Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
السفارات في مصر في العصر الفاطمي
( 358 – 567 ﻫ / 969- 1171م) /
المؤلف
حميدة، محمود عبد المنعم أمين.
هيئة الاعداد
باحث / محمود عبد المنعم أمين حميدة
مشرف / يمنى رضوان أحمد
مشرف / سيد محمود عبد العال
مناقش / سيد محمود عبد العال
الموضوع
Qrmak
تاريخ النشر
2024
عدد الصفحات
311 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
التاريخ
تاريخ الإجازة
11/2/2024
مكان الإجازة
جامعة الفيوم - كلية الاداب - التاريخ
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 293

from 293

المستخلص

تتناول هذه الدراسة موضوع السفارات في مصر في العصر الفاطمي، إذ تُعد السفارات من الموضوعات المهمة في التاريخ الإسلامي عامة، وبصفة خاصة في الدولة الفاطمية لتشعب علاقات الدولة مع غيرها من الدول الإسلامية وغير الإسلامية، كما أن التنظيم الداخلي لأية دولة لا يأتي إلا بعد أن تستقر قواعدها وتستقيم أمورها، فمن هنا تبدأ الدولة في وضع الأسس التي يقوم عليها نظام الإدارة فيها فتنشئ الوظائف المختلفة وتعطيها المسميات التي تتفق مع اختصاصاتها، والسفارات إحدى هذه الوظائف التي أعطاها الفاطميون الاهتمام والعناية نظرًا لأهميتها الكبرى .
وجرت السفارات بين الدولة الإسلامية وغيرها من الدول والأمم المجاورة منذ نشأة الدولة الإسلامية في المدينة المنورة، فأوفد الرسول الكريم السفراء إلى هرقل عظيم الروم وغيره من الأمراء والحكام.
وتطورت الدبلوماسية الإسلامية عبر عدة مراحل ووصلت لأدق القواعد الدبلوماسية من استقبال وتوديع السفير وغير ذلك من المراسم، وعندما انتقلت الدولة الفاطمية من المغرب واستقرت بمصر مارست الدبلوماسية على أفضل ما يكون فقد سعت الدولة الفاطمية إلى تحسين العلاقات الخارجية وتحقيق أقصى استفادة ممكنة من خلال السفارات للدول والممالك الأخرى، وكان لهذه السفارات أغراض متعددة منها كسب الولاء في أراض جديدة، والمدد العسكري والاقتصادي، ونشر الدعوة الفاطمية.
وكانت هناك مراسم لاستقبال السفراء ولكن مراسيم استقبال السفراء لم تكن واحدة، بل كانت تختلف حسب الدولة المُرسلة للسفارة، وأهمية السفارة والظروف المحيطة بها، كذلك الحالة الاقتصادية للدولة من الأمور المهمة في تحديد المراسم لاستقبال السفراء.
ومنذ اللحظة الأولى لقيام الدولة الفاطمية حرصوا على إقامة علاقات دبلوماسية جيدة مع الدول الكبرى مثل الدولة البيزنطية إذ حرصوا على إقامة الدعوة على منابر الدولة البيزنطية وابرام المعاهدات التجارية لتأمين حاجة مصر من القمح وقت المجاعات وذلك من خلال السفارات إلى الدولة البيزنطية.
لم تغب النوبة والحبشة عن المشهد الدبلوماسي الفاطمي حيث حرص الفاطميون على تبادل السفارات مع أهل النوبة وأهل الحبشة وذلك خوفًا من العبث بمجرى النيل الذى هو شريان الحياة بمصر، وكذلك تأمين حدود البلاد، وكان لبطارقة مصر الدور الأبرز فى السفارات بين الدولتين، كما أرسل الخليفة الحاكم بأمر الله لملك النوبة سفارة بغرض تسليم أبو ركوة الذي كاد أن ينهى الوجود الفاطمي فى مصر وكانت ثورته على الفاطميين تعتبر هى الأقوى ، ونجح الوفد الفاطمي باقناع ملك النوبة بتسليم أبو ركوة لهم وإرسال الهدايا معه وذلك رغبة فى ديمومة العلاقات الطيبة بينهم.
وحاول الفاطميون استمالة محمود بن سبكتكين فأرسلوا له السفارات المحملة بالهدايا والخِلَع، ولكنه فى كل مرة يردهم ويرفض التعامل معهم لعدم اعترافه بالفاطميين وملكهم.
