الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص القرآن الكريم نزل بخير لغة ألا وهي اللغة العربية، ولقد قَيَّض الله لهذه اللغة علماء أجِلاَّء حفظوها؛ خِدمة لكتاب الله ، وكان من بين هؤلاء العلماء الأجلاء مجدد عصره الإمام الأزهري، كان لُغويا مُحَدِّثا عالما بالرجال والأنساب، وله مؤلفات عديدة تدل على سعة عقله، وغزارة علمه، من أهمها كتاب تهذيب اللغة الذي فيه موضوع رسالتي، والذي به قد حفظ مكانة اللغة وعظمتها، والتي هي في الأصل لغة القرآن الكريم، والسنة النبوية المطهرة، وقد أسهم الإمام الأزهري بكتابه الكبير في خدمة الثقافة الإسلامية إسهامًا كبيراً، ومن أجل وضعه لهذا الكتاب الجليل أخبرنا الإمام الأزهري في مقدمة التهذيب أنه اعتمد على الكثير من المراجع لتأليف كتابه، ولقد ظهرت شخصية الإمام الأزهري في تهذيب اللغة إلى حد جعله يفوق مجرد شرح، أو تعليق، فصار في نظر اللغويين كتابا مستقلا، ومعجما قائما بنفسه، بل هو من أهم وأوثق المعاجم، فهو من أغزرها مادة، ومن أحسنها ترتيبا، ففيه اللغة، وفيه التفسير، وفيه الحديث، وفيه الفقه، وفيه الأدب، فهو من أوفى المعاجم العربية التي لا يمكن لأي مكتبة باحث في شتى العلوم الاستغناء عنه بأي حال من الأحوال، ولمَّا اطَّلعْتُ على هذا المعجم، ووجدت فيه ما يتعلق بتفسير كلام الله الذي هو تخصُّصي فقمت بدراسة كتاب تهذيب اللغة من هذا الجانب، وجاءت هذه الدراسة بعنوان الأقوال التفسيرية في معجم ”تهذيب اللغة” للأزهري (ت:370هـ) في سورة الفاتحة والجزء الأول من سورة البقرة. وقد قسمت الدراسة: إلى مقدمة، وتمهيد، وبابين، وعدة فصول، ومباحث، وخاتمة ذكرت فيها أهم النتائج، مع قائمة بالمصادر والمراجع وملاحقها. المناهج: وقد انتهجت فيها المنهجِين الاستقرائيِّ والتحليليِّ الاستنباطي، وذلك من خلال الخطوات الآتية، منها جمْع أقوال الإمام الأزهري التفسيرية من معجمه تهذيب اللغة، ومنها دراسة اللفظة المفسَّرة من الآية الكريمة دراسة تفسيرية بذكر أقوال علماء التفسير، ومنها دراسة اللفظة المفسَّرة من الآية الكريمة دراسة لُغوية بذكر أقوال علماء اللغة. الأهداف: ومن الأهداف التي تسعى الرسالة لتحقيقها إثراء المكتبة الإسلامية، بإضافة لبنة جديدة تفيد في فهم كتاب الله تعالى ومراده. ومن الأهداف كذلك المساهمة في تقريب الأقوال التفسيرية في معجم تهذيب اللغة للإمام الأزهري تيسيرًا على طلاب العلم والاستفادة من خلال هذا المعجم. النتائج: أما النتائج التي توصلت إليها، فمنها: أهمية كتاب تهذيب اللغة, وإبراز قيمته بين المعاجم, فهو يغني عنها جميعها, ولا تغني عنه مجتمعة. ومنها: الأحرف المتقطعة الواردة في أوائل بعض السور القرآنية الأسلم فيها رأي السلف, وهو تفويض معناها إلي من تكلم بها, جل جلاله . ومنها: كان الإمام الأزهري سلفي العقيدة، يتّبع منهج أهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات. ومنها: كان الأزهري ذا علم بالعلوم المتعلقة بتفسير القرآن الكريم, كالقراءات وتوجيهها, والحديث, والغريب, وعلم اللغة, وغيرها من العلوم المتعلقة بالتفسير. |