الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص مخلص البحث الحمد لله الذي علَّم بالقَلَم، وفَهَّم الإنسان دِلالات ما نَطَق، فقد كان -وما زال- استعمال الكلام ذا أهمية قُصوى لدى المتكلِّم والمستمِع معًا؛ فبمعرفة مجالات استعمال الكلمة عِند العرب يتَّضح المقصود، ويبلغ الإنسان مقاصِده ومراميه، ويصِل إلى فَهْم القرآن الكريم؛ لأنه نزل بلُغتهم، أي: باستعمالهم إياها، رغم أنه حافَظ على بقاء هذا النوع، فإنه أبقى على استعمال بعض من تلك الألفاظ، وأرسى دعائم تطوير بعضها الآخَر؛ إمَّا توسِعةً، وإمَّا تخصيصًا لبعضٍ، فمِن هنا كان للاستعمال أهمية بالِغة في بيان استعمال الألفاظ استعمالًا مخصوصًا مخالِفًا لأصل الوضع أحيانًا، أو مُتَّفِقًا مع أصل الوضع أحيانًا أُخرى، والذي بدَوْره أيضًا يفِّسر الحَديث الشَّريف والنُّصوص الشِّعرية والنَّثرية، ويسهِّل فَهْمها وفَهْم مقاصِدها وتحليلها تحليلًا دَقيقًا بعيدًا عن الخطأ أو اللَّحن الاستعمالي، وبالتالي تساعد الباحث والمؤلِّف في استعمال الألفاظ التي يتناولها استعمالًا موافِقًا لاستعمال العرب الفُصحاء، بعيدًا عن اللَّحن الذي يعتَري فَهْم الألفاظ واستعمالها، وَفقًا لأصل الوضع فقط، ومِن هنا كانت أهمية الدراسة التي تبعث الذَّخائر اللُّغوية من معاجِمها، وتُلقي بها في ميادين الاستعمال الصحيحة، فمِن خلالها يُصبح استِخدام اللُّغة من الدِّقة بمكان، بحيث لا يُستَخدَم لفظ إلا في سياقه الاستعمالي الصحيح؛ فلا تُستَعمَل مَثلًا كلمة ”أشقر” في وصف إنسان، وأبيض في وصف شكله، و”يَقَق” في وصف شكل حِصان، وأزهر في وصف لون خاتَم، فهذا -وإن كان في صياغة المستَعمَل صحيحًا- لُغةً خطأ، وهو ما ستطرحه الدراسة -إن شاء الله-، والمعنونة بـ”الاستعمال وأثره في المُعجَمية العربية، دراسة وصفية تصنيفية دِلالية”؛ فكانت الرسالة قوامها بيان استعمال العرب للألفاظ وَفقًا لفِقه اللُّغة الاستعمالي عِندَ العرب من خلال شواهد استعمالهم إياها، أو ما وَرَد في كلامهم . |