وفى بغداد حيث الخلافة العباسية والعداء المستحكم بين الخلافتين، فأرسلوا السفارات إلى عضد الدولة البويهي لإزالة الخلافة العباسية والإعتراف بالخلافة الفاطمية وقد وافق عضد الدولة، لكنه تراجع بعد ذلك خوفًا على نفوذه وعملا بنصيحة مستشاريه، كذلك استغل الفاطميون الشقاق بين الخليفة العباسي القائم بأمر الله(422- 467هـــــ/ 1030- 1074م) والقائد أبو الحارث أرسلان البساسيرى حتى سارع الفاطميون بالاتصال به وإرسال السفارات المحملة بالأموال لتقوية موقفه ضد العباسيين بغرض إقامة الدعوة باسم الفاطميين على منابر بغداد.
أما بلاد الشام فكانت حاضرة وبقوة فى المشهد الدبلوماسي بالنسبة للفاطميين منذ قدومهم لمصر ولم يتوان الفاطميون عن إرسال السفارات المحملة بالهدايا والخلع الفاطمية لأمراء الشام لكسب ودهم والعمل على توازن القوى ببلاد الشام.
غاب عن أذهان الفاطميون الأهداف الحقيقية للحملات الصليبية عندما قدمت إلى البلاد الإسلامية، إذ كان الفاطميون على جهل بأهدافهم الحقيقية، فأرسلوا إليهم السفارات بهدف التحالف ضد السلاجقة وتجنب الصدام العسكري مع الصليبيين
أهمية الدراسة:
ترجع أهمية هذه الدراسة إلى أن الدولة الفاطمية لها أهمية كبرى في التاريخ الإسلامي، نظرًا لكونها اتخذت مصر مقرًا لها، واستطاع الفاطميون إقامة دولة مترامية الأطراف شملت أجزاء من بلاد المغرب ومصر والشام والعراق- مقر الخلافة العباسية- التي كان يذكر علي منابرها اسم الخلافة الفاطمية نحوا من سنة.
وعلى الرغم أن الدولة الفاطمية قامت على أسس مذهبية، فإنها لم تتقيد باختيار السفراء وفق مذهبهم، وإنما أرسلت سفراء من ديانات مختلفة تتوافق مع الدول المرسل إليها السفارة، فأرسلت البطاركة من أجل حل الخلافات مع الدولة البيزنطية، وكذلك أرسلت البطاركة من أجل حل مشكلة نقص مياه النيل بالحبشة، وكان لهذه السفارات أثر إيجابي على الدولة الفاطمية.
تناولت هذه الدراسة آلية اختيار السفير والضوابط لاختيار السفير، كذلك أوضحت المراسم التي قام الفاطميون بها لاستقبال السفراء، وما أعدوه من دواوين خاصة لهذا الغرض.
شملت هذه الدراسة الدور الحضاري الذي لعبه السفير الفاطمي باعتباره مرآة للدولة الفاطمية، وأثر ذلك في نفوس الدول المُرْسَل إليها.
كذلك تناولت ما تضمنته السفارات الفاطمية من وفود مرافقة لها وهدايا مُرسَلة للدول الأخرى، وأثر الهدايا والأموال في تحقيق أهداف السفارات.
حدود الدراسة:
تتحرك الدراسة في إطار الحدود الآتية:
حدود زمانية تبدأ بدخول جوهر الصقلي مصر وتنتهى بنهاية الدولة الفاطمية( 358 - 567 ﻫــــ /969- 1171م) .
وحدود مكانية تشمل كافة البلاد الواقعة التي قامت بينها وبين الفاطميين سفارات.
الدراسات السابقة:
تناولت العديد من الدراسات الدولة الفاطمية بصفة عامة أو تناولت موضوع يتعلق بالدولة الفاطمية، لكن لم يتطرق الباحثون إلى السفارات الفاطمية وأثرها في تدعيم وبسط نفوذ الدولة، وفيما يلي الدراسات التي قد يكون لها صلة محدودة بالموضوع وقد رتبتها حسب أهميتها للموضوع:
1- مؤلفات الأستاذ الدكتور محمد جمال الدين سرور- رحمه الله تعالى- كتابه( سياسة الفاطميين الخارجية)، دار الفكر العربي(القاهرة 1994م) وتناول المُؤلف العلاقات الخارجية للفاطميين مع الدول الإسلامية أو الدول غير الإسلامية، وقد ركز الكاتب على السياسة الخارجية للدولة الفاطمية دون الدخول في السفارات ومراسمها.
