Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
فعَّالية برنامج قائم على رأس المال النفسي في تنمية
الاندماج الأكاديمي لدى التلاميذ ذوي صعوبات التعلم
/
المؤلف
محمد، حازم ثابت عيد.
هيئة الاعداد
باحث / حازم ثابت عيد محمد
مشرف / محمد حسين سعيد
مشرف / مروة مختار بغدادي
مشرف / شيرين محمد أحمد دسوقي
مشرف / رمضان علي حسن
الموضوع
رأس المال النفسي صعوبات التعلم التلاميذ
تاريخ النشر
2024.
عدد الصفحات
217 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
علم النفس التربوى
الناشر
تاريخ الإجازة
29/2/2024
مكان الإجازة
جامعة بني سويف - كلية التربية - علم النفس التربوي
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 235

from 235

المستخلص

في ظل السياق العلمي والتطور التكنولوجي الحديث، فإن أي مجتمع يريد أن يواكب هذا التقدم السريع يحتاج إلى جهود كل أبنائه، فكل فرد له دور معين فى الحياة وفى خدمة مجتمعه؛ لهذا نجد أن الحاجة شديدة لأن ينمو جميع أفراد المجتمع بصورة سليمة، ويتمتع كل فرد بالرعاية والاهتمام ليصل إلى أقصى درجة يمكن أن تؤهله للنجاح فى الحياة؛ لذلك وجب على المجتمع الاهتمام بجميع أبنائه سواء كانوا عاديين أو غير عاديين، والفرد غير العادى يحتاج إلى عناية خاصة حتى يقوم بدوره على أكمل وجه للنهوض بالمجتمع (صفية مبارك موسى،4:2011).
ولقد لاقى مجال صعوبات التعلم باعتباره واحدًا من مجالات التربية الخاصة نموًا واهتمامًا كبيرًا واستأثر هذا المجال بانتباه وأهتمام المتخصصين والعامة في الدول المتقدمة، وقد اهتم بهذا المجال متخصصون مختلفون من المهتمين بالتربية الخاصة، والتربية البدنية، وعلماء الأعصاب، وأطباء العيون Ophthalmologists، والمتخصصين في البصريات Optometrists، وأطباء الأطفال Pediatricians، ومتخصصي العلاج الطبيعيPhyisical TherapistsK، وعلماء النفس، إضافة إلى الآباء والأمهات، والجهات الخدمية (السيد عبد الحميد سليمان، 2000).
وتعتبر صعوبات التعلم ظاهرة متعددة الأبعاد، وذات آثار ومشكلات تتجاوز النواحي الأكاديمية إلى نواحي نفسية واجتماعية وانفعالية تترك بصماتها على شخصية الطفل من كافة جوانبها وتظهر أبرز هذه الآثار بالجانب الأكاديمي (فتحي مصطفى الزيات، 2002).
ويتسم التلاميذ ذوي صعوبات التعلم بدرجات متوسطة أو فوق متوسطة من الذكاء العام، إلا أن مستواهم التحصيلي منخفض مما يجعلة يشعر بالإحباط نتيجة وقوعه في دائرة الفشل المتكرر، وهذا كله ينعكس بصورة سالبة على مستواه الأكاديمي، وقد يرجع ذلك إلى سوء التوافق النفسي لدى هؤلاء التلاميذ.
وهو ما أشار إليه باور من أن التلاميذ ذوي صعوبات التعلم يعانون من نقص واضح في القدرة على التوافق النفسي، والذي يتمثل في محاولة التلميذ مسايرة الجماعة التي ينتمي إليها والالتزام بتوجهاتهم، وعدم بذل مزيد من الجهد نحو تحقيق الأهداف (1999 ,Power).
