الفهرس 
الفصل الاوليوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 202 |  |  |
| | | from | 202 | | |
المستخلص
المدرسة المنتجة هي إحدى الآليات التربوية التي دخلت المنظومة التعليمية في مستهل الألفية الثالثة من القرن الحالي،وهي دعامة تربوية تدخل في مجال التنمية البشرية التي تحافظ على مجتمعنا المصري العريق في خضم ما يشهده العالم في بداية القرن الحادي عشر من تغيرات سريعة ومتلاحقة قلبت موازين الحياة في شتى مجالاتها المتعددة؛ لإرساء نظرة حديثة مختلفة و متطورة لدور المدرسة في المجتمع نضمن من خلالها ربط المدرسة بالمجتمع، ودمج المجتمع في المدرسة، وكذلك تعميق ولاء الطالب وانتمائه للمدرسة والمجتمع والعمل على جعل المدرسة بيئة تربوية تجذب الطلاب إليها، والبحث عن أساليب جديدة لمواجهة مشكلات تسرب الطلاب من التعليم وعلاج مشكلات عمالة الأطفال بطرق غير تقليدية، وخلق آلية جديدة لمستقبل التعليم بخلق فرص حقيقية لتعويد الطلاب على أدوارهم المستقبلية، كما تقوم المدرسة المنتجة أيضا بدور اقتصادي فعال مثل التمويل الذاتي للمدارس في جميع المراحل التعليمية .
ومن أهم المراحل التعليمية هي الحلقة الأولى من التعليم الأساسي التي إن أحسنت في إعداد خريجيها للمرحلة التالية فهو مظهر من مظاهر إنتاجية المدرسة الابتدائية؛ لذلك يجب محاولة التخطيط للنهوض بالمدرسة المنتجة في هذه المرحلة بما يلائم خصائصها ومدخلاتها.
مشكلة الدراسة وتساؤلاتها وأهدافها:
تحددت مشكلة الدراسة في وجود العديد من المشكلات التي تحول دون تنفيذ مشروع المدرسة المنتجة بالصورة الصحيحة عامة وبالمدارس الابتدائية خاصة،كما أنه لم يتم التخطيط الكافي لمواجهة هذه المشكلات التي تعوق تفعيل المدرسة المنتجة بالشكل الذي يؤدي لتحقيق أهدافها كاملة.
وتأسيسًا على ما سبق تمت معالجة مشكلة الدراسة في السؤال الرئيسي التالي:
(كيف يمكن التخطيط للنهوض بالمدرسة المنتجة في الحلقة الأولى من التعليم الأساسي بمحافظة الإسماعيلية؟)
وقد تفرع عنه بعض الأسئلة التالية، التي تستهدف الدراسة الإجابة عنها:
1- ما الأسس النظرية للمدرسة المنتجة في الفكر الإداري المعاصر؟
2- ما واقع المدرسة المنتجة في التعليم الابتدائي في ضوء التشريعات والمواثيق الرسمية في مصر بالتطبيق على محافظة الإسماعيلية؟
3- هل توجد فروق دالة لتطبيق المدرسة المنتجة حسب المتغيرات التالية: الوظيفة، سنوات الخبرة، المؤهل الدراسي، موقع المدرسة، الإدارة التعليمية؟
4- ما جوانب القوة والضعف المرتبطة بالمدرسة المنتجة بالحلقة الأولى من التعليم الأساسي بمحافظة الإسماعيلية، وفقًا لنتائج الدراسة الميدانية؟
5- ما السيناريوهات المقترحة للنهوض بالمدرسة المنتجة في الحلقة الأولى من التعليم الأساسي بمحافظة الإسماعيلية؟
منهج الدراسةوأدواتها:
- تسير الدراسة وفقا للمنهج الوصفي الذي يقوم على جمع الحقائق والبيانات وتفسيرها وتحليلها والوصول للهدف من الدراسة؛ حيث إنه المنهج المناسب لهذه الدراسة للتعرف بالتحليل والمناقشة على طبيعة المدرسة المنتجة وواقع تطبيقها.