2- كذلك من الدراسات السابقة ما كتبه الدكتور سليمان الرحيلي : السفارات الإسلامية إلى الدولة البيزنطية (سفارات الدول العباسية والفاطمية والأموية فى الأندلس)، وتناول الكاتب بوادر السفارات الإسلامية فى العهود السابقة ، وتناول السفارات الفاطمية البيزنطية منذ أن كان الفاطميون بالمغرب ثم قدومهم إلى مصر، وقام بترتيب السفارات حسب الخلفاء، ومن أهم السفارات الفاطمية التي تناولها الكاتب سفارة الامبراطور نقفور الثاني فوقاس إلى الفاطميين، وسفارة الحاكم بأمر الله إلى الدولة البيزنطية، وسفارة أبو عبد الله القضاعي إلى البيزنطيين ، واختتم الكاتب كتابه بالفصل السادس الذي تناول فيه دراسة مقارنة بين أسباب وأهداف السفارات في الدول الثلاث.
3- ومن الدراسات السابقة ما كتبه الدكتور سمير عبد الوهاب عبد ربه: ديوان الإنشاء الفاطمي بمصر وجهوده الكتابية 358- 568هـــــــــــــ/968- 1172م، رسالة دكتوراة بجامعة مؤتة، وتناولت الدراسة تعريف ديوان الإنشاء ومراحل تطوره ، وأوضح الكاتب المخاطبات التى تصدر عن ديوان الإنشاء كعهود الأمان، الإقطاعات، والهدن.
4- هبة محمد : السفارات في عهد الدولة الفاطمية منذ قيامها في مصر وحتى سقوطها ( 362- 567هــ/ 973- 1171م)، رسالة دكتوراه غير منشورة، جامعة حلوان 2022م، وعند التسجيل لم يُظهر البحث على المكتبة الرقمية أية دراسة تخص الموضوع بسبب أن كلية الآداب بجامعة حلوان لا تنشر العناوين المسجلة لديها على اتحاد المكتبات، ولم أتمكن من الاطلاع على الرسالة بسبب عدم وجود نسخة في المكتبة الخاصة بالجامعة، وقد كنت انتهيت من كتابة أغلب رسالتي عند مناقشة الباحثة لرسالتها.
وقبيل مناقشتي استطعت الوصول للرسالة، وقد وجدت اختلافًا كبيرًا بين الرسالتين، فالباحثة أغفلت كثير من الأمور المهمة التي تتعلق بالسفارات، فكان فصلها الأول عن السفارات بين الفاطميين والبيزنطيين دون أن يسبقه فصول توضح الجوانب الحضارية للسفارات مثل مراسم الاستقبال والتوديع للسفير، كذلك أهم مظاهر التأثير والتأثر في السفارات، وأغراض السفارات، وتناولت بإيجاز كيفية اختيار السفير، وقد تناولت الباحثة في رسالتها في التمهيد ما قمت أنا بذكره في تمهيد وثلاثة فصول، إذ تناولت في المتهيد قيام الدولة الفاطمية وانتقالها لمصر، بينما تناولت في الفصل الأول السفارة والسفير وكل ما يتعلق بهما، وفي الفصل الثاني ذكرت الدواوين وعلاقتها بالسفارات، وفي الفصل الثالث الهدايا والهبات المصاحبة للسفارات، وقد تناولت الباحثة كل ذلك في التمهيد فقط وبالتأكيد فقد سقط منها الكثير من الأمور المهمة مثل مهام السفير وصلاحياته وحقوقه وواجباته والوفود المرافقة له.
كما غاب عنها تناول السفارات الفاطمية مع بلاد الحبشة، وتناولت السفارات مع النوبة بإيجاز شديد، كذلك لم تتناول السفارات الفاطمية مع بني مرداس بالشام، أيضًا لم تتناول السفارات الفاطمية مع آل زريع باليمن.
ومن باب الأمانة العلمية فقد وجدت للباحثة أمور إيجابية مثل الرجوع للعديد من المصادر والمراجع الأجنبية وتوظيفهم بشكل جيد.