كما توصلت دراسة جالواي إلى أن التلاميذ ذوي صعوبات التعلم يتصفون بعدم القدرة على التوافق الإيجابي مع الذات والآخرين والذي ينعكس بشكل كبير في الشعور بالوحدة والميل إلى العزلة والانطواء،
ونقص في درجة المهارات الاجتماعية وانخفاض تقدير الذات، وارتفاع مستوى القلق، والإحساس بالعجز والدونية، وعدم الثقة بالنفس مقارنة بأقرانهم العاديين2009) ,Galway).
وتضيف الجمعية الأمريكية لصعوبات التعلم Association of America (2012) مجموعة من الخصائص التي قد يتصف بها ذوو صعوبات التعلم منها: اندفاعية السلوك أو التهورImpetuous والاستجابة غير المناسبة مع المواقف المدرسية والاجتماعية، وصعوبة الاستمرارية في أداء مهمة معينة أو سهولة تشتت الانتباه Easily Distracted, وعدم اتساق الأداء الأكاديمي Inconsistent School Performance.
وقد أشار إلى ذالك ”فواز عادل الشرهان” (2020) أن ذوي صعوبات التعلم لديهم نسبة كبيرة جدًا من الخجل والشعور بالنبذ الفردي من أفراد المجتمع وعدم اندماجهم اجتماعيًا في المجتمع الفصلي التعليمي والمدرسي، كما أشارت الدراسة إلى أن هناك علاقة قوية بين ضعف التحصيل الدراسي وعدم التكيف الاجتماعي والنفسي لذوي صعوبات التعلم.
ويؤكد ”طه عبد العظيم حسين” (2010) بأن تعرض التلاميذ إلى الضغوط النفسية والدراسية، التي تعبر عن الظروف والصعوبات التي يدركها ويواجهها التلميذ في البيئة المدرسية والأسرية، ويشعر بشدتها وتسبب له ضيقًا وتوترًا، ومشكلات في التحصيل الدراسي، لابد من مواجهتها والتقليل من حدتها من خلال الاندماج الأكاديمي، أي نجاح التلميذ في المؤسسات التعليمية، ونموه السوي معرفيًا واجتماعيًا، وكذلك التحصيل المناسب وحل المشكلات الدراسية مثل ضعف التحصيل الدراسي.
ويتأثر الاندماج الأكاديمي للتلميذ بعوامل متعددة، مثل خبرات الطفولة، وقدراته العقلية والتحصيلية ومهاراته، ويتأثر أيضًا بمفهوم الذات لدى التلميذ، ومدى تقديره لذاته، كما يتأثر بطبيعة الحياة المدرسية، وما فيها من تعليمات وقواعد ومناهج، وعلاقته مع أساتذته وزملائه، وما تقدمه المدرسة من خدمات في مجالات التوعية والإرشاد، وبرامج تنمية المهارات الدراسية والاجتماعية التي تساعد على رفع مستوى الاندماج الأكاديمي (فاطمة الزهراء بوكرمة، كريمة يونسي، 2012).
وطبقًا لما ذهب اليه لا سكاي ومارجليت (2006) Lackaye, Margalit فإن التلاميذ ذوي صعوبات التعلم أقل قدرة من أقرانهم العاديين على تحديد جوانب الضعف والقوة في شخصيتهم، ويميلون إلى تعميم فشلهم الدراسي، والذي يؤثر في جميع جوانب أنشطتهم الدراسية والاجتماعية ويؤدي إلى سوء الاندماج الأكاديمي لديهم، وقد توصلت دراستهم إلى وجود العديد من الفروق بين التلاميذ العاديين وذوي صعوبات التعلم منها الفروق في سوء الاندماج الأكاديمي والكفاءة الأكاديمية حيث أظهرت نتائج الدراسة أن مستوى الكفاءة الأكاديمية والاندماج الأكاديمي كان أعلى لدى التلاميذ العاديين مقارنة بمستواه لدى ذوي صعوبات التعلم (2006 Lackaye, Margalit).