- كما تستخدم الدراسة أسلوب السيناريوهات لتقديم تصورات للمدرسة الابتدائية المنتجة في المستقبل، وفقًا للخطوات التالية:
• الخطوة الأولى: وصف الوضع الراهن والاتجاهات العامة وتشمل هذه الخطوة تحديد العوامل الرئيسية المؤثرة في الواقع الحالي للمدرسة المنتجة بالحلقة الأولى من التعليم الأساسي، ورصد نقاط القوة والضعف، وتحديد الاتجاهات العامة البازغة.
• الخطوة الثانية: فهم ديناميكية النسق والقوى المحركة له.
• الخطوة الثالثة: تحديد السيناريوهات المقترحة.
- أما أداة الدراسة فهي: 1- الاستبانة الموجهة لمديري المدارس الابتدائيةومعلميها، ومسئولي الوحدة المنتجة بها، ومسؤولي ومديري إدارة المدرسة المنتجة بالمديرية والإدارات التعليمية، والتي تم بناؤها بعد تجميع وتحليل الأدبيات للوصول إلى كتابة الإطار النظري والذي من خلاله تم اشتقاق الصورة الأولية للاستبانة ثم عرضها على ستةوعشرين محكم متخصص في مجال الإدارة التعليمية والتربية المقارنة، ثم إجراء ما يرونه من تعديلات بالاتفاق مع السادة المشرفين ثم تطبيق الاستبانة على عينة تجريبية قدرها (50) فردًا، ثم تعميم التطبيق على كامل العينة، وتحليل البيانات الناتجة احصائيا باستخدام برنامج (SPSS) لحساب ثبات الاستبانة وبذلك تم التأكد من الصدق التحكيمي (المحتوى) والثبات للاستبانة موضع التطبيق.
2- مقابلة مقننة تمر بمراحل الاستبانة السابقة، موجهة إلى مدير إدارة المدرسة المنتجة بالمديرية التعليمية، ورؤساء أقسام المدرسة المنتجة، ومسئولي المدرسة المنتجة بالإدارات التعليمية. وبذلك تجمع الدراسة بين المنظورين الكمي والنوعي.
مجتمع وعينة الدراسة: -
المجتمع الأصلي للدراسة عبارة عن (364) مدرسة ابتدائية، و(364) مدير مدرسة، (364) مسئول وحدة منتجة بالمدارس الابتدائية، و(1) مدير إدارة المدرسة المنتجة بالمديرية التعليمية، و(8) رؤساء أقسام المدرسة المنتجة. وتم التطبيق على (189) مدرسة ابتدائية، و(189) مدير مدرسة ابتدائية، و(243) مسئول وحدة منتجة بهذه المدارس، وجميع مسئولي ورؤساء الأقسام ومدير إدارة المدرسة المنتجة. وتم اختيار العينة بطريقة طبقية عشوائية، وفقا لجدول تحديد العينة، ومعادلة مورجان ودكرجس، في إطار معدل خطأ (0.05) بدراسة تحديد حجم العينة للأنشطة البحثيةKrejcie,Morgan,1970)).وكانت العينة من المديرين ومسؤولي الوحدة المنتجة بالمدارس مقسمة بين الإدارات التعليمية الثمانية بنسب متساوية وفقًا للمجتمع الأصلي بكل إدارة تعليمية.
حدود الدراسة:تمثلت حدود الدراسة فيما يلي:-
• الحدود الموضوعية: تتناول الدراسة الحالية مفهوم المدرسة الابتدائية المنتجة لأنها تساعد على جذب الطالب للمدرسة، وزيادة انتاجية المدرسة العلمية والعملية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسلوكية، ولمحاولة تحقيق أهدافها بصورة فعالة.
• الحدود المكانية: المدارس الابتدائية بمحافظة الإسماعيلية وإدارة وأقسام المدرسة المنتجة التابعينللمديرية التعليمية والإدارات التعليمية بمحافظة الإسماعيلية.
مصطلحات الدراسة:
1) التخطيط:
إجرائيا: - هو استخدام التحليل العقلي المنظم في عمليات التطوير التعليمي بهدف جعل التعليم أكثر فاعلية وكفاءة في استجابته لحاجات وأهداف طلابه ومجتمعه، وأن يتعلم التلاميذ تعلم كافٍ بما يمكنهم من الإسهام في التنمية في كل المجالات.