منهج الدراسة:
يطرح التناول الموضوعي لموضوع السفارات في عهد الدولة الفاطمية عدة مباحث مهمة تضفي على الدراسة مزيداً من الأهمية خاصة أنه كلما زادت الإشكاليات زادت فرص الباحث في محاولة الرصد واقتراح الحلول لها، وإيجاد حلول للإشكاليات المطروحة في مختلف أقسام هذه الدراسة يستلزم اتباع منهج معين، وقد آثرت أن يشتمل هذا المنهج على رصد المعلومات من أجل تكوين هيكل أولي للموضوع، ثم اتباع المنهج التاريخي في دراسة كل ظاهرة منذ بداية العصر الفاطمي حتى نهايته مع توضيح أهم المنعطفات والتحولات التي مرت بها المظاهر الدبلوماسية، ومن ثم أخلص إلى الاسلوب الوصفي التحليلي في تفسير جوانب الموضوع المختلفة بحيادية تامة.
وقد تم تقسيم الدراسة إلى تمهيد وخمسة فصول:
تناولت في التمهيد نشأة الدولة الفاطمية، وانتقالهم إلى مصر، وتطور الدواوين الفاطمية في مصر.
وجاء الفصل الأول بعنوان” السفارات والسفراء”، وتناولت فيه السفارات وتعريفها اللغوي والاصطلاحي، وأوضحت أغراض السفارات المختلفة كطلب العفو، طلب العون والمساعدة، وعقد الاتفاقيات، كما تناولت ما يصاحب السفارات من وفود مرافقة، كذلك تناولت في السفراء وآلية اختيارهم والشروط الواجب توافرها أو توافر بعضها في السفراء، كما تناولت مهام السفراء وحقوق وواجبات السفراء، وبينت الوفود المرافقة للسفير كالشهود والمترجم، وتناولت مراسم الاستقبال للسفراء مثل تقبيل الأرض، عمل العروض العسكرية وعرض غرائب المخلوقات، وإنزالهم بدار الضيافة، كما تناولت مظاهر التأثير والتأثر في السفارات.
أما الفصل الثاني فقد عنونته ب” الدواوين الفاطمية ودورها في السفارات”، وتناولت في هذا الفصل ديوان الإنشاء وأهميته في الدولة الفاطمية، وأهمية متولي ديوان الإنشاء والشروط الواجب توفرها فيه، كذلك أوضحت دور ديوان الإنشاء في إعداد الرسائل التي يحملها السفير والاهتمام بالترجمة الدقيقة للرسائل، كذلك تناولت ديوان الترتيب وأهميته في السفارات.
أما الفصل الثالث فكان عنوانه” الهدايا” وفيه وضحت الهدايا المرفقة مع السفارات ودورها في نجاح السفارات وهذه الهدايا كانت إما أموال أو ملابس أو عدة عسكرية.
أما الفصل الرابع فجاء بعنوان” السفارات المتبادلة بين الدولة الفاطمية والدول الإسلامية” وتناولت فيه السفارات الفاطمية البويهية، ثم تناولت السفارات الفاطمية السلجوقية، كذلك تناولت السفارات الفاطمية الغزنوية، كما تناولت السفارات الفاطمية مع الصليحيين وآل زريع باليمن وأهدافها، وأوضحت السفارات الفاطمية النورية وأسباب التعاون رغم الاختلاف المذهبي.
وجاء الفصل الخامس بعنوان” السفارات المتبادلة بين الدولة الفاطمية والدول غير الإسلامية” وتناولت فيه السفارات الفاطمية مع الدولة البيزنطية، كذلك تناولت السفارات الفاطمية مع النوبة، وأوضحت دور السفارات في تسليم الهاربين من الدولة الفاطمية كأبي ركوة الذي كاد أن يقضي على الخلافة الفاطمية وقام بتسليمه أمراء بني كنز، كذلك أوضحت السفارات الفاطمية مع بلاد الحبشة ودورها في حل المشكلات التي تواجه الفاطميين، واختتمت هذا الفصل بتناول السفارات الفاطمية مع الإمارات الصليبية بالشام وأسباب إرسال الدولة الفاطمية سفارات للصليبيين بالشام.