وهذا ما أكدته دراسة ( Al Yagon & Mikulincer, 2004) التي هدفت إلى التعرف على مدى الاندماج الاجتماعي والأكاديمي لدى التلاميذ ذوي صعوبات التعلم، واشتملت عينة الدراسة على 98 تلميذًا ممن يعانون من صعوبات التعلم في أربع مدارس ابتدائية و107 تلميذًا من التلاميذ العاديين من نفس الصفوف، وكانت نتائج الدراسة أن هناك اختلافًا في الاندماج الاجتماعي والأكاديمي بين التلاميذ العاديين والتلاميذ ذوي صعوبات التعلم، لصالح التلاميذ العاديين.
كما تشير العديد من الدراسات إلى أن ثلث التلاميذ ذوي صعوبات التعلم لديهم صعوبات في التكيف الاجتماعي والمدرسي(راضي أحمد الوقفي، 1998). مما دفع العديد من الباحثين إلى دراسة الاندماج الاكاديمي لدى التلاميذ ذوي صعوبات التعلم.
وهذا ما أكدته دراسة (2018 Pham, et al,) حيث هدفت إلى التعرف على درجة الاندماج الأكاديمي لدى ذوي صعوبات التعلم في إطار مجموعة من المتغيرات الديموجرافية المختلفة:( الوضع لاجتماعي والاقتصادي، والأصول والأعراق، والنوع)، وتوصلت الدراسة إلى افتقار ذوي صعوبات التعلم للقدرة على الاندماج الأكاديمي بغض النظر عن المتغيرات الديموجرافية محور اهتمام الدراسة.
ومـن خـلال اطـلاع الباحـث عـلـى الأطـر النظرية، ونتائج البحـوث السابقة تبين أن هناك آثـارًا سلبية تترتب علـى عـدم الاندماج الأكاديمي للتلاميذ والتي تتمثل في. التسرب الدراسي، والمشاركة في السلوكيات المنحرفة، وتدنى مستوى التحصيل الدراسي، وضعف مستوى التوافـق النفسي والاجتمـاعي، والشعور بالملل، وتـدنـي مـسـتوى مهـارات التواصـل الاجتماعي الجيد مع الآخرين (شيري مسعد حليم، 2015 ,2014, Wang& Eccles, 2013 . Kuh, 2009, Al-Alwan.
حيث يعد الاندماج الأكاديمي أحد أهم مظاهر التكيف العام للتلميذ، ومن أقوى المؤشرات المتعلقة بصحتة النفسية، إذ أن إندماج التلاميذ مع جو المدرسة وشعورهم بالرضا والارتياح، يمكن أن ينعكس على إنتاجياته، وعلى مدى استعداده لتقبل الاتجاهات والقيم التي تعمل المؤسسات التربوية على توفيرها، فالتلاميذ المتكيفون دراسيًا تكون نتائجهم الدراسية أفضل، ومشاركتهم في الأنشطة والبرامج الطلابية أكثر (عرين عبد القادر المجالي، 2006).
ومما سبق يمكن القول إن التلاميذ ذوي صعوبات التعلم يظهرون نقصًا واضحًا في المهارات اللازمة للاندماج الأكاديمي، ويرجع ذلك إلى عدم قدرتهم على إستخدام إستراتيجيات مناسبة ذات كفاءة وفاعلية في مواجهة الضغوط النفسية والدراسية التي يتعرضون لها.
لذلك أصبح من الضروري الاهتمام بدراسة موضوعي الاندماج الأكاديمي لتلاميذ المرحلة الابتدائية بشكل عام، وذوي صعوبات التعلم بشكل خاص، الذين لم يحظوا بقدر مناسب في الدراسات السابقة خصوصًا في مجال الاندماج الأكاديمي، حيث تم التركيز على المرحلة الجامعية، وبشكل أقل على المرحلة الثانوية، وذلك حسب حدود علم الباحث.
