الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص بدأ الاستشراق اليهودي علي موائد الاستشراق الأوروبي وأسهم في خلق مفاهيم سلبية عن الإسلام، ومن هذه المفاهيم انطلق اليهود في استشراقهم وتميزوا عن غيرهم في طبيعة عملهم؛ فاهتم الأوروبيون بالتنصير بينما اهتم اليهود بالإرث العبري واعتبروا أن اليهود هم جزء من الشرق؛ فحاولوا إبراز الرؤية التوراتية للمنطقة؛ لذلك كان من أهم أبحاثهم تاريخ العرب وجغرافيتهم وترجمات القرآن، لذلك سعى المستشرقون اليهود إلي استحضار عوامل صراع بغية التأثير علي الغرب، والسيطرة عليهم لكي يأخذوهم في خندقهم، ومن ثم ينطلق الغربيون بمفاهيم خاصة عن الشرق والمسلمين، وبدأت مدرسة الاستشراق اليهودي في أعقاب تحرر يهود وسط وغرب أوروبا؛ حيث كانت لهم أهداف دينية وسياسية؛ كما أدرك المستشرقون أهمية ترجمة معاني القرآن فبذلوا الكثير من الجهد والمال للوصول إلي هدفهم؛ فظهرت أول ترجمة علي يد الراهب بطرس المبجل، وقام بها روبيرت أف كتيون؛ ثم ترجمة الكسندر روس وهي ترجمات غير منشورة، أما الترجمات المنشورة فهي ترجمة ركندوف ثم ترجمة ريفلين ثم ترجمة بن شيمش ثم ترجمة أوري روبين، وأثارت هذه الترجمات شبهات حول النص القرآني، ومنها شبهات عقدية حول الإيمان بالله وصفاته وحول مصدرية القرآن الكريم وحول الرسول - ﷺ - وتعلمه علي يد القساوسة والرهبان، وشبهات حول عقيدة القضاء والقدر، كما نشأت إشكاليات لغوية ناشئة عن جهلهم باللغة العربية؛ فطمسوا دلالات بعض المعاني القرآنية وقطعوا بعض النصوص بما يخل بالمعني الكلي، واستعملوا المعاني المباشرة فأهدروا الدلالات المجازية، وغالباً ما تكون الترجمات غير مناسبة للنص القرآني مما سبب إشكاليات كثيرة خاصة في ترجمات القرن الثامن عشر الميلادي، ومن خلال تتبع مناهج اليهود قاموا بالإسقاطات السياسية علي تفسير بعض الآيات القرآنية لتحقيق مصالحهم. |