Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
”تكوينات نحتية من خلال مختارات من التراث المصري المادي بالإفادة من التكنولوجيا الرقمية ” دراسة ميدانية ”/
المؤلف
سليمان، احمد سعد محمود.
هيئة الاعداد
مشرف / أحمد سعــد محمود سليمــــان
مشرف / محمد جلال على محمد
مشرف / عمرو عبد القادر محمود
مناقش / محمد سعيد عبد اللة
مناقش / ايمان عبد اللة احمد
الموضوع
النحت المصرى.
تاريخ النشر
2024
عدد الصفحات
136 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
تربية فنية
الناشر
تاريخ الإجازة
18/5/2024
مكان الإجازة
جامعة أسيوط - كلية التربية النوعية - التربية الفنية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 114

from 114

المستخلص

البحث باللغة العربية
يعتبر التراث رمزاً للهوية والإنسانية الخاصة بالشعوب المختلفة، ورمزاً للمعرفة والقدرات التي توصلت لها، والتي تناقلته وأعادت تكوينه الأجيال، كما يعتبر رمزاً مرتبطاً بالأماكن والفنون التي لا يمكن التخلي عنها.
ويساهم التراث في تعزيز الاقتصاد وإنعاشه، وخاصةً الاقتصادات المحلية التي أظهرت أهمية التراث، كما يساعد التراث على زيادة معدلات التنمية في البلاد، وزيادة الخبرات التدريبية والتي تساهم في تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وفي صدد هذا البحث يتناول الباحث الفن الرقمي والنحت في فنون ما بعد الحداثة، في محاولة لتأصيل الهوية المصرية من خلال الفن الرقمي تماشياً مع فلسفة فنون ما بعد الحداثة، فالتراث المصري يتضمن مجموعات من القيم الثقافية، والتقدم التكنولوجي، والهندسة، واللغة، والفن، وقد انتقل هذا الإرث إلى الحضارات المجاورة التي تأثرت بالحضارة المصرية القديمة مثل الحضارة الكوشية والحضارة اليونانية ومنها إلى الحضارة الرومانية ثم الحضارة الغربية وبهذا تكون مصر قد تركت تأثير حضاري بشكل مباشر وغير مباشر على حضارات العالم القديم والحديث، وبذلك خلقت الحضارة المصرية تراث عظيم عريق يزيد عن 7000 سنة.
والتراث الشعبي ثروة كبيرة من الآداب والقيم والعادات والتقاليد والمعارف الشعبية والثقافة المادية والفنون التشكيلية والموسيقية، وهو علم يدرس الآن في الكثير من الجامعات والمعاهد الأجنبية والعربية لذا؛ فإن الاهتمام به من الأمور الملحة.
والتراث بمفهومه البسيط هو خلاصة ما خلَفته (ورثته) الأجيال السالفة للأجيال الحالية، فهو ما خلفه الأجداد لكي يكون عبرةً من الماضي ونهجاً يستقي منه الأبناء الدروس ليَعبُروا بها من الحاضر إلى المستقبل و، والتراث في الحضارة بمثابة الجذور في الشجرة، فكلما غاصت وتفرعت الجذور كانت الشجرة أقوى وأثبت وأقدر على مواجهة تقلبات الزمان، ومن الناحية العلمية هو علم ثقافي قائم بذاته يختص بقطاع معين من الثقافة.
والتراث الثقافيّ الماديّ: يشمل 3 أنواع رئيسية كالآتي:
- التراث الثقافيّ المغمور بالمياه: يشمل هذا التراث حطام السفن، والأطلال، والمدن المبنيّة تحت الماء.
- التراث الثقافيّ المنقول: يُقصد به التراث المصنوع بشكلٍ يدويّ ويتمثّل باللوحات، والصور، والمنحوتات، والعملات معدنيّة، والمخطوطات، والكتب، والوثائق، وغيرها.
- التراث الثقافيّ غير المنقول: يقصد به البيئة المبنيّة في المجتمع، كالمعالم، والمواقع الأثريّة، والمدن، وبقايا المباني الأثريّة، وغيرها.
وقد شهد القرن العشرون غمار عملية تغير عميقـة ومتـصلة وكانـت القـوة الدافعـة لعمليـة التغـير هـذه هـي التجديـدات التي طـرأت علـى مـصادر القـوة في صـناعة التقنيـات والاتـصالات وهـو مـا يسمى الثـورة التكنولوجيـة، لكـن قـوة الـدفع هـذه قـد تـسارعت خـلال القـرون الثلاثـة الأخـيرة علـى نحـو غـير مـسبوق وترتـب علـى ذلـك إحـداث تحـولات بعيـدة المـدى في ظروف الحياة الاجتماعية والإنسانية بشكل عام.