ويعد علم النفس الإيجابي هو الدراسة العلمية للسعادة الإنسانية، ويركز الباحثون في مجال علم النفس الإيجابي على دراسة وتحليل نواحي القوة والسمات والفضائل الإنسانية الإيجابية مثل التفاؤل، والأمل، والكفأة الذاتية والرضا والامتنان، والإبداع وتعزيز السعادة الشخصية للإنسان في ممارساته وأنشطته وشئون حياته اليومية، لتحسين صحة وإنتاجية الأفراد، ولزيادة فاعلية وقوة المؤسسات التي تتعامل مع الإنسان بتحسين نوعية الحياة بصفة عامة، ويهتم علماء علم النفس الإيجابي أيضًا بدراسة وتحليل فاعلية صيغ التدخل الإيجابي التي تستهدف تحسين وزيادة الرضا عن الحياة، وتحسين نوعية حياة الإنسان، وتعظيم وتعزيز أدائه في مختلف مجالات ومواقف الحياة .. وتعد صعوبات التعلم من بين أهم عقبات التعليم عمقًا، ومن ثم فلا بد من مواجهتها.
ويعتبر مصطلح رأس المال النفسي امتدادًا لعلم النفس الإيجابي ويستند على المصادر النفسية للشخصية بمكونات أربع تتمثل في الأمل والتفاؤل والمرونة والكفاءة الذاتية حيث هناك إجماع بين الباحثين الذين قاموا بدراسة وتحليل مفهوم رأس المال النفسي على هذه الأبعاد (2009 al.Gooty et).
ورأس المال النفسي هو عبارة عن مجموعة من المشاعر النفسية الإيجابية التي تنتاب التلميذ، وتجعله يشعر بالأمل في تحقيق أهدافه، والتفاؤل تجاه المستقبل، ورفع القدرة على التحمل والعودة إلى الحالة الطبيعية في حالة التعرض لتحديات وأزمات، والقناعة بالقدرة على تجاوز تلك المشكلات .(Gohel, 2012, p. 36).
وكان أول من وضع نظرية لرأس المال النفسي هوبفول حيث قدم نظرية حول رأس المال النفسي وأهم العوامل المؤثرة فيه، أطلق عليها نظرية الحفاظ على الموارد، وفسر من خلالها رأس المال النفسي على أنه متغيرة مدركة من قبل العاملين، ويستند على الأمل والكفاءة الذاتية، كما اعتبر رأس المال النفسي بأنه نواة يمكن البناء عليها، وأنها تقع في منتصف التنظيم الإداري، وتتشكل بناء على تفاعل الأفراد داخل أعمالهم، وطبيعة العلاقات السائدة بينهم وبين رؤسائهم، وأن رأس المال النفسي يحقق رفاهية العاملين، ويعزز استعدادهم لأداء المهام، وينمي لديهم الروح والحماس نحو العمل , 2002, p.318) Hobfoll).
وبالرغم من أن ظهور رأس المال النفسي كان متأخرًا عن ظهور رأس المال البشري (الخبرات، المعارف، المهارات، القدرات)، ورأس المال الاجتماعي (العلاقات، الاتصالات، الأصدقاء)، ورأس المال الفكري والاقتصادي، إلا أن رأس المال النفسي منح أهمية كبرى في الدراسات والبحوث ( Luthans, et at,2004, p.145؛ وعمار فتحي موسى، 2019، ص 4). وذلك لأن هناك قناعة أدركها علماء النفس والإدارة مفادها أن الحالة المزاجية للأفراد تساعدهم على تعزيز قدراتهم وميولهم واستعداداتهم للقيام بأعمالهم، وتحمل مسؤولياتهم.
وهذا ما أشارت إلية ”مروة مختار بغدادي” (2021) أن رأس المال النفسي يسهم بشكل فعال في التنبؤ بالاندماج الأكاديمي لدى طلاب الجامعة ، كما أشارت دراسة ”هبة حسين إسماعيل” (2019) على أهمية رأس المال النفسي في مواجهة الضغوط التي يتعرض له معلمي التربية الخاصة)، كما أثبتت دراسة ”سمر محمد شاهين” (2019) أثر رأس المال النفسي في تحقيق التميز الأكاديمي لدى طلاب الجامعات.
