Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
إبـراهيـم، سـارة عبد المعطـي.
المؤلف
إبـراهيـم، سـارة عبد المعطـي.
هيئة الاعداد
باحث / سـارة عبد المعطـي إبـراهيـم
مشرف / سلوى محمد مصطفى نصره
مشرف / حسـين عـبده حسـين
مناقش / عامر يس النجار
مناقش / كوكب مصطفى عامر
تاريخ النشر
2024.
عدد الصفحات
421ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
فلسفة
تاريخ الإجازة
1/1/2024
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية البنات - قسم الفلسفة
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 421

from 421

المستخلص

ملخص الدراسة
علمُ الكلامِ هو أحدُ فروع الفلسفة الإسلامية،ولقد اضْطَلَعَ منذ نشأته بمَهَمتين أساسيتين:
أولهما: بيان العقائد الإسلامية والبرهنة على صدقها بالأدلة العقلية، والرَّدُّ على الشبهات والشكوك التى توجه إليه من الخصوم على اختلاف أديانهم،ومذاهبهم،ومواقفهم من العقائد بصفه عامة.
وثانيهما: مناقشة عقائد المخالفين، وتقديم البراهين والحُجَجِ على بطلانها وبيان زيفها، وهى مهمة مكملة للأولى.
وتظهرهاتان الوظيفتان فى كثيرمن التعريفات التى قُدِّمَت لهذا العلم، وقديمًا تصدَّى علماءُ الكلام للدفاع عن العقيدة معتمدين على الحُجج والجدل العقلي، واستطاعوا أن يؤدوا دوراً هاماً.ومن هذا المنطلق احتل علم الكلام قديمًا مكانةً متميزةً في الحضارة الإسلامية. أما اليوم فيشهد العالم الإسلامي نهضةً فكريةً وثقافيةً تُعيد طرح أسئلةٍ جوهريةٍ حول الدين والوحي والإيمان.وفي هذا السياق برز مفهوم ”علم الكلام الجديد” كمصطلحٍ يشير إلى تيارٍ فكريٍ يسعى إلى تجديد علم الكلام الإسلامي،وتطويره ليواكب التحديات المعاصرة ؛ كما تسلح الخصم بأدوات ومناهج العلوم الحديثة، ومن ثم كان لابد لعلماء الكلام المعاصرين أن يطوِّروا من أدوات علم الكلام وأساليبه، ويستعينوا بالعلوم العصرية التي اعتمدت عليها التيارات التي هاجمت العقيدة الإسلامية، فكان علم الكلام الجديد.
ولايعنى التجديدُ أن يكون هنالك انقطاع للصلة بين القديم والجديد،خاصةً وأن علم الكلام قد قام منذ نشأته للرد على موضوعاتٍ مثارةٍ فى البيئة الإسلامية، وبالتالى فهو من العلوم المتجددة بشكلٍ مستمرٍ، ولا ينبغي أن تُفهم حركة التجديد على أنها علم كلامٍ مغايرٍ أومختلف عن القديم أوأن هناك قطيعة وفصل بين علم الكلام القديم والجديد، فحركة التجديد الكلامى سوف تظل مستمرة باستمرارالموضوعات والمشكلات المتجددة،وما أحوجنا اليوم ـــ فى عالم يسعى فيه الكثيرون من أعداء الإسلام لمهاجمة الثوابت العقائدية ـــ للرد على هذة الاتجاهات،وتقديم تصورات تتفق مع روح العقيدة وتواكب العصر.
وبالتالى يصبح التجديد هو تطويرالنظام الكلامى القديم ككل حتى يستجيب لحاجيات الفكرالإسلامى المعاصر، المهتم بتشخيص داءات المجتمعات الإسلامية الآنية، والتى يمكن أن يكون علم الكلام فى صورته القديمة قد نقل إلينا الكثير منها، أو أنه هو نفسه أحد مصادرها بشكلٍ أو بآخر، ومن ثم البحث عن علاجٍ لها.
وقد يُبنى التجديد في علم الكلام على أصولٍ منها: إعادة تعريف الإنسان والكشف عما يمكن أن يقدم الدين إليه من معنى روحي وجمالي، والإقبالُ على التراث دراسةً واستكشافًا واستلهام جوانبه العقلية والروحية، كذا والإقبال على العلوم والمعارف الحديثة ومحاولة استيعابها لاسيما العلوم الإنسانية، ومحاولة استخدام المناهج والأدوات الحديثة في فهم النصوص وتفسيرها، ودراسة الأديان ومقارنتها، والكشف عن أنماط التدين والإيمان عبرالتاريخ، وأيضًا محاولة استحداث أفكارٍ جديدة تخدم الإنسان، أفكارٌ تفسر الوحي وتبني الصلة بين الله وعبده على أساس من المحبة
لا على القهر والاستعباد، وتوقظ المعنى الروحي وتعززه في النفس الإنسانية.