ثم أنهيت الدراسة بخاتمة تضمنت أهم النتائج التي توصلت إليها من خلال هذه الدراسة بالإضافة إلى مجموعة من الملاحق ومجموعة من الخرائط والأشكال، كما ذيلت الدراسة بثبت لأهم الوثائق والمصادر المخطوطة والمطبوعة والمراجع العربية والأجنبية، وقد اعتمدت في إعداد هذه الدراسة على مجموعة كبيرة من الوثائق والمخطوطات والمصادر المعاصرة العربية والأجنبية فضلاً عن العديد من المراجع والأبحاث الحديثة العربية والأجنبية.
عرض لأهم المصادر والمراجع المستخدمة في الدراسة:
اقتضت دراسة البحث الرجوع إلى مصادر ومراجع عديدة، وقد رجعت إلى مصادر ومراجع متنوعة نظراً لأن البحث يشمل عدة مناطق مختلفة منها المشرق والمغرب والنوبة والحجاز والدولة البيزنطية، وقد اعتمدت الدراسة على العديد من المصادر العربية المخطوطة والمطبوعة ، وهذه المصادر ما بين كتب للتاريخ العام ، كتب للجغرافيا والرحلات، كتب للتراجم ، كتب اللغة، وكتب التواريخ المحلية، كذلك اعتمد على العديد من المراجع العربية والمراجع المترجمة وغير المترجمة.
أولاً المخطوطات:
رجعت في دراستي لبعض المخطوطات والتي استفدت منها كثيراً نظراً لقيمتها التاريخية ومن أهم المخطوطات التي رجعت إليها” عيون التواريخ ” لمؤلفها ابن شاكر: محمد بن شاكر بن أحمد الكتبي(ت 764هــ/1362م)، مخطوط بمكتبة أحمد الثالث؛ متحف طوبي قابي؛ تركيا؛ رقم 11/2922، وقد استفدت من الجزء السابع عشر من هذا المخطوط في معرفة العلاقات الخارجية للفاطميين مع العالم الإسلامي ونظرة العباسيين للفاطميين في مصر.
ثانياً كتب الطبقات والتراجم:
تعد كتب التراجم والطبقات من الكتب التي لا غنى عنها في أي دراسة نظراً لأهميتها وترجمتها للشخصيات، وقد رجعت للعديد من كتب التراجم والطبقات، وكان منها كتاب” وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان” لابن خلكان البرمكي الإربلي (المتوفى سنة 681هـ/1282م)، ويعد من أهم كتب التراجم، وقد استفدت منه في ترجمة الشخصيات الواردة بالدراسة، وقد اهتم ابن خلكان بذكر التراجم بصورة وافية، مما ساهم في إثراء الدراسة.
ومن كتب التراجم كتاب ” سير أعلام النبلاء” للذهبي (المتوفى سنة 748هـ/ 1347م)، وقد استفدت من الكتاب في ترجمته للشخصيات التي كان لها دور كبير في السفارات الفاطمية مثل الوزير شاور، كذلك تناول نور الدين محمود وعلاقته بالدولة الفاطمية.
كذلك كتاب” الوافي بالوفيات” لابن أيبك الصفدي (المتوفى سنة 764هـ/ 1363م)، والذي يعد من كتب التراجم المهمة التي رجعت إليها في الدراسة، وقد رجعت إليه فيما يتعلق بالشخصيات المهمة مثل السلطان محمود الغزنوي، والقاضي الفاضل ابن بيسان، كما تطرق ابن أيبك الصفدي لزيارة شيخ الجبل الحسن بن صباح( المتوفى 518هــ/ 1124م) للخليفة الفاطمي المستنصر بالله في مصر سنة 471هــ/ 1078م.
ثالثاً كتب السياسة الشرعية:
تمثل كتب السياسة الشرعية أهمية كبيرة في حفظ تراثنا العربي والإسلامي، وقد رجعت إليها في دراستي ومن أهم الكتب التي رجعت إليها” رسل الملوك ومن يصلح للرسالة والسفارة” لابن الفراء( المتوفى سنة 458هــ/ 1066م)، ويعد هذا المصدر التاريخي من أكثر الكتب إفادة للدراسة، إذ تناول المؤلف صفات السفراء وشروط اختيارهم، وذكر آداب يجب على السفير اتباعها، كذلك اهتم ابن الفراء بذكر حقوق وواجبات السفير.