كما تناول ”سامح حسن سعد الدين، حازم شوقي محمد” (2023) البحث عن نموذج بنائي يفسر مسار العلاقات بين الشخصية الاستباقية ورأس المال النفسي والدافعية الأكاديمية والتوافق مع الحياة الجامعية وأسفرت النتائج عن: وجود تأثير موجب مباشر ودال إحصائيا لرأس المال النفسي في التوافق مع الحياة الجامعية، وتتوسط الدافعية الأكاديمية تأثير رأس المال النفسي في التوافق مع الحياة الجامعية. ووجود تأثير موجب مباشر ودال إحصائيا للشخصية الاستباقية في الدافعية الأكاديمية، ويتوسط رأس المال النفسي هذه العلاقة السببية.
وفي ضوء ما سبق يرى الباحث أن رأس المال النفسي متغير متعدد الأبعاد، ويتأثر بعوامل متعددة، وأن معظم الدراسات والباحثين اتفقوا على أن رأس المال النفسي يشكل جوانب انفعالية وعاطفية، ويتضمن قدرات ومهارات معرفية، ومسؤوليات ومهارات إجرائية تتعلق بأداء المهام، كذلك فإن العديد من الدراسات أظهرت أن رأس المال النفسي يتمثل بأربع مكونات: الأمل، والتفاؤل، والمرونة والكفاءة الذاتية.
وعليه فقد جاء البحث الحالي بهدف صياغة برنامج قائم على رأس المال النفسي (الأمل والتفاؤل والمرونة والكفاءة الذاتية) في تنمية الإندماج الأكاديمي (المعرفي والانفعالي والسلوكي) لدى التلاميذ ذوي صعوبات التعلم.
وبالتالي يمكن تلخيص مشكلة الدراسة في النقاط التالية:
1- أهمية دراسة مفهوم الاندماج الأكاديمي لدى التلاميذ ذوي صعوبات التعلم وذلك لتأثيراته الإيجابية على المتغيرات الأكاديمية المختلفة التي يمكن أن تحسن من العملية التعليمية بشكل عام.
2- ندرة الدراسات العربية والأجنبية التي اهتمت بدراسة تأثير رأس المال النفسي على الاندماج الأكاديمي للتلاميذ بصورة عامة وذوي صعوبات التعلم بصورة خاصة، وتوصية الدراسات باجراء مزيد من البحـوث تتناول تلك العلاقة.
3- ونظرًا لندرة الدراسات والبحوث العربية (في حدود إطلاع الباحث) لا توجد دراسة عربية تناولت إعداد برنامج قائم على رأس المال النفسي لتنمية الاندماج الأكاديمي لدى التلاميذ ذوي صعوبات التعلم.
ومن خلال العرض السابق ظهرت مشكلة الدراسة الحالية في محاولة لتقديم برنامج قائم على رأس المال النفسي في تنمية الاندماج الأكاديمي لدى التلاميذ ذوي صعوبات التعلم بالمرحلة الابتدائية.
وقد تمثلت مشكلة الدراسة في الإجابة على التساؤل الرئيسي التالي:
ما فعالية برنامج تدريبي قائم على رأس المال النفسي في تنمية الاندماج الأكاديمي لدى التلاميذ ذوي صعوبات التعلم؟ والذى يتفرع منه الأسئلة الآتية:
1- هل توجد فروق بين المجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة من التلاميذ ذوى صعوبات التعلم فى القياس البعدي للاندماج الأكاديمي؟
2- هل توجد فروق بين القياسين القبلي والبعدي للاندماج الأكاديمي لدى المجموعة التجريبية؟
3- هل توجد فروق بين القياسين البعدي والتتبعي للاندماج الأكاديمي لدى المجموعة التجريبية؟
أهداف الدراسة:
وبذلك يهدف البحث الحالي إلى ما يلي :
1- التحقق من أثر رأس المال النفسي في تنمية الاندماج الأكاديمي لدى ذوي صعوبات التعلم.
