الفهرس 
تطــور المسئــــوليــــة المــــدنيــــةيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 421 |  |  |
| | | from | 421 | | |
المستخلص
أدى التقدم العلمي والتطور التقني والتكنولوجيا في المجتمع المعاصر إلى ظهور العديد من التقنيات الحديثة التي قدمت للبشرية سلعًا أكثر رفاهية أسهمت في تيسير حياة الإنسان وحققت له المزيد من الرفاهية على النحو الذي أصبح من غير الممكن الاستغناء عنها إلا أن هذه التقنيات الحديثة تحمل في ذات الوقت في طياتها أخطارًا كامنة تهدد حياة الإنسان والتي يصعب اكتشافها لعدم استطاعة المضرور الإحاطة بدقائق الأمور الفنية الخاصة بها، هذه المخاطر في الأضرار الناتجة عن الأنشطة الصناعية والتكنولوجية الحديثة مثل الأضرار البيولوجية.
الأمر الذي بدت معه الحاجة ماسة لمواجهة تلك المخاطر المستحدثة وتنظيم المسؤولية الناشئة عنها، مع الأخذ بعين الإعتبار أن القواعد العامة في المسؤولية المدنية القائمة على فكرة الخطأ، لم تعد تكفي للإحاطة بها، ولم تعد تتواكب مع العصر في ظل التطور الصناعي والتكنولوجي المتلاحق، فلم يعد اعتبار الخطأ الأساس الوحيد لقيام المسؤولية يتفق مع الأوضاع المستحدثة لهذه المخاطر، والتي قد يتولد عنها أضرار يصعب إثبات الخطأ بشأنها وتحديد شخص مرتكبها، مما قد يترتب عليه من ضياع حقوق المضرورين، والتي تأبي قواعد العدالة تركهم دون تعويض، الأمر الذي استلزم بيان مدى الحاجة إلى استحداث نوع جديد من المسؤولية لكي تتواكب مع المخاطر المستحدثة للتطور التقني، تقوم على فكرة ضمان المخاطر وليس الخطأ، وكذلك ببيان مدى الحاجة إلى إجراء التعديلات اللازمة في التشريعات الوطنية لتنظيم المسؤولية عن الأضرار البيولوجية، بتبني مبدأ المسؤولية الموضوعية لتوفير الحماية اللازمة للمضرورين من مخاطر وأضرار تلك التقنيات الحديثة.