Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
”النسوية بين الروايتين: المصرية واليابانية :
المؤلف
محمد، مصطفى سيد أبو اليزيد محمود.
هيئة الاعداد
باحث / مصطفى سيد أبو اليزيد محمود محمد
مشرف / شــــريف سعد الجــــيار
مشرف / عزة عبد اللطيف عامر
الموضوع
الرواية
تاريخ النشر
2024.
عدد الصفحات
160 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
العلوم الاجتماعية
الناشر
تاريخ الإجازة
9/3/2024
مكان الإجازة
جامعة بني سويف - كلية الآداب - اللغة العربية وآدابها
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 162

from 162

المستخلص

نشأت النِّسْويةُ في رحاب بحث المرأةِ عن مكانتها داخلَ المجتمع، لا مِن قبيل المساواة بالرجل فحسب، بل من خلال بحثهِا الدؤوب في خَلق مساحةٍ فكرية تضمَن لها حقوقها في الإبداع، والعمل، و رفْض التابوهات القديمة بعيدًا عن التهميش والقهر، أو أن تكون ظِلًّا للآخر؛ لذلك اختلف المُصطلحَ باختلاف الجوهر الزمكاني، والغايات التي يصبو إليها المُصطلحُ؛ وفقًا للمرحلة الزمانية، والحدود الجغرافية، فكان الاعتماد على الأدب المقارن بوصفه الأدبَ القادر على تخطِّي قيود الزمان، والمكان؛ ليُمكِّن الباحث من رَصدِ التشابُهات، والاختلافات بين الآداب المُختلفة، والوقوف على جماليات النص الأدبي، وتحليلها.
لِذا، تسعى الدراسة جاهدة للكشف عن عوالم المرأة المختلفة داخل النص الروائي المصري، ونظيره الياباني؛ لتكشف لنا عن أسرار تلك العوالم الخفية بينهما؛ لأن المرأة في حقيقة الأمر عانت كثيرًا تحت وطأة النظام الذكوري السلطوي من صور مختفلة للاضطهاد، والقهر؛ ولكن لم نكن نسمع صوتها؛ لأن أنينها كان منفردًا، ولم يكن منظمًا إلا مع بدايات القرن العشرين مع ظهور الحركات النسوية الحديثة؛ بناءً على أيدولوجيات واضحة، ومحددة، سمحت لها بالانتشار السريع داخل الأوساط الأدبية والأكاديمية.
 فتهدف هذه الدراسة إلى فهم تطور مفهوم النسوية، وأثر ذلك على تحرر المرأة، وتغيير صورتها؛ من خلال المقارنة بين صورة المرأة في المجتمعين؛ وكيف تجلت صورتها داخل الخطاب الروائي عند الكاتبين، وهل كانت صورة واقعية عاكسةً لوضعها الحقيقي، أم جاءت تحمل آمالًا ورؤًى يتمناها الكاتبان، والمجتمع سويًّا؟ وكيف تحولت صورة المرأة من النمطية إلى التعددية؟ وما الوسائل التي استخدمتها لهدم تابوهات الجنس، والدين، والعادات، والتقاليد التي فرضها عليها المجتمع. من خلال قراءة النصوص الروائية للكاتبين ودراستها.
 كما كشفت الدراسة عن نوعٍ جديدٍ من الكتابة النسوية الإيروتيكية القائمة على الانتقال بالجسد الأنثوي من المُستوى البيولوجي الجنسي التقليدي إلى المستوى المعرفي الثقافي المعقَّد لحقيقة الجسد؛ بعيدًا عن الكتابة البورنوجرافية التي تعكس سطحية الأدب، و وضوحه.
 كما تكمن أهمية الدراسة في إقامة جسور الصلة بين الأدبين: المصري، و الياباني؛ من خلال دراسة بعض الأعمال الروائية للكاتبين: عبد الحكيم قاسم، وكاواباتا ياسوناري بوصفهما جزءًا مهمًّا من تراث الأدب العالمي، يساعدنا على فهم الثقافة اليابانية، وصور هذه البلاد عن قرب، ويُحقِّق نوعًا من الحوار، والتواصل غير المباشر بين الثقافات العالمية. من خلال الكشف عن أواصر الصلات التاريخية، والثقافية بين الدولتين منذ عصر النهضة الحديثة عامة، ودراسة الأدب خاصة؛و لا سيما أن الدراسات الأدبية المقارنة بين الأدبين: العربي، والياباني قليلة جدًّا؛ نظرًا لصعوبة اللغة اليابانية.
وقد جاءت هذه الدراسةُ مُقسمةٌ على ثلاثةِ فصولٍ تسبقها مقدمة، وتمهيد، وتعقبها خاتمة، وبها نتائج البحث، والدراسة، والتوصيات ثم ذيل بقائمة المصادر والمراجع.تتناولُ المقدمةُ: أسباب اختيار الموضوع، وأهميته وأهدافه والمنهج المتبع والدراسات السابقة.ثم مدخل الدراسة : ويتكون من : التمهيد النظري، و موجة الدراسة، ثم الكشف عن علاقة النِّسْوية بالأدب، مع الوقوف على إشكالية المصطلح.