2- التحقق من مدى بقاء أثر رأس المال النفسي في تنمية الاندماج الأكاديمي لدى ذوي صعوبات التعلم.
أهمية الدراسة:
تتمثل أهمية الدراسة الحالية في:
1- التحقق من أثر رأس المال النفسي في رفع مستوى الاندماج الأكاديمي لدى ذوي صعوبات التعلم من تلاميذ المرحلة الابتدائية، ومن ثم إمكانية الاستفادة من نتائج هذا البحث في وضع البرامج التدريبية اللازمة من قبل المتخصصين، بهدف رفع مستوى الاندماج الأكاديمي لدى ذوي صعوبات التعلم.
2- التأكيد على أهمية الحاجة إلى دراسات عربية تتناول رأس المال النفسي ودوره في مجال صعوبات التعلم، وخاصة في ضوء ندرة الدراسات العربية في هذا المجال( في حدود علم الباحث)، وبالتالي التأكيد على أثر رأس المال النفسي في تحسين وتنمية كثير من خصائص وسمات التلاميذ بصفة عامة وذوي صعوبات التعلم بصفة خاصة.
وفيما يلي عرض لكل من الأهمية النظرية والأهمية التطبيقية لهذه الدراسة:
(أ)- الأهمية النظرية:
يمكن تحديد أهمية الدراسة النظرية فى النقاط التالية:
1- محاولة إضافة إطار نظري لرأس المال النفسي قد يساعد في بناء برامج لتدريب التلاميذ على تحقيق رأس المال النفسي لديهم.
2- تقديم أفكار جديدة للباحثين عن رأس المال النفسي والاندماج الأكاديمي وذلك بمزيد من المعلومات عن كليهما ومساعدتهم فى معرفة كيفية تنميتهما.
3- تقدم الدراسة موضوع رأس المال النفسي لدى الفئات الخاصة – ذوى صعوبات التعلم، ولعل هذا يعد إثراء للبحث التربوى من ناحية وبداية لمزيد من البحوث والدراسات فى هذا الميدان من ناحية أخرى لدى الفئات الخاصة بشكل عام.
4- ندرة الدراسات التي ربطت بين رأس المال النفسي وصعوبات التعلم.
5- تساهم الدراسة في القاء الضوء على أهمية الاندماج الاكاديمي، للتلاميذ ذوي صعوبات التعلم.
6- تستمد الدراسة أهميتها من عينة الدراسة وهي تلاميذ المرحلة الابتدائية ذوي صعوبات التعلم، وهم بحاجة الى الاهتمام والرعاية والمساعدة بتقديم الدعم.
(ب)- الأهمية التطبيقية:
يمكن تحديد أهمية الدراسة التطبيقية فى النقاط التالية:
1- توفير برنامج قائم على رأس المال النفسي لتنمية الاندماج الأكاديمي لدى ذوى صعوبات التعلم- للقائمين على العملية التعليمية.
2- قد تفيد النتائج في تحسن الأثار الإيجابية المترتبة على رأس المال النفسي لدى التلاميذ ذوى صعوبات التعلم وتنمية الاندماج الأكاديمي لديهم.
3- محاولة جذب انتباه القائمين على العملية التعليمية إلى أهمية الدور الذي يقوم به رأس المال لنفسي في عملية التعلم
النموذج المقترح للدراسة:
تعتمد الدراسة على النموذج التالي في تحقيق الهدف الذي نشأت من أجلها الدراسة.

النموذج العام للدراسة (إعداد الباحث).
