الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص إن التداولية من أحدث الاتجاهات اللغوية التي ظهرت وازدهرت على ساحةِ الدرس اللسان ي الحديث والمعاصر؛ حيث يتمُّ من خلالِها دراسة اللغة في أثناء استعمالها في المقامات المختلفة، وبحسب أغراض المتكلمين وأحوال المخاطبين. وتُعَدُّ نظرية الافعال الكلامية من اهم مباحث الدرس التداولي، إن لم تكن أهمها جميعًا، بل إن التداولية في بداية نشأتها كانت مرادفةً للأفعال الكلامية ؛ فقد كان بدء الحديث عن الأفعال الكلامية عند جون أوستن J.Austin هو بداية الحديث عن التداولية، وقد استطاع تلميذه سيرل Searl أن يعالج القضايا التي قصر عنها أوستن Austin وأحكم الأسس المنهجية التي تقوم عليها ؛ فقسم الفعل القولي إلى نطقي وقضوي، وعدل تصنيف الأفعال الإنجازية إلى أصناف خمسة، وهي: الإعلانيات، والإخباريات، والتوجيهيات، والوعديات، والتعبيريات. وبعد ذلك جاء بول جرايس Paule Grice ليترك بصمته في الدرس التداولي ؛ حيث وضع مبدأً حواريًا بين المتكلم والمخاطب سماه ”مبدأ التعاون” ويعتمد هذا المبدأ على أربع قواعد، وهي: (الكم – الكيف - العلاقة الإفادة – الجهة). وتقوم التداولية أيضًا على دراسة الحجاج ومعرفة الوسائل المنطقية واللغوية والبلاغية المستخدمة في إقناع المخاطبين والتأثير عليهم من خلال نظريات الحجاج المختلفة. وتُعدُّ الإشاريات كذلك في البحث اللغوي الحديث مفهومًا لسانيًا تداوليًا ؛ لما تقوم به من دور فعال في خدمة عملية التواصل الكلامي ؛ فكل كلام ملفوظ يتكون من مرسِل ومستقبِل، ومكان وزمان للتلفظ، وهذه القرائن جميعها لا يتم تحديد مرجعيتها إلا بوجود المتكلمين في وضعية التواصل. وتقوم هذه الدراسة بتناول جزءٍ منْ أهمِ أجزاء الخطاب القرآني ؛ سعيًا إلى الكشفِ عن معانيهِ ومقاصدهِ من منظورٍ تداولي، ومحاولةً لتتبع أبعادهِ التداولية من خلال دراسة أربع من أهم القضايا التداولية وهي : الأفعال الكلامية، والاستلزام الحواري، والحجاج، والإشاريات وتتبع هذه القضايا في الدرسين اللغويين الغربي والعربي - بشكلٍ مُوجَزٍ، ثم بعد ذلك القيام برصدها والكشف عنها في خطاب الملائكة في القرآن الكريم سواء أكانت الملائكة هي المخاطَب، أم المخاطِب. وقد بدأت هذه الدراسة بمقدمة : تشتمل على توطئة، ثم ذكر أسباب اختيار موضوع البحث، والمنهج المستخدم، والدراسات السابقة، وخطة البحثِ ، ثم التمهيد الذي تناول الحديث عن مفهوم التداولية، ونشأتها وتطورها، وانتهى بالحديث عن الملائكة في القرآن الكريم، ثم جاء البحث في أربعة فصول ؛ الفصل الأول عن الأفعال الكلامية، والفصل الثاني عن الاستلزام الحواري، والفصل الثالث عن الحِجَاج، والفصل الرابع عن الإشاريات، وقد اشتمل كل فصل من الفصول الأربعة على ثلاثة مباحث ؛ مبحثان للتأصيل للنظرية محل الدراسة في اللسانيات الغربية والعربية، ثم مبحث تطبيقي على مدونة البحث، وبعد ذلك جاءت الخاتمة تحمل أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة. |