رابعاً كتب التاريخ:
من الكتب التي أفادت الدراسة كتاب ”المنتظم في تاريخ الأمم ” للمؤرخ ابن الجوزي ( المتوفى سنة 597هـ/ 1201م) ، استفدت من كتاب المنتظم منه في مواضع كثيرة منها حديثه المفصل عن الرغبة الشديدة من قبل الفاطميين في إقامة علاقات دبلوماسية مع الدولة الغزنوية، ورفض السلطان محمود الغزنوي هذه السفارات المتتالية من الفاطميين، كما أشار ابن الجوزي إلى بغض السلطان محمود الغزنوي للفكر الإسماعيلي ومحاربته الشديدة لكل مظاهر الفكر الشيعي في البلاد الواقعة تحت نفوذه.
ومن الكتب التي أفادت الدراسة أيضا كتاب ”الكامل في التاريخ ” للمؤرخ عز الدين ابن الأثير ( المتوفى سنة 630هـ / 1233 م ) والذي يعد من أهم كتب التواريخ نظراً لما يحتويه من معلومات وروايات تاريخية مهمة ساعدت كثيراً على فهم الأحداث بصورة أفضل، وقد استفدت من الكتاب كثيراً خاصة الأحداث التي تتعلق بعلاقات الفاطميين بالدولة العباسية فترة ببنو بويه والسفارات بينهما، وعلاقات الفاطميين بنور الدين محمود ومدى تأثر نور الدين بأحوال مصر السيئة، وخوفه من سقوطها في أيدي الصليبيين، ومما يزيد من أهميته أن ابن الأثير قد عاش في كنف دولة الأتابكية في الموصل، بل أنه يعد من أبرز رجالاتها، واعتمد على مؤرخي هذه المنطقة في تدوين كتابه ” الكامل في التاريخ ”.
كما استفادت الدراسة من كتاب ” كنز الدرر وجامع الغرر” لابن أيبك الدواداري( المتوفى بعد سنة 736هــ/ 1335م)، وقد استفدت منه في الجزء السادس المتعلق بالدولة الفاطمية، والجزء السابع المتعلق بالدولة الأيوبية، وقد تميز الكتاب بذكره لتفاصيل السفارات الفاطمية وخاصة فترة الصراع بين شاور وضرغام على الوزارة، واستنجاد كل منهما بقوة خارجية، ومحاولات نور الدين محمود لدخول مصر، كذلك تناول العلاقات بين الفاطميين والصليحيين في اليمن.
كذلك استفادت الدراسة ” اتعاظ الحنفا بأخبار الأئمة الفاطميين الخلفا ” للمؤرخ تقي الدين المقريزي( المتوفى سنة 845 هـ / 1442م) يعد المقريزي عمدة مؤرخي مصر الإسلامية، وتميزت كتاباته بالدقة والبعد عن العصبية المذهبية، وقد استفدت من هذا المصدر كثيراً وخاصة فيما يتعلق بالقصر الفاطمي والدواوين الفاطمية، وتطورها على امتداد العصر الفاطمي، كما ذكر في كتابه اتعاظ الحنفا مراسم استقبال السفراء الواردين إلى الدولة الفاطمية، وكذلك ذكر أسباب السفارات، وأهم ما ميز المقريزي أنه استوعب جميع ما أورده المؤرخون الذين أرخوا للخلافة الفاطمية في مؤلفاتهم لذلك تميز كتابه بتقديم معلومات هامة عن تاريخ هذه الدولة.
ومن المصادر التي أفادت الدراسة كتاب ” النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة ” لابن تغري بردي(المتوفى سنة 874هـ / 1470م)، يعد كتاب النجوم الزاهرة من أهم كتب التاريخ، وقد استفدت منه في معلوماته الوافية للأحداث والشخصيات وذكر دورها في التنظيم والإدارة مثل ذكره لأحمد بن طولون ودوره في النهضة بديوان الإنشاء، كذلك تعرض للأحداث المهمة مثل تناول السفارات الفاطمية البويهية، وتناول ابن تغري بردي المراسم الفاطمية والتاج الفاطمي ووظائف القصر الفاطمي.
رابعاً كتب الجغرافيا والرحلات:
تعد كتب الجغرافيا والرحلات من الكتب التي لا غنى عنها في أى دراسة، إذ أنها غنية بالمعلومات الجغرافية والتفاصيل المعمارية وذكر للمدن وما يميز كل مدينة، ومن كتب الجغرافيا والرحلات التي رجعت إليها في دراستي ” سفرنامه” للرحالة ناصر خسرو، (المتوفى سنة 481هـ/ 1088م)، والذي زار مصر سنة 439هــ/ 1047م، وفي هذا الكتاب تناول ناصر خسرو مدينة القاهرة الفاطمية بالتفصيل، وكذلك القصور الفاطمية، وما اشتملت عليه من أبنية وخدم وعبيد.
