الفهرس 
الفصل الاوليوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 150 |  |  |
| | | from | 150 | | |
المستخلص
باتت عملية أنسنة المراكز التاريخية للمدن كمجال حرج وطارئ في دراسات التخطيط العمراني والتصميم الحضري يشكل الحفاظ على التراث التاريخي والثقافي في ظل التطور العمراني السريع تحديات كبيرة، مما يتطلب استراتيجيات مبتكرة لضمان التوافق السلس بين التحديث والتقليد. تستكشف هذه الرسالة إمكانيات تطبيق الأنسنة على المراكز التاريخية بمدينة الإسكندرية مع المحافظة على قيمتها التراثية والتاريخية. والتركيز الخاص للرسالة هي المنطقة المختارة في محيط شارع محمد كريم .
تتعلق مشكلة البحث المتناولة في هذه الدراسة بالثغرات القائمة في فهم تأثير الأنسنة على تطوير المدن والحفاظ على التراث التاريخي والثقافي. وعلى الرغم من وجود اهتمام متزايد على أهمية مبادئ التصميم الموجهة نحو الإنسان، إلا أن هناك نقصاً في الأبحاث الشاملة التي تستكشف الآثار المعقدة لاستراتيجيات الأنسنة بالمراكز التاريخية الحضرية. عليه، فالدراسة تسعى إلى سد هذه الفجوة عبر استكشاف ديناميكيات الأنسنة وتأثيراتها على التطوير الحضري وحفظ التراث.
تهدف هذه الدراسة بشكل أساسي إلى تحليل إمكانية أنسنة المراكز التاريخية في الإسكندرية، وتأثيرها على الدور الإنساني للمواطنين. لذلك تسعى هذه الدراسة لفهم خصائص المراكز التاريخية وتأثيرها على البيئة الجسدية، والتفاعلات الاجتماعية والظروف البيئية والرفاهية النفسية لسكانها. كما تسعى لفهم الأنسنة في الأماكن التاريخية وأهميتها وأسبابها وتأثيرها على الأنشطة الإنسانية المختلفة. بالإضافة إلى ذلك تحدد الدراسة الآليات لمراقبة النشاط الإنساني في المراكز التاريخية وآليات تحقيق المدن الإنسانية. وبالإضافة إلى ذلك، تتناول الدراسة القضايا الحالية لأنسنة المراكز التاريخية في المدن المصرية، وتأثير التغيرات البيئية والاجتماعية على محيطها. وأخيرًا، تقدم توصيات لتعزيز الدور الإنساني والحفاظ على الكيان المادي الثمين لهذه المراكز.
أما بخصوص ما يتعلق بمنهج الدراسة فإنه يشمل نهجًا تحليليًا. في أولها تبدأ الدراسة باستعراض الشامل للمراجع الأدبية المتعلقة بأنسنة المراكز التاريخية الحضرية وخصائصها وأبعادها وتأثيراتها. بالإضافة إلى ذلك تم تحديد مجموعة من الأمثلة الناجحة في مجال الأنسنة عالميًا وإقليميًا لاستكشاف وتحليل نماذجها الحضرية وتطبيقها على السياق المحلي للمراكز التاريخية في الإسكندرية. علاوة على ذلك يتم تناول التحليل الرباعي (SWOT) الذي يتناول مزايا منطقة الدراسة كمكان حضري مُنسق وإمكانيته للتطبيق.
ومن ناحية أخرى يقوم هذا التحليل كذلك بتقييم نقاط الضعف في استراتيجيات الأنسنة وقدرتها على الحفاظ على التراث الثقافي وتعزيز ظروف العيش الحضرية. كما يعالج التحليل المهددات المتوقعة للمشروع. تكمن نتائج هذا التحليل من فهم شامل للتحديات والفرص لأنسنة المراكز التاريخية في الإسكندرية مما يسهل تطوير استراتيجيات فعالة للتنمية الحضرية المستدامة وحفظ التراث.
من خلال إجراء مسح الموقع والتحليل الحضري تتسم هذه الدراسة بالتركيز على الفجوة في الأبحاث حول أنسنة المراكز التاريخية الحضرية. وبالتالي، قدمت هذه الدراسة استراتيجيات لتحسين نوعية الحياة الحضرية مع الحفاظ على التراث الثقافي.
ومن خلال إلقاء الضوء على تعقيدات عمليات الأنسنة يتمتع منطقة شارع محمد كُريم بإمكانات كبيرة في الأنسنة والتقدم المستدام حيث تحتوي على استخدامات أراضي متنوعة ومعالم تاريخية ووجهات سياحية ومناطق ثقافية وأنشطة تجارية متنوعة. بالإضافة إلى ذلك فإن الموقع المركزي في المدينة يسهم في تطوير خطة الأنسنة الحضرية كشارع رئيسي في الشبكة الطرقية فضلاً عن سهولة الوصول عبر أنواع مختلفة من وسائل النقل العام.
وعلى الجانب الآخر تعاني منطقة الدراسة من الصعوبات في الحفاظ على المباني التاريخية بسبب تداخل بناء المباني الجديدة؛ تدهور البنية التحتية والمرافق الحضرية الاعتماد المفرط على السيارات ونقص النباتات الخضراء، علاوة على ذلك يسبب نقص الوعي بين المواطنين والبنائين والمشرفين الحكوميين المزيد من الضرر للأصول الثقافية.
أكدت التوصيات الختامية على ضرورة أنسنة المناطق التاريخية داخل الإسكندرية ودعم التصميم الحضري الذي يعطي الأولوية لاحتياجات الإنسان، ومن بين هذه التوصيات كانت التحول الكبير لشارع محمد كريم إلى شارع صديق للمشاة مما يتطلب إنشاء مساحات كبيرة لوقوف السيارات في المنطقة المجاورة لتقليل حركة المرور السيارات؛ بالإضافة إلى ذلك أكدت المقترحات أهمية النباتات الخضراء على طول الشارع وتوسيع المرافق العامة وإثراء العروض السياحية والثقافية في المنطقة لتعزيز تجارب الزائرين.
علاوة على ذلك، تم تسليط الضوء على أهمية تنويع استخدامات الأراضي وتلبية الاحتياجات المتنوعة للسكان كأهداف أساسية، بالإضافة إلى ذلك أكد التفاعل المجتمعي النشط في المبادرات الحالية والمستقبلية للتخطيط الحضري على ضرورة الاستدامة وتعزيز الرفاهية لكل من السكان والمدينة بشكل عام سواء في الوقت الحاضر أو في المستقبل.