Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الدرس الدلالي وأثره فى توجيه الاجتهاد الفقهي :
المؤلف
الصاوى، محمود محمد محمود.
هيئة الاعداد
باحث / محمود محمد محمود الصاوى
مشرف / وائل السيد البرعي السعيد
مناقش / عبدالكريم محمد حسن جبل
مناقش / حسن عبدالله عبدالمقصود أبو زهو
الموضوع
الأدب العربي. الأحكام التكليفية. أدلة الأحكام.
تاريخ النشر
2023.
عدد الصفحات
294 ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
الآداب والعلوم الإنسانية (متفرقات)
تاريخ الإجازة
01/01/2023
مكان الإجازة
جامعة المنصورة - كلية الآداب - قسم اللغة العربية وادابها
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 294

from 294

المستخلص

إن قضية الدلالة قد شغلت مجالًا واسعًا لدى أئمة اللغة والبلاغة والأصول قديمًا وحديثًا؛ وذلك لأهميتها الكبرى في فهم النصوص واستنباط وتأصيل المعاني والأحكام، وذلك على مستوى اللفظ والتركيب والتحليل؛ قال ابن جني: ””العرب كما تعني بألفاظها فتصلحها وتهذبها وتراعيها...؛ فإن المعاني أقوى عندها وأكرم عليها وأضخم قدرًا في نفوسها”” ؛ ومن ثَمَّ قد توالت الجهود على هذه النظرية بحثًا وتنظيرًا وتحليلًا، فقد كانت الجهود الأولى لأبي الأسود الدؤلي (ت69هـ) في وضع الأُسُس الأولى للنحو إسهامًا بارزًا في الكشف عن المدلولات والمعاني، وكذلك كتاب ””العين”” للخليل بن أحمد (ت175هـ) كان محاولةً جادةً في بناء صرح الدلالة، وكذلك أسهَمَ المعجميون إسهاماتٍ واضحةً في هذا الإطار؛ ومن ذلك معجم ””الغريب المصنف”” لأبي عبيدة القاسم بن سلام (ت244هـ)، و””الصاحبي”” لابن فارس (ت395هـ) و””فقه اللغة”” للثعالبي (ت429هـ)، و””المخصص”” لابن سيده (ت458هـ)،. وكذلك النحاة قد كان لهم الأثر البالغ في بناء صرح الدلالة؛ قال الشاطبي -رحمه الله- عن الكتاب لسيبويه: ””إن سيبويه وإن تكلم في النحو فقد نبَّه في كلامه عن مقاصد العرب وأنحاء تصرفاتهم في ألفاظها ومعانيها، ولم يقتصر فيه على أن الفاعل مرفوع والمفعول به منصوب ونحو ذلك، بل هو في كل باب يبين ما يليق به، حتى إنه احتوى على علم المعاني والبيان ووجوه تصرفات الألفاظ والمعاني”” . ولم يَغِب عن المشهد علماء الصرف، وعلى رأسهم ابن جني في كتابه ””الخصائص””؛ حيث أبرز أهميةَ المعنى وضرورتَه في كثير من المواطن في ثنايا هذا الكتاب. ويناظره في ذلك على مستوى البلاغة صاحب ””دلائل الإعجاز”” عبد القاهر الجرجاني؛ حيث حوى كتابه جملةً من المباحث الدلالية، لا سيَّما مباحث علم المعاني التي توثِّق لأهمية الدلالة عند البلاغيين. وأمَّا علماء الأصول فلهم في ذلك الحظ الوافر؛ حيث انصرفت جُلُّ عنايتهم إلى التطور الدلالي للألفاظ وعلاقة بعضها ببعض، وأضافوا إلى ذلك إرادةَ الشارع وقصدَه، وليس هذا فحسب بل أوغلوا في العناية بهيئة الفعل ودلالته على الزمن لا سيَّما فعل الأمر ودلالات الألفاظ والصيغ، كما فرض الأصوليون مزيدًا من الرقابة والدقة في التعامل مع النصوص على وفق الدلالة العربية؛ ””فلا تتصادم الفتوى بمعنًى من كتاب الله أو تتعارض مع سُنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-”” ؛ حيث يتوقف استنباط الأحكام من نصوص القرآن والسُّنة على معرفة الأصول بطرق الدلالة لكلٍّ من اللفظ والسياق، فقد اعتنى الأصوليون باستقراء أساليب العبارة وما يطرأ على الكلام من عمومٍ وخصوصٍ وإطلاقٍ وتقييدٍ وقصرٍ وتوكيدٍ ونفيٍ واستفهامٍ ونحو ذلك.