واستفادت الدراسة من كتاب ” معجم البلدان ” لياقوت الحموي ( المتوفى سنة 626 هـ /1229م ) ويعد من أهم كتب الجغرافية، حيث يقدم لنا معلومات مهمة عن المدن والمواقع والأماكن والحصون، ويعد كتاب معجم البلدان موسوعة في المعاجم الجغرافية، ويعد من أكثر الكتب الجغرافية إفادة لي، حيث احتوى على تعريف بأهم المدن الواردة بالدراسة مثل مدينة رَقَّادَة، الرحبة، وطَبَرْمِين.
وكذلك كتاب ” آثار البلاد وأخبار العباد” للقزوينى(المتوفى سنة 682هـ/ 1283م)، ويعد هذا الكتاب من أهم الكتب الجغرافية إذ تناول المؤلف أثر البيئة على الإنسان والحيوان وكذلك النبات، وقد قسم الأرض إلى سبعة أقاليم، وعرض خصائص كل منها مع ذكر مدن كل إقليم، كما تناول في كتابه بعض الأخبار المتعلقة بالبلاد المذكورة.
خامساً كتب اللغة:
ومن المصادر التي أفادت الدراسة معاجم اللغة حيث يجد الباحث أثناء دراسته لموضوعه بعض المصطلحات والمفردات التي يصعب على القارئ فهمها لذلك لابد من الرجوع إلى كتب اللغة، وهى ذات أهمية كبرى للباحث، ومن أهم الكتب اللغة التي رجعت إليها في دراستي كتاب ”لسان العرب ” لابن منظور (المتوفى سنة 711هـ/ 1311م) و الذي فسر لي الكثير من المفاهيم اللغوية المهمة للبحث مثل مصطلح السفارة والوفادة، كذلك ذكر معاني الهدية، ويعد كتاب ابن منظور من أهم الكتب اللغوية.
سادساً كتب الخطط:
تعد كتب الخطط من المصادر المهمة للدراسة إذ يجد الباحث بها وصفاً شاملاً للمدن وذكر قراها ووصف الأماكن والمباني وصفاً دقيقاً ومن أهم كتب الخطط التي رجعت إليها كتاب ” المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار ” للمؤرخ المقريزي، وقد ركز المقريزي على مديني القاهرة والفسطاط (مصر) كما تطرق المقريزي في هذا الكتاب إلى بعض الأماكن ووصفها وصفاً دقيقاً وتعرض لتاريخها مثل دار الضيافة والتي تكمن أهميتها في كونها المكان الذي يستريح فيه السفير، واستمرّت كذلك إلى أن انقرضت الدولة الفاطمية، كما تعرض لذكر أبواب القصر الفاطمي وباب الفتوح الذي يدخل منه السفراء.
سابعاً المراجع العربية:
تعتبر المراجعة الحديثة ذات أهمية للباحث إذ أنه يجد خلاصة فكر من سبقوه في البحث العلمي، ومن أهم المراجع التي رجعت إليها كتاب ” الدولة الفاطمية في مصر” للدكتور أيمن فؤاد السيد والذى تناول فيه الدولة الفاطمية منذ بداية الاصلاحات والتحديات التي واجهتم وكيف تغلب الخلفاء على تلك المصاعب وانتقالهم لمصر وحتى التدهور والاضمحلال الذى أصاب الدولة الفاطمية في أواخر عصرها نتيجة تقلص دور الخلفاء، وسيطرة الوزارة على كافة مقاليد البلاد، كما تعرض للتنظيمات الداخلية والحياة الاجتماعية، وأشار الكاتب إلى الدواوين الفاطمية ودورها في السفارات وتعرض بعض الدواوين للاندثار أو تبدل المهام.