ومع تكاثر دعوات التجديد والإصلاح في علم الكلام توالدت الأطروحات التي تتبنى اسم التجديد،وقد ظهر علم الكلام الجديد فى بداية القرن العشرين ؛ حيث برزت معطيات علمية جديدة، فضلاً عن تنوع العلوم وتطورها، وقد ظهر مصطلح علم الكلام من جديد لأول مرة كعنوان لكتاب ألفه العالم الهندي المسلم ”شبلي النعماني” عام 1332هـ، ليصبح عنوانًا للاتجاه الحديث فى إعادة بناء علم الكلام، ومن أوائل الداعين إلى تجديد علم الكلام الإسلامي، كما ظهرت شخصيات متعددة ساهمت في تطوير هذا العلم، وكان من أبرز من ساهم في تجديد وتطوير علم الكلام الفيلسوف المغربي ”طه عبد الرحمن” (1944م)، الذى اهتم بدراسة الفلسفة الإسلامية، والمنطق، وفلسفة اللغة ؛ وجاء مشروعه في محاربة التقليد والتبعية في التفكير والمعرفة.
فقد حاول إعادة بَعْثِ الإبداع والاجتهاد في العالم العربي، ويقوم تجديده في علم الكلام على نقد القطيعة مع التراث واستكمالاً لما هو قديم،باستخدام أدوات تناسب متطلبات العصروالانفتاح على المستجدات المنهجية، من حيث إحياء المناظرة والحوار ودور العقل والقضية الأخلاقية في التجديد،فقد أبرزالمقدمات المنهجية التي يعتبرها ”طه عبد الرحمن” مدخلاً للتجديد الكلامي، وذلك من حيث إحياء الآليات المنهجية للمتكلمين ولم شمل نِتاج المتأخرين، رغم أنه لايخلو من جوانب الإبداع والعمق المنهجي والنقدي. مما يساعد على إحياء المَلَكَةِ الحِجَاجية لمناهضة الشُبُهَاتِ الحديثة، فإلى أىِّ حدٍ نجح ”طه عبد الرحمن” فى تقديم رؤية منهجية فى علم الكلام الجديد، قادرةٌ على حَلِّ ومواجهة المشكلات المعاصرة ضد التيارات المناهضة للعقيدة الإسلامية، وهذا ماسيحاول البحث أن يكشف عنه.
أهداف الدراسة:
تهدف الدراسة إلى:
1- فَهْم التطوراتِ الفكرية الجارية على الساحة الإسلامية، وتحديد اتجاهات علم الكلام الجديد، ودوره في إعادة صياغة الخطاب الديني.
2- تقييم منهجية علم الكلام التقليدي، وتحديد نقاط قوته وضعفه، واقتراح مناهج جديدة تتناسب مع متطلبات العصر.
3- توضح الدراسة لاستكمال محاولاتٍ علميةٍ لتأسيس علمَ كلامٍ جديدٍ، جديد فى قضاياه، وجديد فى منهجة، يتناول قضايانا نحن، حيث يواجه الخصوم المعاصرين أصول عقيدتنا، علم كلام يعالج مشكلات عصرنا نحن، وما أكثرها.
4- الكشف عن جهد أحد الرواد المعاصرين وهو ”طه عبد الرحمن” فى تجديد الجانب المنهجى فى علم الكلام،والمتعلق بالأُسس (كالحوار،والمناظرة،والجدل)، مع بيان الجديد الذى أضافه لعلم الكلام والمختلف عن الرؤية القديمة.
5- الوقوف على أهم سمات العقلانية الحوارية الإسلامية، والأسس التى تقوم عليها لتجعلها صالحه لكل زمان ومكان.
6- الكشف عن مفهوم العقل الإسلامى، وإمكانية تحرره من أثرالرؤية الغربية التى تُعلى من شأن حضارة القول، ومدى قدرة ”طه عبد الرحمن” على تقديم رؤية كلامية وفكرية جديده، نابعة من القرآن والسنة ومقتضيات الواقع الإسلامى.
تساؤلات الدراسة:
يتمحورهذا البحثُ حول مجموعة من التساؤلات التي تثيرها طبيعة الموضوع، يمكن عرضها على النحو التالي:
1- ما هو المقصود بتجديد علم الكلام ؟ وهل ابتعد علم الكلام الجديد عن المبادىء الأساسية للدين الاسلامى ؟، وهل يمثل تجديدًا أم انحرافًا عن العقيدة ؟
2- ما مدى قدرة علم الكلام الجديد على تقديم خطاب دينى يخاطب هموم المجتمع الإسلامي المعاصر، ويساهم فى حل مشكلاته ؟.
3- هل نجح ” طه عبد الرحمن ” فى تقديم رؤية معاصرة فى علم الكلام؟، خاصة وأنه استخدم نفس الآليات القديمة (الحوار، والمناظرة، والجدل)، فما هو الجديد الذى قدمه بحيث يحسب من رواد التجديد فى علم الكلام؟
4- هل نجح ”طه عبد الرحمن” فى إثارة موضوعات جديدة،خاصة المتعلقة بقضية الحداثة الغربية، وتقديم رؤية أخلاقية إسلامية تمكنا من حل مشكلات العالم، بدلًا من الرؤية الغربية ذات الأفق المادى الضيق ؟
5- ماهى الرؤية المستقبلة لعلم الكلام الجديد فى رأى ”طه عبد الرحمن” ؟، وهل استطاع أن يعالج آفات علم الكلام القديم والممثله فى الصرعات المذهبية بين الفرق الكلامية ؟
منهج الدراسة:
في ضوء طبيعة الدراسة تم استخدام عدة مناهج هي:
المنهج التحليلى:
يعتمد البحث على تحليل مفاهيم علم الكلام الجديد، وأهم ممثليه، وأفكاره، وإشكالياته، وتحليل النصوص الخاصة به، خاصةً تلك التى وردت فى كتابات ”طه عبد الرحمن ”.