 ثم تبدأ الدراسةُ بالفصل الأول: وهو بعنوان : النسوية الروائية والنسق الاجتماعي. يليه الفصل الثاني الذي يبحث عن جماليات اللغة اللإيروتيكية، وتمرد اللغة عند الكاتبين، وناقش الفصل الثالث : طبيعة العلاقة والصراع بين المركز والهامش و آليات المرأة في تحطيم تابوهات المركز .
ثم الخاتمةُ وقد أنطوتْ على النتائجِ التي توصلتْ إليها الدراسةُ: ومنها:
 ترى الدراسةُ أن صورةَ المرأةِ اختلفتْ بين قاسم، و ياسوناري بفعل الثقافةِ، والبيئةِ المحيطةِ، وإن كانتْ البداياتُ تشابهاتْ في بعضِ نقاطٍ: الواقع التاريخي، و السياسي، والحروب العالمية، التي حدثتْ في معظمِ بلدانِ العالم؛ مما أَثَّرَ ذلك على وضع المرأة الثقافي، والاجتماعي، و أَجَبَرَها على الخروجِ إلى المصانعِ، والمزارعِ، و ساحاتِ الحروبِ بعيدًا عن بيتها؛ فوجدنا حضور ا للمرأةِ اليابانيةِ أكثر عند”ياسوناري”، كما وجدنا المرأةَ عنده انتقلتْ من طَوْر النمطيةِ إلى التعدديةِ في المَهَام، والوظائف، في حين ما زالتْ صورةُ المرأة عند ”عبد الحكيم قاسم” بعيدةً عن صورتها في الحياةِ العامةِ.
 وما يُلاحَظ من قراءةِ روايات قاسمِ وياسوناري أن الجسدَ عندهما في إبداعاتهما لم يكن مرادفًا للجنسِ؛ بل جاء للكشف عن آلياتِ تعامل المجتمع معه، والنظرِ إليه؛ لم يكن الجسد في ذاته المقصودَ أكثر من كونه رمزًا ثقافيًّا لقيمة المرأةِ، ومكانتها داخل الحقلِ الثقافي، وأن النَسَقَ الثقافي بذاته هو الذي يحكمُ على إِيروتكيَّة النص؛ هل هو نصٌ اجتماعي يناقشُ قضايا مهمة تتعلق بالفكر النَّسَوي؟ أم نصٌ إباحيٌّ فارغٌ من القيمة والهدف؟ إذن الثقافة عنصرٌ مهمٌ في تغيير صورة المرأةِ في كتاباتِ الرجل يجبُ أن تتجه الأقلام إليها؛ لتحسين صورة المرأة في مُجْمَل الأعمال الفنية، والأدبية.
 لم يكن المعتقد الديني داخل النص الروائي المصري، أو الياباني تابوها مُعقدًا مانعًا تسعى المرأة إلى هدمه، كما كان هدفًا رئيسًا للحركة النسوية الغربية الأم، حيث حُرمت المرأة باسم الدين سنوات طويلة من الحرية والمساواة؛ لأنها الهامش و أصل كل شر وخطيئة، والمركز هو الكامل والأصل؛ فنتج عن هذا الحرمان رغبة قوية لدى الحركات النسوية الغربية إلى هدم المعتقد الديني بالكلية، أو إعادة قرائته؛ وفقًا للمكتسبات النسوية الحديثة، فركز النقد النسوي على انعكاسات السلطة الدينية و تموضع المرأة داخل النسق الثقافي؛ ولكن المعتقد الديني بالرغم من اختلافه في المجتمعين : المصري والياباني إلا أنه تشابها في المجتمعين في آلية فِعله في عدم إعطاء مركزية دينية للذكر، أو سلطة مُطلقة تَحرِم الهامش من حقه، فالأول دعم للهامش في كل حقوقه، بل أعطاءه حقوقًا لم يكن يحصل عليها قديمًا، والأخر لم يكن الدين عندهم دافعًا لسلطة ذكورية مطلقة يسعى الهامش إلى تحطيمها.
ومن التوصياتِ:
- قَادَنَا البحثُ إلى ملاحظةِ ضرورة تسليط الأضواء على: كتاباتِ المرأةِ، و إبرازِ القيمِ الفنيةِ والأسلوبيةِ في إبداعاتها، والكشفِ عن الخصائصِ الأنثويةِ في كتابتها، وما تمتاز ُبه تلك الكتاباتُ، وأن الدراساتِ النسويةَ في عالمنا العربي لا تزالُ إلى الآنَ تحتاجُ إلى تكثيفِ الجهودِ في إعادةِ قراءة إبداعاتِ المرأةِ، في ضوءِ النظرياتِ النقدية الحديثة، وتوجيه الباحثين إلى تلك الإبداعاتِ المهمة في تراثنا العالمي، والإنساني.
- كما تفتح الدراسة أبوابًا مهمة لدراسة أعمال ”عبد الحكيم قاسم” دراسات أسلوبية، وسوسيو ثقافية مسفيضة تظهر لنا صورًا جديدة للقرية المصرية، ولحياة الإنسان المصري، وتناقضاته في فترة مهمة شهدت تحولات ثقافية متباينة عاشها أبناء جيله من المثقفين، والأدباء و الذي يُعدُّ كاتبنا أحد الكُتَّاب المُهمين من جيل الستينيات ، الذي يتمتع بأسلوب قصصي، وروائي يستحق الدراسة والبحث.كما تفتح لنا هذه الدراسة – أيضًا - نوافذ مهمة لدراسة الأدب الياباني، والتمتع بخصائصه الفريدة، وأسلوبه المختلف، والتعرف على ألوان آخرى من الآداب العالمية الحديثة، وبخاصة ” أدب القنبلة الذرية”، و أنواع، و أنماط مختلفة قد تتكشف للباحث من خلال بحثه في الأدب الياباني ودراسته .