2) المدرسة المنتجة:
إجرائيا: - المدرسة المنتجة أحد تطبيقات علم اقتصاديات التعليم التي تهتم بعوائد التعليم، من خلال سلسلة التفاعلات الإيجابية الهادفة بين المدخلات والعمليات والنواتج التعليمية، والمخرجات القريبة والبعيدة من أجل جعل التعلم أكثر إيجابية في التنمية الفردية والمجتمعية، بالتطبيق العملي الواسع لما تعلمه التلميذ من معارف ومهارات وقيم واتجاهات وسلوك في حياته.
خطوات الدراسة:
• الخطوة الأولى: تمثل الإطار العام للدراسة ويتضمن ما يلي: مقدمة الدراسة، ومشكلاتها وتساؤلاتها وأهدافها وأهميتها ومنهجها وأداته، عينة الدراسة، ومصطلحاتها، ودراساتها السابقة والتعليق عليها وخطة السير فيها.
• الخطوة الثانية: تبحث فيها الدارسة عن الأسس النظرية للمدرسة المنتجة في الفكر الإداري المعاصر، طبيعة المدرسة المنتجة من حيث: المفهوم والفلسفة والأهداف والأهمية والنشأة ومبررات الأخذ بها، ومتطلبات تطبيقها، والمعوقات التي تواجه تطبيقها.
• الخطوة الثالثة: دراسة واقع المدرسة المنتجة في مصر بعامة، ومحافظة الإسماعيلية بشكل خاص، تتضمن تحديد جوانب القوة والضعف المرتبطة نظريًا وميدانيًا، والجهود المبذولة لتفعيل المدرسة المنتجة في المدارس الابتدائية بمحافظة الإسماعيلية.
• الخطوة الرابعة: تصميم السيناريوهات المقترحة (وصف الوضع الراهن والاتجاهات العامة، وفهم ديناميكية النسق والقوى المحركة له ثم تحديد السيناريوهات البديلة، ثم فرزها واختيار عدد محدد منها وكتابتها).
مستخلص نتائج الدراسة الميدانية:
- قلة المتطلبات اللازمة لتحقيق أهداف المدرسة المنتجة بمدارس الحلقة الأولى من التعليم الأساسي بمحافظة الإسماعيلية.
- صعوبة تدريب مسئولي الوحدة المنتجة بالمدارس.
- ضعف توافر أماكن وقاعات ومساحات مناسبة للقيام بالمشروعات الإنتاجية داخل المدرسة.
- ضعف اهتمام المدرسة بتنفيذ المشروعات التي تنمي قدرات التلاميذ ومهاراتهم ووعيهم بمشروعات الوحدة المنتجة.
- قلة الوقت المتاح لقيام التلاميذ بمشروعاتهم الإنتاجية بالمدرسة.
- قلة الإمكانات المادية والبشرية التي تساعد على تنفيذالمشروعات الإنتاجية.
- لا توفر الإدارة التعليمية المعامل المطورة والورش والوسائط المتعددة اللازمة للوحدة منتجة.
- افتقار العاملين بالمدرسة للوعي الثقافي لدور المدرسة كوحدة منتجة.
- وجود فصل بين المناهج المدرسية وأنشطة الوحدة المنتجة داخل المدرسة.
- اتفقت عينة المقابلة على أن تشكيل الوحدة المنتجة بالمدرسة يتم بتكليف المدير لأحد المعلمين للقيام بتفعيل دور الوحدة المنتجة بالمدارس بشكل روتيني خاص بعمل السجلات المطلوبة وتنفيذ مشروع تسويقي (المقصف المدرسي)، والاستفادة بأغلب الأرباح في الصرف على احتياجات المدرسة، وتوريد جزء بسيط منها، وبذلك قلة الالتزام باللائحة المالية والقوانين المنظمة للمدرسة المنتجة.
- قلة الاهتمام من قبل إدارة المتابعة والتوجيه المالي والإداري أثناء قيامهم بدورهم في متابعة للوحدة المنتجة بالمدارس.
- تعقد الإجراءات المالية والتنظيمية.
في ضوء تلك النتائج تم اقتراحثلاث سيناريوهاتللنهوض بالمدرسة المنتجة في الحلقة الأولى من التعليم الأساسي بمحافظة الإسماعيلية.