منهج الدراسة:
تم استخدام المنهج شبه التجريبى؛ لملاءمته لطبيعة وأهداف الدراسة. حيث تم الاعتماد على تصميم المجموعتين؛ مجموعة تجريبية ومجموعة ضابطة، والقياس القبلي والبعدي والتتبعي لمتغيرات الدراسة، فيمثل الاندماج الأكاديمي المتغير التابع، ويمثل البرنامج القائم على رأس المال النفسي المتغير المستقل.
عينة الدراسة:
اشتملت عينة الدراسة الأساسية على (16) تلميذًا وتلميذة بالصف السادس الإبتدائي من ذوي صعوبات التعلم بمدرسة ”سدمنت الجبل الابتدئية القديمة” بمركز أهناسيا بمحافظة بني سويف، تم تقسيمهم إلى مجموعتين؛ المجموعة التجريبية وعددها (8) تلاميذ وتلميذات من ذوي صعوبات التعلم، ومتوسط أعمارهم (11.19) سنة، وانحراف معياري (1.42) تعرضوا للبرنامج التدريبى؛ والمجموعة الضابطة وعددها (8) تلاميذ وتلميذات ومتوسط أعمارهم (11.76) سنة، وانحراف معياري (1.85) لم يتعرضوا للبرنامج التدريبى؛ وقد تم اختيار عينة الدراسة من مدرسة سدمنت الجبل الابتدائية القديمة لكثافة الفصول بالمدرسة، وتقارب المستوى الاجتماعي والاقتصادي والثقافي للتلاميذ.
أدوات الدراسة:
تم استخدام الأدوات التالية:
1- اختبار رافن للذكاء. من إعداد ”رافن” تعريب وتقنين ( فؤاد عبد اللطيف أبو حطب، 1977).
2- مسح نيورولوجي.(اختبار المسح النيورولوجي السريع لصعوبات التعلم) تقنين (عبد الوهاب محمد كامل،2001).
3- نتائج اختبارات تحصيلية. درجات التلاميذ في نهاية الفصل الدراسي الثاني(2021- 2022)
4- برنامج قائم على رأس المال النفسي .(إعداد الباحث)
5- مقياس الاندماج الأكاديمي لدى التلاميذ ذوي صعوبات التعلم.(إعداد الباحث).
الأساليب الإحصائية المستخدمة في الدراسة:
تم استخدام الأساليب الإحصائية اللابارامترية المناسبة لاختبار صحة فروض الدراسة والتي تمثلت في اختبار ”مان- ويتني” لدلالة الفروق بين الرتب غير المرتبطة، واختبار ”ويلكوكسون” لدلالة الفروق بين الرتب المرتبطة. وتمت جميع المعالجات الإحصائية باستخدام البرنامج الإحصائي SPSS (V.12).
نتائج الدراسة:
أظهرت نتائج الدراسة وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي رتب درجات المجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة في القياس البعدي للاندماج الأكاديمي لصالح المجموعة التجريبية، كما أشارت النتائج إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي رتب درجات المجموعة التجريبية في القياسين القبلي والبعدي للاندماج الأكاديمي لصالح القياس البعدي للاندماج الأكاديمي، بينما لم توجد فروق في القياسين القبلي والبعدي للاندماج الأكاديمي بالنسبة للمجموعة الضابطة، كما أشارت نتائج الدراسة إلى وجود بقاء لأثر البرنامج في تنمية الاندماج الأكاديمي طلاب المجموعة التجريبية، حيث لم توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي رتب درجات المجموعة التجريبية في القياسين البعدي والتتبعي في لاندماج الأكاديمي.
وقد تم مناقشة وتفسير نتائج الدراسة في ضوء الإطار النظري والدراسات والبحوث المرتبطة بموضوع الدراسة، كما تم تقديم مجموعة من التوصيات والبحوث المقترحة، والتي أسفرت نتائج الدراسة عن الحاجة إليها.