:-
تتضح مشكلة الدراسة لدى الباحثة من خلال زياراتها الميدانية لبعض الروضات للإشراف على التدريب الميدانى، حيث لاحظت ضعف ارتباط الاطفال بالعالم الطبيعى ومعرفتهم بالظواهر الطبيعية المختلفة، وعدم التمييز بين الحيوانات المختلفة، وأكد على ذلك القيام باستطلاع رأى لبعض معلمات الروضة حول السلوك الدال على الذكاء الطبيعى لطفل الروضة فى حوالى خمس روضات، وأظهرت النتائج أن 60% من معلمات الروضة يرون أن الأطفال لديهم ضعف فى ارتباطهم ببيئتهم الطبيعية، ولاحظت الباحثة أيضا شغف الأطفال الكبير فى التعرف على بيئتهم، وحب استطلاعهم للتعرف على كل ما يوجد من حولهم فهى من خصائص الأطفال التى يجب أخذها بعين الاعتبار، فعدم الاستجابة لمشاعر الطفل اتجاه بيئته بالشكل المناسب يؤدى إلى كراهية الطفل للطبيعة بدلاً من حب الطبيعة، واتفق ذلك مع دراسة ( hyun,2000) التى أكدت على أهمية تطوير العقل البشرى لدى الأطفال منذ الصغر وإلا سوف يختفى إذا لم يكن هناك تجاوب اجتماعى وتوافق حسى أثناء فترة الطفولة المكبرة. كما أنه بالرغم من العمل على تطوير مناهج الروضة، إلا أنه يطبق بعقليات وفكر قديم، وبالرغم من أن المنهج الحديث يدعم الاستراتيجيات الحديثة التى تفعل دور الطفل فى العملية التعليمية، إلا أن العديد من المعلمات تغفل تطبيقها فى الروضة.
واتضحت مشكلة الدراسة أيضا من خلال الإطلاع على البحوث والدراسات السابقة والتى أكدت على أهمية تنمية قدرات الذكاء الطبيعى ومنها دراسة (ولاء محمد الكدش، 2009) ودراسة( ماريان خلف اسكندر، 2017)، ودراسة (Kandeel,2016)، ودراسة( أسماء عبدربه، 2016)، كما أكدت دراسة ( هبة البنا، 2015) على ضرورة توعية الأطفال بالمشكلات البيئية .
ونظراً لندرة الأبحاث والدراسات العلمية التى تناولت تنمية الذكاء الطبيعى لدى طفل الروضة على حد علم الباحثة، جاءت الحاجة إلى الدراسة الحالية لتنمية الذكاء الطبيعى لطفل الروضة باستخدام بعض إستراتيجيات التعلم النشط.
أهداف الدراسة:-
تهدف الدراسة الحالية إلى:-
1- تصميم بعض الأنشطة التربوية التى تقوم على بعض استراتيجيات التعلم النشط كاستراتيجيات تعليم وتعلم الأطفال.
2- التحقق التجريبى من فعالية بعض استراتيجيات التعلم النشط فى تنمية الذكاء الطبيعى لدى طفل الروضة.
أهمية الدراسة:-
أولاً: الأهمية النظرية:
1- يسهم البحث فى تقديم اطار نظرى يشتمل على كيفية توظيف بعض استراتيجيات التعلم النشط لتنمية الذكاء الطبيعى لدى طفل الروضة.
2- يسهم البحث فى التركيز على الدور الذى تقوم به بعض استراتيجيات التعلم النشط باعتبارها استراتيجيات تركز على ذاتية الطفل وتجعل العملية التعليمية متمحورة حول الطفل، ويقتصر دور المعلم فيها على التوجيه والإرشاد وباعتبار أن الأنشطة والمفاهيم المتعلقة بالطبيعة تحتاج لشىء من التفكير والتأمل الشخصى أولاً.
ثانياً: الأهمية التطبيقية:-
1- يسهم البحث فى تنمية نوع مهم من أنواع الذكاء( الذكاء الطبيعى) وهو يتعلق بتعامل الطفل مع الطبيعة ومحاكاته لها.
2- زيادة اهتمام مطورى المناهج بتضمين أبعاد الذكاء الطبيعى المناسبة لطفل الروضة فى مناهجهم.
3- تشجيع معلمات الروضه على استخدام بعض استراتيجيات التعلم النشط مع الأطفال داخل غرفة الصف وذلك لتحسين طرق التدريس المتبعة فى الروضات.
4- تقديم مقياس مناسب لقياس الذكاء الطبيعى لطفل الروضة عند الحاجة.
5- يمكن الاستفادة من البرنامج التدريبى وفق بعض استراتيجيات التعلم النشط وبيان أثره فى تنمية الذكاء الطبيعى لدى طفل الروضة، ومن الممكن استخدام هذا البرنامج التدريبى داخل غرفة الصف أو خارجها.
محددات الدراسة:-
1- المحددات البشرية:
تم التطبيق على أطفال الروضة Kg2 ممن تراوحت أعمارهم بين (5 – 6) سنوات، وتكونت عينة الدراسة من (60) طفل وطفلة مقسمة إلى مجموعتين (مجموعة تجريبية، ومجموعة ضابطة) تضم كل مجموعة 30 طفل وطفلة.
2- المحددات المكانية:
تم تطبيق هذه الدراسة داخل إحدى الروضات بمحافظة الشرقية وهى روضة (عبداللطيف حسانين) بمدينة الزقازيق والتابعة لإدارة شرق الزقازيق التعليمية.
3- المحددات الزمانية:
تم تطبيق البرنامج التدريبى القائم على بعض استراتيجيات التعلم النشط لتنمية الذكاء الطبيعى لدى عينة الدراسة خلال الفصل الدراسى الثانى للعام الدراسى (2022 / 2023).