الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص للدلالات الرمزية فاعليتها ودورها المؤثر في أساطير الخلق بحضارات الشرق القديم، فلها ما يُميزها كعنصر مُستخدم في أفلام التحريك، حيث لا تخلو الأخيرة من استخدام الرموز وفلسفتها الجمالية في التعبير عن معاني الأسطورة، فلكل حضارة رموزها الفلسفية التي تعبر عن رؤيتها وتفسيرها لنظرية الخلق والكون، والتي على أساسها تقوم الأسطورة. اشتركت الحضارات الهندية والصينية وبلاد الرافدين والمصرية والفارسية في العديد من الرموز الفلسفية، ومن بين هذه الين واليانغ، والكارما، ومفهوم النور والظلام والخير والشر، كذلك في استخدامها الألوان والتعبير عنها بأفلام التحريك الخاصة بكل حضارة على عكس الدول الغربية التي لم توظفها في مكانها الصحيح، وطبقًا للمعنى الأصلي للأسطورة. كما تعتبر الحضارة الهندية والصينية أقدم الحضارات، ذلك لأن حضارة السند بالهند بدأت نشأتها وتطورها في 4250 ق.م.، وهذا يعني بأنها أقدم من الحضارة السومرية ببلاد الرافدين، إلى جانب ذكر حضارتي الهند والصين في أساطيرهم بأنهما أقدم حضارتين، لذا تم البحث فيهما لمعرفة بدايات الحضارات الحقيقية؛ فالوجود الإنساني أقدم بكثير من مسألة التدوين الكتابي. والفلسفة الشرقية الهندية والصينية في أفلام التحريك تميل إلى التركيز أكثر على الجوانب الروحية والصوفية للحياة، في حين أن الفلسفة الغربية في أفلام التحريك تهتم أكثر بعرض صورة مُبهجة وإلى الربح التجاري بغض النظر عن معاني الأسطورة ورموزها ودلالاتها. وبعد الاطلاع على عددٍ من أفلام التحريك الهندية والصينية وتحليلها واستخراج القيم والمفاهيم الجمالية والفلسفية التي تعكس عقيدة وثقافة الشعوب القديمة -منها التوازن والانسجام- حيث تعتبر فكرة التوازن والانسجام من أهم الرموز الفلسفية في الأساطير الهندية والصينية. وتُشير فكرة الين واليانغ في الأساطير الصينية إلى التوازن بين القوى المتناقضة، فيما تعكس قوى الشانغي (الماندالاMandala) في الفلسفة الهندية فكرة التوازن والانسجام بين الجوانب الروحية والمادية للكون. وقد تناولت الباحثة في تجربتها البحثية بفيلم الرسوم المتحركة القصير (الرحلة) بعض الرموز الأسطورية والجمالية من أساطير الخلق في الأساطير الهندية والصينية، وشرح المراحل التي مرت بها أثناء تنفيذه، وتحريكه وإخراجه، والبرامج التي استخدمتها في إنتاجه والموسيقى التي عُرضت مع الفيلم، ومدى مُلائمتها للبحث، إلى أن ظهر بشكله النهائي الجمالي. |