الفهرس 
دراسة المفارقة اللغوية للخطاب الشعرى والتي تنعقد بنيتها على التضاد بين الدلالة الحرفية للمنطوق لفظًا، وبين دلالتها المحولة التي يُرشحها السياق.يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 335 |  |  |
| | | from | 335 | | |
المستخلص
تلعب المفارقة دورا بارزًا على الصعيد الداخلي والخارجي لبنية القصيدة , بحيث تُسهم في تشكيل البنى وإجلاء ما تشتمله من تناقضات
يلتقطها الشاعر ببصيرته النافذة فيكد ذهنه ويُعمل حدسه ليقيم ويدرس العلائق بينها فيقيل المعاني من عثرتها ويرد الأمور إلى نصابها ويُعد
نتاج بدوي الجبل الشعري أرضًا خصبة لنمو مفارقات عدة ، وقد أخذ الباحث على عاتقه البحث عن مصاديق أنماط المفارقة بشقيها الفني
واللغوي في شعر بدوي الجبل ؛ ومن هذا المنطلق سعت الدراسة إلى تحليل بعض آليات المفارقة اللغوية لبيان أبعادها الدلالية والإيحائية
ورصد عناصر الموقف وبيان دورها في تجسيد أبعاد رؤية الشاعر المركبة لواقعه المعيش ، إضافة إلى وضع الانتاج الشعري للمبدع في
دائرة الاختبار للكشف عن تناقضات الواقع والوقوف على المعنى المفارق في البنية النصية التي تنبع عن الرفض والتعارض مع الواقع في
تعبير ثقافي يعكس آمال الشاعر وتوجهاته الفكرية والعاطفية ؛ وقد توصلت الدراسة إلى عدة نتائج منها :
1- أن المفارقة في شعر بدوي الجبل تجاوزت سمتها الأسلوبية لتصبح أُسًّا قارًّا في كينونته النفسية والثقافية، ورؤيته لواقعه المعيش
ووسيلة إيحائية لأبعاد تجربته الشعرية .
2- إنَّ المفارقة لم تكن شيئًا عبثيًا طارئًا في حياته الشعرية أو واقعه المعيش بقدر كونها وليدة مواقف نفسية وصراعات عقلية كثيرة
وإرهاصات ثقافية جمَّة قد نهل الشاعر من مشاربها المختلفة سواء السياسية أو الدينية أو التاريخية .
3- أن الشاعر يشكل بنية المفارقة وفقً إدراكه لعالمه وما يحيط به من وقائع وأحداث وتناقضات يرسل فيها المعنى عبر رسالة بمثابة
شفرة تحتاج إلى تفسير من القارئ تاركا وراءه ضحية ينطوي على شئ من الغرارة في إدراك المعنى السطحى دون الوصول إلى الفهم العميق للنص .