وتعـد التكنولوجيـا التي صـنعها العقـل البـشري التحـدي المطلـق لـيس فقـط للفنـون وانمـا لكـل العلـوم، فهـي بـذلك تعـني خلـق حالـة مـن التنـافس الإيجابي بـين تـدخل التكنولوجيـا الرقميـة في الفنـون البـصرية وبـين انـصار المـذاهب الفنية التقليدية الرافضة للتكنولوجيا الرقمية، والآن أصـبح هنـاك فـن قـائم بذاتـه يعـرف باسـم الفـن الرقمـي Digital Art الـذى انتـشر في أنحـاء العـالم بـسرعة فائقـة والتي يكـون للتكنولوجيـا الرقميـة دور في بنائه وابـداعه كمـا هـو حاصـل في النحـت الالكتروني واستخدام تكنولوجيا آلة CNC.
ويصنّف مؤرخي ومعرفة الفنّ الرقمي (بالإنجليزيّة: Digital Art) هذا الفن على أنه مزيج من مجموعة من الأعمال الفنية المرئية والعملية التي تعتمد على الأدوات الرقمية؛ حيث تعتبر التكنولوجيا والتقنيات المختلفة هي لبنة الأساس في هذا الفنّ، حيث إنه باستخدامها يمكن لممارسي هذا الفنّ الوصول إلى هدفهم الذي يرجونه.
ويرتكز الفن الرقمي على استخدام التكنولوجيا كأداة لخلق الفنّ بأشكاله المختلفة؛ مثل اللوحات والصور والمنحوتات والمطبوعات، وتعتبر التكنولوجيا هي الهدف الذي يرجوه الفنان، وليس فقط الوسيلة، حيث يمكن للفنانين اكتشاف ما يمكن لهذه التقنيات أن تحققه وتنتجه من إنتاجات فنية، ويمكن تعريف الفنّ الرقمي على أنه الفنّ القابل للحساب والتخزين، والذي يمكن توزيعه ونشره رقمياً، وذلك عبر شبكة الإنترنت على سبيل المثال، أو على غيرها من وسائل النشر الرقمية.
ويحتوي الفنّ الرقمي على عدد كبير من التطبيقات والأشكال المرتبطة فيه، كما أنه له الكثير من الاستخدامات التي يمكنه تحقيقها، وعادةً ما تكون استخداماته في المجالات التجارية، أو في مجالات الإعلانات التي تتطلب بعض المرونة، ومن أنواع الفنّ الرقمي وتطبيقاته الرسم الرقمي، التصوير الرقمي، النحت الرقمي.
ومن مميزات الفن الرقمي أنه منح الفرصة للفنانين في إظهار إبداعاتهم الفنية من خلال توفير العديد من الأدوات الرقمية التي تساعدهم على ذلك، ويشبه الفن الرقمي إلى حدٍ كبير اللوحة الفنية المرسومة بالنمط القديم، لكن ما يميزه عن النمط القديم أنه يظهرها وكأنها حقيقية، ويبرز ذلك عند طباعتها ويتيح الفرصة للتعديل على الصور وإضافة الكثير من التأثيرات المميزة لها، كما يساعد على توفير والوقت والمجهود في شراء الأدوات الخاصة بالرسم مثل الأقلام والألوان.
وقد دخلت التكنولوجيا ثلاثية الأبعاد في مختلف أشكال التصنيع، وتم استخدامها كذلك في الفنون، حيث انطلقت حديثا إلى عالم النحت، وتمكن النحاتون من خلال الأدوات الرقمية والتطبيقات الذكية، من التعديل على أعمالهم الرقمية، وصقلها، وسحبها وتنعيمها، وقرصها، والتلاعب بها، كما لو أنها مصنوعة من مادة واقعية.
ولم يعد تشابك الأدوات الرقمية مع الفن، حاليا بالشيء الغريب، فلطالما كان الفن هو أجرأ الصناعات وأكثرها مرونة في التقاطع مع الأدوات الجديدة، ويبدأ الفن دوما من أدوات الواقع، ويكون الخيال مسرح العبث والتجريب من أجل صناعة الشكل والمعنى الذي يريده الفنان.
ورقمنة النحت بها مساحة أوسع من التجريب، وقدرة أكبر على المحو والتفصيل والاستعادة والتلاعب بالأدوات، كما أن التكوينات النحتية التي قد تستغرق شهرين أو ثلاثة في النحت الواقعي، لربما لا تأخذ أكثر من يومين في النحت الرقمي، وفي جانب الكفاءة فهذا يتحدد حسب قدرة الفنان وخبرته، ولكن النحت الرقمي المحترف، يقدم جودة غير مسبوقة، وهناك من الفنانون، من يستخدم النهجين خلال إنتاج عمله، فنقطة البداية هي واحدة لتقديم النحت الواقعي والرقمي كذلك، حيث يقوم الأمر على التخيل وتحديد شكل المجسم في الخيال، ومن ثم المباشرة في التشكيل.
وقد قلب فن ما بعد الحداثة فكرة التقدم الحداثي رأساً على عقب، تلك الفكرة التي كانت في الماضي تتجه نحو التجريد الإدراكي، وفن ما بعد الحداثة يعود إلى الطرز القديمة، وفي الوقت نفسه يمضي إلى الأمام حيث تضمن الصناعات والفنون التي استبعدها تيار الحداثة حيث أعاد القيمة للصورة التشكيلية واستبدل العناصر الجافة بعناصر الثراء المترف والزخرفة وتعدد الطرز وتجاوز العدمية إلى التبادل الثقافي.