- المنهج المقارن:
حيث يقارنُ البحثُ بين علم الكلام الجديد وعلم الكلام التقليدي من حيث الموضوعات، والمناهج،والنتائج ؛ وأيضًا بين الحداثة بمفهومها الغربى والحداثة بمفهومها الأخلاقى الإسلامى، وذلك من خلال الرؤية التي قدمها ”طه عبد الرحمن”.
- المنهج النقدى:
يتضح من خلال تناول ”طه عبد الرحمن” لافاتِ الحضارة الغربية، وماهوعلاجها، وأيضًا ما يعيب حركة الجدل والحوار فى علم الكلام القديم، وأهم ما طُرِحَ من معالجة.
- المنهج التاريخى:
حَرِصَ البحثُ على التأصيل التاريخى للمفاهيم الخاصة بالبحث، كمفهوم علم الكلام التقليدى وتاريخه، وأيضًا نشأته، والعوامل التى دفعت إلى تجديد علم الكلام، فكان مصطلح ”علم الكلام الجديد”.
وتتكون هذه الدراسة من مقدمة وخمسة فصول وخاتمة
الفصل الأول: ” علم الكلام بين القديم والجديد”:
قد تناول هذا الفصل دراسةً مقارنةً بين علم الكلام القديم وعلم الكلام الجديد، مُتناولاً نشأتهما، وأسسهما، وإشكاليات التجديد، ومساره التطوري، وعلاقته بالعلوم الأخرى، وأهم دواعى التجديد وآلياته، وموضوعاته ؛ كما يقف على إشكاليات التجديد، وأهم الأسس التى يرتكزعليها من حيث:(المسائل، والمنهج، والموضوع، والمبادىء)،مع تقديم عرضٍ لأبرز رواد علم الكلام الجديد.
الفصل الثاني: ” نقد العقل وتجديد علم الكلام ”:
يتناول هذا الفصل المقصود بالعقل فى اللغة والاصطلاح، ومكانته في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، ومكانة العقل لدى متكلمى الإسلام، ثم يكشف عن دور العقل كآليةٍ لتجديد علم الكلام، وبيان أهم الإشكاليات التى دخلت على تعريف العقل، ثم بيان مراتب العقل عند ”طه عبد الرحمن”، وأى المراتبِ تصلحُ لعلم الكلام الجديد، وأخيرًا يستعرض الفصل الآفاق المستقبلية للعقلانبة الكلامية.
الفصل الثالث: ”الحوار والخطاب الأصول والتجديد”:
يتناول هذا الفصل الحوار فى اللغة والاصطلاح، ومكانته فى القرآن والسنة ؛ ثم ينتقل للكشف عن النظرية الحوارية فى علم الكلام الجديد من خلال النظرية الأخلاقية التي قدمها ”طه عبد الرحمن”، مع بيان مراتب الحوارية وأهميتها الحضارية،وأهم الأُسس الأخلاقية للحوار،حتى يتضح لنا الجديد الذى سيقدمه طه ”عبد الرحمن” بشأنه. ثم ينتقل الفصل لاستعراض الخطاب، وتناول علم الكلام الجديد كآلية لتجديد الخطاب الدينى.
الفصل الرابع: ” الجدل والمناظرة وعلاقته بعلم الكلام الجديد”:
ويتناول أصول الجدل والمناظرة فى القرآن والسنة، ويكشف عن دورالجدل والمناظرة لدى المتكلمين باعتبارهما من أدوات الحوارالكلامى،كما يكشف عن أخلاقيات الجدل والمناظرة لدى متكلمى الإسلام، وما يميز الجدل والمناظرة فى علم الكلام الجديد، وخاصةً أنها من أدوات علم الكلام القديم.
الفصل الخامس: ” قضايا علم الكلام الجديد الأخلاق نموذجاً ”:
إذا كانت الفصول السابقة قد تناولت أهم آليات علم الكلام الجديد (العقل،والحوار، والمناظرة،والجدل) فإن هذا الفصل يتناول إحدى قضايا علم الكلام من خلال تركيز ”طه عبد الرحمن” على أهم المُسلمات التى سيرتكز عليها فى رؤيته الأخلاقية، ثم يوضح دورعلم الكلام فى نقد الأخلاق الغربية، وكيف استطاع أن يقدم نظرية أخلاقية إسلامية تعالج المشكلات الأخلاقية المعاصرة.
وجاءت خاتمة الدراسة متضمنة رصداً لأهم النتائج التي تم التوصل إليها