ويأتي في مقدمتها كتاب ” تاريخ الدولة الفاطمية” للدكتور حسن إبراهيم حسن، تناول المؤلف في هذا الكتاب موضوعات متنوعة تخص الدولة الفاطمية، وكان من ضمنها ما يتعلق بالسفارات الفاطمية مثل تناوله للدواوين الفاطمية ومنها ديوان البريد، كذلك تناول مدينة القاهرة وعمرانها وتوسعها، وتناول القصور الفاطمية وقاعة الذهب، والطعام والشراب والملابس داخل القصر الفاطمي، وقد أعطتنا هذا المعلومات وصفاً لطبيعة حياة الخليفة الفاطمي، وما يدور داخل القاهرة من احتفالات وأسمطه، وتناول الكاتب العلاقات الخارجية للدولة الفاطمية.
ومن المراجع التي أفادت الدراسة كتاب ” نظم الفاطميين ورسومهم في مصر” للدكتور عبد المنعم ماجد، ويقع الكتاب في جزأين تناول المؤلف في الجزء الأول الإمامة، الوزارة، الإدارة، النظم الدينية، والنظم الحربية، وتناول في الجزء الثاني – وهو الأهم للدراسة- إذ تناول القصر الفاطمي وما به رسوم وخزائن وترتيب للوظائف داخل القصر الفاطمي، وتناول حاشية الخليفة الفاطمي، كما تناول الرسوم الفاطمية وما بها من احتفالات مثل جلوس الخليفة، والمواكب، وقد استفدت كثيراً من المعلومات التي أوردها المؤلف في الجزأين وخاصة الجزء الثاني.
وكذلك كتاب ” تاريخ الدولة الفاطمية ” للدكتور محمد جمال الدين سرور، ويعد هذا الكتاب من أهم الكتب التي تناولت التاريخ الفاطمي، وقسم الكاتب كتابه إلى قسمين، تناول في الأول الدولة الفاطمية منذ قيامها ببلاد المغرب وحتى انتقالها لمصر وذكر التنظيمات الإدارية للفاطميين ومعاملتهم للسنة داخل مصر ومعاملتهم لأهل الذمة وتناول الوزراء وازياد نفوذهم وتضاؤل نفوذ الخليفة الفاطمي كما تناول الحياة الثقافية والعلمية والحياة الاجتماعية للفاطميين في مصر، وفي القسم الثاني تناول فيه العلاقات الخارجية للدولة الفاطمية وعلاقتهم بالدولة العباسية، القرامطة، النوبة والحبشة، وكيف تطورت العلاقات بين هذه الدول والدولة الفاطمية، كما تناول علاقة الفاطميين باليمن والحجاز والمغرب العربي.
ثامناً المراجع الأجنبية:
كما استفاد الباحث من العديد من المراجع الأجنبية حيث تم الرجوع للعديد والتي يأتي في مقدمتها البحث الفرنسي
Canard , M, Canard , M, LE Ceremonial Fatimite Et Le Ceremonial ByzantiN.
وتناول الباحث الفرنسي ماريوس كانارد المراسم الفاطمية وعقد مقارنة بينها وبين المراسم البيزنطية، وكذلك بين قاعات القصرين وأماكن جلوس الخليفة أو الإمبراطور البيزنطي، وأوضح التشابه بين كلا القصرين ومراسم الاستقبال، ويعد هذا البحث من أهم البحوث التي كتبت في حقل التاريخ الفاطمي.
تمهيد:
اختلف المؤرخون في نسب الفاطميين( ) وانقسموا في ذلك كل فريق يؤيد رأيه( )، أما الفاطميون فهم ينسبون أنفسهم إلى الخليفة علي بن أبي طالب ويرون أحقيته بالخلافة، وبعد وفاة الخليفة علي بن أبي طالب توالت الإمامة حتى وصلت للإمام السادس وهو جعفر الصادق، ويُعد عهد الإمام جعفر بداية انقسام الدعوة( ). إذ أنه قرر مخالفة النظام المعمول به وقرر أن يتولى الإمامة بعده ابنه الاصغر موسى الكاظم ونحى ابنه الأكبر- صاحب الحق في الإمامة- إسماعيل، وانقسم الشيعة إلى فرقة تؤيد إمامة إسماعيل وأولاده من بعده، وفرقة أخرى تؤيد موسى وأولاده( ).
نشر الدعوة الشيعية:
استطاع أنصار الدعوة الإسماعيلية نشر الدعوة الإسماعيلية( )، وتمكنوا من نشر مذهبهم في مختلف أرجاء العالم الإسلامي، وقد ساعدهم على ذلك ظهور دعاة على استعداد للتضحية بكل غال ونفيس من أجل الدعوة،