وقد انبثق مفهوم الحداثة من بواكير النهضة الأوروبية ويمكن لتقسيمات الفيلسوف الأمريكي مارشال بيرمان للمراحل التي مرت بها تجربة الحداثة في إطارها التاريخي الشامل أن توفر لنا المعالم البارزة لمسار هذه التجربة أوربياً وعالمياً.
أولاً: تبدأ من أوائل القرن السادس عشر تقريباً وتستمر حتى نهاية القرن الثامن عشر، حيث أخذ الناس يجربون الحياة الحديثة دون أن يعوا تماماً حقيقة ما يجربون ويواجهون.
ثانياً: تبدأ في تسعينيات القرن الثامن عشر، مع الثورة الفرنسية وجمهورها الثوري الحديث الذي تعمق إحساسه في القرن التاسع عشر خاصة وأنه يعيش في عالم حديث يختلف تماماً عن العالم السابق فتظهر أفكار الحداثة وتنتشر.
ثالثاً: هي الأخيرة في القرن العشرين حيث عملية التحديث تتسع لتشمل العالم كله بالفعل، وتحقق ثقافة العالم المتطلع لنزعة الحداثة انتصارات مشهودة في الفن والفكر.
وللحداثة مفهوم جديد في الفكر المعاصر ”يشير إلى تحديث الأشياء بعد أن كان يشير إلى جوهرها. فهي تضع الإنسان والعقل والهوية في صورة جديدة ترتفع به على ما كان سائداً في العصور الوسطى، وهي بذلك نقيض القديم والتقليدي، لأنها حركة عقلانية تنويرية مستمرة وعلى جميع المستويات العلمية والتقنية والاجتماعية، والثقافية، والفلسفية، والاقتصادية.
وفى الفن التشكيلى الحداثى تحول من البحث عن الخصائص الجوهرية لكل شكل فنى إلى بحث على درجة عالية من الوعى بالذات، وقد أعطى اسلوب الحداثة فرصة للفنانين للخروج عن المقاييس الكلاسيكية الجامدة وذلك من خلال التجريب Experiment بالخامات المستحدثة في تجاربهم الابداعية للوصول إلى صياغات تشكيلية مبتكرة، كما أصبح العمل الفني يشاهد من زوايا متعددة مرتبطة بالحالة النفسية وإسقاطات اللحظة الانفعالية من قبل المتذوقين المتنوعين في مستوياتهم، فالعمل الفني نموذج استقرائي مفتوح متعدد متجدد الأفكار والأشكال والألوان المتحاورة مع الأبعاد المادية الأساسية في البناء الحجمي للمدركات الشكلية من (طول– عرض– ارتفاع) إضافة إلى الأبعاد المعنوية المستحدثة (كالحركة وارتباطها بالزمن– الصفة التعبيرية) كأبعاد خمسة أكتمل بها عقد الحداثة في الفن حتى الآن.
انطلاقاً من هذا فالحداثة هي أقرب في المعنى إلى ما يصفها به الناقد الفرنسي آلان تورين من أنها أكثر من كونها مجرد تغيير أو تتابع أحداث، إنها انتشار لمنتجات النشاط العقلي، العلمية، التكنولوجية، الإدارية، فهي تتضمن عملية التمييز المتنامي لعديد من بين قطاعات الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والحياة العائلية والدين والفن على وجه الخصوص، لأن العقلانية تمارس عملها في داخل النشاط نفسه.
إذاً فالحداثة ظاهرة متعددة المعالم يكون أبرز ما فيها جانبها العقلاني الذي يبث منتجاته وينشرها في ميادين الحياة الإنسانية.
وقد استخدم الكثير من الباحثين مصطلحا ما بعد الحداثة للدلالة على المتغيرات التى سادت الحضارة الغربية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، والانتقال من الصناعة إلى التكنولوجيا الحديثة، التي ظهرت في المجتمعات الغربية، حيث سادت فيها التكنولوجيا والمعرفة البحثية، والتحول من البحث النظرى إلى التطبيق العملي التكنولوجي، أو ما سمى فيما بعد بحتمية التكنولوجيا، والتي ساعدت في تحويل العالم إلى قرية متقاربة الاطراف ترتبط بمحركات علمية جديدة.
مشكلة البحث:
مما سبق ومن خلال دراسة ميدانية، تتبلور مشكلة البحث في الإجابة على التساؤل التالي:
ما إمكانية الإفادة من الفن الرقمي في فن النحت في ضوء فنون ما بعد الحداثة؟
فرض البحث:
يمكن الإفادة من الفن الرقمي في فن النحت في وضوء فنون ما بعد الحداثة
أهداف البحث
1- إلقاء الضوء على التكنولوجيا الرقمية في مجال الفن التشكيلي عامة وفن النحت خاصة.2- رصد إمكانية تطوير طرق تدريس فن النحت من خلال برامج الحاسب الآلي.